جولة هولاند الإفريقية.. دبلوماسية اقتصادية أم أطماع استعمارية؟

جولة هولاند الإفريقية.. دبلوماسية اقتصادية أم أطماع استعمارية؟
الخميس 9 يوليوز 2015 - 04:17

لم تغير الأزمة اليونانية التي تهز أوروبا أجندة الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” الذي اختتم مؤخرا زيارة إفريقية، تخللها وقوف على أطلال المستعمرات الفرنسية السابقة في القارة السمراء، حيث استهل زيارته بالبينن فأنغولا قبل أن يختمها بالكامرون التي لم تطأها قدم رئيس فرنسي منذ 15 سنة ، سبقتها زيارة غير بعيدة للجارة الجزائر، ما يعكس أهمية المصالح الاقتصادية والسياسية الفرنسية في تلك البلدان الإفريقية.

مصالح اقتصادية أم استعادة لتاريخ استعماري؟

زيارة هولاند للجزائر التي سبقت زيارته الإفريقية الأخيرة لم تخلُ من رسائل عديدة للداخل والخارج بعدما عاش بلد الجوار حالة من الجمود السياسي زادت عن ثلاث سنوات، نتيجة مرض الرئيس “بوتفليقة” وشيخوخة الطبقة السياسية وتبادل الاتهامات بالفساد واستغلال مقدرات البلاد وفق تقديرات الصحافة الجزائرية، حيث اعتبرت أن هولاند بزيارته هاته يراهن على الجزائر أكثر من الدول الأخرى .

لم تختلف الصحافة الفرنسية عن نظيرتها الجزائرية فيما يتعلق بأهداف الزيارة الإفريقية للرئيس الفرنسي، حيث اتفقت أنها تنصب في إطار البحث عن مشاريع تنعش بالضرورة الاقتصاد الفرنسي المتردي إبان تراجع الحضور الفرنسي في القارة الإفريقية، ممّا يعد دبلوماسية اقتصادية تبناها الرئيس الفرنسي خلافًا لساركوزي.

وحسب المحللين، تأتي جولة فرانسوا هولاند للبينن بعد أزيد من 30 سنة عن آخر زيارة قام بها الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، وبعد ومضيّ حوالي أسبوعين فقط على تعيين “ليونيل زينسو” رئيساً للوزراء نظرا لحظوظه قوية بالفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة بعد تراجع الحصيلة الانتخابية لحزب الرئيس الحالي .

وبدت المفارقة صارخة عند انتقال هولاند إلى أنغولا، محطته الثانية، فبرغم من الانتقادات الدولية الشديدة التي توجه لهذا البلد بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، تمسك هولاند بخيار الواقعية السياسية وتجنب الخوض في الشأن السياسي الأنغولي، مركزًا اهتماماته على الوضع الاقتصادي للبلد باعتباره بلد غنيا بالنفط.

ورغم أن محطة هولاند الأخيرة الكامرون” حملت في طياتها ظاهراً سياسياً، إلّا أن جوهر هذه الزيارة كان اقتصاديًا بامتياز. حيث أبدى الرئيس الفرنسي استعداده لتنظيم قمة جديدة للدول الإفريقية التي تحارب جماعة “بوكو حرام.

وإلى ذلك أظهرت دراسة قامت بها وزارة الاقتصاد الفرنسي سنة 2013، أن بإمكان فرنسا أن تخلق 200 ألف منصب عمل خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك عبر مضاعفة صادراتها تجاه القارة الإفريقية.

ومن جهة أخرى أظهرت دراسة أخرى أجراها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية عام 2014 أن فرنسا لم تظل ذلك الشريك الاقتصادي الاسثتنائي في إفريقيا، بل تحوّلت إلى شريك عادي كباقي الشركاء الذين ينشطون في إفريقيا.

بونعمان: فرنسا تحاول الحفاظ على مصالحها

وفيما يتعلق بما إذا كانت زيارة هولاند لمستعمرات فرنسا السابقة تعد بداية استعمار جديد، نفى الباحث المغربي سلمان بونعمان ذلك في تصريحه لهسبريس، مؤكدا أنها لا تغدو أن تكون استمرارًا للاستراتيجية الفرنسية في الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية والثقافية في مستعمراتها القديمة .

وأضاف الكاتب المغربي أن الجولة الإفريقية لهولاند بمنزلة “إعادة تأكيد على أن فرنسا غير مستعدة للتنازل عنها أو منافسة أحد عليها وتعميق دورها الاستراتيجي في إفريقيا”، متحدثًا أن فرنسا تعمل بجولاتها الإفريقية على “ضمان التبعية الاقتصادية لمستعمراتها القديمة بها، وتأبيد نفوذها في العمق الافريقي، واستعادة فاعلية سياساتها من خلال المدخل الأمني وملف مكافحة الارهاب”.

(*) صحافية متدربة

‫تعليقات الزوار

9
  • الجوهري
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 04:39

    في الحقيقة محمد السادس بهدل هولاند بهدلتا ليس لها نظير
    سحب منه بساط إفريقيا و يهيأ له ساركوزي كي يهزمه بالكاو

  • ابو اسراء
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 04:49

    الرءيس الفرنسي يبحت عن احداث 200 الف منصب شغل خارج القارة الاوروبية هادا يعني ان اقتصاد فرنسا على المحك في العشر السنوات القادمة ومن هنا يتبين لنا ان الخرجات الملكية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدول الافريقية للظفر باكثر الصفقات والمبادلات التجارية على جميع الاصعدة خاصة التقنية الفلاحية التي اصبحت الدول الافريقية في امس الحاجة اليها .ادعو من هادا المنبر الشباب المغربي واصحاب رؤوس اموال ان يتجهوا الى قارتنا السمراء لانها غنية جدا جدا……..

  • فرنسا العجوزة
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 05:12

    هوندا هوهنود اسوء رئيس لفرنسا رئيس فاشل فرنسا فقدت بريقهاا انتها زمن الهيمنة فرنسا ستصبح دولة فقيرة او كي لا ابالغ ستصبح دولة عادية فرنسا لديها مشاكل كتيرة وكبيرة هدا القرن سيشهد تغييرات متيرة على مستوى العالمي خصوصا الاروبي اروبا ستتفكك عاجلاام اجلا لهدا فرنسا لاتهمنا فهي دولة اصابتها الشيخوخة وتستعمل المساحيق والمكياجات حقا انها دولة تثير الشفقة والدليل ان المغرب مااتسوق ليها ادن هي دولة عجوز المهم المغرب طامع فداك الفيتووواوصافي انشرو لو تكرمتم

  • كمال الشاوي الجزائري
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 07:01

    اطماع افتصادية و استعمارية كل هذا ﻷنه لم يزر المغرب و بسبب اﻷزمة الموجودة بين المغرب و فرنسا انه النفاق بعينه.

  • جوادد
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 09:12

    جولة الرئيس الفرنسي في افريقيا جاءت بعد الاحساس بالغبن والضعف الذي شعرت به فرنسا جراء الزيارات الملكية المتكررة لعدد من الدول الافريقية التي كانت ناجحة بكل المقاييس والخوف من المغرب بخصوص العلاقات الاقتصادية التي اصبحت تبنى بينه وبين هذه الدول وتهديد للمصالح الاقتصادية الفرنسية. ولكن زيارة الرئيس الفرنسي للدول الافريقية ستفشل بإذن الله لان المغرب ينهج سياسة اقتصادية نبيلة مع هذه الدول عنوانها هو رابح رابح.

  • MBT
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 12:12

    أخر خبر يوضح سيطرت فرنسا علينا اقتصاديا وسياسيا

    الدولة المغربية تتخلى عن حصتها لصالج رونو في مركب السيارات بطنجة تطبيقا للاتفاق بين شركة رونو والدولة المغربية والتي تنص ان الدولة المغربية تتخلى عن حصتها لصالح رونو بعد 3 سنوات من بداية الانتاج

    ليصبح مركب السيارات 100 % ملكا لفرنسا

    حتى من الفلاحة في بلادنا لم تسلم من سيطرت الشركات الفرنسية الاسبانية أدكر من بينهم الشركات التي تنتج وتصدر

    شركة Azura

    شركة Soprofel

    شركة Periroc

    شركة Guenikako

    شركة Agromontsia

    شركة Emporio Verde

    شركة Douna Export

    و القائمة طويلة…

    بل حتى مركب السيارات بوجو الدي سيتم انجازه في عام 2019 في القنيطرة تملك فرنسا 95 % والمغرب 5 %

    وحسب العقد المبرم

    وبعد 3 سنوات من الانتاج سيتخلى المغرب على حصتة 5 لصالح بوجو الفرمسية ليصبح المركب 100 % ملكا لفرنسا متل مركب طنجة

    ومعنى ان يصبح 100 % لفرنسا يعني ان الفوائد كلها لفرنسا

    .

  • الدزيري
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 12:58

    الى رقم 1 المدلل في حقيقة محمد السادس بهدل هولاند بهدلتا ليس لها نظير ? انت لا تعرف الحقيقة ولا تعرف معنى البهدلة

  • إلى الجزائريين
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 13:53

    إلى الجزائريين
    المغرب لم و لن يركع لفرنسا و الأحداث الأخيرة أظهرت ذلك ، المغرب هو من قطع العلاقات مع فرنسا و أوقف التعاون القضائي مع فرنسا و بعد سنة هي من ترجت المغرب و وقعوا على بروتوكول قضائي بشروط مغربية و ذلك بسبب إستدعاء رئيس المخابرات المغربية
    في حين جزائكم يوميا تهان من حتى هولاند بنفسه ، يوما ما قال لوزير فرنسي الحمد لله أنك عدت سالما من الجزائر ، فطالعوا على كتاب فرنسا الجزائر علاقة حميمية لتعرف مدى درجة ركوع دولتكم لفرنسا و 50 مليار دولار التي هربت لفرنسا ، و إعلامكم نفسه يقول أن فرنسا تعامل المغرب كشريك من خلال المشاريع
    في حين تعامل دولتكم كمستعمرة قديمة

  • رشيد القسنطيني
    الخميس 9 يوليوز 2015 - 16:26

    الوجود الفرنسي في المغرب وجود قوي ، وكل الشركات الفرنسية تملك نسبا
    مرتفعة من الأسهم إن لم نقل كلها وهي بهذا إستعمار غير معلن ، أما الدول
    الإفريقية التي زارها الرئيس الفرنسي لا تأثير لها في السياسة الدولية ولا في
    الإقتصاد العالمي ، وخير منها الدول الإفريقية الأنجلوفونية وهي الدول التي
    تقيم معها الجزائر أقوى العلاقات،وللعلم أن الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة
    الى الجزائرلم يخرج بالغنيمة المنتظرة ، لأن الجزائر تشترط نسبة 51%
    لحسابها في كل مشروع تقيمه مع غيرها من الشركات والدول .

صوت وصورة
الحيداوي يغادر سجن الجديدة
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 11:32 3

الحيداوي يغادر سجن الجديدة

صوت وصورة
ملفات هسبريس | ثورة البيتكوين الثانية
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 11:00 1

ملفات هسبريس | ثورة البيتكوين الثانية

صوت وصورة
إفطار رمضاني داخل كنيسة
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 09:31 3

إفطار رمضاني داخل كنيسة

صوت وصورة
حقيقة خلاف زياش ودياز
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:58 5

حقيقة خلاف زياش ودياز

صوت وصورة
هشاشة "سوق النور" في سلا
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:30 3

هشاشة "سوق النور" في سلا

صوت وصورة
الركراكي والنجاعة الهجومية
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:04 2

الركراكي والنجاعة الهجومية