حكومات أوروبية تنصب "محاكم التفتيش" ضد الفكر المتطرف

حكومات أوروبية تنصب "محاكم التفتيش" ضد الفكر المتطرف
الثلاثاء 17 مارس 2015 - 07:55

يعيش العديد من المسلمين في بلدان أوربية عديدة أجواء شبيهة بـ”محاكم التفتيش”، التي كانت تنشط في القرنين 15 و16، ومهمتها اكتشاف مخالفي الكنيسة ومعاقبتهم، حيث عمدت حكومات أوربية إلى تطبيق مراقبة أمنية مشددة على المساجد التي توجد على ترابها، ما أشعر مسلمي هذه البلدان بالضيق والتذمر.

وفي ذات السياق طالب الوزير البلجيكي، رشيد مدران، المكلف بالمساعدة الاجتماعية في الحكومة الجهوية لبروكسيل والوالوني، بإعداد جرد للملتحين الجدد، من أجل “محاربة التطرف”، ما جعل نشطاء حقوق الإنسان يبدون قلقهم من عودة “الأخ الأكبر”، والتراجع عن بعض الحقوق المدنية.

بروز ظاهرة “المقاتلين الأجانب”، وتزايد التحاق العديد من الشباب الأوربي بالتنظيمات الجهادية، وصعود نجم “الدولة الإسلامية”، والهجمات على “إيبدو” في فرنسا و”فيرفيي” في بلجيكا، وتفكيك عدد من الخلايا “الإرهابية” النائمة في دول أوروبية، كل ذلك دفع السياسيين والرأي العام الأوروبي للبحث عن أسباب ما يجري.

وفي سعيها لمقاربة هذه الظاهرة والحد من انعكاساتها على دول ومجتمعات الاتحاد الأوروبي، بالرغم من التعاون الأمني والاستخباراتي، وتبادل المعلومات بين دول الاتحاد، سعت كل دولة على حدة إلى معالجة هذه الظاهرة، والبحث عن حلول وفق تصور وإستراتيجية شاملة.

في بريطانيا، اختارت الطبقة السياسية التعامل مع الجهاديين بمنهجية واضحة، فكل شخص سافر إلى سوريا والعراق للقتال مع “داعش”، من الأفضل له البقاء هناك، لأنه في هذه الحالة سيصبح عديم الجنسية، وبالتالي الحرمان من حقوق المواطنة التي يكفلها القانون.

وصادق البرلمان النمساوي على قانون سمي بالقانون “الإسلامي”، يتم بموجبه حظر جميع التمويلات الخارجية للمنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية العاملة فوق التراب النمساوي، وأي مخالفة لهذا القانون تعرض صاحبها للمساءلة القانونية.

وبدورها، اعتبرت ألمانيا تنظيم “الدولة الإسلامية” تنظيما “إرهابيا”، وبأن أي أنشطة دعم وتأييد وترويج له مخالفة للقانون، وشمل الحظر المشاركة في هذا التنظيم، والتجنيد له، وأي دعم له، بما في ذلك المظاهرات المؤيدة لـ”داعش”.

وحاولت الحكومة الألمانية تقديم المساعدة للراغبين في التخلص من الفكر المتطرف؛ مثل تخفيف العقوبات السجنية، واللجوء إلى علماء دين، وأخصائيين نفسيين، ومعالجين اجتماعيين، والهدف من هذه الحلول، حسب الحكومة الألمانية، معالجة أسباب التطرف بدل إنزال العقوبات.

وركزت الحكومة الهولندية على مراقبة المساجد والدعاة، وأعدت بمعية المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب، قائمة “سوداء” للأئمة والدعاة الممنوعين من دخول التراب الهولندي، بدعوى التطرف والتحريض على الكراهية، وأي إمام ثبت أنه يمجد الإرهاب، أو يحرض على التطرف تتخذ في حقه إجراءات فورية، كالطرد وإلغاء التأشيرة.

الحكومة البلجيكية أكدت نيتها محاربة التطرف، فبعد الهجوم الإرهابي في مدينة “فيرفيي” شرق بلجيكا، تم نشر نخبة من الجيش البلجيكي في بعض المدن الكبرى، وحول المراكز الحساسة، فيما دعا بعض زعماء الأحزاب صراحة إلى اعتماد المقاربة الأمنية، وإعطاء صلاحيات أكثر للشرطة الفدرالية”.

وفي إحدى خطاباته، قال بارت دو ويفر، عمدة مدينة “أنتويربن”، إنه ينوي الاستثمار في مزيد من كاميرات المراقبة داخل المدينة، وذلك لدرء المخاطر الإرهابية المحتملة من طرف “الجهاديين”، بينما تجلى الشق السياسي في مطالبة البعض بسحب الجنسية عن هؤلاء “الجهاديين”.

‫تعليقات الزوار

16
  • رشيد
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 08:07

    خربوا بلدانهم و أرادوا تخريب بلاد الحرية لكن هيهات يا بوظلام إن الحرية لك بالمرصاد.
    مابنته الإنسانية خلال قرون تريدون تخربوه في دقائق
    لأنكم تفلحون فقط في التخريب .

  • الخزيراني نوفل-
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 08:36

    لم نعد نعرف كيف التعامل مع غالبية المسلمين- لاننا نفتقد العقلانية و الانسجام: فاما مع الارهاب و اما ضده- لا وجود لمنزلة بين المنزلتين- اما حداثيين و اما ضد الحداثة- اما مع السلم و اما مع الحرب- اما التسامح و اما التعصب، اما العلم و اما ضده- اما مسلمين اوروبيين و اما مهاجرين و ضيوف عند بلدان الاستقبال في انتظار العودة الى البلد الخ- لا بد من الحسم و الوضوح- انا مغربي: لا اريد ان ياتي معتوه ليقتل الناس في بلدي او يخرب او يدمر او يقتل الابرياء باي تبرير كان الخ- و نفس الشيئ لا اريده ان يقع في بلدان اخرى الخ- يلزم الوضوح و التمييز بين الامور و عدم الخلط و التمويه و الهروب من المسؤولية الخ- ثقافة الغيبيات اوصلتنا الى البلاذة و الغباء المبين- هل المساجد في السعودية و الجزائر و ايران و باكستان غير مراقبة؟ هل في بلدان الاسلامية تقول ما شئت مثلا في الدين؟ كانت دوما المساجد ثكنات و اماكن لتخزين الاسلحة و القتل (؟ اليك نشيد اردوغان في حملاته الانتخابية: "مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، وهذا الجيش المقدس يحرس ديننا." الخ الخ -باراكا من النفاق و التبلد و الحث على

  • mazambizambizi
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 08:40

    إن هذه الحكومات تدافع عن أمن وسكينة شعوبها وذلك بإجراءات قانونية حفاظا على سلم و سلامة بلدانها وليس محاكم التفتيش بل محاكم التفتيش موجودة في الفكر المتطرف.

  • بوعزة
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 08:46

    عندهم الحق و المغرب ايضا يجب ان ينصب محاكم التفتيش ضد الإرهابيين و الضلاميين.. الوهابية فيروس فتاك يجب إبادته بكل قوة

  • احمد
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 08:53

    صافي الرحيل الرحيل، الأزمة المالية،الأزمة السياسية،الأزمة ولدت أزمات فكانت النتيجة التي نعيشها الآن (هذا حاضي هذا )لم يبق أي شئ

  • عبد الجليل هيتوت
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 09:17

    في المجتمعات الغربية هناك تطرف يتمثل اساسا في البنية السياسية للدولة ،الغريب انها اختلطت مفاهيمها الفكرية العنصرية ولم يكن اد داك الا الفكر الاسلامي كمقوم اساسي لزعزعة الهوية الاسلامية من جدورها واستغلاله للموازنة البركماتية لصالح الاحزاب المتنافسة سياسيا اي بصورة اوضح تحقيق المكاسب السياسية على ظهر الدين او الارهاب ان شئت،وما هو متداول اليوم عبر الاقلام النخبوية ليس للتصدي لهده العجرفة الرجعية وانما الانقياد الامعاتي لصورة الغرب الدمقراطي الجميل،الضحية الاول هو هدا الجواب الدي ربما لن يكتب _بضم الياء_ له الخروج عن النسق التنظيمي المسطراتي للجريدة المحترمة فقط للمزيد من الحقيقة كشعار نسمو به كافراد ومجتمعات تدافع عن عرض وطنها،،،،،،،،،،،،،،،،،،

  • Maghribi
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 09:41

    السلام عليكم،
    هذه ليست حرب ضد التطرف، هذه حرب ضد المسلمين، أين حقوق الإنسان التي زعم بها الغربيون، لن تكون هذه أفعالهم إن حقا أريد بها حقوق الإنسان، من وفَّى حق الله فقد وفَّى حق الإنسان.
    وجب الرد على هذه الأفعال من طرف السلطة التنفيدية و هيئات المجتمع المدني. حسبنا الله و عليه توكلنا.

  • mimoun
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 09:44

    أتمنى وأرج من دولتنا الحبيبة أن تنادي بأعلى صوتها على شعبها المقيمين في بلاد الكفر أن يرجعوا إلى وطنهم الحبيب لسببين إثنين الأول أن الله عزوجل حرم على كل مسلم أن يعيش في دول الكفر .والثاني أن الدول الكفر يعاملون الجالية المغربية أقل من الحوان وينظرون إلين كأننا كلنا إرهابين مع أن هم الذين دمروا ومزقوا وشتتوا دول العرب وهتكوا واغتصبوا أموال العرب ونسأءنا وبناتنا .فنحن نتمنى أن المغرب يقف وراء شعبه وقفة الأخة كما يقف هآؤلإ الكفار وراء شعبه

  • hamid
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 12:02

    و ماذا تريدون ان يفعلوا حين يشعرون انهم مهددون في كيانهم…وان خفافيش الظلام تحلم بسحقهم.
    اوروبا فتحت ذراعيها لجميع الاديان.
    حينما يصبح اي تنظيم او دين خطرا على المؤسسات طبيعي ان تتغير القوانين.
    الحق يقال لن تسطيع اي دولة اسلامية مضاهات اي دولة اوروبية فيما يخص حرية الاديان.
    دور الحكومة في اي بلاد هو ضمان الامن والحريات…سوف نكذب ان قلنا ان خفافيش الظلام المتئسلمة لاتشكل اي خطر.
    هؤلاء لايفهمون الا لغة العنف..اتمنى ان يجدوا هنالك من يجيد تلك اللغة.

  • مول الورد
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 12:12

    سلام عليكم
    كل ما تعيشه امتنا الاسلاميه اليوم في نضري المتواضع جاء نتجه الديكتاتريات جثمت على شعوبها لحقب من زمان ويوم بعد مايعرف بربيع العرب نرى تطاحن على السلطه ليعيدون لنا الكره من الصفر
    تانيا..تعصب رئس بوش الصليبي الدى اوقد نار الحروب في العراق وتم تدميره كما كان مخطط له كما يبدو
    نتيجه كل هدا ودك تعطينا ارهاب وزعزعه مناطق العربيه بكاملها
    الان يجب ان نضع التطرف والتكفير بعضنا بعض ونضع السلاح ونعود للنخرط في المجتمع الانساني.الله هو وحده الرقيب عن عباده.
    قبل ان تتسع الفجوه الفراق وعدم التقه الان الله سلام ويحب سلام …………

  • الحب أرقى
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 13:01

    كل الحكومات الدمقراطية يجب أن تقوم بواجبها وفق ما يخولها القانون للإحتراز و مكافحة التطرف الديني, لأنه خطر على الجميع.
    و يجب مراجعة البرامج التعليمية التي تحث على الكراهية و عدم المساوات في الحقوق بين النساء و الرجال.
    و تغريم القنوات الفضائية مصدر و وسيلة ترويج الفكر العدوائي بين المذاهب و الديانات.

    الغيسلام الذي يدرس في أغلب الدول هو المذهبي الشيعي أو الأموي. و خاصة هذا الأخير مليئ بالتناقضات مبني على مرويات تناقض العقل
    و تدعو إلى سفك دماء المرتدين و تعنيف الاطفال الذين لا يصلون و تزويج القاصرات غصبا و إكراه المرضى و غير المرضى على الصوم ووأد المرأة حية تحت النقاب إلخ

    إذا كان مفهوم الإسلام لا إكراه في الدين و إفشاء السلام و التسامح و الرحمة و الحب و الحرية و تفعيل العقل و العدالة الإجتماعية و عدم الرضوخ للدكتاتوريين فكل العالم سيصير مسلما

    أما إذا كان الإسلام دين النفاق الرسمي المتواجد في أغلب الدول المتخلفة فيلزم التخلي عنه لأنه سياسي محض يخدم مصالح السلاطين و فقهاؤهم الشياطين. أفسدوا الشرق و الآن يريدون إفساد الغرب.

  • متابعة
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 13:41

    هذه ليست محاكم التفتيش هذه حراسة أمنية لهذه البلدان الحرة ومن حقها أن تدافع عن أمنها من خفافيش الظلام الذين يحلمون بالحوريات في جنات الخلد الوهمية
    اوربا منحت العرب حقوق مدنية لا يحلمون بها في اوطانهم الخربة ثم انقلبوا عليهم ناكري الجميل

  • ميلود
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 14:05

    السبب هو الوهابية التكفيرية التي جلبت التشدد وانتجت الدواعش والقاعدة هي التي جلبت هدا الوباء والسمعة السيئة للمسلمين في انحاء العالم ودمرت اجيالا بأكملها من الشباب المسلم المحطم والضائع ومازال بعض الناس مصدقين بفتاوى السواعدة …ويجرون وراءهم كمن يجري وراء سراب يحسبه الضمآن ماء للاسف

  • مغربي
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 15:06

    إلى صاحب التعليق رقم 2أقول ياأخي لاتعطل عقلك إذا كنت مصابا بمرض الإنبهار بالغرب كما كثير من شباب دولنا الإسلامية أو كنت تعمل لديهم وتستفيد منهم ماديا هذا لايشفع لك أن تقلب الحقائق .لاتنسى أن الغرب الذي تحاول يائسا تلميع صورته هو الذي قاد الحرب العالمية الأولى والثانية 100مليون قتيل .أما في حاضرنا،فقد قالوا إن العراق لديه اسلحة الدمار الشامل وقتلوا 2مليون عراقي فلما لم يعثروا على شئ طوي الملف بكل برودة دم لو كنت حداثيا هذا يقتضي منك أن تمجد الحياه .وحسب هذه المعلومات التي سقتها لك فقد ظهر جليا من هي الشعوب الأكثر دموية مع أننا نحن المغاربة وليس رأيي الشخصي كلنا ضد القتل والتعدي على حق الحياة.

  • الحــاج عبد الله
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 15:36

    هذا المقال بالغ في التهويل والتخويف، وأنا أعيش في فرنسا لم ألاحظ أي شيئ من هذا القبيل.
    طبعا هناك إجراءات أمنية اتخذتها الدول الأوروبية لحماية مواطنيها ومنهم المسلمين ومن دوي الأصول العربية الذين لا يفرق الإرهابيين بينهم وبين الآخرين، ولا ادل على ذالك أن كل عملية إرهابية في الغرب من يكون من بين ضحاياها المسلمين والعرب أيضا، الم يقتل (مراح) جندي فرنسي مسلم من أصول مغربية ؟ الم يقتل (كوليبالي) شرطية سوداء من الجزر ؟ الم يقتل الأخوين الإرهابيين (كواشي) شرطي ومترجم عربيين مسلمين ؟؟

    طبعا الذين يخشون هذه الإجراءات هم الإرهابيين، وهؤلاء الذين يريدون أن يتميزوا عن غيرهم من المسلمين بإطلاق لحايا طويلة ولباس أفغاني وخمار اسود يخفي كل معالم الوجه، هؤلاء الذي يكرههم حتى المسلمين هنا في الغرب، فما بالك برجال الأمن.

    احترموا ديانات وثقافات الشعوب الأخرى ونمط عيشها كما تطالبون انتم بان يحترم الأخريين ثقافتكم ودينكم في عقر داركم وسيحترمكم الغير. من حسن حظ المسلمين في الغرب أن أنظمتها علمانية تسمح بالممارسة الدينية الحرة ولا تسمح بمظاهر التمييز في الأديان لا باللبس ولا بأية رموز اخرى في الأماكن العامة.

  • نفس الشيء قبل فوات الأوان
    الثلاثاء 17 مارس 2015 - 18:28

    المغرب ككلك يجب أن يتخد نفس الإجراءات ومنع دخول أموال البترودولار للبلد وتغيير مناهج التعليم ومحاربة كل أشكال التشدد والتطرف ونشر ثاقفة التسامح والديموقراطية والإنفتاح.
    على المغرب أن يقوم بكل ذلك قبل فوات الأوان وقبل أن ندخل في نفق اللاعودة الذي يلوح في الأفق المنظور.

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل