الاختفاء من الأكشاك يهدد صحف جزائرية

الاختفاء من الأكشاك يهدد صحف جزائرية
الإثنين 14 يوليوز 2014 - 06:12

أعاد اختفاء العديد من الصحف من الأكشاك الجزائرية، مؤخرا، النقاش إلى الواجهة حول وضعية الصحافة الخاصة بالبلاد، مع إثارة الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين الصعوبات الاقتصادية للقطاع والطبيعة القانونية أو السياسية للتدابير التي تستهدف المؤسسات الصحفية.

فمنذ شهر يونيو الفائت، توقفت عن الصدور ما لا يقل عن ست جرائد جراء عدم استيفاء استحقاقات حيال شركة الطباعة للجزائر العاصمة، وهي مطبعة عمومية قد يتسبب “منطقها التجاري” إذا ما استمر على حاله، في توقف إصدار نحو عشرين صحيفة أخرى تلقت إشعارات تدعوها إلى اعتماد جدولة زمنية لتسديد ديونها.

ويجزم الصحفي حميدة لعياشي، مدير الطبعتين العربية والفرنسية ليومية “ألجيري نيوز”، بأن الدافع وراء هذا التوقف “سياسي”، مذكرا كدليل على ذلك بأن مجموعته حرمت من الإشهار “قبيل الانتخابات الرئاسية” ليوم 17 أبريل الماضي، لأن السلطة، حسبه، “لم تستسغ كون الصحيفة تواكب الحركة الجمعوية، وخاصة حركة (بركات)”.

وكانت صحيفة (الفجر) الصادرة بالعربية، التي أيدت بقوة حملة حركة (بركات) ضد الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أول من أدى ثمن الانعطاف “التجاري” للمطبعة العمومية، التي تنفي كونها تتصرف انطلاقا من دوافع سياسية.

وفي مواجهة هذا الإتهام، يورد المدير العام لشركة الطباعة للجزائر العاصمة، عبد القادر مشاط، حالة وقف طبعتي صحيفة (الأجواء)، اللتين تعودان لعضو بارز في (التجمع الوطني الديمقراطي)، الحزب المنخرط في التحالف الرئاسي.

وقال مشاط، في تصريح للصحافة، “أرى أنه من غير الطبيعي أن تجد صحف الوسائل لتمويل قنوات تلفزية ولا تتمكن من أداء مستحقاتها للمطبعة”.

إلا أن مراقبين يرون أن التوضيحات المقدمة من لدن المطبعة العمومية لا تعكس واقع الأمر، باعتبار أن العديد من الصحف الكثيرة الطبع والتي في ذمتها مستحقات كبيرة، لم تتلق إنذارات صارمة، فيما أن أغلب الصحف المستهدفة هي تلك التي عبرت بوضوح عن معارضتها للولاية الرئاسية الرابعة أو تبدي مواقف منتقدة حيال السلطة.

وناهيك عن القضايا المرتبطة بتوقيت هذا الإجراء “الإداري” ودوافعه الفعلية، كشف الجدل الجديد، جزئيا، القناع عن الواقع المتأزم للصحافة الخاصة بالجزائر، حيث الأغلبية الساحقة من الصحفيين يتقاضون أجورا لا تتعدى سقف ثلاثين ألف دينار (أقل من ثلاثة آلاف درهم)، ويشتغلون في ظروف عمل غير مستقرة عموما.

وفي ضوء ذلك، سجلت مؤخرا حركات اجتماعية في بعض المقاولات الصحفية. وشخص معلق في جريدة (الوطن)، إحدى أكبر الصحف المطبوعة بالجزائر، هذا الوضع بقوله: “من أجل تلقي هذه الأجور الهزيلة، الصحفيون مدعوون لبذل جهود فوق طاقة البشر، بتحرير مقالين وحتى ثلاثة مقالات يوميا. والأخطر من ذلك، لا يأبه بعض المسؤولين بالبحث عن صحفيين مهنيين قد يكلفونهم أموالا أكثر”.

وتباع أغلب الصحف الجزائرية، ومن بينها نحو 130 يومية، بمبلغ عشرة دنانير، باستثناء ثمانية عناوين انتقل سعرها إلى خمسة عشر دينارا خلال سنة 2013. ولا تعول هذه الإصدارات، وأكثرها ذات طبع جد ضعيف، إطلاقا على المبيعات لتدبير اشتغالها، وإنما بالأحرى على الإعلانات العمومية التي تشرف عليها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، الهيئة العمومية المحتكرة لهذه المواد، في قطاع “يكتنفه الغموض”.

ويظل سوق الإشهار الخاص، الذي كان بوسعه أن يحد من التبعية لمشيئة الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، ضعيفا في بلد تعد أكبر مقاولاته الهامة مملوكة للدولة. وينحصر تعامل المعلنين الخواص الكبار إجمالا مع الفاعلين في قطاع الهاتف المحمول، وهم غالبا ما يتهمون بالتصرف وفق اعتبارات سياسية في علاقاتهم مع الصحافة.

وانطلاقا من ذلك، تعتبر الوكالة في نظر الناشرين بمثابة سيف مسلط فوق رؤوسهم. وفي حمأة الاقتراع الرئاسي الأخير، الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البلاد، أعلنت صحيفة “ألجيري نيوز” أن الوكالة “تلقت تعليمات” من أجل حرمانها من الإشهار العمومي.

وانتقدت إدارة الصحيفتين هذا الإجراء الذي قالت بأنه “جدير بالممارسات الستالينية ويرمي إلى خنق الصحيفتين ماليا، ويعكس بجلاء القيود المفروضة على حرية التعبير والمرامي غير المعلنة لتكميم صوت الصحافة المستقلة”.

وعبرت النقابة الوطنية للصحفيين عن رفضها لهذا “القرار السياسي”، الذي يعد بمثابة “ابتزاز حقيقي مقابل الإشهار استخدمته السلطة على الدوام كسلاح ضد أي إصدار ذي خط تحريري مخالف أو حتى مزعج”، الأمر الذي يهدد “العشرات من مناصب الشغل”.

وفي رده على طرح الناشرين، تساءل وزير الاتصال، حميد غرين، في حديث صحفي مؤخرا، “أين تذهب الأموال التي يجنونها من الإشهار؟. البعض ينظر إلى إشهار الدولة وكأنه حق دستوري”.

وأردف الوزير: “إذا كانت صحيفة غير قادرة على الاستمرار اقتصاديا وماليا وإذا كان تدبيرها سيئا، فعليها أن تتوقف. هذا أمر بديهي”، قبل أن يوجه أصبع الاتهام إلى “بعض الناشرين الذي يغتنون فيما يتعرض الصحفيون للفقر”.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

7
  • حمو محال
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 06:50

    لا توجد صحافة حرة تحت حكم العسكر و نظام ديكتاتوري لا يمكنه التعايش مع الحرية و الا فانه يموت

  • الصحفي
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 07:12

    توجد في الجزائر 134 صحيفة يومبة من بينهم 3 صحف يملكها للقطاع العمومي لدولة و 131 صحيفة يملكها للقطاع الخاص الحـر

    اما القنوات التلفزيونية

    القطاع الخاص

    القطاع الخاص يملك 17 قناة تلفزيونية ذات طابع إخباري وثقافي وسياسي و اقتصادي…

    القطاع العمومي

    القطاع العمومي (القنوات الحكومية) يملك 5 قنوات تلفزيونية

    2 قنوات باللغة العربية
    1 قناة أمازيغية
    1 قناة القرأن الكريم
    1 قناة باللغة الفرنسية موجهة إلى الجالية الجزائرية في أوروبا وكندا

    ورمضان مبارك للشعبين المغربي والجزائري

    .

  • متتبع الصحف
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 08:50

    اغلبية الصحف والقنوات التلفزيونية الجزاءرية مملوكة للحركي جينرلات فرنسا ،أغلبيتها ليست لها مصداقية تكذب ليلاو نهارا
    ليست كجريدة هسبريس الحرة الكل يبدي رأيه ادا كنت جزاءري فلسطيني تونسي مغربي من عصابة البوليزاريو تعلق وتكتب بحرية
    اما جريدة الشرور الجزاءرية تعلق وتنشر الا التعاليق الجزاءرية سبحان الله !!!
    شكرًا لهسبريس الحرة

  • samir
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 10:41

    في الجزائر هناك اكثر من 20 قناة خاصة و 5 حكومية اما في ما يخص الصحف فجريدة الخبر و الشروق يبيعون اكبر عدد نسخ في العالم العربي و هذا يدل على ثقة القراء بالمقارنة بباقي الدول حتى مصر بضعف عدد السكان و يدل ايضا ان نسبة الامية و الوعي الجتماعي هو الاعلى عربيا

  • to الصحفي
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 10:50

    *1 قناة باللغة الفرنسية موجهة إلى الجالية الجزائرية في أوروبا وكندا*قال بالفرنسية موجهة للجالية باوربا وكندا كان الجزاجزائريي بالداخل يفهمون العربية او يقرؤون الصحف بالعربية,انت وقبل كتابة تعليقك كتبته حتما بالفرنسية والتجأت لقوقل لترجمته للعربية,عندكم صحف كثيرة لكنها فارغة المضمون لاتتكلم عن الواقع المر الذي تتخبطون فيه.فهل الفرنسيون يقرؤون الصحف بالعربية ياصحفي الشروق وماجاورها,عندكم 132صحيفة نصفها الاكبر تسب وتشتم المغرب والمغاربة واخرى تمدح بوتفليقة وزبانيته وصحف هزليه لاتتعرف ماذا تكتب,

  • راضيه سعدون
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 13:33

    الى 05 – to الصحفي

    في الجزائر كل سنة أكثر من نصف مليون يتقدمون الى إمتحان البكالوريا
    باللغة العربية ، لا تشكل اللغة الفرنسية الى جانب الأنجليزية الا حيزا صغيرا
    والباقي باللغة العربية، لذا أرى أن الأخ المغربي رقم 05 to الصحفي يعيش
    في ضلال مبين،وأزيده من العلم قراطا أن نسبة الأمية في الجزائرهي الأضعف
    على مستوى الوطن العربي ، وأن نسبة التعريب في الجزائر عالية جدا لأن
    العنصر المعرب هو الغالب على المظهر العام للبلاد ، ولتطمئن نفسك صحفنا
    الـ 134 اليومية لا تهتم بالمغرب ولا تسب الشعب المغربي ، ونحن لا نترجم
    بواسطة غوغل لأننا نكتب العربية أفضل من المغاربة .

  • mohamed alaoui
    الإثنين 14 يوليوز 2014 - 19:02

    لا يجب الحكم على الصحافة الجزايرية با حكام مسبقة دون اطلاع واحتكاك مباشر.كفى حقدا وضغينة و تب الى الله.يا اخي في الجزاير صحافيون وكتاب ومفكرون افذاذ واحرار يحترمون انفسهم و يقدرون شعبهم ولا ينحون بسهولة للنظام.و ليسوا اتباعا لاي جهة.هداك الله يا اخي.و شكرا.

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة