حصاد التقنية: الهواتف الذكية تضيّع الوقت .. وتشجع على الكسل

نبدأ جولتنا في حصاد التقنية الخاص بهذا الأسبوع، بدراسة جديدة تهمّ الهواتف الذكية، إذ عبّر 62 في المئة من البريطانيين عن عدم رضاهم عن الوقت التي يقضونه على شاشات هواتفهم الذكية، وهي النسبة التي تؤكد ما أشارت إليه دراسة أخرى صادرة عام 2013 أثبتت أن مستخدمي الهواتف الذكية يتجهون لقضاء وقت أطول في استخدامها أكثر من الوقت المخصص للعائلة. لذلك قدّم موقع ماشابل المختصّص في التقنية، خمس نصائح تساعد أصحاب الهواتف الذكية على تقليص أوقات استخدامهم لها.

النصيحة الأولى هي تعطيل الإشعارات، فالمستخدم يجد نفسه يفتح هاتفه مع كل إشعار يصله، وأحياناً يمتد وقت مطالعة الإشعارات إلى نصف ساعة وأكثر. النصيحة الثانية هي استخدام تطبيقات معينة مثل quality time لحساب الوقت الذي يقضيه المستخدم في هاتفه الذكي، من أجل أن ينتبه إلى حقيقة النزيف الذي يطال عمره. النصيحة الثالثة هي قضاء فترات في اليوم دون حمل الهاتف الذكي كمشاهدة فيلم أو قراءة كتاب.

أما الرابعة فهي عدم استخدام الهاتف كمنبه إيقاظ، بسبب أن صاحبه يجد نفسه مجبرًا على الدخول إلى الانترنت أثناء إعداد المنبه وأحياناً كذلك بعد فتحه لعينيه. وإذا ما لم تنجح أي واحدة من النصائح الأربع المذكورة، فعلى المستخدم أن يتجه إلى النصيحة الخامسة، وهي أن يعتمد على وقت محدد في كل ساعة يطالع من خلاله جديد تطبيقات هاتفه، بطريقة تجعله لا يستخدم هاتفه إلّا في هذا الوقت الذي حدّده.

وفي دراسة أخرى قام بها باحثون من جامعة كندية، تأكد أن الهواتف الذكية تُشجع على الكسل، إذ بيّن الباحثون كيف أنّ الولوج السهل إلى المعلومة وإلى الخدمات المطلوبة قلّص من استخدامنا لملكة التفكير، فقد صارت عقولنا تعتمد على الهاتف الذكي كجزء من منظومتها، وصارت شريحة كبيرة من المواطنين تلجأ إلى محرّكات البحث عوض التفكير ولو قليلاً.

وفي خبر آخر، تستمر أزمة شركة إريكسون السويدية التي كانت في وقت سابق من عمالقة التقنية العالمية، فقد أعلنت الشركة هذا الأسبوع عن إلغائها لقرابة 2200 منصبًا ببلادها، وهو ما يندرج في مخطط الشركة تقليص مصاريفها السنوية إلى غاية عام 2017، ممّا يُهدّد بقية العاملين فيها والذين يصلون في كل دول العالم إلى 115 ألف شخص.

وفي خبر يتعلّق بالبنك الإلكتروني “باي بال”، أعلن هذا الأخير عن شرائه لشركة حماية إسرائيلية هي “CyACTIVE” بقيمة وصلت إلى 60 مليون دولار أمريكي، وذلك بعد مدة لم تتجاوز السنة من بدء اشتغال هذه الشركة. وقد أبرز “باي بال” أن أسباب إقدامه على هذه الخطوة، تعود إلى سمعة تطبيقات هذه الشركة التي تحمي زبنائها من الهجمات الإلكترونية، وذلك عبر قدرتها على تحليل نوعية الفيروس المستخدم في الهجوم.

وفي سياق آخر، يبدو أن المستقبل لن يكون حكرًا على الهواتف الذكية كأجهزة أنترنت مصاحبة للإنسان أينما حلّ وارتحل، بل كذلك على الساعات الذكية، إذ أعلنت شركة “آبل” عن إطلاق ساعتها الخاصة في مؤتمر خاص يوم الاثنين الماضي، وهي الساعة التي تقدم كل الخدمات التي يتيحها هاتف “أيفون”، بطريقة تريد من خلالها شركة “آبل” منافسة بقية الشركات التي سبقتها في سوق الساعات الذكية.

الساعة الجديدة التي تحمل اسم “Apple Watch”، تتيح إجراء واستقبال المكالمات، حساب الخطوات، الإذعان للأوامر الصوتية، إظهار خرائط الطرق، وبقية الخدمات الأخرى التي تقدمها تطبيقات نظام أي أو إس. ولم يتم الإعلان إلى حد الساعة عن ثمنها، إلّا أن بعض الأنباء تتحدث عن أنه سيتراوح ما بين 400 أورو و 18 ألف أورو.

ونختم هذه الجولة التقنية بخبر من تركيا، إذ طالبت وزارة الأسرة والشؤون الاجتماعية بمنع لعبة الفيديو Minecraft الشهيرة بسبب ما اعتبرته الوزارة تحريضًا على العنف، خاصة ضد الحيوانات، فهي تشجع على تعذيبها وقتلها، وبالتالي فقد طالبت رسميًا من السلطات التحرّك لاستصدار قرار يمنع بيعها أو تحميلها من الانترنت.

وتعدّ هذه اللعبة من أشهر الألعاب المفتوحة التي تمكّن المستخدِم من اللعب بحرية وإبداع، إذ تتيح له بناء منشآت متنوعة باستخدام مكعبات من مواد مختلفة كالتربة والرمل والحجر والماء والحيوانات والموارد، وذلك كي يستمر اللاعب في البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.