الأيقونات التعبيرية .. تعبير لغوي جديد يهزم الكلمات في عالم الإنترنيت

الأيقونات التعبيرية .. تعبير لغوي جديد يهزم الكلمات في عالم الإنترنيت
السبت 15 دجنبر 2018 - 20:00

وفقا لموقع “Emojipedia.org” فإن هناك ألفين و823 أيقونة تعبيرية (إيموجي) تستخدم بنظام تمثيل النصوص المكتوبة (يونيكود) منذ يونيو 2018.

وتستخدم هذه الأيقونات من قبل 95% من الأشخاص الذين يدخلون إلى الإنترنيت ويرسلون منها يوميا 10 ملايير عبر شبكة تويتر، وخمسة ملايير على تطبيق المراسلة الخاص بـ(فيسبوك).

لذا، فقد أصبحت أيقونات التعبير عن المشاعر لغة عالمية، الأكثر استخداما عبر الإنترنيت. وحسب تقرير لشركة “براندواتش” المتخصصة في متابعة الشبكات الاجتماعية ومقرها إنجلترا، فإن “الإيموجي” ستصبح اللغة الأولى التي تسمح بالتواصل بين الأشخاص حتى لو كان هناك حاجز لغوي وأن الأيقونات ستبدأ تدريجيا في الحلول محل النصوص والكلمات.

وربطت دراسة لجامعة روتشستر الأمريكية بين استخدام أيقونات المشاعر بأنماط معينة من الشخصية. فعلى سبيل المثال، وعلى الرغم من أن الأمر قد يثير معضلة، لكن الأشخاص الانطوائيين يميلون إلى استخدام “الإيموجيس” بصورة أكبر.

بالمثل، يستخدم الأشخاص أنواعا مختلفة من الأيقونات التعبيرية وفقا لشخصيتهم؛ فالودودون يستخدمون أيقونات القبلات أو القلوب أكثر من غيرهم، بينما يختار الاجتماعيون أيقونات الابتسامات، فيما يميل هؤلاء الذين يفتقرون إلى الاتزان العاطفي إلى التعبيرات المبالغ فيها والعيون الباكية أو الوجوه المرهقة.

كما أجرت جامعة إيدج هيل تجربة مماثلة وتوصلت من خلالها إلى أن استخدام الأيقونات الإيجابية يعد أكثر حميمية أثناء الدردشة، لكن ليس في رسائل البريد الإلكتروني. ومرة أخرى ظهر أن الأشخاص الاجتماعيين يميلون إلى استخدام الـ”إيموجيس” الأكثر مدعاة للبهجة.

وعلى الرغم من أنه يمكن معرفة الكثير عن الشخصية والانتماء السياسي أو القضايا التي يتبناها الشخص من خلال الأيقونات التعبيرية، فإن اللون المختار يعكس الكثير أيضا.

وعلى سبيل المثال، كشفت جامعتا كارديف البريطانية وبومبيو فابرا الإسبانية عن طريق دراسة بعض النتائج المثيرة للفضول؛ فاستخدام رمز القبضة المضمومة المرفوعة بألوان داكنة يعبر عن رفض العنصرية ومساندة حقوق الإنسان. وقد استخدم هذا الرمز عبر شبكات التواصل الاجتماعي للاحتجاج على ترامب أو كرمز للأمريكيين من أصول أفريقية.

وتعد “الإيموجي” لغة عالمية؛ لكن هذا لا يعني أنها تستعمل بالطريقة نفسها في جميع أنحاء العالم، حسبما تؤكد جامعة ميتشيجان الأمريكية.

وعلى الرغم من أن الإيموجي الأكثر استخداما في العالم هو الوجه الضاحك، يليه الوجه الضاحك بينما يدمع، ثم القلب، والقبلة ذات القلب على الشفتين، والوجه ذو القلب بدلا من العينين، فإن الاستعمال يختلف من دولة إلى أخرى.

وتأتي فرنسا في صدارة الدول الأكثر استخداما للأيقونات التعبيرية بـ20% من الرسائل، حيث يتقدم القلب على الوجه الضاحك وسط الدموع، فضلا عن ارتفاع ملحوظ في الأيقونات الرومانسية.

أما الأرجنتين فقد جاءت في ذيل الترتيب بـ3% فحسب من الرسائل التي تحوي أيقونات، مع تفوق للوجه ذي العينين على شكل قلب، بحسب نفس المصدر.

وقد أجرت شركة “سويفت كي” البريطانية للتطبيقات دراسة أخرى في نفس السياق، كشفت على سبيل المثال عن انتشار استخدام الأيقونات التي تصور الأطفال الرضع في أمريكا اللاتينية، بينما تتميز البرازيل بأيقونات القطط.

وجاءت إسبانيا في المركز الأول من حيث استخدام الأيقونات التي تعبر عن الاحتفال، أما اللاتينيون المقيمون في الولايات المتحدة فكانوا الأكثر كتابة للإيموجيس الحزينة.

ومن النتائج المثيرة للدهشة أن رمز الفضلات ذات العينين، الذي كان الكثيرون يعتقدون أنه ضمن الأوسع انتشارا على الإنترنيت، جاء استخدامه متفوقا في الولايات المتحدة وبريطانيا والبرازيل؛ بينما كان هذا الرمز الأقل استخداما في روسيا.

ولا تقتصر الأيقونات التعبيرية على كونها ظاهرة رقمية؛ بل إنها باتت تحظى بيوم عالمي (17 يوليوز)، كما لم تعد مجرد ثورة لغوية: بل عمل مربح للغاية.

وتتنافس العلامات التجارية على الإيموجيس من أجل الدعاية، حيث أصبح اللجوء إليها شائعا في الحملات الإعلانية. وقد وصلت بالفعل إلى منتجات مثل تلك الخاصة بكل من “بيبسي كو” و”نستله”، كما صممت بعض الزجاجات بشكل مستوحى من الأيقونات.

كما يشهد العالم حملة ترويج لمنتجات تحمل هذه الإيموجيس، مثل الدمي والقمصان والميداليات والإكسسوارات المستوحاة من أشهر الأيقونات التعبيرية.

وتمكنت علامة إيموجي التجارية من تسجيل نفسها في 100 دولة وتطوير 15 ألف إيموجي، ولديها 600 رخصة سارية في جميع أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا اللاتينية، وجانب كبير من أوروبا.

ومن بين أهم شركائها تأتي “بيبسي كو” و”ووالمارت” و”شيتوس” و”برغر كينغ” وعلامات أخرى. وتوصلت إيموجي إلى اتفاقات مع شركات النسيج الكبرى مثل “إنديتكس”.

ويعزي ذلك إلى أن الأيقونات التعبيرية لا تبدو كما لو أنها موضة عابرة. فهل نحن إزاء لغة عالمية تستهدف حقا الانتشار في العالم؟

*إفي

‫تعليقات الزوار

3
  • مراقب
    السبت 15 دجنبر 2018 - 20:13

    رغم كونها معبرة الا أنها جعلت الجهل يتفشى خصوصا في اللغات. فالغالب مثلا يكتب بالعربية " إنشاء الله" عوض الصحيح "إن شاء الله" وهناك أخطاء كثيرة في اللغات الاخرى. جيل تافه لا يتقن اي شيء

  • حسن
    السبت 15 دجنبر 2018 - 20:20

    ما مستقبل الكتابة؟ في ظل هذا الاكتساح للتعبير السيميائي الإيقوني.
    التلاميذ اليوم صاروا يجيبون بكلمة واحدة!!! من يتحمل المسؤولية؟

  • بوعزة حي المقاومة
    الأحد 16 دجنبر 2018 - 01:04

    لما كانت اللغة مفهوم فلسفي تنجسم فيه رموز …جائ دور الايحائ والتعبير بهذا الترميز للتعبير عن كينونة البشر واحاسيسه وتمثلاته،فما العيب في ذلك ،كل شيئ يتغير ويتطور فربماسياتي يوم تئوتت هذه الوجوه والسماة والحركات المشهد اللغوي كضرورة لنقل تاريخ البشرية بايحائات تمثل نصوص ومقالات و…لما لا :العالم يتغير وطباع وثقافات الانسان كذلك

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 3

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات