ضفدع ينغّص الحياة على ساكنة مدغشقر

ضفدع ينغّص الحياة على ساكنة مدغشقر
الأربعاء 9 يوليوز 2014 - 05:16

مشكلة مدغشقر في هذه الأيام بيئية بالأساس ويدعى “دوتافرينوس ميلانوستيكتوس”، هو الاسم العلمي لضفدع سام شوكي الجلد موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا، اكتسح مدغشقر عبر حاويات السفن التجارية الوافدة نحو الجزيرة الإفريقية من هناك.

“نيهري رابيبيزوا” السكرتير التنفيذي لقسم البرمائيات في “الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة” يدق ناقوس الخطر بشأن احتمال انتشار الضفدع غير المرغوب فيه، في حال إدارة سيئة لهذا الملف من قبل السلطة المختصة.. وقال بهذا الخصوص: “من الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة إذا لم نفعل شيئا إلى حدود موسم الأمطار في نونبر القادم”.

وتحرص الحكومة الملغاشية على مكافحة الزائر غير المرغوب فيه الذي يهدد الأنواع المستوطنة بالجزيرة، وقال “جيرارد رامبيلواريزوا”، مدير قسم الصيانة في “الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة” في مدغشقر: “هذا النوع من الضفادع التي تعيش بالليل، يتكاثر بسرعة، من الممكن أن تبيض الأنثى 40 ألف بيضة في مرة واحدة ويمكن أن تصل إلى 80 ألفا خلال سنة إذا ما توفرت الظروف المناخية المناسبة”.

وفي المخطط الخماسي لمكافحة هذا النوع الذي اكتسح مدغشقر، يتحدث العلماء عن “الكوارث” التي من الممكن أن يتسبب فيها الضفدع الآسيوي الذي يطلق عليه “راداكا بوكا” أو “راداكا فواي” باللهجة المحلية في مدغشقر.

ويعود أول ظهور لهذا الضفدع على الجزيرة إلى 2011، وقد مر وقت طويل قبل أن تتمكن السلطات من تحديد هويته.، “بحسب العينات التي تم تحليلها، جاء الضفدع إلى مدغشقر من تايلاندا مع حاويات السفن التجارية التي ترسو في ميناء تاماسينا” بحسب رابيبيزوا الذي يشتغل أيضا أستاذا بجامعة ماهاجانغا في البيولوجيا الحيوانية وعلوم البيئة.

من جهة أخرى، تعاني جامعة “ماهاجانغا” من غياب الموارد اللازمة لمكافحة الضفدع الآسوي: “نقص التمويل وتأخير صرفها لتطبيق برنامج العمل الذي تم إعداده يمكن أن يؤخر العملية التي تقدر تكلفتها بـ 250 ألف دولار في السنة”.

وفي الشأن ذاته تقول مجموعة المختصين في البرمائيات التي ساهمت في إعداد مخطط العمل لمجابهة مشكل الضفدع الشائك أن “سلوك هذا النوع من الضفادع من الممكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الأنواع الحيوانية المستوطنة والنباتات والإنسان بسبب السم الذي يحتويه”.

“كريستيان راندرياناناتواندرو” المنتمي لهذه المجموعة اعتبر أن هذا الضفدع يشكل “تهديدا كبيرا للبرمائيات الفريدة المتواجدة في مدغشقر”، وأوضح المختص الأمر قائلا: “هذا النوع من الضفادع يفرز سما له تأثيرات قاتلة ويتسبب في اختلالات بصري وارتفاع لضغط الدم وأنيميا انحلال الدم”.

وأشار “رابيبيزوا” في الشأن ذاته إلى أن “السم الذي يفرزه هذا الضفدع بإمكانه قتل الحيوانات المفترسة، والثعابين والطيور والدواجن، بمجرد ابتلاعها لهذا السم”، فتواجد الضفدع الآسيوي يمثل خطرا كبيرا على الثروة البيولوجية للبلاد بحسب “ماداغاسيكارا فواكاجي”، عضو منظمة الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستعمال المستدام للموارد الطبيعية.

وأضاف: “مدغشقر هي إحدى النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي العالمي، إلى حد اليوم يبلغ عدد الأنواع البرمائية التي تتوفر معلومات بشأنها 290 نوعا فيما تبقى الأخرى بانتظار جمع مستندات بشأنها”.. كما لفت “راندرياناناتواندرو” إلى أن “ملامسة الإنسان لهذا الضفدع يمكن أن تتسبب في حكة جلدية ومشاكل على مستوى المنخرين والعينين”.. وأشار إلى أن هذا الضفدع يمثل في بعض البلدان الآسيوية مثل تايلاندا، وجبة غذائية على الرغم من أن “أكل جلده وبيضه يمكن أن يتسبب في التسمم وحتى في الموت”.

وتتمثل خطة الحكومة والخبراء والجامعيين والمنظمات غير الحكومية في مدغشقر في “القضاء على هذا النوع الحيواني بصفة عاجلة”، بحسب “رابيبيزوا”، وأشار الخبير إلى أن الأمر يتطلب بعض الوقت: “لا يمكننا القيام بذلك في ظرف سنة”، على حد تعبيره.

ولفت المصدر ذاته إلى أن مدغشقر تعول على مساعدة “الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة” ومجمل الجهات الدولية المختصة لمكافحة هذه الآفة الطبيعية، وفي المقابل، أبدى “رابيبيزوا” ابتهاجه من المبادرة التي قات بها استراليا التي أرسلت خبيرا إلى مدغشقر للمساعدة في حل المشكل.

* وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

1
  • ولد حميدو
    الأربعاء 9 يوليوز 2014 - 05:58

    ارادوا مساعدات دولية لا اقل و لا اكثر
    فحتى المغرب ابتكر خطة تمساح بورقراق حتى لا يسبح المغاربة بالنهر و يشوهون منظر مشروع مارينا فهل التمساح يظهر مرة واحدة و يختفي
    شفتو البرد ماشي التمساح فاعطوني 10 ملايين و سوف اسبح في الواد طولا و عرضا و خليوه ياكلني

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 2

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 19

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 9

جدل فيديو “المواعدة العمياء”