كيف تلقى المغاربة قيام الجمهورية العربية المتحدة قبل 62 سنة؟

كيف تلقى المغاربة قيام الجمهورية العربية المتحدة قبل 62 سنة؟
الأربعاء 4 مارس 2020 - 04:50

يُعتبر قيام الجمهورية العربية المتحدة إثر توقيع ميثاق الوحدة المصرية-السورية سنة 1958 من أبرز المحطات والإنجازات التي شهدها تاريخ التجربة القومية العربية إبان الحقبة الناصرية. ويمكن اعتبار هذه التجربة أسمى تعبير عن مبدأ الوحدة العربية بحكم تطورها من فكرة سياسية تسعى إلى توحيد الأقطار العربية إلى مشروع تم تحقيقه على أرض الواقع. ويجدر تقييم أي تجربة وحدوية وقومية من هذا الحجم انطلاقاً من صداها وتأثيرها على محيطها. علماً بأن التجربة الناصرية بدأت تأخذ منحىً قومياً عربياً بعد العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر سنة 1956، أي في منتصف الخمسينيات إبان اشتعال الجبهة المغاربية مع اندلاع الثورة الجزائرية سنة 1954 من جهة، ونيل كل من المغرب وتونس استقلالاً شكلياً سنة 1956 من جهة أخرى، وهو الأمر الذي جعل فرنسا وإسبانيا تبسطان سيطرتهما على مصالحهما الجيو-استراتيجية وسحقهما لما تبقى من مقاومة رافضة للاستقلال الشكلي الممنوح. فالمواقف في المغرب العربي عموماً، وفي المغرب خصوصاً، كانت تحكمها اعتبارات مختلفة من بينها السياق السياسي لكل قُطر والتوجه الإيديولوجي لتيارات الحركة الوطنية.

ففي المغرب، كان لدى حزب الاستقلال المتزعم للمشهد السياسي المغربي عقب الاستقلال موقفاً ملتبساً ومتذبذباً إزاء الوحدة المصرية-السورية رغم أنه حزب ذو مرجعية عروبية – إسلامية واضحة المعالم؛ فعلى مستوى هيئاته القيادية لم يُصدر الحزب موقفاً محدداً من الوحدة المصرية – السورية. وبخصوص المواقف التي سُجلت لقادة هذا الحزب من موضوعنا هذا، يلاحظ أنّ أحد رموز الجناح اليساري للاستقلاليين عبد الرحيم بوعبيد، أبدى رأياً مشككاً في إمكانية نجاح تجربة الجمهورية العربية المتحدة. ففي حديث أدلى به لإحدى الصحف عبر عن الموقف التالي: “البعض منا في حزب الاستقلال كان يعبر عن شكوكه وارتيابه بشأن حظوظ نجاح هذا الاندماج الذي تقرر في غمرة الحماس والاندفاع”.

أما علال الفاسي، رئيس الحزب وممثل الجناح التقليدي والمحافظ فكان خلافه مع الناصرية والطرح الاشتراكي متكئاً على توجهه الإيديولوجي الذي اصطبغ بالتضامن الإسلامي، متجاوزاً بذلك البعد القومي العربي. كما ينبغي أن لا نغفل تشبثه بالنظام السلطاني المغربي وكيان الدولة المغربية بصفتها دولة ذات جذور تاريخية عكس معظم الأقطار العربية التي رُسمت حدودها بقلم ومسطرة الاستعمار الأوروبي، على الرغم من أن الاستعمار فصل عنها أراضٍ كثيرة. لذا كان الفاسي يعتبر المد الناصري وأمثاله نموذجاً خطراً على الأنظمة التقليدية بحكم ما يحمله هذا الفكر من مبادئ جمهورية واشتراكية. ورغم ذلك، سُجلت للفاسي مواقف شكلية رحبت بالوحدة المصرية-السورية كموقفه الموثق في كتابه “دفاعاً عن وحدة البلاد”، حيث صرح أنّ الوحدة كانت “نتيجة منطقية للمجهودات التي بذلها الشعب السوري بصفة خاصة ورجال الثورة في مصر، وأنّها صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط تخرج بفكرة العروبة من طور العاطفة إلى طور الواقع”.

وفي المقابل، طفى موقفه الإيديولوجي على السطح في نص قدمه للمؤتمر السادس لحزب الاستقلال انتقد فيه الاتجاهات الوحدوية وما اعتبره تهميشاً للإسلام كعنصر موحِد للعرب وللعالم الإسلامي المؤيد لهم. يضاف إلى ذلك تأييده للاتحاد العراقي-الأردني، الذي أُنشئ كرد فعل من حلف بغداد لمعاكسة نفوذ ومنع توسع المشروع الوحدوي للجمهورية العربية المتحدة.

وفي الوقت ذاته يلاحظ أن “حزب الشورى والاستقلال”، المصنف كحزب ذي نفحة ليبرالية، وقف موقفاً متحمساً للوحدة المصرية- السورية. ويتضح ذلك من مواقف الإعجاب والتقدير لأمين عام الحزب، محمد حسن الوزاني، الذي حيّا مراراً في مناسبات عديدة الخطوات الاستقلالية المصرية كتأميم قناة السويس وتحرير الاقتصاد الوطني والصمود أمام العدوان الثلاثي. يضاف إلى هذا الموقف، الحملة الكثيفة التي خاضها هذا الحزب للضغط على الحكومة المغربية للاعتراف بالجمهورية العربية المتحدة والانضمام إلى جامعة الدول العربية. وقد سلط الوزاني الضوء أمام مؤتمر حزبه سنة 1959 على دوافع الحزب المؤيدة للجمهورية العربية المتحدة: “…وباسم القومية العربية كذلك عارضنا سياسة التبعية والانحياز إلى الكتلة الغربية الاستعمارية، وباسم القومية العربية أيضاً ناضلنا في سبيل انضمام المغرب إلى جامعة الدول العربية غير عابئين بالتعلات والأعذار الرسمية الواهية، وأضيف أنه باسم القومية العربية أيدنا كفاح العرب في سبيل استكمال حريتهم، وسيادتهم واستقلالهم، ووحدتهم. وأخيراً، باسم القومية العربية طالبنا الحكومة المغربية بالتعجيل بالاعتراف بالجمهورية العربية المتحدة، ثم بحكومة الثورة العراقية الظافرة، وبحكومة الجزائر المجاهدة”. وقد احتفظ حزب الشورى والاستقلال بهذا الموقف الإيجابي من الوحدة المصرية-السورية طيلة هذه التجربة التي استمرت مدة ثلاث سنوات.

أما بالنسبة للتوجه اليساري في المغرب فقد اتخذ الحزب الشيوعي المغربي بدوره موقفاً إيجابياً إزاء الجمهورية العربية المتحدة عكس كثير من الأحزاب الشيوعية العربية التي عارضت الناصرية والوحدة العربية بدوافع إيديولوجية اعتُبرت فيها الوحدة القومية نقيض الطرح الشيوعي الداعي إلى الصراع الطبقي والأممية. وقد وصف الحزب الشيوعي المغربي الوحدة بـ”الحدث التاريخي الكبير” القادر على “القضاء نهائياً على السيطرة الإمبريالية، العائق في وجه المسيرة العربية نحو التقدم الاجتماعي والرفاه والأخوّة والسلام…”. ولم يتردد هذا الحزب، ككثير من التنظيمات والفعاليات السياسية آنذاك، في دعوة الأقطار المغاربية للالتحاق بقطار الوحدة حيث قام في هذا الصدد بتأسيس مجلس استشاري لشمال إفريقيا.

أما خارج الإطار الحزبي والمشهد السياسي الداخلي في المغرب، فينبغي الالتفات إلى موقف زعيم المقاومة المغربية والمغاربية محمد عبد الكريم الخطابي الرافض ل”اتفاقية إيكس ليبان” التي نال المغرب استقلاله بموجبها. فمواقفه من الوحدة العربية عموماً، والوحدة المصرية-السورية خصوصاً، كانت نابعة من إيمانه بمبدأ الوحدة أولاً، وضرورتها كخيار استراتيجي- تحرري لمواجهة خط التسوية والتجزئة في المغرب العربي ثانياً. وانطلاقاً من هذا الموقف تفاعل عبد الكريم الخطابي إيجابياً مع قيام الجمهورية العربية المتحدة وحاول ربط مصيرها الوحدوي بالانتفاضات التي شهدتها منطقة المغرب العربي عقب استقلال تونس والمغرب، بما في ذلك الثورة الجزائرية التي كانت قد دخلت وقتذاك عامها الرابع. وقد حذّر الخطابي في هذا الصدد من الدوافع خلف فكرة إنشاء ‘اتحاد المغرب العربي’ وعقد مؤتمر طنجة المغاربي الذي دعا له علال الفاسي سنة 1958.فالخطابي كان مثل كثير من القوميين في المشرق العربي ينظر بعين الريبة إلى زعيم حزب الاستقلال المغربي علال الفاسي، واعتبر هو الآخر مبادرته لعقد مؤتمر طنجة محاولة أخرى لمعاكسة الوحدة المصرية- السورية.

في المحصلة، ولإكمال الصورة المغاربية إزاء المشروع القومي العربي الناصري، يجدر النظر باختصار للساحتين الجزائرية والتونسية اللتين لم يختلف مشهدهما السياسي كثيراً عن المغرب، حيث أًفرزت التيارات السياسية في كلا البلدين مؤيدين ومعارضين للوحدة العربية|؛ ففي الجزائر برز خلاف إيديولوجي بين قادة الثورة على هذا الأساس، وأدى ذلك إلى ظهور طرف مَدين للقومية العربية ولمصر سياسياً وعسكرياً، وهو التيار الذي أصبح أحمد بن بلّة أحد أيقوناته. أما الطرف الآخر، المتمثل في شخصيات مثل عبان رمضان وفرحات عباس، فاتسم بمنطلقات فرنكوفونية وتمكن من وضع بصمته على مسيرة الثورة الجزائرية بعد مؤتمر الصومام المنعقد في سنة 1956. وينطبق هذا الخيار على الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة المعروف بميوله الفرنكوفونية، إذ لم يقتنع هذا الأخير بفكرة الوحدة العربية مما جعله يبتعد عن هذه الفكرة وعن المشرق عبر ترويجه لفكرة الوحدة المغاربية ولو من باب المناكفة لعبد الناصر وتوجهاته التحررية. وظلت مواقف بورقيبة معادية للمد القومي؛ فعلى سبيل المثال نجد تونس البورقيبية تقطع علاقاتها مع الجمهورية العربية المتحدة شهر أكتوبر 1958، لما شعرت هي الأخرى بخطورة الوضع بصفتها دولة تابعة للنفوذ الفرنسي. بالمقابل، وجدت معارضة تونسية مناهضة للتوجه التسووي للتيار البورقيبي في تونس، وقد ساهم وجود الجناح الراديكالي للحركة الوطنية التونسية بجوار الأمير الخطابي وتطابق أفكارها مع أفكاره في رفع حدة التوتر بين الجانبين. وكان من بين من تزعموا هذا التيار التونسي كل من صالح بن يوسف وعزالدين عزوز والطاهر لَسْوَد والأزهر الشرايطي وغيرهم من القادة الجذريين.

يمكن الاستخلاص من كل ما ذكر أعلاه أنّ التباين بين مؤيدي ومعارضي الوحدة المصرية- السورية كان عابراً للأقطار المغاربية ولم يكن منحصراً في قُطر واحد، كما يمكن الاستخلاص أن الموقف من الوحدة حكمته الاعتبارات الإيديولوجية التي كانت قد نضجت بين الأطراف ذاتها في اللحظات الأولى بعد تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة سنة 1948، أي قبل عشر سنوات من قيام الجمهورية العربية المتحدة حيث انقسم العمل المغاربي المشترك بين توجه قُطري- برغماتي وتوجه جذري ووحدوي تحالف لاحقاً مع مصر الناصرية.

‫تعليقات الزوار

21
  • MCO
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 05:15

    من هاد بلا بلا كاااملة : واش ماكانش شي حل نتهناو من آل فاس و آل سوس و آل العلوي و و و و الشعب يعيش شوية ولى غادي يبقى الشعب مع التاريخ "كونا و كونتوا"… عطيونا الصح براكا من بلا بلا لي مابقاتش تاكل

  • محمد محمد
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 06:32
  • lahcen
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 07:36

    كارثة تلك الوحدة,ان الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية طلبت بتحرير جميع الدول من الإستعمار كماراج فكرة تقسيم أرض فلسطين بين إسرائيل وفلسطين ولهدا فإن المخابرات الإسرائيلية والسوفياتية – روسيا – والبريطانية على الإنقلاب العسكري في الدول العربية وإبعادها من أمريكا ومعارضة تقسيم فلسطين كما فكروا أن تقوم كل من الدول المجاورة لمهاجمة إسرائيل .وهكدا ثم وضع فخ لكل من مصر وسوريا للهجوم على إسرائيل فنجعت الخطة حيث إحثلث إسرائيل كل فلسطين زيادة على سيناء وهضبة الجولان وقطعة من الأردن وهكدا نجحت المخابرات السوفياتية في تقسيم الدول العربية فحلت الكارت

  • Jamal
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 08:04

    القومية العربية هي سياسة كانت فاشلة ولم تسطتيع ان توحد صفوف الدول الاسلامية في الشرق الاوسط و شمال افريقيا…وهي من اسباب تدهو و تخلف هده الدول.. …
    من بين اسباب فشلها هو وجود اعراق .فمثلا في مصر هناك اقباط و فراعنة و في سوريا و العراق هناك السريال و الاكراد وفي شمال افريقيا هناك امازيغ. ادن فكيف لهده القومية ان تنجح و تطمس معالم الحضارات المحلية…لدلك حكمت بالفشل …كل دولة لها تقافة و حضارة يجب الحفاط عليها ..الاختلاف في الاعراق و اللوان و اللغات من ايات الله….

  • نوميدي
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 08:48

    كانت هوجة وتخميرة انتهت بلا رجعة. التخطيط الاستراتيجي, تطابق المصالح, تطابق المواصفات وشفافية القضاء هي التي تخلق ارضية تعاون شمال افريقي من مصر للمغرب بعيد عن الاديولوجيا القومية الشوفينية

  • مواطن
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 09:03

    دول الجزيرة العربة والخليج العربي لا ترتقي الى مستوى دول لماذا: الدولة الحقيقية يجب ان توفر الأمن الداخلي وتلك الدول لا تملك الامن مثل بسيط يوم اجتاح العراق الكويت في ساعة واحدة واحتلها وفر الزعيم الكويتي الى السعودية وهدد كذلك السعودية وانتشر الرعب واستعانوا بأسيادهم الامريكان وبريطانيا الذين نصبوا حكام تلك البلدان مقابل نهب الثروات ومحاربة الاسلام ونشر الحريات والرذيلة في بلاد المسلمين ، كل دول الخليج العربي والجزيرة اعتبرها ولايات أمريكية لان امريكا اخرجت بريطانيا من حلبة الصراع لم يبقى لها الى نصيب قليل جدا مثل قطر فهي بريطانيا الا تلاحظوا قناة الجزيرة انها محطة انجليزية تخدم مصالح بريطانيا وكل الصحافة لهم جوزات سفر انجليزية والجزيرة انبثقت من mbcالإنجليزية وحتى امريكا فجرت موقعها في بغداد لان بريطانيا تنافسها على المصالح ولهذا تلك الدول ليس لها مقومات دول بل ولايات أمريكية خارج التراب الأمريكي هذه حقيقة وهذا غيض من فيض لا يتسع المجال للتفاصيل

  • abdell
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 09:19

    كل ما بني على باطل فهو باطل .
    أرادو بناء دولة وهمية ولم ولن يفقهم الله .
    أرادو بناء أ مة قومجية ولم ولن يفقهم الله .

  • Massinissa
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 09:26

    الى الحالمين بالوحدة.
    هل ادا انكسر الزجاج يجمع ?
    الوحدة كانت و جمعت بعض المناطق التي تحمل نفس المواصفات .لكن للاسف الاطماع …..و الانتهازية …….!!!!!!

  • ابيضاوي
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 09:30

    اذا عربت خربت هي التنبؤ الوحيد الصحيح الذي يلازم العرب منذ وجودهم.في ظرف 50 سنة تحولت إسبانيا من دولة متخلفة تنخرها الديكتاتورية والحروب الأهلية إلى دولة كبيرة تفوق قوة العرب مجموعين.العرب يغنون بالعظمة ويخلقون اتحادات وهمية من عناصرة متناقضة العرق والهوية لخدعة الشعوب مثل المغرب العربي الذي ليس فيه عربي غير الإسم و الجمهورية العربية المتحدة سنة 1958 بين مصر الفرعونية القبطية وسوريا السريانية تحت العرق العربي ليست إلا أكوام قوميات ركعت بالغزو الذي مازال سائر المفعول تحت ديكتاتوريات عروبية بطرق تلائم العصر.التطبيل الإعلامي للعروبة، القمع، الخطابات الدينية المدجنة.ما بني على باطل فهو باطل.العيب ليس في العرب لأنهم لايمكن أن يستمروا إلا تحت عرقهم وقوميتهم رغم تخلفها وطقوسيتها مقارنة مع الشعوب المتقدمة.رغم الأبحاث الأكاديمية الموثقة علميا باكشافات مادية تاريخية تقنع حتى المغيبين على أن الإسلام دين عربي أستخدم لتمكين العرب من بناء إمبراطورية مجبصة بقومية عرقية على حساب شعوب شمال أفريقيا والسريان والاكراد التي لها حظارات عظيمة لولا قبرها لأصبحت منارة هذه الشعوب اليوم وأعمدة بناء المستقبل.

  • Gio
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 09:47

    القومية العربية هي سبب تخلفنا و تقهقزنا للأسف.
    يجب الحد من هذه القومية البئيسة و في المقابل يجب أحياء كل ما هو مغاربي اوروبي.
    من يتشبث بهذه القومية فليذهب إلى الشرق الأوسط و الخليج.

  • شكرا لك أستاذنا ...
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 10:02

    … المحترم على التذكير بهذه الوقائع التاريخية لاستخلاص العبر من نتائجها بعد مرور أكثر من نصف قرن عليها.
    في تلك الحقبة كانت الحرب الباردة على اشدها وكان الصراع بين الانظمة الرأسمالية والاشتراكية محتدما، وكان التنابز بألقاب الرجعية والعمالة رائجا ، وكانت الثورية والتقدمية والتحررمن الأمبريالية زينة الأنظمة ، وتوالت الانقلابات على الملكيات ، وتالقت الجمهوريات ثم انتكست بسبب هزائمها ضد اسرائيل .
    كان استقلال المغرب و تونس يعتبر شكليا ناقصا بسبب حصوله بالتوافق مع فرنسا ، بينما استقلال الجزائر تاما حقيقيا بسبب التضحية الباهظة بالأرواح .
    استمر تعاون المغرب وتونس مع فرنسا وقوى التحالف الغربي ، بينما الجزائر ارتمت في أحضان المعسكر السوفياتي .
    فشلت كل محاولات العرب في التعاون و الوحدة وازدادوا انقساما وتشرذما وشتتت الحروب الطائفية صف المسلمين .
    وبعد عقود و في سنة 1989 ، انهارت أنظمة الحزب الواحد والاقتصاد الاشتراكي في العالم و تفكك المعسكر السوفياتي ، وتم تدمير دول جبهة الصمود والتصدي والاختيار الثوري التقدمي منها سوريا والعراق وليبيا واضطربت أحوال مصر و السودان والجزائر.

  • Abdou
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 11:12

    كانت فكرة الوحدة العربية حلا ترقيعيا بعد ما حس العرب بالمقلب الغربي الذي فتت الخلافة الاسلامية اربا اربا للاسف لو كانت مرجعية القادة انذاك اسلامية لكانت النتيجة مغايرة

  • روميو السوري
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 12:31

    للأسف ان كل او معظم المعلقين مخطئين في نظرتهم للقضية العربية. القومية العربية كانت ولا تزال الفكر الوحيد الذي سينقذ شعوبنا في المستقبل. ولا تعني العروبة في تعريف الذين اطلقوا هذا الفكر اقصاء القوميات الاخرى المتواجدة على اراضي الدول العربية، مثل الاكراد والامازيخ وغيرهم، وانما توحيد المصالح المشتركة بين الدول العربية من اجل مستقبل افضل للجميع. انظروا الى القومية الاوربية التي تمكنت من توحيد الشعوب الاوربية بعد قرون من الحروب بين بعضهم البعض وبالرغم من اختلاف قومياتهم وانتمائاتهم الدينية. مصالحم تعلوا اختلافاتهم القومية التي تبدوا ساذجة امام التحديات الكبرى في العالم. وماذا حدث بعد ان ضعفت القومية العربية او ماتت؟ لقد بقيت الساحة خالية لأي فكر قومي وظهرت النزاعات الدينية وتوابعها وبقية القصة تعرفونها.

  • Mosi
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 13:11

    MCO
    التعليق 1.
    ا خويا و مال آل فاس و آل سوس و آل تطوان وآل الخطابي و آل علوي…ماشي مغاربة ماشي من الشعب.
    كلنا مغاربة و كلنا ابناء الشعب….
    صحيح ان بعض المغاربة كانو اذكياء بأن علمو ابناءهم في المدارس قبل الاستقلال و ابانه و بعده مما مكنهم من ضمان ادخالهم في دواليب السلطة منذ البداية…وصحيح ان تلك العوائل بما لها و ما عليها لازالت متوغلة داخل دواليب الحكم…ولكن هذا لا يعني ان نلبسهم جبة الخيانة و ونلصق فيهم كل منقصة في البلاد…فلو اتيحت لأي واحد منا نفس الفرص لاستغللنها مما فعلوا هم…فلا داعي لأن نتصنع الورع و لنكن واقعيين….وبدل ان يضرب البعض اخماسا في اسداس متشدقا بالدفاع عن ابناء الشعب…عليه ان يشنر على كتفيه و يبحث عن ادنى الفرص للإرتقاء بوضعيته الاجتماعية….والفرص كثيرة جدا لا يعنى عنها إلا الذين ينظرون فقط الى مايملكه و يفعله الاخرون.

  • Samir
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 13:47

    الوحده تحققها الشعوب المتحضرة وليس الشعوب الكهونيه التي مازالت تتحرك وتعيش بعقليه القرون الوسطى.

  • يونس
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 15:25

    مماليك من عملاء الغرب حاربو بكل ما يملكون الوحدة بين مصر وسوريا. اما تونس بورقيبة فكان من عملاء فرنسا وكان ضد الوحدة لان الوحدة العربية ستزيحه من الحكم. ونفس شيء ينطبق على سلطان المغرب والسعودية والاردن. اما حلف بغداد فقد تم تاسيسه ضد الوحدة العربية والاسلامية من اجل تشتيت الامة وكانت الفكرة فكرة امريكية بريطانية وقد تكون حلف بغدد من 5 دول هم بريطانيا والعراق وتركيا وباكستان وإيران في عهد الشاه

    .

  • العربي
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 15:58

    يجب على الجميع قراءة كتاب التاريخ المفترى عليه…هناك مغالطات تاريخية..

  • zaki
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 18:31

    السلام عليكم
    ردي على تعليق رقم "4" جمال قال تعالى 🙁 وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.) وقال أيضا 🙁 وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ): إذن علينا اتباع ما اتى به الرسول (ص) وسنه الله لنا . أما اختلاف الألوان واللغات واللهجات فهذا مبرر غير مقبول . سأعطيك مثال ملموس وهو الإتحاد الأوربي كم من لهجة في أوربا وكم من لغة في أوربا أليسوا متحدين ؟

  • نوميدي
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 19:02

    القوميون لا يحسنون الا الجعجعة, افضل جيش حارب ضد اسرائيل في 67 هو جيش الاردن وليس جيش سوريا او مصر التي كانت تحت حكم القوميين. يونس ينتقد بورقيبة, كان رغم كل عيوبه وطنيا صادقا وليس عميلا لفرنسا كما يقول يونس. بورقيبة حرر الاراضي الفلاحية من الفرنسيين واستقبل عرفات والفلسطينيين بعد حصارهم في ببروت, لم يفعل ذلك البعثيون.

  • ضرغام
    الأربعاء 4 مارس 2020 - 23:48

    ما نحتاجه كمواطنين مغاربة و عرب هو تماما ما حاولت مصر و سوريا تحقيقه و هو اتحاد الدول العربية من أجل أن نكون يد واحدة و أن نصون بلداننا من التدخل الخارجي، الوطن العربي هو دولة واحدة مقسمة و دول الإستعمار تحرض حكومات و شعوب كل من الدويلات ليحقد و يتآمر كل منا على جيرانه، نحتاج لعقلاء يبنون مشروع اتحاد عربي جديد و ناجح يخدم و يبني و يعود بالنفع على كل دولة عضو فيه.

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال

صوت وصورة
كورنيش يشتكي الإهمال في سلا
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:14 9

كورنيش يشتكي الإهمال في سلا

صوت وصورة
ابن يجهز على الأب بالجديدة
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 12:47 11

ابن يجهز على الأب بالجديدة

صوت وصورة
قصة | صابرين مزيكير
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 10:50

قصة | صابرين مزيكير

صوت وصورة
ملفات هسبريس | أزمة المياه
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:30

ملفات هسبريس | أزمة المياه

صوت وصورة
معرض حلي للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:15

معرض حلي للقصر الملكي