سكان الأنبار يعودون إلى بيوتهم وعيونهم على محاولات الإعمار

سكان الأنبار يعودون إلى بيوتهم وعيونهم على محاولات الإعمار
الثلاثاء 15 غشت 2017 - 01:00

أعلنت الحكومة المحلية في الأنبار العراقية أن مشاريع إعادة إعمار المحافظة، التي تنفذها منظمة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، غير كافية مقارنة بحجم الدمار الذي لحق بها، وطالبت الدول العربية بالمساهمة في البناء.

وقال عذال الفهداوي عضو حكومة الأنبار، ضمن تصريح صحافي، إن برنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق النقد الدولي يقومان بتنفيذ مشاريع لإعادة إعمار الأنبار، بإصلاح بعض المدارس والمستشفيات والمستوصفات في مدينة الرمادي، عاصمة المحافظة.

وأضاف الفهداوي أن “تلك المشاريع لا ترتقي إلى حجم الدمار، حيث دمرت أغلب الجسور والمستشفيات والمستوصفات والمباني والمدارس التعليمية نتيجة الحرب بين القوات العسكرية العراقية وتنظيم داعش الإرهابي، واستمرت ثلاث سنوات متتالية”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “ميزانية الدولة العراقية غير قادرة على تحمل تكاليف إعمار المدن المحررة، لاسيما محافظة الأنبار، نتيجة انخفاض أسعار النفط الخام”، وزاد: “كحكومة محلية أصبحنا لا نعول على الحكومة العراقية في إعادة إعمار مدننا المخربة”.

جدير بالذكر أن محافظة الأنبار، غرب العراق، كانت تحت سيطرة تنظيم “داعش” منذ مطلع عام 2014، وقد استغل الخلافات السياسية ما بين أبناء المحافظة والحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي.

وقامت “الدولة الإسلامية” بتدمير نحو 36 جسرا حيويا وإستراتيجيا في محافظة الأنبار؛ فضلا عن الخراب الناجم عن الغارات الجوية للطيران الحربي لـ”التحالف الدولي” ونظيره للجيش العراقي، حسب حكومة الأنبار المحلية .

وأكد السفير الأمريكي في العراق، دوغلاس سليمان، عشية زيارته محافظة الأنبار منذ أسبوع، عزم الولايات المتحدة على إعادة إعمار محافظة الأنبار عقب تدميرها من قبل”داعش”؛ علاوة على تنفيذ مشاريع تنموية تساهم في تقدم المستوى العمراني .

أما يحيي المحمدي، عضو حكومة الأنبار المحلية، فقد ذكر أن نسبة دمار محافظة الأنبار بلغ أكثر من 80 بالمائة؛ نتيجة تفجير أغلب البنيات التحتية والخدماتية والتعليمية، مطالبا الدول العربية بالمساهمة في الإعمار، ومؤازرة العراق في أزمته المالية التي تعصف به جراء انخفاض أسعار النفط الخام ومحاربة “داعش”.

وقال المحمدي، ضمن تصريح صحافي، إن “هذا الدمار أعاد محافظة الأنبار 20 عاما إلى الوراء، وجعل أغلب مدنها غير صالحة للعيش، نتيجة تدمير نحو 60 ألف منزل خلال سيطرة الإرهابيين، وتعطيل بناها التحتية؛ المياه والكهرباء والمستوصفات الصحية والمستشفيات، مع ارتفاع نسبة البطالة بأعداد مخيفة”.

وأشار المتحدث إلى أن “نسبة دمار المحافظة جعلت الآلاف من سكان الأنبار يغادروها ويلجؤون إلى العاصمة بغداد وبقية مدن العراق، بحثا عن فرص العمل والعيش الكريم”.

النازح عمر العسافي، عمره 40 عاما ويعمل سائق سيارة أجرة من مدينة الرمادي، قال: “لقد تم تحرير مدينتي على يد الجيش العراقي منذ سنتين، وعدت إليها صحبة زوجتي وأطفالي بعد أن جمعنا القدر في خيمة صغيرة بالعاصمة بغداد، لا تصلح حتى لاستقبال حيوان، لكن صدمت عند دخولي إلى مدينتي ومشاهدة أطلال منزلي الذي سوي بالأرض”.

أما النازح معاذ خالد وسنه 34 عاما، معلم من مدينة الفلوجة، فهو يورد: “لا توجد فائدة من تحرير المدن بلا عودة الخدمات… لا توجد فرص العمل لجلب القوت إعالة لعائلاتنا”، وأضاف: “إذا لم تتوفر الخدمات، كالمياه والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية، سأترك الفلوجة وأتوجه إلى مدينة أخرى تتوفر فيها فرص العمل والخدمات الأساسية، مثل العديد من العائلات التي تركت ديارها”.

‫تعليقات الزوار

2
  • المغرب الكبير
    الثلاثاء 15 غشت 2017 - 10:55

    السلام علبكم ورحمة الله
    دائما نقرأ..مثل هذه الأحداث المأساوية في البلدان العربية وحجم الخراب المهول الذي طال البنية التحتية..ولا نطرح الأسئلة لماذا ؟..لماذا كل هذه المآسي…نكتفي بالقراءة والتعليق ولا نستفيد في انتظار مقال جديد…السبب أيها السادة..هو الظلم ..الاقصاء.الطائفية..العنصرية.الجهل.والفقر .شرذمة من السياسين والاثرياء تستحوذعلى خيرات وثروات بلد برمته واذا ارادت ان تستمر في الاستحواذ تلقي للشعوب بعظام الطائفية والعنصرية يقضمونها ويتصارعون حولها…كل شيء فيه اثنيات وطائفيات فهو منتن كما قال الرسول صل الله عليه وسلم..دعوى جاهلية خطيرة..ولا يمكن القضاء عليها إلا بالعدل..والمساواة ..بين أطياف الشعب..اظن الامازيغ في المغرب لا يريدون معهدا امازيغيا للفنون والرقص .بقدر ما يريدون..ان يتمتع الشعب بخيراته سواء في بره وبحره وان يحس بأنه مواطن كامل الكرامة..وغني عن التسول وترك البلد إلى المجهول عبر مغامرات قوارب الموت ..لو كان الشعب يعيش في المساواة .وتكافؤ الفرص لوجدت العربي هو من يطالب الامازيغي بإحياء ثقافته ويشجعه عليها حتى لا تضيع..لانه شبعان وليس تبادل التهم لخلق عدووهمي

  • عبدالله
    الثلاثاء 15 غشت 2017 - 11:28

    اخاف عليك يا بلدي وأحبك ، عندما انظر الى هاته الصور اطلب من الله سبحانه وتعالى ان لا يصيبك شيءا كهاذا وتكون شفاية عند العدو.
    يا مغاربة افيقو من خسلاة العدو انه مسوولية على رقبتكم كونو في المستوى ولا يغركم الشيطان امهاتنا واطفالنا هي محتاجة لكم في هادا الوقت وبالاخص الان يا ناس . مغربنا بلد محسود عليه من كل جهة حافظو عليه والله المستعان.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس