حسين حسان: الرأسمالية سقطت والإسلام هو النظام العالمي الجديد

حسين حسان: الرأسمالية سقطت والإسلام هو النظام العالمي الجديد
الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 18:57

جزم أحد أبرز المتخصصين في الاقتصاد الإسلامي عالمياً أن الأسس المالية الإسلامية ستكون “النظام العالمي الجديد بعد سقوط الرأسمالية” التي اعتبر أنها انتهت إثر قيام الحكومات الغربية “بتأميم” فعلي لشركاتها المتعثرة، دون أن ينفي وجود الحاجة لمعالجة قضايا فيه، مثل الأخطاء الفردية وتوحيد المعايير الشرعية.


وقال حسين حامد حسان، في حديث لـCNN بالعربية، إن العالم “تورط في تعاملات قيمتها 600 ترليون دولار، في حين أن الاقتصاد الحقيقي لا يتجاوز 60 ترليون دولار، ورأى أن ذلك لا يمكن أن يحصل في ظل قواعد التمويل الإسلامي التي تتطلب الحصول على حقوق ملكية، وهو ما دفع الفاتيكان نفسه إلى الدعوة للاستفادة منه.”


وقال حسان، الذي يرأس ويشارك في اللجان الشرعية لمجموعة كبيرة من المصارف الإسلامية في الإمارات والسعودية والجزائر والبحرين والسودان والسعودية، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية أن التمويل والصناعة المالية الإسلامية “أثبتت بعد الأزمة المالية العالمية أنها النظام الوحيد الممكن لتلافي الأزمات المتكررة.”


وأضاف حسان أن السبب يعود لواقع أن هذا الاقتصاد: “لا يقوم على سعر الفائدة التي تتسبب في كل الأزمات، فإنها ارتفعت حصل تضخم، وإذا ارتفعت توسعت المصارف في الإقراض كما حدث بأمريكا عبر الرهون العقارية ما أدى إلى التعامل وبيع الديون ثم عجز المدينين عن السداد.”


ولفت المتخصص في الاقتصاد الإسلامي إلى أن أسسه تجعله بريئاً من كل ما سبب الأزمة لأن ليس فيه اتجار بالديون ولا يقر بسعر الفائدة ولا البيع القصير وبيع ما ليس لدى البائع أو البيع على الهامش.”


وشرح قائلاً: “تورط العالم في معاملات حجمها 600 ترليون دولار وهي في الأصل قمار وميسر، وهي المسماة مشتقات، في حين أن حجم الاقتصاد الحقيقي لا يتجاوز 60 ترليون دولار، بينما المبلغ الباقي ليس فيه تنمية واستثمار.”


ونعى حسان الاقتصاد الرأسمالي بالقول: “قبل فترة سقط الاقتصاد الاشتراكي ومات وشيعت جنازته، واليوم جاء دور الاقتصاد الرأسمالي الذي أقول إنه سقط لأن العلاج الذي تم له هو التأميم.”


ولم ينف حسان أن تكون المصارف الإسلامية قد تأثرت بالأزمة المالية، لكنه أعاد السبب إلى الروابط التي تجمع الاقتصاد العالمي وتجعله “قرية واحدة،” غير أنه لفت إلى واقع أن المصارف الإسلامية، رغم تأثرها بالأزمة، إلا أنها لم تكن سبباً لها.


ورفض حسان ما ذهب إليه بعض المحللين لجهة أن النظام الإسلامي اكتفى بتقديم بدائل إسلامية لمنتجات ربوية دون أن يقدم هو منتجات جديدة، معتبراً أن التشابه “ظاهري” فقط، في حين أن الجوهر يختلف، باعتبار أن علاقة المودع بالمصرف الربوي هي استثمارية، في حين أن الرابط بينه وبين المصرف التقليدي هو الدين.


وأضاف: “إذا نظرنا بعين الواقع فإن النظام المصرفي التقليدي منذ أن نشأ لديه منتج واحد، وهو القرض بفائدة، مهما تعددت صوره بين تسهيلات ائتمانية أو سحب على المكشوف أو سند، أما البنوك الإسلامية فلديها عدد غير محدود من المنتجات ليس فيها قرض بفائدة، ومنها التمويل عبر المضاربة والمشاركة والوكالة باستثمار، أو الاتجار بالودائع عبر الاستصناع والبيع والشراء والمرابحة والسلم.”


واعتبر حسان أنه مع اعتماد النظام الإسلامي فلا ضرورة لاستخدام بعض الأدوات المصرفية التقليدية التي تستخدم في أوقات الأزمات، مثل ربط الديون بمؤشر التضخم أو أسعار العملات، باعتبار أن الاقتصاد الإسلامي يحول دون ظهور التضخم الذي هو عبارة عن وجود كمية نقود تفوق المنتجات لأنه يصدر الأوراق المالية بالاعتماد على الأصول الموجودة لدى المدين.


وأقر حسان بوجود “أخطاء” في بعض أوجه تطبيق الاقتصاد الإسلامي، غير أنه وصفها بـ”غير المقصودة” والناجمة عن عدم وجود تخصصات إسلامية كافية في الجامعات، مؤكداً أن المصارف الإسلامية تقوم بتجميد الأرباح الناجمة عن معاملات غير شرعية وتوزيعها على الجمعيات الخيرية.


وحول تعدد الفتاوى في النظام المالي الإسلامي وظهور معاملات في دول لا تقرها الهيئات الشرعية في دول أخرى، وخاصة ما يتعلق ببيع بعض الديون أو التورق قال حسان إن البنوك الإسلامية “نظام جديد وبحاجة لابتكار الصيغ والمنتجات،” ولم يرى مانعاً في تعدد الفتاوى شرط وجود ما يسندها في النصوص ومراعاة المعايير الشرعية.


ولكنه أشار إلى أن الاتجاه العام يميل إلى توحيد معايير المنتجات، وذلك من خلال ما قامت به “هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية” التي أوجدت حتى الآن أكثر من 80 معياراً توحد التطبيق والمنتجات بالتدريج.


ولم ير حسان مانعاً في قيام الحكومات بضمان الودائع، حتى في المصارف الإسلامية، وأضاف أن تلك الضمانات لم تقدم “مجاناً” بل بصيغة من صيغ الاستثمار الإسلامي، كما حصل في الإمارات، أما بالنسبة لمؤسسات ضمان الودائع فهذا جائز باعتبارها طرفاً ثالثاً كشركات التأمين، ويمكن لها التأمين على الودائع أو الحسابات الجارية.


وعن رؤيته لمستقبل الاقتصاد الإسلامي، توقع حسان أن يكون الاقتصاد الإسلامي “النظام الإسلامي” بعدما اتجه العالم ككل إلى هذا النظام “بما في ذلك بابا الفاتيكان (بنديكتوس السادس عشر) الذي نصح بالرجوع إليه وكذلك التعديلات القانونية التي تدخلها دول أوروبية في قوانينها وقيام البنك الدولي بإصدار صكوك إسلامية.”


وأكد حسان أن البنوك الإسلامية تمكنت من توفير طرق للتيسير على العاجزين عن السداد في ظل الأزمة المالية الحالية، كما في حالة إعادة شراء العقارات من المعسرين الذين اقترضوا لشراء أرض ومن ثم إعطائها لهم بعقد إجارة منتهية

‫تعليقات الزوار

7
  • MOHAMED
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 19:03

    بسم الله والصلاة والسلام على مولانا الإمام، ومع هذا سيبقى السؤال قائماً، إلى متى سيضل تعنت أصحاب القرار في بلادنا ضد إقرار نظام مالي إسلامي،أو على الأقل السماح بدخول بنك إسلامي على غرار الدول الغربية التي يستنسخون سياساتها. و لا فالحين ياخدو غي بالعوجة!!!!!!

  • assauiry
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 19:01

    لانحلم اكتر من اللازم فالراسمالية هي المتحكمة في العالم مند اقدم العصور في توجيه السياسة الدينية والاقتصادية والاجتماعية .

  • اوشهيوض هلشوت
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 19:11

    الدي سقط هو راسمالوية الانظمة البدوية في ((العالم الاسلامي))اما الراسمالية فهي في القمة بفضل العولمة
    ((الاسلام)) فهو فعلا نظام عالمي جديدلكن في الحقد والكراهية والارهاب وسيكون مطلوبا راسه حيا او ميتا في المستقبل
    والتاريخ هو الحكم

  • رشيد البيضاوي
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 19:05

    الشيخ حسان يبدو لي أنه شاخ وهرمت حتى داكرته، ولم يعد يعي مسكين ما يقول.
    بالله عليك كيف لكم دلك، هل سيكون في الأحلام أم في الخيال.
    العالم الإسلامي لازالت شعوبه تتربع على عرش الأمية، على الصعيد الدولي وتصل فيه إلى أكثر من 75 في المائة.
    العالم الإسلامي لا زال يستورد أكثر من 95 في المائة من حاجياته الصناعية.
    العالم الإسلامي لا زال يستورد لحد الساعة وهو في القرن 21 تقريبا كل حاجياته الغدائية.
    الأمم تتقدم بالعلم والمعرفة والمثابرة في دلك، وليس بوفرة الأموال وتكديسها في البنوك حتى إدا افترضنا أن تلك الأموال سحبها مالكيها من الأبناك الغربية، لتدهب لكي تستتمر في الدول الإسلامية. وهدا مستبعد جدا..! يتطلب الأمر لعقود وعقود من الزمن، لكي نصل فيه إلى ما وصلت إليه مثلا الصين أو الهند. أما ما وصلت إليه أمريكا وأروبا أو اليابان ، فيجب الإنتظار لقرون من الزمن، وتخيلوا معي حينداك المستوى الدي ستصل فيه هده الدول.
    كفاكم خطابات شعبوية وتصريحات رنانة تدغدغ عواطف الأغبياء والبسطاء من الناس، ولا تنفع واقع الأمة في شيء، سوى أنها تزيد غباء ا وتنويما للمسلمين.

  • jalal
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 19:09

    ياشيخ لا تبالغ في تصريحاتك، فالرأسمالية لم تسقط وما هي إلا كبوة لكي تنهض وتتقوى من جديد لتصبح أقوى مما كانت عليه من قبل، وهاهي مصاريفها واقتصادها يسترجع أنفاسه من جديد سواء في أروبا أو في أمريكا، وسبق للولايات المتحدة أن عاشت أزمة أكبر من هده بكثير في أواخر العشرينات، وخرجت منها أحسن مما كانت.
    الصين الشعبية لم تعرف طوال حياتها التقدم الدي وصلت إليه اليوم سوى عندما تخلت وغيرت نمطها القديم، بالليبرالية الإقتصادية وتبني النظام الرأسمالي في معاملتها. وهدا أكبر دليل على دلك.
    وارتفاع سعر البترول ووصوله إلى أكثر من 80 دولار هده الأيام يبشر على أن النظام والإقتصاد الرأسمالي يستعيد من جديد عافيته وسيتقوى أكثر للأحسن.
    كفانا من الأوهام يا شيخ الله يخليك.

  • جليبيب المغربي
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 18:59

    ما يسمى بالحرب على الارهاب و الازمة الاقتصاية ثم انفلونزا الخنازير, كل|ها إرهاصات لبداية نهاية النظام الرأسمالي( غير لي بغى يتعاما)

  • عبد اللطيف
    الثلاثاء 10 نونبر 2009 - 19:07

    من الممكن ان نتحدث عن نموذج للمعاملة الغير ربوية داخل الإسلام لكن سيظل الأمر في حاجة إلى نظرية اقتصادية متكاكلة…صحيح أن الغرب بدأيفكر في سبل مرحلية لتطويق الأزمة المالية والأفتصادية المترتبة عنها..و سياسة التأميم ما هي إلا حل مرحلي مستلهم من التجربة الإشتراكية لا من الإسلام.
    ..إنهم يفكرون استراتيجيا في وضع سقف للفملكية الفردية حتى لا تتركز الثروة في بد أشخاص عوض الدولة…وما البنوك الإسلامية إلا تقنيع لإستفادة أبناك أخرى تمنح ودائع المسلمين بضمانات مؤمنة من طرف شركات وسيطة…”هوما يجنيو الغلة والمسلمين يجنيو الأجر”..الإسلام ليس نظرية اقتصادية إنه مزج بين الروحي و المادي بما يكفل خدمتهما لبعضهما من أجل مصلحة الفرد والمجتمع..أما العدالة الإجتماعية في أعلى صورها فلم يكتب لها النجاح بمقتل الخليفة عمر رضي الله عنه والتي جسدها قوله”لو عشت إلى زمن سآخد من مال القوي وأرد به على الضعيف”لكن الأرستقراطية كانت له بالمرصاد فدبرت قتله بواسطة غلام مجوسي إسمه أبو لؤلؤة بن عبد المغيرة…فلنميز الأمور..

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس