إعلامٌ حرٌّ أم إعلام شيوخ؟

إعلامٌ حرٌّ أم إعلام شيوخ؟
الأربعاء 7 نونبر 2012 - 17:53

لا يختلفُ مغربيان اليوم في أن حاجةَ إعلامنا العمومي إلى الإصلاح حاجةٌ ماسة، بعدمَا بلغه المنتوج الإعلامي الوطني من رداءة، هاجرَ معها مشاهدون يؤدون ضريبة التلفزة قسراً إلى قنوات فضائية خارجَ الحدودَ، كي لا يصابوا بأمراض الضغط والسكري، لكنَّ التفاصيل غالباً ما يتم اجتنابها في الحديث المثار حولَ الإصلاح، وكأن الشيطان القابع في التفاصيل، كما يقول المثل الفرنسي، يأبى أن يكشف عن هويته، بمَا يدعونَا للتساؤل، والحديث يتجدد من حينٍ لآخر، تُرى أي إصلاح نريدُ لإعلامنا؟

هل نريدُ منسوب حرية أعلى، لا يتغول معه مقص الرقيب على كل رأي جريء في معالجة الوضع، لأنَّ الظرفية التي تمرُّ بها المنطقة جديرةٌ بدفعنا إلى المناداة بالمزيد من الحرية في طرح مشاكل تعني المغاربة، بعدما أمعنت الوجوه التقليدية في تغيب قضايا الشعب الملحة أمداً طويلاً لصالحٍ سياسة استيتيقية ينحصرُ دورها في تجميل كلِّ مآسي الوطن بلغة الخشب؟

هَل نريدُ بمطالبنا الإصلاحية تلك إعلاميين في المستوى، يجعلونك ترفعُ قبعتك إجلالاً لقدراتهم وجرأتهم، ولا يدفعونك إلى لعنِ من جاء بهم إلى عالم الصحافة ولقنهم قواعد النحو وعلمهم الإنشاء؟

أم إننا نريدُ في المقابل تطبيق نظرية الفن النظيف، بما يتحققُ معه احترام الضوابط الشرعية، فلَا مكانَ للمعازف والموسيقى بدعوَى أنها حرامٌ، رغمَ ما قد يقال عن تشكيلها لجزِءٍ من الثقافة المغربية ذات الروافد الغنية والمتعددة؟ وهل نريدُ أن نُفَصِّلَ لقنواتنا ثوبَ بعض منابر البترودولار التي يرعاها شيوخُ الوهابية، المستأثرة بنسبِ مشاهدة مرتفعة في بلدنَا؟

حينَ طرحت مجلة أفريك آزي قبل أشهر سؤالاً على الشاعر السوري أدونيس، بخصوص عدمِ انخراطه في الحراك السوري، أجابَ بأنهُ غيرُ قادر على الانضمام إلى حركة مجهولة لم تُبِنْ سلفاً عن خطوطها العريضة، رُغْم جرائمِ النظامِ السوري البشعة. قصةُ أدونيس هاته، تحيلنَا على ضرورة الاتفاق في البداية عمَّا نريده بحديثنا عن الإصلاح..لِنَرى إن كانَ المطلب حسنَ النيَّة كما نأمل، أم كلمةَ حقٍّ يرادُ بهَا باطل؟

قامتْ الدنيا ولم تقعدْ إثر واقعة دفاتر الخلفي، وأعيدت الكنانيش لتنقح قبلَ أن يأْتَي بها ثانية، بيدَ أن دار لقمان لا زالت تبدو على حالها، الوجوه ذاتها، والنهجُ نفسهُ، مما لا يشي بتغير، ومصطفى العلوي لا زالَ يمتعنا كلَّ مساء، في أثناء ينعكسُ فيها غياب الحريَّة سلباً على مطامحِ تنوير الشعب المغربي عبرَ إعلام منفتح.

نأمل ختاماً، أن تخرجَ خفافيش الظلام إلى النور، وتفصحَ بصراحةٍ عن رؤيتها للإصلاح، ولا تتوارى وراء خطابات تعميمية، لا يدركُ السامع مراميها ومقاصدها، حتَّى نتَبيَّنَ ما إذا كانُوا يريدونَ بحديثهم عن الإصلاح إعلاماً وطنياً حراً، يلامسُ قضايانا ويسمعُ صوتنا، أم إنهم يريدونَ إعلاماً يروق لأيديلوجياتهم، فتطردَ العورة من التلفزيون، ويأتى بأهل الحل والعقد من ذوي اللحى كي يفتونا في قضايانا؟ قد نكون على خطأ، وذاكَ ما نرجو، ففي تحقق الفرضية المذكورة ما يجهض حلمنا بإعلام حر يليقُ بصورة بلدنا العزيز.

‫تعليقات الزوار

7
  • أبو أمين ــ إيطاليا
    الأربعاء 7 نونبر 2012 - 20:10

    بسم الله الرحمن الرحيم لا يخفى على أحد اليوم دور الإعلام بصفة عامة والتلفزة بصفة خاصة خصوصا وأن الغالبية العظمى من المتلقين ــ المشاهدين ــ موغلة في الأمية ،فتعتبر مستهلكا سلبيا خاصة وأننا أمة لا تقرأ ثم غياب الرموز الثقافية الذين بإمكانهم قيادة المشاهد ،تلفزتنا تحولت لجوطية الريكلام مع بعض نفحات القديم الجديد مصطفى العلوي الذي أذاقنا بصوته الملائكي كل أنواع الذل والهوان ونحن نتابع مرغمين صولاته وجولاته في خرجات التنمية والتاريخ والمجد ، تلفزتنا الموقرة محافظة على أصالتها مدافعة على معاصرتها حيث تعصر المشاهد ببرامج لا تجسد المغاربة ،بل تحتقر ذكاء الناس أما هجرة المشاهد لقنوات خارجية فلأن تلفزتنا تستورد لنا كل ما هو رديء لمعاقبتنا لا أتفق معك حين تغمز وتلمز لخفافيش الظلام فاحتراما لكل مكونات المجتمع ودون فرض وصاية من فوق يجب أن يكون إعلامنا عاكسا لهمومنا ومشاكلنا التي لاتنتهي وليست متخصصة في نقل روبورتاجات أنشطة الصفوة بعدها إشهار وبعده الأذان ثم مسلسل إشهاري يتخلله مسلسل مكسيكي ،سؤال لك أخي مذاتقترح كبديل للوقوف ضد خفافيش الظلام أو أصحاب القيم الكونية؟

  • سليمان أبو عبد الرحمان
    الأربعاء 7 نونبر 2012 - 22:51

    تساؤلك في المقال: هل نريدُ أن نُفَصِّلَ لقنواتنا ثوبَ بعض منابر البترودولار التي يرعاها شيوخُ الوهابية، المستأثرة بنسبِ مشاهدة مرتفعة في بلدنَا؟ يدل على أنك تعاني من المد السلفي -أسأل الله أن يزيد في انتشاره- داخل المغرب.
    فإذا كان المغاربة اختاروا بإرادتهم ولم يجبرهم أحد على مشاهدة القنوات النظيفة الهادفة، فلماذا تشغب على القراء وتود منهم أن يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير .

  • arsad
    الخميس 8 نونبر 2012 - 02:14

    مايعرف عند العلمانيين هو مطالبتم بالحقوق فلا حق لك أن تشك في نوايا الأخرين ولاأن تتهمهم بشئ ولاأن تنعتهم بما نعتهم به البينة على من الدعى ..
    إن أردتم إعلاما إلحادي علماني فالأخرين يريدون إعلاما مسلما وليس لك ولا لغيرك الحق في حرمانهم من ذالك ولايراد من الدولة أن تفرض على أحد منهجا ما مدامت تكيل بمكيالين وتخالف أبسط ما يمكن به المسوات بين شعبها فإما أن تكون إرادة الدولة عامة وتفرض بالقانون وهنا تتحمل الدولة مسؤليتها كاملتا وإما أن تترك الحرية لكل مختلف شرائح شعبها وهنا واجب إحترام للآخر ولحقوقه فهذه هي العلمانية

  • الحسيمى
    الخميس 8 نونبر 2012 - 19:22

    -لا يمكن تسميته بالاعلام ما لم يرق الى سلطة رابعة ,الاعلام فى وطننا مجرد الية للضبط والتمويه وتشويه الحقائق
    -الاعلام فى وطننا اداة ايديولوجية معبرة عن مصالح المخزن والعائلات النافدة المحيطة به والمستفيدة معه
    -الاعلام حتى يسمى اعلاما يجب ان يتوفر فيه شرط الاستقلالية المالية والسياسية ,اما اعلامنا فهو اعلام مخزنى حتى لا اقول حكومى , ومصطفى العلوى هو هو ,من زمن البصرى ,يوم كان الاعلام ملحقا بالداخلية , لاتطور الا فى بعض لقطات الاشهار وموائد شوميشة ,اما برنامج مختفون فلازال يدور فى نفس الحلقة ويتحاشى الحديث عن المختفون الحقيقيون ,امثال عباس المسعدى و حدو اقشيش وعبد الله نتهامى واللائحة طويلة
    -الهسئة العليا للسمعى البصرى معينة وجل اعظائها مخزنيون ,ممولون من الفاسدين فكيف سينجزج لنا صحفى مخزنى تحقيقا صحفيا عن وزير فاسد مثلا

  • احمد
    الخميس 8 نونبر 2012 - 21:57

    الصحافة المغربية الى حد الان لم ترى النور ولن تتحرر بعد من مختلف القيود. هذه القيود قد تكون ذاتية لها علاقة بالمرجعية والايديلوجية والفكر والثقافة التي تشبع بها الصحافي وحتى القالب الحزبي يقيد الصحافي للقيام بعمله باستقلالية وحرية تامة. اضافة الى هذا هناك محيط اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي يضغط على الصحافي بخيوطه الحمراء التي لا تسمح للصحافة كسلطة رابعة للخوض فيها والكشف عن المعلومة بكل حرية واستقلالية. توجد اقلية من صحفيين تعمل جهدها وتضحي بالغالي والنفيس لاجل المعلومة والكشف عن الحقاءق للمواطنيين ولكن الاغلبية من الصحفيين كباقي المواطنين تعيش تحت قيود الخوف في التفكير والتعبير والممارسة والكتابة بحرية واستقلالية. نتمى للاجيال القادمة ان تتحرر من كل هذه القيود لكي يكتب الصحافي والمفكر والمواطن العادي بدون خوف على كل ما يراه ويسمعه ويحسه ويفكر فيه.

  • با عروب
    الجمعة 9 نونبر 2012 - 07:30

    الصراحة ان هذا المقال هو مقال فقط ، يحتوي على كلمات كثيرة و طويلة فيه نقط و فواصل و علامات استفهام فيه اسطر و فقرات و لكن لا محتوى له، فلعل صاحبه ادرك امورا كثيرة لم يدركها غيره لكن فاته محو الامية مما حال بينه و بين التعبير عما في فؤاده،ربما،لذا فانصحه بان يلجأ الى لغة البكم فلعله يوفق.

  • yssf
    الجمعة 9 نونبر 2012 - 18:53

    tu hésites dire bsp de choses qui sont très importantes ……..il te manque l'audace . aussi il faut attaquer le profond

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج