مرجعيات الفلسفة الغربية - 7 - .. القيم المسيحية تصطدم بالعقلانية

مرجعيات الفلسفة الغربية - 7 - .. القيم المسيحية تصطدم بالعقلانية
الإثنين 13 ماي 2019 - 03:00

نتطرق من خلال هذه السلسلة (28 مقالا) لاستعراض محطات فكرية وأطروحات فلسفية أنارت طريق الحضارة الغربية في تعاملها مع مسألة حقوق الإنسان التي برزت بشكل يزداد ثقلا وعمقا منذ الربع الأخير من القرن العشرين، والتي تحمل في ثناياها إيديولوجية القرن الواحد والعشرين المفتوحة على كل الاحتمالات. إن الاعتبارات النقدية الواردة في هذه المقالات ليست من باب التسرع في إصدار أحكام القيمة، ولا من باب التحامل المبني على الآراء الجاهزة والاندفاعات العشوائية المتطرفة، وإنما هي قراءة موضوعية في بعض مرجعيات الفكر الفلسفي الغربي الذي تتغذى عليه منظومة حقوق الإنسان المعاصرة.

28/7 – بداية الحضارة الغربية تحت ردائها المسيحي

ظهور المسيحية في بيئة غير يونانية ودخولها معترك الأفكار والمذاهب التي ميزت إقلاع الحضارة الغربية تحت الزعامة الرومانية، لا شك أنه كان حدثا تاريخيا بكل المفاهيم والمقاييس، بل يمكن القول إن انقلابا حضاريا طرأ على مسيرة الفكر الغربي الذي بدأت أسسه العقلانية تتراجع أمام تنامي قيم روحية تختلف شكلا ومضمونا مع المرجعية الهيلينية بشتى مكوناتها وتبايناتها. والسؤال الوجيه هو: ما مدى الانعكاسات الفعلية لهذا التحول في مسيرة الفكر هذه؟ موضوع من هذا الحجم لابد وأن تكون مناقشته قد تمت على أكثر من صعيد، ولكن بدون استخلاص لنتائج نهائية وحاسمة، نظرا لطبيعته البالغة التعقيد من جهة، ولكونه ربما لا يستدعي الحسم النهائي في مجال تكمن حيويته في انفتاحه المتواصل على مبدأ التساؤلات المتجددة.

وعلى أي حال، فإن الأجوبة عن السؤال المطروح تعددت حسب خلفيات الجهات التي تقدمت بها. فهناك من يرى أنه لا أهمية لهذا الحدث على الإطلاق، لكن سرعان ما يتبين أن هذا الرد هو عبارة عن استراتيجية مبنية على احتمالين متعارضين: إما حفاظا على نقاوة المسيحية الإنجيلية وتعزيزا لفكرة الخلاص عن طريق المسيح، وإما ضمانا لاستقلالية النزعة العقلانية وتثبيتا لمشروعية استمراريتها. فالاحتمال الأول كان مطابقا لوجهة نظر المؤرخين البروتستانت الأوائل الذين كانوا يرون أن ما أضيف في القرون الخمسة الأولى على الإنجيل والقديس بول في مجال أصول العقيدة هو في الواقع مجرد إقحام، بل وإضافة خطيرة للعقلانية اليونانية. ويتجلى ذلك على وجه الخصوص في طبيعة “الكلمة” و”الثالوث”. وأما الاحتمال الثاني فهو الذي قال به أصحاب نظرية التقدم التي تبلورت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، ومفاده أن الفكر الإنساني كان بالفعل دائما مرتبطا بالعلوم العقلية اليونانية بدون تأثير من المسيحية، ومنذ رياضيات بطولومى في القرن الثاني الميلادي إلى الثورة الكوبرنيكية في القرن الخامس عشر تمت هذه المسيرة العقلانية بمعزل عن الفكر المسيحي، وإذا كان هذا الأخير قد تدخل أكثر من مرة فإن ذلك لم يكن بهدف الدعم والمساندة وإنما بهدف العرقلة ليس إلا.

وهناك من يرى أن المسيحية كانت بمثابة تصور جديد للكون وللعلاقات الاجتماعية، ومساهمة حقيقية في الفكر الإنساني. وتتجلى أصالتها في جانب لا يقبل الاختزال من الوجود، ويقصد بهذا الجانب كل ما يتعلق بالذات والقلب والعاطفة والوجدان. ويذهب هيجل على سبيل المثال إلى الإقرار بأن المثالية التي جعلت من الطبيعة الحميمة للذات مبدأ تطور لكل واقع ووجود ما كان لها أن تتطور لولا الحضارة المسيحية. وهذا لا يمنع من استدراك الإشارة إلى أن المسيحية في بداياتها لم تكن تأملية بتاتا، بل كانت تعبيرا عن مجهود تآزري وروحي أبان عنه معتنقوها بشكل مستميت طيلة أحقاب من الاضطهادات والانشقاقات.

وأما البعد التأملي المتأخر، فلقد انضاف إليها نتيجة لاحتكاكها بالفكر اليوناني. لاسيما إذا علمنا بأن “الخطيئة” في منحاها التأملي كانت تبدو حاضرة بشكل من الأشكال في التصور الإغريقي قبل انتصار المسيحية وتطوير منهجها الفكري. وعلى مستوى آخر يبدو أن تيار العقلانية الهيلينية هو الذي أثر سلبا على انتشار المسيحية في القرون الأولى. فمثلا المذهب البيلاجي الانشقاقي كان متأثرا بالمدرسة الرواقية التي ترى أن أخطاء واستحقاقات الإنسان منوطة به هو نفسه وليس بغيره، لذلك كان بلاجيوس، مؤسس المذهب، يقول: “لو كانت خطيئة اَدم تضر حتى بأولئك الذين لا يقارفون الخطيئة، لتحتم أن يفيد عدل المسيح حتى أولئك الذين لا يؤمنون”. ويوضح قائلا: “لا نستطيع أن نسلم بحال من الأحوال بأن الله الذي يغفر لنا خطايانا، يسند إلينا خطايا غيرنا”.

مواجهة بين المسيحية والفلسفة

يستنتج مؤرخ الفلسفة، ايميل برييى، من تناوله لهذا الموضوع أن تطور الفكر الفلسفي لم يكن متأثرا بالمسيحية، ويذهب إلى أكثر من ذلك حيث يقول بعدم وجود فلسفة مسيحية. وهناك من المفكرين المسيحيين من يشددون على استحالة التوافق بين المسيحية والفلسفة اليونانية، ويتجلى التناقض بين هذين الاتجاهين على الخصوص في تعيينهما للألوهية نفس المنزلة التي تقتضي تراتب الوجود والموجودات.

وللتذكير، فإنه بالنسبة لأفلاطون والرواقيين تشمل الماهية الإلهية ليس الله فقط بل حتى النفوس والعالم والكواكب باعتبارها كلها موجودات إلهية، بينما الألوهية المسيحية تقتصر تحديدا على الثالوث الأقدس وفي بعض الأحيان كانت المواجهة بين الفلسفة والدين تصل إلى حد الإنكار التام لأية علاقة. وكان ترتيليان، وهو من زعماء الكنيسة في الشمال الإفريقي الروماني في القرن الثالث الميلادي، ممن تحامل على الفكر الفلسفي اليوناني قاطبة، ولا يرى في اعتقاده أي ترابط ممكن بين أثينا وأورشليم، وكتب معبرا عن معارضته بلهجة لا تخلو من مبالغة: “إننا بريؤون من الذين ابتدعوا مسيحية رواقية أو أفلاطونية أو جدلية، بعد المسيح والإنجيل لسنا بحاجة إلى أي شيء”. وهاجم الفلاسفة في أخلاقهم مدعيا أن خير ما في مذاهبهم يعود إلى التوراة، وأن البدع المسيحية والتيارات الانشقاقية سببها الوحيد هو الفلسفة عدوة الدين، وينعت أرسطو بـ”الشقي”. ويعيب ترتيليان على كل من اتخذ من الفكر الفلسفي منهجا. وابتكر هو شخصيا منهجا جديدا أسماه “استنطاق النفس”، وبالطبع يقصد النفس بمفهومها المسيحي التي تميل من صميمها إلى الدين وخاصة في أوقات الشدة، وهو منهج صار عليه كثير من المفكرين المسيحيين من بعده.

واختصارا لكل هذا الجدال نطرح هذا السؤال: هل كانت المسيحية وبالا على تقدم الحضارة الغربية في نزعتها العقلانية، وبالتالي كارثة فكرية أجلت تقدم الإنسانية لقرون عديدة، أم على العكس من ذلك كانت بمثابة إضافة ثمينة إلى الزخم الفكري والتلاقح المنهجي الذي بفضله انقشعت أجزاء كبيرة من غيوم الجهل التي كانت تلف قطاعات واسعة من المجتمعات البشرية؟ الواقع أنه سؤال مركب تصعب الإجابة عنه بأسلوب اليقين.

فمن الناحية التاريخية أكيد أن المسيحية أصبحت تدريجيا عنصر هوية لمجتمعات عريضة شرقا وغربا، تتقاسم الانتماء إلى قيم روحية مشتركة وتؤلف عالما مسيحيا بمده وجزره، مما شكل فرصا جديدة للتقارب والتفاعل بين مجتمعات هذا العالم الجديد وبقية المجتمعات غير المسيحية. أما من الناحية الثقافية والمعرفية فلقد تم ترسيخ مفهوم الدين كعقيدة ترتكز دائما على الإيمان في مقابل مفهوم الفلسفة كمنهج عقلي يركن غالبا إلى البرهان. وبالفعل جاءت عمليات الأخذ والرد بين المفهومين لتفتح آفاقا جديدة لإخصاب الفكر الإنساني عامة. وما كان لمسألة التركيز على العقل والإيمان أن تعرف تطورا ملحوظا لولا تلك النزعات والتساؤلات التي واكبت ظهور الفكر المسيحي في نمطه الحضاري الغربي، ومن البديهي أن ذلك من شأنه أن ينعكس سلبا أو إيجابا على مفهوم وممارسة حقوق الإنسان، فكلما حدث تغيير في مرجعية معينة إلا ونتج عنه بالضرورة إما تعديل جزئي وإما تحول كلي لمدلولاتها المفاهيمية وإجراءاتها العملية.

*أستاذ التاريخ المعاصر وعلوم الإعلام والاتصال بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة- طنجة

[email protected]

‫تعليقات الزوار

12
  • Mahzala
    الجمعة 10 ماي 2019 - 00:07

    الاسلام جاء بأمور نبيلة وراقية لاكن الناس لايفهمون ان الدين متل صور مبني علا اسس متينة اذا فقد جزء من هدا لاساس انهار المجتمع واصبح لايفهم معني بعض لامور اللتي جاء بها الدين فمتلا ادا حكم دولة اسلامية حاكم غير عادل تفشي الفقر والضلم حينها يصبح المجتمع مشتت ومهمش لأباء لايجدون الوقت لتربية ابناءهم ولابناء يفتحون اعينهم علا كره الوضعية حينها يكبرون وهم يحملون البغض والا مبالات بلانتماء حينها ينشء فكر مشتت

  • دمحم
    الجمعة 10 ماي 2019 - 00:21

    يا ليتني فهمت يوما ما هي حقوق الإنسان و أين توجد و في اي بلد تطبق. لا تقولوا لي في أمريكا أو في أوروبا سالب بالنفي القاطع. هل من حقوق الإنسان استعماره ماليا و اقتصاديا و عسكريا. تنهب الثروات بيد الديمقراطيين بحجة حقوق الإنسان و يقتل الكثير بحجة بالديمقراطية و يحتل الفكر بحجة الثقافة و تتطور التكنولوجية بفكر و علم الغير فينسب للثقافة الغربية ووو أين المسيح من الفلسفة و قد قتل العديد من الفلاسفة بحجة التكهن و السحر. و أين الفلسفة اليونانية الأفريقية و أصبحوا في الفقر ينتظرون رحمة الآخرين و أين قضية الشعوب المرحلة على الأداء دائما و هل من مزيد. هذه هي حقوق الإنسان. لا و الله. قال سيدنا عمر رضي الله عنه (كيف تستغلون إنسانا و قد ولدته أمه حرا) أليست هذه هي حقوق الإنسان ام هي مجرد فكر….

  • fghhj455
    الإثنين 13 ماي 2019 - 03:35

    الثقافة اليونانية الافريقية

  • java
    الإثنين 13 ماي 2019 - 03:47

    la premiere fois ds le monde de faire le ramadon ete chez les juifs et apres les chretien l on copier et aussi mohamed a fait la meme chose ds le coran
    et le halal ete la premiere fois chez lui juif les chretiens ne s interest pas a ca,et les muslim vien avec le halal des juifs cohaire ,la premiere fois les juif vien du dieu de l univers 1 seul et fond la basse de cette religion copier par les chrtien et apres copier par les muslims et transforme differament
    ici je parle de l hitoire et pas de la religion
    les grek dit la terre et platte il ete copier de 3 religion et la theorie de sperme de l homme et lenzime de lubrification de la femme qui croye qu il ete sperme pour determine le sex de fituse copier par l islame
    et aussi le misra miraj copier des encienne sevilisation
    j aime bien qu il soit des sage religieux qui peuvent discute avec les scientifique ce ramadan
    mais pas juste les religieux qui parle touts seul

  • ياسيين
    الإثنين 13 ماي 2019 - 04:00

    مشكل العالم الاسلامي ليس بالاسلام او المسيحيه اوي اي شئ
    المشكل هو العالم الاسلامي تجد الديكتاتورية وليست هناك اي حرية يجب ان تعطي للشخص حرية وافكار لكي ينتقدك رغم انه فقير او غير متعلم فربما افكاره تستفيد منها
    ام مسئلة الدين الامارات وقطر والكويت والسعودية شوف كيف تتطور رغم الصحراء والبترول ام بعض الدول التي لديها الديكتاتورية ونصف احتياطي العالم متل سوريا وليبيا والجزائر والمغرب شوف الفقر والتخلف ولكن هناك ديكتاتورية عسكرية متسلطة

  • Amir
    الإثنين 13 ماي 2019 - 06:06

    هذا الكلام لا ينطبق فقط على المسيحيه بل على جميع الديانات الأخرى.
    لو لم يقوم الغرب بترك الكهنه والكهنوت في المتاحف لوجدناه على شاكله الدول المتخلفه الاي ما زال تراها باعيننا الان .
    تقدمه التكنولوجي المذهل لم ولم يكون ممكنا لو لم يقوم بتلك الخطوه.
    النظام السياسي الديموقراطي التي يسير عليه الغرب حاليا هو الافظل على الإطلاق لكل نظام سياسي اخر شهدته البشريه حتى الان وعبر الزمان. هذا النظام هو من جعل الانسان حرا يبدي بارائه بكل حريه ويختار من يحكمه بشكل نزيه. عكس كما كان عليه الحال سابقا. اي انظمه العبوديه والاستعباد والقوي يأكل فيها الضعيف واحكام الغاب كانت هي السائده.

  • من فرنسا
    الإثنين 13 ماي 2019 - 08:29

    أين هي المسيحية في بلاد الغرب وأين هم المسيحييون؟ من اكثر المغالطات في البلدان الاسلامية هي ان الغرب هم مسيحيين وهذا خطأ فالغرب لم يتقدم لحقوق الانسان بالمسيحية انما بتركها وترك الأديان كافة و التوجه الى العلمانية و احترام الاختلاف في الرأي وفي الشكل والدين

  • مدردش
    الإثنين 13 ماي 2019 - 11:30

    يمكن الاستدلال بالنتاءج الحالية او ما الت اليه الانسانية في برهنة جدوى المسيحية او الدين عامة كعقيدة اساسها الايمان او التسليم كتعبير اصح.وجدوى الفلسفة اللتي ترتكز على العقلانية .اذن السؤال اللذي يطرح نفسه الى اين اوصلنا عقلنا البشري الطليق العنان ?من انحلال واستغلال وثلوت وربا في كل شيء واستهلاك متوحش وهيمنة اقلية على اغلبية؟اليس من الافضل لو ظل الدين مكبلا لاندفعات غراءزنا ؟

  • منتبه
    الإثنين 13 ماي 2019 - 13:46

    وبما تفسرون يا فلاسفة العقلانية والقيم المسيحية وصولا الى الحداثة وحقوق الإنسان أفول كل هاذه "الكرامات"في قناعة وعين الكثير من المفكرين المتبصرين طبعآ من أفراد مجتمعاتكم و إعتناقهم الدين الإسلامي موثقين تحولهم ب360 درجة بوصولهم الى ما مفاده أن ما ينفع الناس وهو الإسلام دين الإعتدال الحق ماكث في الارض فكريآ وعلميآ ومجتمعيا وعقائديا بينما ما كانوا فيه إنما هو زبد ذاهب جفاءا.

  • عدنان
    الإثنين 13 ماي 2019 - 15:06

    الفلسفة الغربية لم تكن تحارب الدين المسيحي فقط و إنما جميع الأديان لأنها تدعوا إلى الإيمان و التصديق بالأشياء الملموسةو تحرير العقل و التقدم و الابتكار و ترك الخرافة و التزمت الديني و استخدام العقل في جميع أمور الحياة فالجنة و الجحيم هي أمور لم يتوصل إليها العلم و العقل .

  • رشيد
    الإثنين 13 ماي 2019 - 15:16

    برتراند راسد في مقاله 'لمادا لست مسيحيا ' يجيب عن هده الاسئلة بأن المسيحية لم تقدم شيئا يدكر للبشرية بل أكثر من دلك عطلة من تقدمها .

  • بامو بليد
    الثلاثاء 14 ماي 2019 - 09:13

    لم تكون هناك رسالة سماوية للمسيحية تو اليهودية ان كل الكتب السماوية مكملة لرسالة واحدة ان نعبدوا الله ولا نشرك به احدا،
    يستحيل ان ينزل الله رسالة يقول فيها انه هو المسيح ان الله ثالث ثلاثة وفي نفس الوقت ينزل رسالة اخرى يقول فيها ان الله واحد القهار لم يلد ولم يولد

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية