دراسة تشيد بسياسة الاندماج في ألمانيا

دراسة تشيد بسياسة الاندماج في ألمانيا
الإثنين 15 يونيو 2015 - 07:03

أظهرت دراسة صدرت مؤخراً أن ألمانيا تتقدم على الكثير من الدول الأوروبية في ما يخص سياسة الاندماج، ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الثغرات التي ما تزال هناك حاجة للاهتمام بها، كسياسة إرساء المساواة والسياسات الصحية.

“سياسة الإندماج في ألمانيا في وضع جيد”. تلك هي الخلاصة الأساسية لدراسة علمية اشترك فيها حوالي مائة عالم وعالمة من مختلف التخصصات بطلب من مجلس الهجرة الألماني. ففي ما يتعلق بسياسة التجنيس، مثلاً، احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة. كما احتلت ألمانيا المرتبة الرابعة في ما يخص إدماج المهاجرين في سوق العمل.

واختبرت الدراسة، التي حملت عنوان “مؤشر سياسة إدماج المهاجرين”، والتي اختُصرت إلى MIPEX، وضع سياسات الهجرة في عدد من الدول الكبرى والصناعية. فإلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، اهتمت الدراسة أيضاً بسياسات الهجرة في أمريكا وأستراليا واليابان وتركيا ودول صناعية أخرى. وقد حصلت ألمانيا على 61 نقطة من 100 نقطة، وهي العلامة التي تظهر احتلال ألمانيا لمستوى أعلى بكثير من متوسط النقاط التي حصلت عليها دول أوروبية غربية من التي شملها الاختبار.

ما الذي تغير على المستوى السياسي؟

اعتراف ألمانيا المتأخر نسبياً بأنها أصبحت دولة هجرة انعكس على نتائج الدراسة بشكل إيجابي، إذ رصد المشرفون عليها التغييرات التي حدثت على مستوى السياسات والتشريعات في ألمانيا. فالقرارات السياسية التي تم اتخاذها تظهر بوضوح وجهات النظر التي تغيرت في ما يخص المهاجرين الجدد. وكلما عرّفت ألمانيا نفسها على أنها بلد للهجرة، كلما ازدادت الإصلاحات في حقول سياسية مختلفة.

كما اختبرت الدراسة مسألة دخول المهاجرين لسوق العمل، إضافة إلى موضوع الإجراءات القانونية المتعلقة بلم شمل الأسرة وإمكانيات التجنيس. الخلاصة الأولى أن المهاجرين القادمين من دول خارج الاتحاد الأوروبي يتمتعون تقريباً بنفس الحقوق في ما يتعلق بالحصول على عمل أو تأهيل مهني. كما يستفيدون من تحسنٍ إجراءات الاعتراف بشهاداتهم الجامعية أو المهنية. وفي هذا المجال، وحدها الدول الاسكندنافية وكندا هي التي تتفوق على ألمانيا.

إشكال الجنسية المزدوجة

غير أن الدراسة رصدت مشكلة تتعلق بإجراءات لمّ شمل أسرة المهاجر الذي يعيش في ألمانيا. فكل مهاجر قادم من بلد خارج الاتحاد الأوروبي ينبغي عليه الانتظار طويلاً حتى يتمكن من جلب أفراد أسرته، إذ ما يزال هناك تقييد في الإجراءات المتعلقة بهذا الشأن، إضافة إلى أن تحديد مفهوم الأسرة يتم في أضيق نطاق.

نتائج مختلفة خرج بها الباحثون في ما يتعلق بحق التجنيس، فبالنسبة للرعيل الأول من المهاجرين، كانت هناك إجراءات واضحة وداعمة لهذا الحق. لكن المشكلة قائمة لدى حوالي نصف المهاجرين المنحدرين من دول خارج الاتحاد الأوروبي والذين عاشوا في ألمانيا أكثر من عشر سنوات، ذلك أنهم لا يستفيدون من حق التجنيس بسبب القانون الذي يمنع الاحتفاظ بجنسيتين.

وتتوقع الدراسة أن تحقق ألمانيا تقدماً إيجابياً إذا سمحت للمهاجرين بالتمتع بحق الجنسيتين، لأن 25 من أصل 38 دولة محل الدراسة تسمح لمهاجريها بالحصول على الجنسيتين، والتجربة في تلك الدول أظهرت العديد من النقاط الإيجابية، في حين لم تظهر أي آثار سلبية.

ضعف في سياسة المساواة

إحدى المشاكل التي تناولتها الدراسة هي مشكلة التمييز، إذ رصدت الدراسة نقاط ضعف تخص ألمانيا كبلد مستقبل للمهاجرين. فقانون مكافحة التمييز الألماني ما يزال قانوناً حديثاً نسبياً. كما أن السلطات المختصة لا تتمتع بصلاحيات كبيرة، وبالتالي فإن مستوى سياسة المساواة ضعيف في ألمانيا كما هو الأمر في التشيك وتركيا، حسب ما أكدته الدراسة.

نقطة سلبية أخرى تتعلق بسياسة الاندماج في ألمانيا تكمن في التغطية الصحية الخاصة بالمهاجرين، إذ توصلت الدراسة إلى وجود عجز واضح في السياسة الصحية. واحتلت ألمانيا بذلك المرتبة 22 في هذه المسألة، أي أقل من متوسط الدول الأوروبية الغربية، لأنه في ألمانيا كل من لم يقدم وثائق كاملة لن يتمتع بكامل حقوقه في التغطية الصحية.

وخرجت الدراسة بالعديد من التوصيات لتطوير سياسة الاندماج الألمانية، إذ طالبت بدعم البلديات والمؤسسات المحلية التي تعاني من ضعف في بناها، خاصة وأنها المؤسسات التي يُنتظر منها تقديم أداء جيد في ما يخص سياسة الاندماج، طبعاً مع مراعاة ما يحتاجه الأمر من تكاليف. كما ينصح مُعدو الدراسة بالنظر إلى سياسات الهجرة والاندماج بشكل مختلف عن السائد اليوم، لأن”سياسة الاندماج يجب أن تكون ضمن اختصاص إدارة معينة غير مرتبطة بشكل أساسي بالسياسة الأمنية”. غير أن المشرفين على الدراسة لم يحددوا تلك الإدارة أو المؤسسة.

* ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية

‫تعليقات الزوار

8
  • هدى
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 08:03

    Deutschland ist das Land der Möglichkeiten, man muss nur fleißig arbeiten , sich integrieren,um nach vorn zu kommen, das ist nämlich keine schwierige Gleichung. Es ist eigentlich ganz
    einfach!
    المانيا بلد الفرص للجميع.
    لمن أراد ان يتقدم وان ينجح عليه فقط ان يعمل بجد وان يندمج في هذا المجتمع.انها ليست بالمعادلة الصعبة فالامر بسيط .

  • فاطمة المانيا
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 08:36

    في الصراحة انا 8 سنوات أعيش بألمانيا و اندمجت حقا مع الألمان لأنهم يساعدونك على ذلك. أحب هذا البلد إلى جانب حب بلدي الأصلي المغرب الذي لا يعلو عليه شيء. اللهم احفظ مغربنا و شعبنا و ملكنا محمد السادس من كل سوء و جميع بلدان المسلمين

  • Leipziger
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 15:05

    في ألمانيا إذ أنت أتقنت لغتهم إندمجت، أما قانونيا فهنا لا فرق بين عربي ولا عجمي… إلا أن بعض الألمان لازالة فيهم النزعة العنصرية، فهذه الظاهرة موجودة في أي مكان، وألمانيا كدولة لا تعاب عليها لأنها تبقا بلد الحريات بالمتياز .
    رمضان مبارك

  • بايرن
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 15:50

    المانيا أول قوة إقتصادية في أوروبا وصمام اﻷمان للإتحاد اﻷوروبي . إندماج اﻷجانب في هذا البلد رهين بمدى إتقانهم للغة اﻷلمانية وإحترامهم للقوانين البلد.
    الحمدلله أغلبية المهاجرين المغاربة لألمانيا طلبة جائو ﻹتمام دراستهم والحصول على شهادات تخول لهم الحصول على العمل في الشركات الكبرى اﻷلمانية خصوصا انا سوق العمل في ألمانيا يحتاج إلى أكادميين خصوصا في المجالات التقنية.

  • كاعي
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 16:04

    و هل من سبيل للهجرة الى ألمانيا ثم العمل و الاستقرار بها. من فضلكم أفيدونا طبنا فهاد البلاد

  • هدى
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 20:16

    لم يريد الدراسة بالمانيا توجه الى معهد غوته يوجد في الرباط والبيضاء لديهم كل المعلومات وادخل على موقع
    Dw Arabic فهو يقدم بعض المعلومات لكن الدراسة ليست بالمر السهل الامر يتطلب مجهود كبير

  • الماني نادم
    الإثنين 15 يونيو 2015 - 22:31

    المانيا معروفة بغسل ادمغة المهاجر، الاندماج المرغوف فيه ليس الا وسيلة جد فنية اعزمتها هده الدولة مند عقود كي تترك حافز بين الماني من الابوة والماني الجنسية. كيف يعقل ان تركي او معربي لا يجيد لغته الام بل لم يزر بلد ابويه . هدا الاخير مطالب بالاندماج ووو…؟؟؟
    المانيا بلد من احقر البلدان واشدهم كراهية للاجانب خصوصا منهم العرب والاتراك،، عشت قرابة 22 سنة ولم احضى يوما بابتسامة ، بل وبتعامل عفوي( ليس لك الحق ان تتكلم بلغتك الام في الميترو او الباس ، وان تكلمت وجب خفض صوتك كي لا تزعجهم، المغرب في عقولهم بلد الجمال، المغربي مطالب بالشكر كلما تدخل احدهم بشيء يشير بمدى فضل المانيا عليه،
    الحمد لله اعيش الان في مغربي الحبيب بلد اجدادي , اولادي احرار في تصرفاتهم , مرح لعب ، لا احد ينضر اليهم نضرة الاجنبي …. و في الختام انا لا اكره المانيا بل العكس اود ان يندمج هولاء مع عالمنا الا و هو عالم المرح وكرم الضيافة وحب الخير … كفانا هراء .. يجب احترامهم لكن كن حرا في تصرفاتك مرحا في كلامك ولا تفقد عفويتك …

  • أنا
    الثلاثاء 16 يونيو 2015 - 09:17

    من فضلكم اخواني أنا مقبل على دراسة اللغة الألمانية و بالتالي الهجرة. أريد بعض المعلومات المهمة و المصيرية. لمن يمكنه مساعدتي أتمنى أن يزودني ببريده/ا الالكتروني و سأكتب له/لها و شكراااا لكم.
    أتمنى النشر فأنا بحاجة للارشاد

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة