مرض مزمن اسمه الطاعة

مرض مزمن اسمه الطاعة
الأحد 2 شتنبر 2012 - 15:28

” فروض الطاعة ” ، ” بيت الطاعة ” ، ” شق عصا الطاعة “…

نعم، يا ساداتي، للطاعة فروض و نواقض و سنن كباقي العبادات.

ولها أيضاً بيتٌ، ما إن يشهره الرجل في وجه زوجته، إن سولت لها نفسها الهروب من جحيم العذاب و التنكيل، حتى يستنفر وكيل الملك نيابته العامة و شرطته القضائية، فيتربصوا في الثغور و الحدود، للقبض على المجرمة و اقتيادها مثل الفريسة، ثم إلقائها داخل عرين الأسد، سمي اصطلاحاً ببيت الطاعة.

وللطاعة، كذلك، عصا تهش بها على الرعاع والسوقة والغوغاء، ولها فيها مآرب أخرى… إن ضُرب بها على رأسك، فتسببت صلابته في تشقق العصا و تصدعها، فالويل كل الويل لك أيها المتمرد المنشق.

باختصار شديد، الطاعة عندنا، من المحيط إلى الخليج، لها مملكة ورايات تعقد، بل تكاد، لحسنها، تُعبد كَرَبٍّ مُطلق مُفرد…

فضيلة الطاعة:

في الساعة الأولى التي يطل فيها المولود برأسه من رحم والدته، يشرع، بالغريزة، في الصراخ و الاحتجاج على شهور تسعة قضاها في الاعتقال و الإقامة الجبرية، فكان لزاماً لفه في قماط بإحكام شديد، كأنه ممياء، تُحنط كل ذرة تمرد بداخله. إنه أول درس في الطاعة و كسر شوكة العصيان.

هكذا، ومنذ سنوات العمر الأولى، تعمل الأسرة على أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء علاقة “طاعة”، وتقدم “طاعة الوالدين” على أنها قمة الفضائل العائلية، بل إن نجاح الأبناء حين يكبرون، ينسب إلى دعاء الوالدين، لأنهم كانوا أبناء “مطيعين”، و ليس مرد ذلك للجد و الهمة المتواصلين. ويعمل تراث شعبي كامل على ترسيخ فكرة الطاعة العمياء بين الأبناء والآباء، وكأنها هي النموذج الأعلى للسلوك الأسري المثالي.

وحين ينتقل الطفل من خلية المجتمع الصغرى، ليبدأ في الاندماج في مجالات أوسع وأكبر، يجد نظاماً تعليمياً يقوم، من أوله إلى آخره، على مفهوم الطاعة. فأسلوب التعليم لا يسمح بالمناقشة المستقلة، وإنما يفترض ضمناً أن التلميذ كائن مطيع، جاء ليستمع باحترام وإذعان، ولا يراد منه إلا أن يردد ما تلقاه، ويكرر ما حفظه عن ظهر قلب. وعلى الرغم من تلك التلال الهائلة من البحوث والتقارير والتوصيات، التي تصدر عن أساتذة التربية وأخصائييها في كل عام، والتي تدعو كلها إلى نظام في التربية ينمي ملكات الابتكار و الإبداع، و يؤكد الشخصية الاستقلالية والقدرة على مواجهة المواقف غير المألوفة… رغم كل ذلك، ما زال التعليم عندنا نَصياً، يحتل فيه “الكتاب المقرر” مكانة مقدسة، ولا يقوم المعلم فيه إلا بدور الكاهن الذي يحض سامعيه على الالتزام بكل حرف في الكتاب. و تعمل المؤسسة التعليمية ذاتها على توطين فيروس “الطاعة” في خلايا الأدمغة الفتية الغضة، فتنقط أداء التلميذ بمدى قدرته على الترديد الحرفي للمعلومات المحفوظة، وتعطي أعلى درجات التفوق للتلاميذ المجتهدين بمعنى ” الحافظين “. و تعاقب بالأصفار كل من يبدي رأياً ناقداً أو مخالفاً للمقررات . فكيف لنا أن نخطو، ولو خطوة واحدة، في سبيل عبور الهوة بين التعليم الإبداعي الناجح الذي نحلم به، والتعليم المذعن المطيع الذي أنشب أظافره في جميع مؤسساتنا التربوية، بدءاً من الروض حتى الدراسات العليا في الجامعة؟

و حين ينتقل الشاب إلى مرحلة الحياة العملية، يجد علاقات العمل مبنية، في الأساس، على مبدأ الطاعة، فعلاقته بالمسؤول هي علاقة رئيس بمرؤوس، وهو في ذاته تعبير يحمل دلالات بليغة. فكلمة “الرئيس” مشتقة من “الرأس”، أي أن المسؤول في أي موقع للعمل هو رأس العاملين فيه، وهو أعلاهم مقاماً، كما أنه عقلهم المفكر. فيسعى صاحبنا جاهداً ليصير “موظفاً مطيعاً” بلا رأس…

أما العلاقة بين الزوجين، فإن الأساس الذي تفرضه التقاليد، وتحاصر به المرأة من كافة الجوانب، هو طاعة المرأة لزوجها. إن الزوج هو الآمر، وهو الممسك بالدفة، أما الزوجة، فإن سيلاً عارماً من الأدبيات والنصائح الموروثة يؤكد أن فضيلتها الكبرى تكمن في كونها زوجة “مطيعة”. فإذا خالفت أوامر “الزوج القائد” أو حاولت الإفلات من قبضته فهناك دائماً بيت الطاعة، أعني سجن التمرد.
إن الطاعة، في ثقافتنا، فضيلة الفضائل، وهي صمام الأمان لتماسك المجتمع، وهي الدعامة الأساسية لاستتباب الهدوء والسلام بين الأفراد بعضهم وبعض، وبين كافة المؤسسات التي ينتمي إليها الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة، و هي الصفة الأخلاقية التي يراد منه أن يتحلى بها في جميع الميادين. والطاعة هي الفضيلة الصامدة، التي كان يعتز بها تراثنا في أقدم عصوره، وما زالت في نظر كتابنا ومفكرينا المعاصرين وساماً على صدر كل من يتحلى بها. إنها في كلمة واحدة، الفضيلة التي تبدو، في نظر ثقافتنا، صالحة لكل زمان ومكان…

رذيلة الطاعة:

قد يهون فهم طاعة الإبن لأبيه، و التلميذ لمعلمه، و الزوجة لزوجها، و الموظف لمديره… لكن في مجال السياسة، حيث مبدأ الطاعة هو السائد والمسيطر بلا منازع، يصعب على المرء فهم هذا الانصياع التام و الاجتثاث الكامل لجذور النقد و التساؤل في نفوس الناس.

فالأنظمة المتسلطة لا تريد من المواطن إلا أن يكون “مطيعاً” لأوامر الحاكم، وأداة “طيعة” في يده، وقد تتخذ هذه الدعوة إلى الطاعة شكلاً سافراً، فتتولى أجهزة الإعلام، في معظم البلدان المتخلفة، تصوير الحاكم بأنه مصدر الحكمة ومنبع القرار السديد، ومن ثم فما على المواطنين سوى أن يوكلوا أمورهم إليه ويعتمدوا عليه، فهو الذي يفكر بالنيابة عنهم، وهو الذي يعرف مصلحتهم خيراً مما يعرفون. ومن ثم ينبغي أن يترك القرار له وحده، وعلى الآخرين أن يسعدوا ببقائهم في الظل. حتى لو بدا أن في قراراته ظلماً أو عدواناً، فإن ذلك يرجع إلى جهلهم بمصالحهم الحقيقية. وفي مقابل ذلك فإن أي نقد أو اعتراض أو تساؤل يوصف بأنه “عصيان “. فكبيرة الكبائر هي “شق عصا الطاعة “، و هي “رذيلة المثقفين” كما قال أحدهم…

فمثل هكذا منظومة تؤدي حتماً إلى تخريب عقل المواطن، وضياع قدرته على المشاركة في تنمية مجتمعه و النهوض به من أجل غد أفضل.

إذاً الطاعة قد تتحول إلى رذيلة و وباء لا يفلت منه أحد، وإذا أطلقت لها العنان أصابت عدواها الجميع. ذلك لأن كل من يفرض الطاعة على من هم دونه، يجد نفسه مضطراً إلى طاعة من يعلونه. فالأب الذي يمارس سلطات دكتاتورية على أبنائه وزوجته، يجد نفسه خاضعاً مطيعاً في عمله، ومقهوراً مكبوت الحرية على يد حاكمه. وفي جميع الأحوال يظل التسلسل مستمراً، فلا أحد يفلت من ذل الطاعة، ولا أحد يتنازل عن أية فرصة تسنح له كي يمارس متعة فرض أوامره على غيره. حتى الحاكم المطلق يظل حبيساً، لا ينام مطمئناً، ولا يسافر أو يتحرك إلا تحت أعين حراسه، ولا يملك في لحظة واحدة أن يعصى أمراً لمن يتحكمون في شؤون أمنه وسلامته.

التمرد فضيلة ربما:

إنك حين تطيع، لا تكون ذاتك، بل تمحو فرديتك وتستسلم لغيرك. وأكاد أقول إن أعظم إنجازات الإنسان لم تتحقق إلا على أيدي أولئك الذين رفضوا أن يكونوا “مطيعين”.

فالمصلحون الذين غيروا مجرى التاريخ لم يطيعوا ما تمليه عليهم أوضاع مجتمعاتهم، وأصحاب الاكتشافات العلمية الكبرى لم يطيعوا الآراء السائدة في عصورهم. وهكذا فكل شيء عظيم أنجزته البشرية كان مقترناً بقدر من التمرد و الخروج على مبدأ الطاعة.

و عليه، فإن الإنسان الذي يعرف معنى وجوده هو ذلك الذي يهتف في اللحظات الحاسمة من حياته: أنا متمرد إذاً أنا موجود…

[email protected]
www.facebook.com/omar.benomar.771

‫تعليقات الزوار

12
  • مغربي
    الأحد 2 شتنبر 2012 - 16:17

    في بلادي…
    الرجل الوطني الصادق الصريح الذي يسمى الأشياء بمسمياتها، يحبسه الجبناء لأنه وصف مؤسساتهم الفاسدة بـ"المؤسسات الفاسدة"، وأحكامهم الصورية بـ"الأحكام الصورية"، ومناصبهم الوهمية بـ"المناصب الوهمية" وأشار بقلمه إلى السرطان الذي ينهش البلاد ويفسد الأولاد ويحصد العباد … الاستبداد راعي الفساد.

    فلا نامت أعين الجبناء…

    في بلادي…
    الإنسان الكريم يحبس ويعذب ويذل… فقط لأنه صادق تصادفت حياته في هذه الأرض والمفاتيح والمغاليق في يد بعض الجبناء الذين يحكمون على الناس بإحكام الربوبية، الرضا والسخط، المنة والإنعام، ولا يحبون المرايا والصحافة الصادقة والناصحين، لينسوا أنهم بشر مثل من يستعبدون، وأنهم فانون وعبيد لله وإلى الله راجعون، إلى حين يشار إليهم بـ"أيها المفسدون"، اسمعوا وعوا يا رعاة الفساد وحماته، لقد أهلكتم حرث البلاد ونسله، وخربتم البلاد جثمتم على التلة، وجعلتم أعزة أهل الدار أذلة، وكذلك تفعلون.

    ما دام الأعزة الكرماء الصادقون يهانون، وأشباه هامان وقارون يستشارون، ونحن وأبناؤنا أحياء شاهدون، فليبحثوا عمن سيكذبون، لأننا هرمنا… هرمنا… هرمنـــــــــــا… فهل يفهمون؟

  • أسمر
    الأحد 2 شتنبر 2012 - 17:00

    أظنك غير متزوج وإلا بغير مغربية وإلا لن تقول هذا الكلام الناقص من التجربة والحكمة.
    لما خلق الله الطاعة لم يخلقها عبثا… فالطاعة لها شروط وأسس وبروتوكولات خاصة.
    طاعة المرأة للرجل حفظا لها ولجسمها ولروحها، فهو ينفق عليها " النفقة" ويمتعها "بقدرمالي غير مستهان به في حالة الطلاق…السؤال من الخاسر؟؟ فالرجل بالطبع لأن ما يجمع الرجل بالمرأة هو النكاح " عقد النكاح" والرجل يخاف على المكان الذي ينكح فيه المرأة كي لا يتلوث…وإلا فمالذي يجمع الرجل بالمرأة؟ أهم الأبناء؟؟ فمن أين يأتي الأبناء أليس من فرج المرأة؟؟ إذن عليه ألا يتلوث…
    ولا ننسى أن الرجال مطيعون للناسء خاصة في المغرب أكثر من النساء…ويمكن القول بأن الرجال هم من عليهم أن يثوروا لأن لا يستفيدون من أجرتهم ولا من وقتهم..ومن قال رجل لا تتحكم فيه زوجه فليرفع أصبعه! فإن رفع سيكون من صنف الرجال الذين يخافون على زوجاتهم…
    أما عن السلطة ..فلا بد من الطاعة وإلا ستكون الفوضى …إلا في حالة واحدة وهي لا طاعة لمخلوق في معصيةالخالق.. ومن هنا يكون التمرد واجبا…
    السؤال لمن يجب التمرد في حالة مجتمع؟ نحن ناني من مشكلة " البديل".

  • ضِدَ مَن تدعونا للتمرُد؟
    الأحد 2 شتنبر 2012 - 18:46

    باسم الله الرحمان الرحيم
    كان حَرِيٌ بكاتب المقال أن يُعنونه ب "مرض مزمن اسمه التجاهل أو الجهالة" عوض الطاعة.
    فلحد الساعة لم يستصغ العلمانيون فوز حزب العدالة والتنمية باغلبية ساحقة عَبَرَ عنها شعب بأكمله. هذه الحقيقة يُريد أن يتجاهلها إخوتُنا العِلمانيون وكثيرا ما تدفعُهُم إلى الجهالة وهي مُبالغة في التجاهُل تُكسِر حُدود الأدب. فالمُترامي على عِلمِ يجهلُهُ دليلُ على تعصُبِهِ لاتجاه مُعين.
    إذا كان ولابد من الجدال فمِن أهل الاختصاص وبالتي هي أحسن وبالدليل العِلمي والبُرهان الإحصائي الدقيق، أما أن يكتُبَ كل من هب ودب كلام سولته له نفسه ويبني عليه أحكام فهذا وَرَبِ إبراهيم عينُ الجهل وباب الفتن.
    فأيُ تخصص عِلمي هذا؟ وِاتجاهَ مَن،وضِدَ مَن تمرُدُكَ الذي تدعو إليه؟
    هداكَ الله.
    منهجيتُك يا بُنَيَ ليست علمية كُلُها أخطاء، ونتيجتُكَ بعيدة كل البعد عن الصواب، وقصدُكَ ليس عِلمي محض.
    العِلم وأهواء النفس لا يلتقيان، والعِلمُ درجات، والعالِم الحقيقي يتجنب الكلام، فإن تكلمَ فبالدليلِ أقنَع، وإنَ الرجُلَ لتحترمُهُ مادامَ صامتا فإن تكلم سقط من العين، ويا ليته تحصن بالصمت. إعطِنا أدلة إحصائية أو اصمُت.

  • واحد من البشر
    الإثنين 3 شتنبر 2012 - 05:02

    على حد معرفتي المتواضعة فأن الله تعالى بعزته و جلاله يقول في كتابه الكريم : ( و أطيعواْ الله و الرسول و أولى الأمر منكم )…و هنا لا أعتقد أنني في حاجة لكثرة الشرح و الإطناب و حشو الكلام ببعضه كي أفهم أن الطاعة أمر واجب علي كمسلم خاصة و أن الآية الكريمة تحدد أولويات من تنبغي طاعتهم…فالآية حسب إدراكي المتواضع تبتدئ بفعل أمر و هو أطعواْ، حيث يحدد الله تعالى بشكل واضح و قطعي أن الطاعة يجب أن تكون له و لرسوله و لأولي الأمر منا، و أولى الأمر منا تعني من نبايعه كمسلمين ليرعى و يتحمل مسؤولية إدارة شؤوؤننا…و من بين أولى الأمر الذين يجب طاعتهم نجد الوالدين أو من يحل محلهم من ذوي الكفالة بالنسبة للأيتام…و بغير فرض الطاعة ستنتشر الفوضى و لن يأمن أحد منا على نفسه في هذا البلد…
    من جهة أخرى و لكي ينجح الأبناء ( ليس فقط في مجال الدراسة فحسب بل في عموم الحياة ) فعليهم طاعة آبائهم و الإلتزام بأوامرهم و مشورتهم… و لا أعتقد ـ كما زعمت ـ أن الآباء يكتفون فقط بالدعاء لأبنائهم بل هم أول من يجبروهم على الجد و العمل و الإجتهاد بُغية تحقيق النجاح طبعاً…
    بصراحة عليك إعادة النظر في بعض أفكارك…

  • abdo
    الإثنين 3 شتنبر 2012 - 05:19

    أحسنت يا أخي ، ما أحوجنا إلى أمثال هؤلاء الكتاب يجب عليك أن تستمر في تنويرنا لأننا ما زلنا في ظلمات الجهل والتقاليد

  • mon3ich
    الإثنين 3 شتنبر 2012 - 10:03

    فالأنظمة المتسلطة لا تريد من المواطن إلا أن يكون "مطيعاً" لأوامر الحاكم، وأداة "طيعة" في يده، وقد تتخذ هذه الدعوة إلى الطاعة شكلاً سافراً، فتتولى أجهزة الإعلام، في معظم البلدان المتخلفة، تصوير الحاكم بأنه مصدر الحكمة ومنبع القرار السديد، ومن ثم فما على المواطنين سوى أن يوكلوا أمورهم إليه ويعتمدوا عليه، فهو الذي يفكر بالنيابة عنهم، وهو الذي يعرف مصلحتهم خيراً مما يعرفون. ومن ثم ينبغي أن يترك القرار له وحده، وعلى الآخرين أن يسعدوا ببقائهم في الظل. حتى لو بدا أن في قراراته ظلماً أو عدواناً، فإن ذلك يرجع إلى جهلهم بمصالحهم الحقيقية. وفي مقابل ذلك فإن أي نقد أو اعتراض أو تساؤل يوصف بأنه "عصيان ". فكبيرة الكبائر هي "شق عصا الطاعة "، و هي "رذيلة المثقفين" كما قال أحدهم…

  • Malika
    الإثنين 3 شتنبر 2012 - 23:00

    السلام عليكم
    لقد قسمت الموضوع في حديثك عن "مرض الطاعة" الى فضائلها ورذائلها من مفهوم العربي ثم ما يشبه الدعوة اى التمرد عنها, مع انتقاد ضمني حتى لفضائلها, بيد انك لم تعرج على طاعة اخرى بمفهوم خاطئ عند المسلمين الا وهي طاعة الخالق خوفا من النار وطمعا في الجنة مع انه سبحانه خلقنا في احسن صورنا وامدنا بما لا يعد ولا يحصى من سبل العيش ومتاع الدنيا وبذلك يجب ان تكون العبادة له سبحانه حبا فيه وليس خوفا منه.
    اما ما اسميته فضائل الطاعة فاحيانا كثيرة تكون فعلا فضائل, ومستحبة ايضا فمثلا انا بطاعتي لوالدي رحمه الله واسكنه فسيح جنانه راضية كل الرضى على الطريق الذي رسمه لي وسرت على نهجه.
    اما رذيلة الطاعة للمستبد فتلك طامة لا يختلف فيها اثنان وقد وصلت بها بيت القصيد من كلامك واني لارى الماجورين يبحثون في كراساتهم عن تركيب جملة, اي جملة يعارضون بها كلامك, لعلهم يحجبون الشمس بالغربال.

  • Malika
    الثلاثاء 4 شتنبر 2012 - 00:26

    لقد قسمت الموضوع في حديثك عن "مرض الطاعة" الى فضائلها ورذائلها من مفهوم العربي ثم ما يشبه الدعوة اى التمرد عنها, مع انتقاد ضمني حتى لفضائلها, بيد انك لم تعرج على طاعة اخرى بمفهوم خاطئ عند المسلمين الا وهي طاعة الخالق خوفا من النار وطمعا في الجنة مع انه سبحانه خلقنا في احسن صورنا وامدنا بما لا يعد ولا يحصى من سبل العيش ومتاع الدنيا وبذلك يجب ان تكون العبادة له سبحانه حبا فيه وليس خوفا منه.
    اما ما اسميته فضائل الطاعة فاحيانا كثيرة تكون فعلا فضائل, ومستحبة ايضا فمثلا انا بطاعتي لوالدي رحمه الله واسكنه فسيح جنانه راضية كل الرضى على الطريق الذي رسمه لي وسرت على نهجه.
    اما رذيلة الطاعة للمستبد فتلك طامة لا يختلف فيها اثنان وقد وصلت بها بيت القصيد من كلامك واني لارى الماجورين يبحثون في كراساتهم عن تركيب جملة, اي جملة يعارضون بها كلامك, لعلهم يحجبون الشمس بالغربال.

  • اميمة
    الثلاثاء 4 شتنبر 2012 - 14:58

    ::أرى ان طاعة الواليدن و الزوج و غيرهم ممن اقر الاسلام بطاعتهم فضيلة
    التمرد على الشخص الخاطئ فضيلة

  • عمر بو كطي
    الثلاثاء 4 شتنبر 2012 - 17:25

    حذار من العبث بمبادئ الإسلام فهما وتنزيلا
    فيما مضى لم تتح وسائل النشر لأي كان، فكان جل ما يكتب يخضع لمعايير علمية تخصصية دقيقة، خوف من النقد البناء ، أو حتى التجريح ،ومع الانفتاح الإعلامي الهائل ، انفتحت أعين كثير من الشباب على بعض المواضيع التي تمس حياة الفرد والجماعة في الصميم، من قبيل الطاعة، والولاء، والبراءة ، والبيعة، والعدل، والحق، والواجب، والحرية، والدين ،والظلم، والاستبداد والديمقراطية -واللائحة طويلة – وقد كان حريا بأهل الاختصاص من العلماء والمصلحين وأهل الفكر والبصيرة ممن لهم دراية بمثل هذه المواضيع ذات الحمولة الشرعية، أن يتطرقوا لها ،بما يجلي معالمها، ويبين حدودها ،ويوضح مزاياها ، بما يجعل منها أدوات ومحركات لتحقيق أهدافها ومقاصدها الشرعية النبيلة ،بعيدا عن أي توظيف مغرض لها ،أو استغلال بشع لها ، من طرف من لا خلاق لهم من هذا الوادي أو ذاك ، تحقيقا لبعض الأغراض الدنيئة التي لا تمت لديننا وشرعنا الحنيف بصلة،

  • واحد من البشر 2
    الثلاثاء 4 شتنبر 2012 - 18:34

    أعتذر للأخوات و الإخوة الذين قرأواْ تعليقي السابق اعبتراً للخطإ الذي ورد في الآية القرآنية الكريمة، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم 🙁 يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعواْ الرسول و أولي الأمر منكم )…و بكل صراحة فإنني أستغرب كيف تجرأ البعض و ضغطوأ على علامة أن التعليق لم يعجبهم…عجباً أنا لم أزد على قولي أن الله تعالى بعزته و جلاله أمرنا بالطاعة.. و الآية الكريمة واضحة حيث أمرنا الله تعالى بطاعته و طاعة رسوله و أولي الأمر منا …حسنا اين المشكل ؟ هل المشكل في طاعة أولى الأمر ؟ حسنا أنا في ردي السابق قلت أن الله تعالى أمر بطاعة أولى الأمر منا، و حددت أن أولى الأمر منا من نُوليه أكرر من نُوليه و نبايعه نحن كمسلمين أمورنا و شؤوننا…أين ما يخالف كلام الله تعالى في قولي؟ عجباً…حسنا صاحب المقال قال بالحرف : ( إن نجاح الأبناء حين يكبرون، ينسب إلى دعاء الوالدين، لأنهم كانوا أبناء "مطيعين"، و ليس مرد ذلك للجد و الهمة المتواصلين ) فهل آباؤنا كانوا يقتصرون فقط على الدعاء لنا كي ننجح في حياتنا الدراسية؟ ألم يكونواْ يجبروننا على الجد و العمل و الحفظ قبل دعواتهم لنا بالنجاح ؟ هيا أجيبوني

  • احمد
    الثلاثاء 4 شتنبر 2012 - 21:48

    الطاعة العمياء لغير الله بدون نقد بناء واحترام لكرامة الانسان من اخطر السلوك الذي يعرقل تحرر الانسان من العبودية فكريا وجسديا واقتصاديا. هذا هو الخطا الفادح الذي نرتكبه في تربيتنا ومعاملاتنا. يجب علينا ان لا نطيع مخلوق لمعصية الخالق وهذا يحدث كثيرا لاننا اصبحنا نخاف من البشر اكثر من الله. نقول الرزق على الله وكل شي يعطيه الله ولكن في الواقع كل شيء مرتبط بعلاقتنا مع محيطنا الذي نعيش فيه. ترى الابن يطيع والديه لاجل مصلحة ورزق وو وكذلك نفس الشيء في المدرسة والعمل ومع اصحاب السلطة.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة