مرجعيات الفلسفة الغربية -28- "نيتش" ومفهوم الإنسان الأقوى

مرجعيات الفلسفة الغربية -28- "نيتش" ومفهوم الإنسان الأقوى
الإثنين 3 يونيو 2019 - 02:50

نتطرق من خلال هذه السلسلة (28 مقالا) لاستعراض محطات فكرية وأطروحات فلسفية أنارت طريق الحضارة الغربية في تعاملها مع مسألة حقوق الإنسان التي برزت بشكل يزداد ثقلا وعمقا منذ الربع الأخير من القرن العشرين، والتي تحمل في ثناياها إيديولوجية القرن الواحد والعشرين المفتوحة على كل الاحتمالات.

إن الاعتبارات النقدية الواردة في هذه المقالات ليست من باب التسرع في إصدار أحكام القيمة، ولا من باب التحامل المبني على الآراء الجاهزة والاندفاعات العشوائية المتطرفة، وإنما هي قراءة موضوعية في بعض مرجعيات الفكر الفلسفي الغربي الذي تتغذى عليه منظومة حقوق الإنسان المعاصرة.

28/28- نيتش ومفهوم الإنسان الأقوى

تأثر فريدريك نيتش بكتابات داروين التطورية وبسياسة بسمارك القومية. وكل ما استخلصه من مقولة البقاء للأصلح هو أن القوة هي العامل الحاسم وبالتالي فهي الفضيلة الأساسية، بينما النقيصة الوحيدة هي الضعف. وإذا كانت فلسفة نيتش تميل في شكلها إلى نوع من الرومانسية فإن جوهرها ينطلق من إرادة القوة إلى حدودها العدمية، مرورا بعرقية جرمانية يطبعها التعالي وتستهويها القيم الأرستقراطية المفرطة.

ومن هذا المنطلق فإن فريدريك نيتش ينتقد بشدة صارمة وسخرية نادرة كل السلوكات الأخلاقية التي أفرزتها الديانة المسيحية والتي تشبعت بها الحضارة الغربية، ويؤاخذ على مجموعة من التيارات الفلسفية الأوربية مدى ضعفها في مواجهة المسيحية، وكان الأحرى بها أن تعمل على اقتلاعها. وفي ذلك قوله: “لم يختلف المفكرون الفرنسيون من فولتير إلى أوجيست كونت عن المثل العليا للديانة المسيحية، بل عززوها.

فقد ذهب أوجيست كونت إلى الدعوة إلى محبة الآخرين، وتكريس الحياة من أجل مساعدتهم. كما دعا شوبنهاور في ألمانيا وجون ستيوارت مل في إنجلترا إلى نظرية الشفقة ومساعدة الآخرين، واعتبروها المبدأ الأساسي في العمل. كما وضع الاشتراكيون جميعهم أفكارهم على أساس هذه المبادئ التي تحض على الشفقة والرحمة ومساعدة الغير”.

إن ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة، حسب رأي نيتش، هو القوة وليس الطيبوبة، والكبرياء وليس الخضوع، والذكاء الحازم وليس حب الغير ومساعدة الناس. لقد كان نيتش من المتطرفين التطورين، فعنده المساواة والديمقراطية تتناقضان تناقضا صارخا مع نظرية الانتقاء الطبيعي ومبدأ البقاء للأصلح. هذا المبدأ الذي يستهدف تطور الإنسان العبقري لا الإنسان العادي.

لهذا فإن نقطة الحسم في كل النزاعات وفي جميع الحالات هي القوة ولا شيء غير القوة. وهذا الطرح ينسجم تمام الانسجام مع السياسة الدولية التي كان بسمارك في زمن نيتش قد تبناها، حيث قال: “إنه لا محبة للغير بين الأمم وأن القضايا الحديثة بين الدول لا ينبغي أن تقررها أصوات الناخبين، ولا بلاغة الخطب، ولكن الذي يقررها هو الدم والحديد”.

وفعلا، لقد تمكن بسمارك من دمج الدويلات الألمانية تحت لواء الإمبراطورية البروسية القوية، واستطاع أن يبسط نفوذ السيادة الألمانية على النمسا، وهزم فرنسا في ظرف وجيز، وكان بذلك يشكل رمزا للقوة الجبارة في نظر نيتش. وأصبح بسمارك المعبر المثالي لعظمة ألمانيا ولروح سطوتها العسكرية المتنامية التي ميزتها خلال القرن التاسع عشر.

لقد اهتزت مشاعر نيتش عند رؤيته لموكب عسكري متوجه إلى ساحة القتال حين قال: “لقد شعرت للمرة الأولى أن أقوى وأسمى إرادة للحياة لا تجد تعبيرا لها في الصراع البائس من أجل البقاء، ولكن في إرادة القوة، إرادة السيادة!”

هكذا تكلم زرادشت

ازداد فريدريك نيتش سنة1844 في بلدة روكن ببروسيا، بدأ حياته العملية كأستاذ لمادة فقه اللغة بجامعة بال سنة 1869، ونشر أول كتاب له تحت عنوان “مولد المأساة من روح الموسيقى” سنة 1872.

كان نيتش يدعو إلى إعادة بناء الأخلاق والدين على أسس نظرية التطور لداروين، لأن طبيعة الحياة في نظره لا تعمل على تحسين أحوال الأكثرية من الشعب، بل ترمي إلى خلق العناصر العبقرية مستخدمة الشعب كحقل تجارب لاكتشاف النوابغ من الرجال. وكانت ميوله فنية في بداية إنتاجه الفكري، وأبدى شديد الإعجاب بالموسيقار رتشارد فاجنر الذي وصفه بباعث الفن الحقيقي وبالفنان الموهوب الذي لا يعرف للخوف معنى.

لكن سرعان ما اتضح له أن الفن يتناقض مع الخشونة ويبتعد عن لغة القوة بمفهومها الدموي، ولم يعد يركز على اهتماماته الفنية. وفي سنة 1879 أصيب نيتش بمرض كاد أن يلم بحياته حتى أنه أوصى أخته بما يجب القيام به إذا ما حلت به المنية: “عديني إذا مت ألا يقف حول جثماني إلا الأصدقاء، وألا يد خل علي الفضوليون من الناس.

ولا تدعي قسيسا ينطق بالأباطيل والأكاذيب على قبري في وقت لا أستطيع فيه الدفاع عن نفسي، أريد أن أدفن في قبري وثنيا شريفا”. لكنه تعافى ونهض من فراش المرض وكأنه انتصر على الموت، فأصدر كتابين وهما “فجر اليوم” في عام 1881، و”ابتهاج المعرفة” في عام 1882.

وفي السنة الموالية ألف أهم كتبه: “هكذا تكلم زرادشت” الذي كان آية إبداعه وجوهر عمق تفكيره، حيث يعتبره بعض الباحثين من أعظم الكتب التي أنتجها القرن التاسع عشر، مع العلم أن هذا الكتاب لم يحقق أي نجاح تجاري يذكر، وهو عبارة عن آراء نيتش الفلسفية التي جاءت على لسان شخصية زرادشت: إنها شخصية تنادي بحياة البطولة والمخاطرة بقولها: “عش في خطر، وشيد مدنك قرب بركان فيزوف، وأرسل سفنك لاكتشاف البحار المجهولة، وعش في حرب دائمة”.

التقي زرادشت في الغابة بناسك مسن الذي أخذ يحدثه عن الله، لكن زرادشت لم يعر هذا الحديث أية مصداقية، وأدار وجهه عن الناسك ليناجي نفسه في هذا الحوار الداخلي الصامت: “هل يمكن أن يكون ما قاله الناسك حقا؟

يبدو أن هذا الناسك المسن لم يسمع بعد وهو في غابته أن الله قد مات!”… إنها مناجاة طافحة بالإلحاد الجامح، ويتساءل زرادشت عما إذا كان هناك إنسان أشد كفرا وإلحادا منه لكي يقصده فيمتع نفسه بتعاليمه! لكن موت الإله المعلن عنه بنوع من النشوة والتشفي واكبه في نفس الوقت الإعلان عن ميلاد مرتقب للإنسان الأسمى أو الأقوى، أي السوبرمان، ذلك الإنسان الذي سوف لن يهاب الموت أبدا. إنه إنسان متسام ومستهين بالحياة، سيضحي من أجل هذه الأرض وليس من أجل ما وراء النجوم. إنها فلسفة الحديد والدم، النار والرماد، الحرب والدمار. لقد سمع زرادشت صوتا يناديه: “ما بك يا زرادشت؟ قل كلمتك وحطم نفسك إلى شظايا”!

أخلاق البطولة

بعد كتاب “هكذا تكلم زرادشت” ألف نيتش كتابين، الأول بعنوان “ما فوق الخير والشر” عام 1886، والثاني حول “تاريخ تسلسل الأخلاق” عام 1887. والكتابان معا موجهان ضد الأخلاق القديمة ويمهدان الطريق لأخلاق الإنسان الأقوى. وهكذا يرى نيتش أن هناك نوعين من الأخلاق، وهما أخلاق السادة وأخلاق العامة، ويعطي مثالين على ذلك: الأول يخص الإنسان الروماني الذي كانت الفضيلة بالنسبة له تعني الرجولة، والشجاعة، والجرأة.

والمثال الثاني يخص اليهود أيام خضوعهم السياسي. ويلاحظ نيتش أن الخضوع يولد الذل كما أن العجز يؤدي إلى طلب المساعدة من الغير. وعليه، فإن أخلاق الطبقات الضعيفة أخلاق السلام والأمن، بينما أخلاق الأسياد هي أخلاق حب المخاطرة والقوة. وراح نيتش يثنى على الثأر في مقابل الغدر، والقوة في مقابل المكر، والكبرياء والشرف في مقابل صوت الضمير.

وأما الشفقة فما هي في نظره سوى ضرب من الشلل العقلي. فالأخلاق النيتشية إذن هي تعبير عن إرادة القوة، وأما الحب في حد ذاته ما هو إلا رغبة في التملك، وحتى حب الحقيقة ليس إلا رغبة في امتلاكها، والإدراك العقلي هو مجرد عملية ثانوية ليست ضرورية، إنه منطق “أنا أريد” فحسب…!

ويعتقد نيتش أن الذي أفسد الأخلاق والفضائل الأرستقراطية التي يدافع عنها، هو ذيوع وانتشار الأخلاق اليهودية المسيحية الديمقراطية. ويرى أن الإنسان في الواقع من أشد الحيوانات قسوة وأكثرها حبا في ارتكاب أعمال البطش، وهذا بالذات ما يجب أن يتحلى به الإنسان الأقوى من أخلاق. وأما الإنسان الضعيف الفاتر الهمة فلم يبقى أمامه إلا أن يقول: إن الحياة لا تساوي شيئا…

وكان جديرا به أن يعترف أنه هو شخصيا لا يساوي شيئا… لذلك وجب على الإنسانية ألا تهتم بالرفع من مستوى الجماهير وإنما عليها أن تسعى إلى توفير الشروط اللازمة لظهور الإنسان الأقوى: “وأن يكون هدف الإنسانية هو الإنسان الأقوى وليس الجنس البشري بأسره”. فالغاية إذن هي تحسين النوع وليست سعادة الجماهير، وما المجتمع إلا أداة لإبراز قوة الفرد ودعم شخصيته.

وبناء على ذلك، فإنه لا يجوز لأفذاذ الرجال الزواج عن طريق الحب، لأن هذا قد يؤدي إلى زواج الأبطال من الخادمات، والعباقرة من الخياطات وعارضات الأزياء الفاجرات. إن الحب يعمي البصيرة ويفقد الحكمة، ويجب تركه لحثالة الرجال لأن الانسياق للعواطف والغرائز مجرد ضعف. ويبقى على خير الرجال أن يتزوجوا من خير النساء.

لا يؤمن نيتش بنظرية العقد الاجتماعي، والذي كان وراء تأسيس الدول في نظره هم جبابرة من الغزاة والسادة الأقوياء الذين أفنوا حياتهم في البحث عن الموت. لذلك يرى نيتش أن الحرب هي أفضل علاج للشعوب التي دب فيها الضعف والراحة والخسة.

هذه المبالغة في قلب القيم، وتمجيد العنف، وتقديس القوة، ومدح القسوة التي لا تعرف للرحمة معنى كانت بدون شك منبع تأثير ومصدر إلهام بالنسبة لخرافة تفوق الجنس الآري، وهي في الوقت ذاته تعطي الدليل أن الفلسفات المتطرفة المجنونة غالبا ما تجد من ينساق لأطروحاتها العبثية. إن النفي القاطع لحقوق الإنسان عند نيتش كان نابعا من إيمانه الأعمى ب “سلطة القوة” في أبشع تجلياتها وإلى أقصى حدودها اللاإنسانية…

وفعلا، لقد قال فريدريك نيتش كلمته وحطم نفسه إلى شظايا، ذلك أنه أصيب بالجنون منذ 1889 وبقي على هذه الحال إلى أن وافته المنية سنة 1900.

*أستاذ التاريخ المعاصر وعلوم الإعلام والاتصال بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة- طنجة

[email protected]

‫تعليقات الزوار

9
  • mossa
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 03:32

    لقد سبق لي ان قرات بعض الصفحات لكاتب لبناني عنون مؤلفه ب(هكذا تكلم فان كوك) اراد من خلاله ان يرد على فلسفة نيتش واتباعها من خلال كلامه عن العبقري الهولندي فان كوك الذي كان لا يحب الفكر العائلي الذي تجرد منه لكي يصبح انسان يدافع عن مبادئ الانسانية وهو بدلك يقطع مع الافكار النتشية التي تمجد العائلة الكبيرة الجرمانية البروسية كقوة متميزة

  • الباحث
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 03:59

    صدقت نبوءة نيتش حين قال ان بعده سينطق من هب و دب بالاباطيل و الهرطقات…. و مقال كاتبنا ما هو الا فيض من غيض.

  • قراءة مجنونة فعلا
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 08:04

    مع كامل احترامي لك السيد بوتبقالت ولاسهاماتك العلمية في التاريخ المعاصر ولكن لم تتوفق في هذه المبادرة الرمضانية وقدمت قراءة لنيتشه وغيره، يغلب عليها الطابع السردي والعمومية وتفتقد للدقة… عموما لا أعتقد أننا في حاجة لمن يلخص الملخصات ويقرأ تأويلات ويشرعن الاستشهادات من الدرجة الثانية عوض الانكباب على دراسة النصوص المؤسسة…
    ملاحظة: المشترك بين الفلسفة والعلم كثير وأقله تعليق الاحكام وتجنب التصنيفات الاخلاقوية ( فلسفة مجنونة، فلسفة متطرفة…) وهو ما لا يليق بالمؤرخ ولا بالفيلسوف! وفي حالة نيتشه قدمت دليلا على أن الاكاديمي المغربي لا يزال يؤمن بتنزيل الوحي أي على أن ينزل مكتوبا دون أن يقرأ!

  • pedro
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 09:21

    ان فلسفة نيتش تعلن موت الله وتعلن ظهور الانسان القوي.وهي بدلك فلسفة الحادية قد تؤدي الى تدمير البشرية. وقد ثم توظيفها من قبل النازية. ادن الحكمة من خلق الانسان هو المعرفة والطاعة وليس الجهل والتكبر.
    الانسان كاءن مادي لكن فيه نفحة ربانية.
    يقول الله عز وجل:" واد قال ربك للملاءكة اني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون فادا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين وسجد الملاءكة كلهم اجمعين."

  • الحليم الحيران!!!
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 10:03

    حسب هذا المقال فإن العالم اليوم يحكم بفلسفة نيتش ألا وهي حق القوة وليس قوة الحق.
    وحسب الفقرة الأخيرة التي تقول أن الفيلسوف نيتش أصيب بالجنون لمدة 11 سنة قبل وفاته يعني أنه كان يهذي منذ البداية وما قاله كانت البوادر الأولى لجنونه من هنا نستنتج أننا نخضع لحكم المجانين إلى يومنا هذا الذين لا يؤمنون بالقيم الإنسانية الرفيعة والأخلاق والدين.!!!وإنما بالقوة والقهر والقتل

  • راسبوتين
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 12:04

    شكرا للاستاذ المحترم تفضل به ونحن في أمس الحاجة نتشه والى تقييم صريح وشجاع للقيم.

  • تازي
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 13:43

    كثرت الاسماء و التيارات و الى الان لم نجني منها فائدة اقبرنا شعائر ديننا السمح و تعلقنا باهداب الاوهام … اوروبا قامت على اموال العرب و الافارقة كما قامت امريكا على دماء الهنود الحمر اما الفلسفات فما كانت سوى بحث عن فتوى لفصل الدين عن الدولة تضرب به الماسونية المسيحية و من بعدها الاسلام و لكن مهما اقبرنا نطفوا الى السطح ثانية و نرى الله في السماء وراء الغيوم

  • الفيلسوف الاحمق
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 14:34

    تيتشه فيلسوف عبقري وأحمق في نفس الوقت.
    بلغه مرة ان زلازالا عنيفا ضرب جزر اندونيسيا فقتل مئات الالاف من الابرياء، فنهض من مكانه وأخد يحتفل ويرقص من الطرب لتخلص كوكبنا الارضي من تلة من الضعفاء تعرقل تطور الانسان نحو السيادة الكاملة والقوة !
    هتلر هو خير من جسد سياسيا وعسكريا فلسفة نيتشه.

  • محب نيتسه
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 21:05

    و أنا أتابع مقالتك طيلة هذا الشهر العظيم كانت لدي مجموعة من المؤاخذات عليك و لم أقم بالرد ولكن عندما قرأت مقالتك عن نيتشه قررت الرد عليك.
    وأنت تسرد علينا لنفحات من حياة نيتشه نسيت الإسارة إلى مشاركته كممرض في الحرب العالمية الأولى وماتركته من صدى على نفسيته و تفكيره و غيرت الكثير من تفكيره.عندما يتحدث نيتشه عن وفاة الإله لم يكن يقصد إلاهنا الإله عند نيتشه هو أفلاطون .نيتشه يعتبر أفلاطون و الفلسفة اليونانية سبب معانة أوروبا و الويلات التي أصابتها.
    لكي تفهم نيتشه أكثر أنصحك بقراءة كتابيه العلم المرح و أفول الأصنام.

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 8

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 3

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين