في اليمن .. الأطفال المُقاتلون يستعيضون عن الكتب بـ"الكلاشنيكوف"

في اليمن .. الأطفال المُقاتلون يستعيضون عن الكتب بـ"الكلاشنيكوف"
الجمعة 24 أبريل 2015 - 02:20

عند مدخل باب اليمن، في صنعاء القديمة، يقف حسن، محملا بالكلاشينكوف الخاص به عند نقطة تفتيش، وعيونه الصغيرة القاتمة تفحص السيارات التي تمر من أمامه.مثل معظم الذين يقارب سنهم السبع سنوات في صنعاء، كان حسن يقضي وقته في المدرسة أو في لعب كرة القدم مع أصدقائه.

كان ذلك يحصل قبل ثلاثة أسابيع فقط، أما الآن فمدرسته مغلقة، يقول حسن الذي كان إلى غاية الأسبوع الماضي تلميذا، ليتحول بسرعة لحارس نقاط التفتيش في العاصمة صنعاء، نيابة عن المتمردين الحوثيين، الذين تسبب استيلاؤهم عليها منذ العام الماضي إلى فرار الرئيس اليمني، ودفع البلاد نحو المواجهات الحالية في مختلف أنحائها، وفي هذا الصدد قال حسن بنبرة حادة للغاية “نحن نقاتل لحماية بلدنا من الأعداء”.

عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، كان قد تعهد في وقت سابق بوقف تجنيد الأطفال، ولكن هذا لم يؤثر على حسن مثلاً، هو واحد من الملايين من الأطفال اليمنيين الذين كانوا يتابعون تعليمهم عندما بدأت قوات التحالف التي تقودها السعودية حملتها العسكرية لطرد المتمردين الحوثيين. هذا الطفل فاجئنا بالقول: “لدينا زعيم، وقد دعانا لمحاربة العدو، لهذا سأحمل سلاحي لحماية نفسي وعائلتي وبلدي “، كلمات نطقها الطفل بكل بفخر، فرغم أنه لم يسبق له تلقي أي تدريب رسمي، لكنه يؤكد “والدي يعلمني استخدام الكلاشينكوف”.

وفقا لأرقام الأمم المتحدة، يُعتقد أن أكثر من 700 شخص لقوا مصرعهم في الأسابيع القليلة الماضية، بينهم عشرات الأطفال، الذين يتم إقحامهم بشكل متزايد في هذه الحرب. كما أصيب الآلاف ونزح أكثر من 150000 شخص في جميع أنحاء البلاد،

في الشهر الماضي، أصبح القتال بين المتمردين الحوثيين والقوات المدعومة من المملكة العربية السعودية ومن الرئيس عبد ربه منصور هادي مكثفا، ونتيجة لذلك، خاضت المملكة العربية السعودية رفقة عدد من الحلفاء الإقليميين السنيين الآخرين، حملة مكثفة من الضربات الجوية ضد الحوثيين في نهاية الشهر، وما تزال تلك الحملة مستمرة في كل أنحاء البلاد. وقبل ذلك، كان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد فرّ من العاصمة إلى عدن، التي أصبحت مسرحا لأشد المعارك ضراوة بين الحوثيين والقوات الموالية للنظام والقوات العربية المشاركة في “عاصفة الحزم”.

جمال الشامي، رئيس مدرسة الديمقراطية، المنظمة غير الحكومية المحلية التي يقع مقرها في صنعاء، يقول: “مسؤولية تزايد أعداد الأطفال المندسين في الصراع لا تُلقى فقط على الحكومة، ولكن أيضا على الحوثيين والميليشيات الجنوبية التي تشجعهم على حمل السلاح”، فالأطفال تسهل استمالتهم عبر المال وتجييشهم عبرالحديث عن واجب الدفاع عن فصائلهم وقبائلهم، وهذا ما يراه الشامي، سببا في إغلاق المدارس، إذ يصبح الأطفال بعد ذلك هدفاً سهلا كعنصر للتسليح، ويضيف الشامي قائلا: “جميع أطراف النزاع رحبت بهم بأذرع مفتوحة، إنها الفوضى فعلا”.

وقد حذر مسؤول تابع للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، أن حوالي 30 في المائة من المقاتلين في الجماعات المسلحة المتورطة في النزاع لم يصلوا بعد سن الـ 18، كما أن جوليان هارنييس ممثل اليونيسيف باليمن كان قد صرّح لوكالة الأنباء الفرنسية حول الموضوع بقوله: “نحن نشهد تواجد الأطفال وسط المعركة، كما نجد عند نقاط التفتيش، قتلى وجرحى فيما بينهم”، وبالإضافة إلى كل هذا، فالوضع الأمني غير المستقر يجعل الحصول على الأرقام الدقيقة للمحاربين القاصرين، الذين ينتمون إلى الفصائل المتحاربة، أمرًا صعبًا للغاية.

تواجد المقاتلين الأطفال على خط الجبهة، ومساهمتهم في تفتيش السيارات أو القيام بدوريات في نقاط التفتيش المحصنة في اليمن، ليست شائعة، لأن الأطفال في اليمن قد استُخدموا لأغراض عسكرية قبل استحواذ المتمرّدين الحوثيين على صنعاء، على الرغم من كون السن الرسمية للانضمام للجيش اليمني محدد في 18 سنة. كما أن الزيادة الواضحة في الجنود الأطفال تأتي على الرغم من المحاولات السابقة لوضع حد لتجنيد القاصرين من قبل القوات المسلحة اليمنية وغيرها. ففي ماي الماضي، تمّ التوقيع على خطة عمل بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة لإنهاء ومنع أي تجنيد للأطفال.

عاصف، مقاتل آخر يبلغ من العمر 11 عاما، قام عندما كان في سن السادسة، بزيارة صعدة في شمال اليمن، للتمكن من التدرب مع المتمردين الحوثيين، وفي هذا الصدد يقول: “سأفعل فقط ما يأمرنا به القرآن الكريم” يقولها بحماسة ويضيف “أنا لا أحب المدرسة كثيرا، لذلك لم ألتحق بها قط”. ثم يردف الطفل بنبرة ملؤها الثقة: “أستمتع بالقتال إلى جانب من يقاتلون من أجل بلدي ضد السعودية وداعش”، وبالإضافة إلى ذلك يقول عاصف: “والدي فخورا بي ويشجيعني على القتال”.

قبل الغارات الجوية التي تشنها “عاصفة الحزم”، كان أكثر من 16 مليون من سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية. أما بعدها فالطبيعي أن أعداد النازحين قد ارتفعت، أضف إلى ذلك ارتفاع معدلات البطالة، وهذا ما يتسبب في كثير من الحالات، في إجبار الأطفال الصغار على تحمل العبء المالي لأسرهم.

الشامي يحذر هنا أنه سيكون هناك معارك أكبر في المستقبل، ويصر على أن “كثيرا من الأطفال قد اعتادو على العنف وساحات القتال، ممّا سيُصعب إقناعهم بالعودة إلى الفصول الدراسية “.

‫تعليقات الزوار

9
  • Aden
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 08:35

    "كان ذلك يحصل قبل ثلاثة أسابيع فقط، أما الآن فمدرسته مغلقة".

    مغلقة أو تم تدميرها؛ كما تدمر إسرائيل مدارس قطاع غزة؛ بدعوى أن المقاومة الفلسطينية تختبئ فيها.
    أطفال السبع سنوات يحملون الكلاشنيكوف في اليمن؛ بدل حمل الكتب لتعلم العلم و تعلم التسامح. إنهم فعلا يرهبون الناس بتدمير منازلهم و بنيتهم التحتية؛ في سبيل كرسي زائل. اليمن تحولت إلى دولة فاشلة مثل العراق و سوريا و ليبيا و الصومال؛ و التوثر أصبح يشمل سيناء و تونس و الجزائر و نجيريا و مالي و الفيافي و الصحاري. وقانا الله و إياكم من الإرهاب بجميع أنواعه.

  • مواطن يمني
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 09:15

    أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – ايسيسكو- بشدة، إجبار ميليشيا الحوثيين الطائفية الإرهابية أطفال المدارس في المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، على المشاركة في القتال الذي تشنه هذه الميليشيا الطائفية الإرهابية على الدولة الشرعية، وعلى المواطنين اليمنيين المعارضين لتسلطها على البلاد، بدعم من قوات الرئيس المخلوع، ومن جهات طائفية أجنبية، تهدد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.وقالت الإيسيسكو إن المكان الطبيعي لهؤلاء الأطفال الأبرياء هو فصول الدراسة في المؤسسات التعليمية، وليس الزج بهم في ساحات القتال في خرق سافر لبنود الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وخاصة البروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة الملحق بهذه الاتفاقية الذي يؤكد على أنه: "لا يجوز أن تقوم المجموعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية."

  • البرازيلي
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 10:08

    عندما يختلط الحابل بالنابل وتدب الفوضى في أوصال المجتمع ، آنذاك يصبح المحرم مباحا وتنتهك الحقوق بدون أي رادع .
    السؤال الذي أصبح الآن يطرح نفسه بإلحاح : لماذا يمقت العرب بعضهم ؟!

  • idop
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 12:24

    مرغم صاحبك لا بطل. عندما يرى الأطفال الطائرات العربية تعربد فوق سماء وطنهم و تقصف مدارسهم و مستشفياتهم و تقتل الأطفال و العجزة و بمباركة الأمم المتحدة و الدول الغربية؛ فإنهم و بدون شك سيفضلون حمل السلاح بدل حمل الكتب.
    نظرية الفوضى الخلاقة لكونداليزا رايس من أجل تغيير الشرق الأوسط الكبير من باكستان حتى المحيط الأطلسي هي التي نشاهد الآن؛ لكن بالمقلوب؛ و نتائجها ستكون عكسية؛ يعني في صالح أصحاب نظرية "إدارة التوحش" و ليس لأصحاب نظرية "الفوضى الخلاقة". لأن الفوضى الخلاقة تقضي على الادارة الفاسدة لتفتح الباب مشرعا أمام إدارة التوحش.

  • مغربي حر
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 12:26

    قوم همج ، كل البلاوي اجتمعت في هذا البلد التعيس _ حفاة _عراة _ القات _الخنجر _الكلاشنكوف _الطائفية المذهبية_ القبلية _الجهل _المرض ….علينا نحن المغاربة ان نبتعد عن هذا الشرق منبع الارهاب والطائفية والقبلية انهم سلالة داحس والغبراء

  • الحــــاج عبد الله
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 12:27

    عائلة الحوتي عائلة مافياوية مجرمة، هي صنيعة إيران وعميلة لها، ووظيفتها هي استنزاف الدول العربية المحيطة باليمن، كرد إيراني على سياسة إغراق سوق النفط التي تنتهجها الدول العربية الخليجية لخفض أسعاره وحرمان إيران من مورد حيوي لها من العملة الصعبة التي تستعملها لتطوير ترسانتها الحربية التي تبنيها ل"تحرير" مكة من السنة.

    هذه العصابة ومن يساندها من بيادق إيران ومرتزقتها في الإعلام العربي مثل عبد الباري عطوان حملت السلاح في وجه الدولة وتمردت على القوانين والدستور اليمني قبل عشرين سنة ولم يحملوا السلاح كما يدعون في إطار "الثورة" التي هيمنت عليها جماعة الإخوان في بدايته.

  • المصطفى المنصوري
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 14:35

    تخيل وجود جارين ، جار فقير جدا وجار ثري جدا ،

    الجار الثري يترك اطفال الجار الفقير الى مصيرهم لاينتشلهم من مأساة الفقر فلا تسمع شيئا ذا فائدة يسهم في انتشال الاف الاطفال من الفقر وادخالهم في المدارس فالجار الثري يبخل عليهم

    الجار الثري طيلة 60 عاما يتعامل مع جاره الفقير انه مجرد تابع اصم وابكم وبسبب الفقر فأنه يتعالى عليه

    ذلك هو واقع الحال منذ اكتر من 60 عاما بين جار غارق في الثراء وجار غارق في الفقر

    دلك واقع الحال بين السعودية واليمن مند 60 عاما

    ها هو العمل جار على تأديب الجار الفقير بالعصا وليس اخراجه من الفقر

  • لكديري - دارالكبداني
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 15:21

    الناس لاتعرف كتابة كلمة "الحوثي" وتناقش وتكفر هؤلاء اليمنيين الذين يشكلون جزءا غير يسير من الشعب اليمني. الحوثيون يمنيون واليمن بلادهم قبل ان ينتشر الوباء الوهابي باموال ال سلول. كان اليمن وكانت فيه زيدية وشافعية وقدم اليها الوادعي وبعده الزنداني فنشروا مذهب الدواعش وأرغموا العائلات على التحول الى المذهب الفاشي. الناس احرار في اختيار مذهبهم وليس للسعودية السلطة على الناس. ال سلول دمروا المساجد والمنازل بل احياء بكاملها وقتلوا الأطفال والنساء والرجال اليمنيين بقنابل محرمة دوليا وهم السبب الرئيس في فقر الشعب اليمني وتأخره في التنمية وفي تدمير الوطن العربي. ولازالوا يفتون بالقتل وقطع الرؤوس على قناتي وصال وصفا. والعجب العجاب انه يصدر اي عالم سني استنكاراً او شجباً للارهاب السعودي لأنهم يخشون قطع أرزاقهم !!! وصلى الله على محمد وآله.
    المرجو النشر.

  • ABARAN
    الجمعة 24 أبريل 2015 - 21:39

    ذكرت صحيفة " اسرائيل دايلي ان اسرائيل مشاركة في (عاصفة الحزم) بأربع طائرات حديثة، وقالت الصحيفة على لسان قائد سلاح الجو الاسرائيلي ان اسرائيل ستشارك المملكة العربية السعودية في الحرب على المسلمين الشيعة باليمن (الحوثيين).
    ونفس الخبر أوردته وكالة معراج للأنباء الإسلامية، كما نشرت الخبر مجموعة من المواقع العربية استنادا على مجموعة من المصادر منها ما نشر السكرتير العام لحزب الحق السيد حسن زايد الدي قال "هده اول مرة يلتحق فيه الصهاينة بالتحالف العربي".
    ويذهب البعض لعدم التشكيك في الخبر استنادا على الخرجات الإعلامية لوزير الخارجية السعودي الدي أكد لقناة بومرانك الامريكية ان المسلمين العرب السنة سيتحالفون بالصهاينة ضد المسلمين الشيعة".
    فادا كان العرب في حرب 67 تحالفوا ضد الصهاينة فها هم اليوم يتحالفون مع الصهاينة ضد المسلمين الشيعة. ليبقى هدا المنطق مطابقا لقولة "انا وأخي على ابن عمي وانا وابن عمى على الغير".ان التحالف العربي لم يتق في صدق مساندة امريكا وفرنسا له. لأن أمريكا مستمرة في المصالحة مع إيران ولم يعد البيترول العربي يشكل خطورة اقتصادية لها بعد ان احتلت المرتبة الأولى في الإنتاج

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 17

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات