الصحـوة التركيـة فـي تعليـم وتعلـم اللغـة العربيـة

الصحـوة التركيـة فـي تعليـم وتعلـم اللغـة العربيـة
الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:41

كان عهد اللغة العربية بتركيا قديما، حيث اعتمدت العربية لغة الأتراك فور اعتناقهم للإسلام خلال فترة حكم القراخانيين سنة 932م، والذين اتخذوا الحرف القرآني لكتابة اللغة التركية، ثم أصبحت العربية بعد ذلك اللغة الرسمية للدولة التركية في الأناضول.


واستمر تعليم اللغة العربية في العهد العثماني، باعتبارها لغة النظام الإداري الذي ورثه العثمانيون من الأتراك السلجوقيين والذي لم تكن فيه الثقافة التركية الطابع الغالب في المجتمع الإسلامي؛ بل كانت منصهرة في ثقافة إسلامية مشتركة.


وفي عهد مصطفى كمال أتاتورك عرف تعليمها فترة ركود مفاجئ خلال تأسيس الجمهورية التركية، وذلك إثر قرار أتاتورك توحيد التعليم، والذي تم بموجبه إلغاء المدارس التقليدية التي كانت تدرس بها اللغة العربية.


وتسود اليوم قناعة عارمة لدى الأتراك في تعلم اللغة العربية لنفض الغبار عن جزء كبير وعريق من تراثهم أيام فترة الحكم العثماني. ذلك أن أرشيف الدولة العثمانية يحفظ ذاكرة على جانب عظيم من الأهمية من التاريخ السياسي للعرب والأتراك، بل وأيضا عن التاريخ الاجتماعي والثقافي والقضائي والديني.


وفي هذا الصدد أنكر كمال خوجة متخصص في الأرشيف العثماني على الأتراك كما العرب عدم اهتمامهم بالأرشيف العثماني الذي يضم وثائق نفيسة باللغة العربية؛ تؤرخ لمرحلة الحكم العثماني وعلاقته بالدول العربية.


وبناء عليه بات اليوم اهتمام الأتراك بتعلم اللغة العربية جديا، لعبت فيه المؤسسات الدينية دورا هاما، وانحصر تعليمها لقراءة القرآن الكريم وبعض القواعد المتعلقة بالموضوع، وتعتمد هذه المؤسسات على الطرق التلقينية التقليدية في غياب منهاج تعليمي قار. لكن ارتفاع إقبال الأتراك على تعلم العربية دفع بأكبر المعاهد المتخصصة في تدريس اللغات الحية إلى توفير أقسام خاصة بتعليم العربية بطرق عصرية، كما هو الحال اليوم بالنسبة لمعهد “إنغليش تايم بمدينة إسطنبول التركية“.


في تصريح صحفي لمديرة هذا المعهد تقول “ملتم كارابابا”: “إنه رغم علاقة اللغات الأخرى بمجال التجارة والأعمال فإن اللغة العربية هي التي تعرف إقبالا أكثر، “فقد تغيرت نظرة الأتراك للغة العربية، وإن يبقى الجانب الديني هو الأقوى والأهم، فإن هناك جوانب أخرى غير ذلك منها العلاقات التجارية مع الدول العربية التي تقوت مؤخرا“.



وأوضحت “كارابابا” أن طلاب المعهد من “تشكيلة تمثل مختلف شرائح المجتمع التركي” فيها المهندس، والطالب المؤرخ، والصحفي، والدبلوماسيون والأجانب الذين يقيمون في تركيا، وتضيف كارابابا أن هذا الاهتمام باللغة العربية إنما يدل على أن العربية لها ثقلها ووزنها الخاص ليس فقط في الأوساط المتدينة.


وأكدت أن أمر فتح فرع لتعليم اللغة العربية كان حلما طالما راودها كما باقي الأتراك المهتمين باللغة العربية، إلى أن أعلن مركز “إنغليش تايم” عن استحداث معهد لتعليم اللغات الشرقية سنة 2003 بشكل منهجي واحترافي يمكن الطالب من استعمالها في حياته اليومية والتواصل مع العرب.


وأضافت أن المعهد يوفر ستة مستويات لتعلم اللغة العربية، ويمنح الطالب شهادة معترفا بها من وزارة التربية الوطنية التركية بعد أن يجتاز امتحانا تعده لجنة مكونة من أكاديميين متخصصين في اللغة العربية، وتمنحه هذه الشهادة من فرص العمل أو متابعة الدراسة في الجامعات التركية“.


وحول الطاقم التربوي المشرف على عملية تعليم اللغة العربية قالت كارابابا: “أن المعهد يوظف أساتذة أتراك متخرجون من قسم اللغة العربية من الجامعات التركية، وعرب مقيمون في تركيا، نقوم باختبارهم لمعرفة مدى إلمامهم بقواعد اللغة وتدريسها ونشترط بالنسبة للأتراك سلامة اللفظ“.


[email protected]

‫تعليقات الزوار

7
  • darine mostapha
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:43

    السلام عليكم
    صحيح أن أتاتورك ومن كان معه تخلصوا من اللغة العربية ومن الحرف العربي، ليستبدلوه بالحرف الاتيني……لكن الأتراك كشعب لا يزال متعلقا بالحرف العربي، فهو جزء من تاريخه وماضيه العريق…. وكيف ينسى المرئ تاريخه.
    أما بخصوص التعليق السابق واتهام اللغة العربية بأنها لغة الإرهابيين….
    حاشاك أن تكون اللغة العربية كذلك …. فهي لغة القرآن ولغة أهل الجنة قبل ان تكون لغتنا والتي نعتز بها ونفتخر أننا عرب…. ارجع واقرأ التاريخ جيدا وكيف ساهم الإسلام بجانب اللغة في تطور الشعوب ورقيها……صحيح أننا اليوم في غفلة من أمرنا ونعاني كل أشكال التخلف، لكن اللغة العربية بعيدة كل البعد عما نعاني من المشاكل، وسيأتي يوم نرجع فيه إلى سابق عصورنا وقد بدأ.
    etbr>

  • ابو البراء الامازيغي
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:47

    , أصبحـت اللهجات العربـيـات (على وزن احد مقالتك كما زعمت اللهجات الامازيغيات) في الحاضـر ممـزقـة، وأصبحـت كـل منطقـة تتحـّدث العـامـيـة مكـان الفصحـى ، وأصبـح الـكـثيـر منـا يفـخـر بأنـه يتـكـلـم لـغـة الاصلية والأجنـبـيـة كالانـجـلـيـزيـة والفـرنـسيـة و الايطاليــــة .. الخ ،، أصبـحـت اليـوم فـي ذيـل اهتمـام الشـعــوب
    وأخيرا ً ،، اللهجات العربيات بدأت تـذوب فـي بوتـقـتـهــا وتـتـشرذم، فلـولا كـتـاب الله لأصبحـت الـعـربـيـّـة فـي خبـر كــان
    انشر رحمك الله

  • ملاحظ
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:55

    ربما سيشعر الدغرنيون أتباع عصابة الدغري بالحنق والغضب كلما سمعوا باهتمام الغرب باللغة العربية
    ملاحظة : الدغرنيون يكرهون اللغة العربية لكنهم يكتبون باللغة العربية أو بالفرنسية ولا يكتبون بالأمازيغية ويمكنكم أن تلاحظوا ذلك

  • هدهد سليمان
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:45

    يقترن مفهوم “الأرشيف” بمفهوم الذاكرة ، لكن الفرق بينهما هو أن الأرشيف قابل للإندثار أو التلف أو التخريب، بعكس ماعليه الذاكرة الجماعية، فإن جذوتها تبقى حية أبد الدهر وقابلة لأشعال نار الحضارة الوهاج كلما تظافرت الأسباب وكانت الظروف مواتية لذلك.
    و الشعوب الأصيلة هي التي عادة ما تزخر ذاكرتها بمثل تلك الأراشيف المعنوية الكبيرة، فلا غرو أن نجد الشعب التركي و الشعب العراقي من أعظم الشعوب؛ يتجلى ذلك واضحا في تصرفات و تعامل كثير من أفرادهم و جماعاتهم و أنديتهم و مؤسساتهم العامة و الخاصة ، وقد لاحظت ذلك شخصيا من خلال تواصلي معهم في لقاءآت ثقافية بمناطق مختلفة في أوروبا أو خارجها.
    إن للعراقيين و الأتراك طيبوبة و ذكاء و معاملات طيبة قل نظيرها عند باقي الشعوب التي تسعى لقيادة هذا الكوكب، و هي بالتالي لا تتوفر على أي رصيد من الماضي التليد الذى كان أساسا لبناء الحضارة العالمية هذه.
    و ليس غريبا البثة أن أوروبا و الغرب بشكل عام أخذوا من العراقيين الأوائل في المجال المدني و قد اخذوا عن الأتراك الجانب العسكري؛ أقله الإنضباط و في السلوك و الطاعة.
    ولن يكون غريبا في المستقبل أن تتنافس تركيا و العراق من جديد في قيادة الأمة العربية و الإسلامية، خصوصا بعد أن تبين لجماهير الأمتين العربية و الإسلامية ـ و قد أخذ يجري في وعيها بالتدريج، في خضم مايجري من أحداث و تطورات عالمية ـ لتحدد بوضوح من كان يقف وراء المؤامرة، ومن سعى لحبك خيوطها من الخونة العرب؛ عرب الجنسية و أيضا جواسيس الصهيونية العالمية الأنجليز؛ تلك المؤامرة التي سدت الطريق على تقدم الحضارة الإسلامية على يد الأتراك، وجزأت إمبراطوريتها الأسلامية، وقسمت العرب إلى دويلات وإمارات، ثم زرعت بينهم كيانا غريبا في المنطقة، وزاد المتآمرون أن غدوا الشعوب بعدوى الشوفينية و العنصرية المقيتة المخالفة لدعوة الإسلام الحنيف، وكان من رد فعل مصطفى كمال أتاتورك التنكر للحرف العربي و للعمامة العربية، و إستبدلهما بالخط اللاثيني و بالطربوش التركي، لكنه صعب عليه تغيير المعتقد و تدمير الذاكرة التركية الإسلامية.

  • حكيم
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:51

    معهد إنغليش تايم هو معهد مختص بتدريس اللغة الإنجليزية
    english time فما علاقته يتدريس العربية أو كنت تظن أننا سنصدق حكايتك هاته .
    نم قرير العين= بالتركية
    iyi uykular

  • amghribi
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:49

    لغة الأتراك اليوم هي اللغةالتركية.اللغة العربية هناك هي لغة كان.هذا تكالب على اللغة الأمازيغية الأم على أرضها الأم.

  • نورالدين
    الإثنين 9 نونبر 2009 - 18:53

    على الدين يتكلمون من الفراغ الاضطلاع على الوثائق التاريخيةقبل ان يصدروا اي حكم حتى ينيروا بعض الجوانب المضلمة بداخلهم,اما بخصوص الامازيغيية,فاقول للاخوان الامازيغ بانهافي الاصل احدى اللهجات العربية القديمة,و للتوسع في هدا الموضوع احيلكم على كتابين(لسان العرب الامازيغ)و(قاموس العرب الامازيغ)

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة