عندما تسبّب "Godzilla" في دمار مدينة أكادير قبل 55 عَـامـا

عندما تسبّب "Godzilla" في دمار مدينة أكادير قبل 55 عَـامـا
السبت 28 فبراير 2015 - 19:05

قبل 55 سنة ضرب زلزال مدمر مدينة أكاديرفي ليلة 29 فبراير، عام 1960، وقد كانت وقتها دار عرض “السلام” تقدم لجمهورها الذي ناهز حضوره 400 شخص فيلما يحمل عنوان Godzilla الذي يحكي قصة حيوان أسطوري، ذو قدرات خارقة، سيشرع في هدم البلدة التي تمركزت بها أحداث الفيلم.

وشاءت الأقدار، أن ما شاهده المتفرجون خيالا سينمائيا صار حقيقة بمجرد خروجهم من قاعة السينما، فظنوا أن Godzilla هو من أتى على أكادير، فاختلط الفيلم بواقع الزلزال المدمر الذي أتى على أكثر من 15 ألف شخص بحسب شهادة بعض الناجين من ساكني المدينة.

وتقع سينما السلام، في قلب مدينة أكادير، وصمم معمارها الفريد المهندس الفرنسي جورج أبير بعد أن حصلت على الترخيص الرسمي بالبناء يوم 17 غشت 1954، على مساحة 15 آر و 27 سنتيار.. وفي عام 1957 قدم بها أول عرض سينمائي بإشراف من وزارة الإعلام والسياحة المغربية آنذاك.

يقول محمد باجلات، أستاذ التاريخ ورئيس جمعية “إيزوران نوكادير”، إن “أول فيلم عرض بهذه السينما يحمل عنوان فرسان الطاولة المستديرة (Chevalies de la table ronde)، وهو من بطولة روبير تايلور وأفا كاردنير”.. وفي ليلة الزلزال قدمت سينما السلام لجمهورها فيلم “Godzilla”.

وعن الموعد يقول عمر بوبريك، وهو الحين في عامه الـ77، “غادرنا قاعة سينما السلام بعد نهاية فيلم جودزيلا، في ليلة 29 فبراير 1960، فوجدنا خارج السينما قد دُكّ عن آخره.. حطام وضحايا وركام.. حتى خيل إلينا أننا في لقطات سينمائية متممة للفيلم المقدم في مشاهد تراجيدية صادمة وسط صرخات الجرحى وأنين المعطوبين”.

ويحكي الحسين أوعبلا، حارس سينما السلام، أن “تعريفة ولوج سينما السلام تبدأ من 15 ريالا إلى 24 ريال، أي ما بين 75 و120 سنتيما، ما بين عامي 1957 و1968، لتصل إلى درهم ونصف في نهاية الستينيات، ثم 37 ريالا المعادلة لـ185 سنتيما بداية السبعينيات وبداية الثمانينيات من نفس القرن، لتنتقل التعريفة آنذاك إلى 3 دراهم، ثم 6 دراهم بداية تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يتم إغلاق السينما نهائيا”.

اشتغل أوعبلا في السينما لأكثر من 25 عاما، حيث كانت في أوجها تستقطب نحو 520 متفرجا في الليلة الواحدة، وكان الإقبال على عروض الشاشة الكبيرة منقطع النظير.. وما يزال الحنين يراود أوعبلا لأيام شبابه في سينما السلام، حيث كانت تبث “الأفلام الكبرى” Les Grandes films، بحسب تعبيره.

يتذكر الحارس الحسين أوعبلا تاريخ هذه الدار السينمائية وهو يشير بأصبعه ويشرح كيف كان ينظم حشود الناس التي تتقاطر على سينما السلام للتفرج، ينتظمون في ثلاثة صفوف طويلة حتى الطريق العمومية وأمامها على واجهة السينما.. وكان يتقاضى، عن هذه الخدمة، راتبا أسبوعيا يصل إلى 20 درهما إلى غاية عام 1985، وهي السنة التي غادر المنشأة الفيلمية، ثم عاد بعد 20 عاما ليقوم بنفس المهمة اليوم في سينما مغلقة.

وبمناسبة الذكرى الـ 55 عاما على زلزال أكادير قال باجلات: “أطلقنا عريضة وطنية من أجل تسجيل سينما السلام في عداد الآثار التاريخية للبلاد في أفق ترتيبها تراثا تاريخيا مصنفا تحمل شعار: ما تقيش سوليما ديالي”.. فهذه السينما، بحسب باجلات، لم تكن فقط قاعة للأفلام السينمائية خلال القرن الماضي، بل ملاذا للتنظيمات السياسية، تجمع مناصريها بمشاركة المئات من المواطنين، وهي من احتضنت أول تجمع تأسيسي لتنظيم شبيبة الاتحادية عام 1959.

وأوضح باجلات أن “هذه القاعة السينمائية خلال سبعينيات القرن الماضي، احتضنت تجمعا سياسيا لتأسيس كتلة العمل الوطني المغربي، المكونة آنذاك من ائتلاف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة عبد الرحيم بوعبيد، وحزب الاستقلال برئاسة أمحمد بوستة، والحزب الشيوعي (التقدم والاشتراكية حاليا) برئاسة المرحوم علي يعتة”.. كما كانت تخصص لتنظيم السهرات الفنية بمشاركة كبار الفنانين المغاربة، أمثال عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط وإبراهيم العلمي وفويتح.. وغيرهم.

ولم تصمد “السلام” في وجه الزلزال فقط، بل صمدت في وجه تأثيرات الزمن بعد أن تعرضت للحريق بداية ثمانينيات القرن الماضي ورممت لمواصلة تقديم جديد أفلام الفن السابع زمن اشتغالها، في انتظار تصنيفها تراثا ماديا وطنيا من قبل وزارة الثقافة المغربية، بحسب باجلات.

* وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

16
  • Dayron
    السبت 28 فبراير 2015 - 20:10

    يا حسرة على سينما سلام. تحولت من تحفة معمارية فريدة إلى مجرد خربة يلجها المتشردون. أغلقت ايضا سينما ريالطو. كل هذا يعكس تدهور المدينة.

  • el ayachi
    السبت 28 فبراير 2015 - 20:37

    quelle image! Elle m'a beaucoup attire, je crois que la forme archetecture qui etait le secret de la resistance de ce monument hestoriqur. ce sujet m'a rappele mon ami mohammed qui a perdu sa femme la francaise dans ce tranblement et il est encore en vie marie d'une autre fee marocaine

  • خالد
    السبت 28 فبراير 2015 - 20:53

    ادا كان الدخول للسينما انداك ب 120 سنتيم كان ثمن الاجير انداك ﻻيتعدى 10دراهم او اقل فكان المدخول قليﻻ والمواد رخيصة فحصل التوازن اما الان المواد في ارتفاع والمدخول مصاب بالشلل ﻻيستطيح اللحاق با لمتطلبات

  • HASSAN
    السبت 28 فبراير 2015 - 21:36

    وتقع سينما السلام، في قلب مدينة أكادير، وصمم معمارها الفريد المهندس الفرنسي جورج أبير.
    البنايات والقناطر الصامدة دائما وراءها مهندس فرنسي متقن لعمله.
    رحم الله من عمل عملا صالحا واثقنه.

  • اكادير
    السبت 28 فبراير 2015 - 21:45

    كانا والديا يسكنان مدينة اكادير كانت أمي صغيرة السن واقتربت من وضع حملها الاول وذهبت لمدينة تارودانت لتضعه وكان يوم 3 فبراير 1960 ، وبعد مرور 26 يوما ضرب الزلزال مدينة اكادير ، الحمد لله رغم ميلادي في تلك السنة كنت سببا في نجاة والديا لانهما غادرها ، الحمد لله على لطفه

  • Patriote
    السبت 28 فبراير 2015 - 21:46

    Que Dieu préserve la salle Cinéma Salam des ~GODZILLAs modernes qui sont des promoteurs immobiliers qui ont leur propre devise ( FRANC – RYAL – DIRHAM ) qui n'ont dans leur dictionnaire ni patrimoine ni écologie ; que du bêton .

  • france
    السبت 28 فبراير 2015 - 22:11

    هذه البنيات معلمة تاريخية في المنطقة بامتياز ولكن عمالة ومجلس اكدير اهماها وتركوها تواجه الزمن لكي تسقط وياتي الصماصر واصحب البطون الكبيرة لينشؤوا عمارة لماذا لم يقوموا بترميمها وتكون متحف جميل عوض البول امامها والقمار والميكرة عار وعار عليكم ولماذا لم يقل صاحب المقال انها اهملت ومركفصة

  • amgherbi
    السبت 28 فبراير 2015 - 22:22

    هذه السينما جزء لا يتجزا من التاريخ الحديث لمدينة اكادير واتمنى من المسؤوليين المحليين ان يعيدوا لها الاعتبار فمن المؤسف حقا ان تترك بناية بهذه القيمة المعمارية والتاريخية هكذا تصارع الزمان والخراب دون ان يلتفت اليها احد .

  • TRIBUNEUR
    السبت 28 فبراير 2015 - 22:22

    Ce bâtiment qui est architecturalement sous la forme d'un tunnel a sauvé la vie de tous ses spectateurs de cette nuit sanglante du 29 Février 1960 ( nuit du tremblement). J'ignore leur nombre, mais 2 frères cousins à moi ont été sauvés. A lors que leur famille à a péri au quartier Founty. Ce monument doit être considéré comme un patrimoine national. C'est un chef d’œuvre qui nous a été offert par Agadir d'avant le tremblement. Prière de bien entretenir ce bâtiment, car pour nous rescapés du séisme, c'est le cœur palpitant d'Agadir ( c'est le symbole de la renaissance de notre ville bien aimée.)

  • ramsis
    السبت 28 فبراير 2015 - 22:43

    mon pére s'appelle Ramsis mohamed il a vécu ce tremblement car il travaillait à lépoque au cinéma salam comme guichier,il etait enfermé à l'intérieur du guichet au moment de tremblement car la porte de ce dérnier était bloqué, mais heureusement il a été liberé le lendemain matin ….. il est encore en vie hamdou lillah il a 78 ans il habite a tarrast aussi c'est le pére de Ramsis khalid l'ancien arbitre intérnational du footbal

  • choukarah
    السبت 28 فبراير 2015 - 22:55

    الشكل المقوس للبناء يدعى " السليسلة – chainnette " و هو الشكل الذي تاخده سلسلة في عنق امرأة و يعتبر اكثر الاشكال في التوازن نظرا لانه طبيعي و عندما تقلب هذا الشكل الى الاسفل فيكون اكثر صلابة على الاطلاق و يمكن ان يحافظ على تماسكه من دون اسمنت
    و لهداثم اعتماده من طرف معماريين كبار في منشآت كبيرة في عدة مناطق في العالم

  • سي عبلا
    الأحد 1 مارس 2015 - 08:56

    الشكل السلسلي للبناية حماها من الدمار هده الهندسة معروفة لدى الامازيغ مند القدم اغلب المطفيات في المناطق الجبلية و قبل الاسمنت بعهود عدة تستخدم هدا الشكل المقوي في تغطيتها بالاحجار و بدون اسمنت و لا زالت باقية رغم عاتيات الزمان ومنها من يحمل بناية كاملة مبنية بالحجر ايضا لم تنهار نهائيا و منها اقواس و ليلي ومناطق اخرى و لكن التعريبيون وموجة التعريب لا تريد لللعبقرية الوطنية الامازيغية ان توجد لهدا محي التاريخ الاصيل و دك

  • Mustapha
    الأحد 1 مارس 2015 - 10:41

    كل من سكن مدينة اكادير تعجب لكون ثروات المدينة وفنادقها والمقاهي ذات الجودة العالية اكبر مرسى في المغرب لا توجد فيهالا سينما لا مسرح لا اوبرا فقط مقاهي الشيشا تتكاثر والكبرهات والفنادق في تكاثر مستمر كل واحد منا يريد انً يتنزه او يخرج وحيدا او مع اطفاله فين غادي يمشي مكاين لا سينيما لا مسرح لا حديقة انجدوا ثقافةً مدينتكم ماًتقولوش ليا مرينا حشومة تمشي ليها مع ابنااكًو بناتك الهم دار

  • jaralwadi
    الأحد 1 مارس 2015 - 10:54

    انها فعلا تحفة معمارية رائعة تستحق بل يجب الاعتناء بها وصيانتها فيكفي انها صمدت في وجه الزلزال وهي ما تبقى من دكريات هده المدينة ما قبل الزلزال.

  • khaled
    الأحد 1 مارس 2015 - 12:24

    سينما السلام . نسي صاحب المقال ان يقول لنا انه في سنواتها الاخيرة عرفت هذه الدار انحطاطا اخلاقيا . قبل اغلاقها كانت تقدم للزوار على حائطها ملصقات للافلام الاباحية وكنا ندخل اليها لمشاهدة الخلاعة والاباحية واحيانا كنا نجد بها اطفالا لم يبلغوا بعد سن الرشد.

  • المهدي
    الأحد 1 مارس 2015 - 14:22

    قاعات السينما كانت مزدهرة وتلعب أدوارا اخرى ، كانت سينما الحمراء ( العمبرا ) بحي العكاري بالرباط مثلا نموذجا لدار العرض التي ننتظر بشغف يوم الخميس الذي يغير فيه الفيلم الأسبوعي ، حيث كانت تبث الروائع آنذاك ، وفي وقت سابق كانت تعقد فيها اللقاءات ولازال القدامى يتذكرون اللقاءالجماهيري الذي الذي عقده المهدي بن بركة بهذه السينما بجانب أشاوس التحرير منهم سعيد بونعيلات والسي احمد المرابط وبحضور نوبير الأموي وآخرون ، كنت الفرجة الممتعة وكان التأطير والتفاعل مع الأحداث جنبا الى جنب ، كل هذا انتهى …

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء