"الإسلاموفوبيا" تتراجع بفرنسا .. استغلال سياسي وسخط انتقائي

"الإسلاموفوبيا" تتراجع بفرنسا .. استغلال سياسي وسخط انتقائي
الأحد 26 فبراير 2017 - 01:00

اعتبر مدير “الجمعية الفرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا”، مروان محمد، أن تراجع الأعمال المعادية للمسلمين أو ما يعرف بـ “الإسلاموفوبيا” في فرنسا، لم يقلّص أبدا من حجم الظاهرة ولا من استغلالها من قبل بعض الساسة لأغراض انتخابية.

ومع أن محمد رحّب بانخفاض أعمال الإسلاموفوبيا في فرنسا من 905 في 2015 إلى 581 في 2016، أي بتراجع قدره 35.9 %، إلا أنه أعرب عن مخاوفه بشأن الدوافع الحقيقية الكامنة وراء هذا الإنخفاض المفترض، والذي “لا يبعث على الإطمئنان أبدا”، على حد تعبيره.

محمد أوضح أنّ التراجع المعلن يستبطن “عزوفا من قبل بعض الضحايا عن الإبلاغ عن تلك الأعمال، لفقدانهم الثقة في السلطات العامة وفي دفاع الأخيرة عنهم لاستعادة حقوقهم”.

وتصديقا لما تقدّم، لفت إلى أنه “كلما صادقت المؤسسات (الحكومية الفرنسية) على بعض أشكال معاداة الإسلام، إلا وتعمّقت أكثر مشاعر فقدان الثقة والشكوك ».

وعلى صعيد آخر، أشارت أحدث تقارير المنظمة الفرنسية إلى ظهور إسلاموفوبيا وصفها بـ “الأمنية”، تشرّع لـ “ممارسات” تستهدف بطريقة ممنهجة العائلات المسلمة، تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

محمد لفت أن منظمته أحصت في 2016، 247 حالة إقامة جبرية، وعمليات تفتيش وحظر تعسفي للخروج من البلاد، استهدفت «أسرا بريئة»، وفق تعبيره، «ليس لأنها ارتكبت عملا منافيا للقانون، وإنما استهدفت على أساس معايير غير موضوعية ذات صلة بممارسات تلك الأسر الدينية».

وبالنسبة لمحمد مروان، فإن جهاز مكافحة الإرهاب «غير فعال»، محذرا من تأثيره «المدمر على آلاف العائلات البريئة».

وفي معرض حديثه عن الدور الذي تلعبه منظمته بهذا الصدد، شدد المسئول على أن ما تقوم به يتعدى مجرد دعم الضحايا ليشمل مجالات أوسع، خصوصا في ما يتعلق بتوعية الرأي العام.

واعترف بأن التضامن مع ضحايا الأعمال المعادية للمسلمين يشهد ارتفاعا بفضل «جهود الأكاديميين والصحفيين والجمعيات، إلى جانب التأثير الردعي والتربوي للقوانين».

وبما أنه من الضروري معاقبة مرتكبي الأعمال التمييزية، شدد محمد، في الآن نفسه، على أهمية الوقاية المعتمدة بالأساس على تنظيم «دورات تدريبية لتوعية الناس بحقوقهم»، وتحذير السلطات العامة، بهدف وضع حد لتلك الأعمال».

فـ «توعية الرأي العام حول واقع ظاهرة الأسلاموفوبيا في فرنسا»، يتابع، «تعتبر إحدى أولويات الجمعية الفرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا، سعيا نحو إخراج المسلمين من دائرة اعتبارهم قضية سياسية وإعلامية».

وعلاوة على ما تقدم، سلط مدير المنظمة الفرنسية الضوء على جانب آخر من الموضوع لا يقل أهمية عن سابقيه، وهو «استغلال هذه الظاهرة لأغراض انتخابية».

وقدر محمد أن “التركيز الواضح للساسة في العديد من البلدان الأوروبية، بينها فرنسا، على معاداة الإسلام، إنما يرمي من ورائه الساسة إلى استقطاب ناخبي اليمين المتطرّف».

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، قال إن “اتهام الخصم السياسي بالرضا عن أي شكل من أشكال الإنتماء الإسلامي، أو بعدم مشاركة الخطاب المعادي للإسلام ، يزن انتخابيا”، وهذا الأمر يشي بالكثير حول “تأثير الإيديولوجيا المعادية للإسلام على النقاش السياسي في فرنسا ».

واستشهد محمد، في هذا السياق، بالهجمات الشرسة التي شهدتها الانتخابات التمهيدية لليمين واليسار الفرنسيين، لاختيار مرشحيهما للرئاسية المقبلة، والتي استهدفت المرشحين آلان جوبيه (يمين) وبنوا آمون (يسار)، على خلفية ما اعتبره البعض «تواطؤا مزعوما مع المسلمين».

وعلاوة على تأثيرها الانتخابي والإجتماعي، رأى محمد أن الاسلاموفوبيا من الظواهر التي تتسبب في تراجع الحريات الأساسية في أي مجتمع تستهدفه، بما أن تداعياتها تشمل جميع مكونات المجتمع، ولا تقتصر على المسلمين».

فقانون 2004، والذي نص على حظر ارتداء الحجاب في المدرسة، قاد نحو «منع ارتداء جميع الرموز الدينية في المدارس الحكومية»، كما يقول.

واستنكر محمد، في ختام حديثه، ما أسماه بـ «السخط الإنتقائي إزاء الضحايا المسلمين للإرهاب»، أي أنه حين لا تثير الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا ذات السخط والغضب في أوروبا مقارنة بهجمات مماثلة في بلدان أخرى، فلأن الضحايا في الحالة الأولى مسلمون وفي بلد مسلم».

وتعنى الجمعية الفرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا، بتوفير الدعم لضحايا الأعمال المعادية للمسلمين، وتيسير حصولهم على حقوقهم.

*وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

8
  • جعونة مجبر
    الأحد 26 فبراير 2017 - 01:53

    لو يعرف الفرنسيون وعلى المعتوهين من السياسيين فضل العرب والمسلمين على رغد عيش مواطنيهم فرنسا استنجدت بالعرب لإخراجها من الحرب العالمية الثانية واستنجدت بهم لبناء ما دمرته الحرب ونهبت كل المواد الغذائية لدول شمال افريقيا إبان الحرب مما أدى الى وفاة الملايين من العرب بالمجاعة وساندت مختلف الديكتاتوريات في الدول العربية بعد استقلال مغشوش ونهبت جميع ثروات البلدان العربية وحولت الطبقة المسيطرة كل اموالها الى ااابناك الفرنسية وازدهرت شركاتها ومعاملها ومقاولاتها ببيع مختلف السلع والخدمات والاوراش للدول العربية المستعَمرة اقتصاديا وماليا وثقافيا ولغويا الى الاَن .
    فلماذا البلداء السياسيون ومعهم المواطنون الفرنسيون لا يعرفون ان رغد عيش فرنسي هو نتيجة فقر وحرمان وموت مءات العرب في شمال افريقيا !!!؟
    فان تحررت هذه الدول ستكون فرنسا هي الخاسرة وسينهار اقتصادها ويعود الفرنسيون للعيش في الفقر والحرمان

  • عبدالله
    الأحد 26 فبراير 2017 - 01:54

    أنتم تحكمون على هاذ الناس بالعاطفة ولا تنظرون الى الأشياء باللوجيكية والعقل.
    قبل ان تحاربون هاذ الناس حاربو الجماعات الخزبلاعاتية التي شوهت الاسلام واعطت السياسة الغربية ما تريد ، مون ما كانوش هاذ المتشددين كاع ما نحشمو دابا نقولو مسلمين ، عيشتنا كالجحيم ولات ، اعداء الاسلام هم الملتحيين وسراويل الافغان هم الذين يريدون الدعوة اااسلامية الهمجية بالقنابل وقتل الأبرياء الله ياخد فيهم الحق ، المسلمين حاليا خصهوم يذخلو في جواهم ويحاربو الاخوان الهمجيين ، الدعوة ماشي بالقوة ، الدعوة بالافعال والسيرة الحسنة او ماشي فدخول الصحة والحياة ديال الناس اعبدو ربكم او لي بغا يعبد الحجر شغلو هاذاك الله سبحانه وتعالى قاد بشغله . دابا عاد تا تبكيو ، كونتو تبكيو منين دخلت عليكم الوهابية والسلفية التي تدعو بالجهاد الغالط والقتل ، ودابا فكوها دابا غادين نوليو بحال اليهود في ايام هتلير.

  • harrokki
    الأحد 26 فبراير 2017 - 02:28

    Le racisme des années 70/80/90/2000 a basculé en islamophobie c'est le rejet des français aux étrangers,il ne faut pas croire qu'avant les français accueillirent les étrangers avec des fleurs.si vous voulez testez un français posez lui cette question "que pensez vous du foulard islamique?33,33 de français fascistes vous diront celles qui portent le foulard dégagent,33,33% vous diront le foulard est archaïque "rejet",33,33% vous diront il ne faut pas l'imposer a la femme ils pensent que la musulmane n'est pas intelligente pour avoir des convections donc rejet,seulement 0,001 acceptent parce qu'ils couchent avec un ou une arabe .

  • moultaxi
    الأحد 26 فبراير 2017 - 02:35

    الإعلام الفرنسي هو الدي يوقد نار العنف و الكراهية للمسلمين و حتى الإنتخابات الرأسية المقبلة يحاولون توجيه الناخبين للميل لليمين المتطرف بطريقة غيرمباشرة، المدن الصغيرة و البوادي هم أول من يتأثر بثلوث الفكري و تخويف المستمر في الأخبار و البرامج.

  • harrokki
    الأحد 26 فبراير 2017 - 02:46

    Le racisme des années 70/80/90/2000 a basculé en islamophobie c'est le rejet des français aux étrangers,il ne faut pas croire qu'avant les français accueillirent les étrangers avec des fleurs.si vous voulez testez un français posez lui cette question "que pensez vous du foulard islamique?33,33 de français fascistes vous diront celles qui portent le foulard dégagent,33,33% vous diront le foulard est archaïque "rejet",33,33% vous diront il ne faut pas l'imposer a la femme ils pensent que la musulmane n'est pas intelligente pour avoir des convections donc rejet,seulement 0,001 acceptent parce qu'ils couchent avec un ou une arabe .

  • محمد
    الأحد 26 فبراير 2017 - 10:13

    ثلاثون عاما في فرنسا لم أحس فيها قط بالاسلاموفوبيا و حتى في عز العمليات الإرهابية .لكن مااحس به هو فقدان الأمن بسبب الأعمال الإجرامية والسرقة تحت تهديد السلاح والعنف من طرف أبناء المهاجرين المغاربيين والافارقة .هذه هي حقيقة الوضع في فرنسا.

  • Rima
    الأحد 26 فبراير 2017 - 10:27

    مصطلح الاسلاموفوببا من اغرب المصطلحات ان لم نقل من اغباها فالفوبيا من الشيء تعني ان هذا الشيء يرهبنا و يخيفنا بسبب نعلمه جيدا و سبق و حصلت لنا تجربة مع هذا الشيء جعلتنا نكرهه و نخافه فالفوبيا ليست مرض ينزل من السماء .. هل الاسلام اصبح. مخيفا نعم هو كذلك فمن يسمع بملك اليمين و جهاد الطلب طبيعي ان يصاب بهلع مزمن من الاسلام لكن عوض ان نوعي انفسنا و نغير الاشياء و نصلح الفكر الذي تسبب لنا كل هذا الاحراج فنحن نفضل التباكي و اتهام الناس بانهم مرضى و يتامرون علينا و لا نهتم لحقيقة ان الناس يىووننا نحن من نتامر عليهم لاسقاط الرقي المجتمعي الذي وصلو له بينما نحن لا زلنا نغرق في بضع قطرات مطر

  • Amir
    الأحد 26 فبراير 2017 - 13:42

    المسببون الوحيدون لما يجري للمسلمين في آروبا من كراهية وغير ذالك هم المسلمون أنفسهم فبدلا من أن يركزو على العمل جديا من أجل تحسين وظعيتهم الاقتصاديه وإعطاء لأبنائهم حياه أفضل والذي من أجلها هربوا من بلدانهم و بعظهم على متن قوارب الموت فبدلا من ذالك دخلو في متاهات أخرى زعزعت وتزعزع من خلالها أمن واستقرار بلدان الاستقبال.مما أدى مع مر الايام عدم رضي شعوب تلك البلدان وبالتالي نبذهم. يعني بالدرجة الوكان دخلو سوق رسهم حتى وحد ما يدها فيهم والسلام

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة