هل يذبل الربيع العربي في خريف 2011؟

هل يذبل الربيع العربي في خريف 2011؟
السبت 20 غشت 2011 - 00:44

بدأ الربيع العربي في الشتاء الماضي، حيث ظهرت بوادر إشراقته، فهل ينتهي في الخريف المقبل؟ هذا هو السؤال المثار الآن في ظلّ تعثُّر الثورتين المصريَّة والتونسيَّة اللتين طرحتا ثمارهما الأولى عقب اندلاعهما في الشتاء الماضي (17 ديسمبر في تونس ثم 25 يناير في مصر) فقد قطف التونسيون أول ثمار ثورتهم في 14 يناير عندما غادر زين العابدين بن علي البلاد، وحصد المصريون الثمرة الأولى في 11 فبراير عندما أرغم حسني مبارك على التخلي عن منصبه.

حدث هذا كله قبل قدوم فصل الربيع جغرافيًّا؛ فقد أينع الربيع السياسي في الشتاء الجغرافي، وما أن حلَّ الربيع جغرافيا حتى بدأت الشكوك في أماكن جني مزيد من الثمار، بعد أن انقسمت قوى الثورة المصريَّة على نفسها في مطلعه خلال استفتاء 19 مارس على التعديلات الدستوريَّة، وبدأ انقسام مماثل وإن كان في صورة أخرى في تونس.

بدأ الربيع العربي السياسي مهددًا في مطلع الربيع الجغرافي الذي ارتبكت خلاله الثورتان المصرية والتونسية، بالرغم من أن ثورات ثلاث أخرى كانت في مهدها حين جاء، غير أنه انقضى دون أن تقطف أي من هذه الثورات ثمرة، وشهد الصيف الجغرافي في أسابيعه السبعة الأولى تذبذبها في مسار الثورات الثلاث المعلقة واستمرار التعثر في مسار الثورتين اللتين اعتبرتا ناجحتين مبدئيًّا حين أسقطتا رأسي النظام في تونس ثم مصر.

وفي الوقت الذي تركز الاهتمام العربي والدولي في الأسبوعين الأخيرين على الثورة السورية بعد أن استباح نظام الرئيس بشار الأسد دماء شعبه دون رادع أو وازع، وحافظت الثورة الليبيَّة على حضورها إعلاميًّا عبر متابعة جمعاتها التي لا تزال تثير الإلهام، أصبح مصير الثورة الليبيَّة هو الأكثر غموضًا وربما الأشدّ عرضةً للخطر.

ولذلك ربما تكون مرشحةً للغروب في الخريف المقبل، وخصوصًا إذا توقَّف الدعم العسكري الدولي الذي مكَّنها من الصمود والتقدم والسيطرة على القسم الشرقي من البلاد.

فلم يبق إلا أسابيع قليلة على موعد نهاية التفويض الذي منحه مجلس الأمن الدولي للتحالف الذي يقوده الحلف الأطلسي “ناتو” بالتدخل العسكري الجوي في ليبيا لحماية المدنيين، تفيد المعطيات الراهنة أن تجديد هذا التفويض الذي ينتهي العمل به في 27 سبتمبر المقبل سيكون صعبًا ليس فقط لأن روسيا والصين ستقاومان هذا التجديد ولكن أيضًا لأن دولا كبرى أعضاء في الحلف الأطلسي لن ترحب به.

عارض بعض هذه الدول -مثل ألمانيا- التدخل العسكري الدولي في ليبيا أصلاً، واتجه بعض آخر من أعضائه الأساسيين إلى التحفظ عليه في الأسابيع الأخيرة، مثل إيطاليا التي يردد رئيس وزرائها سيلفيو بيرلسكوني الآن أنه يعارضه منذ البداية.

ويثير موقف إيطاليا على هذا النحو سؤالاً محوريًّا عن جدوى مواصلة التدخل العسكري الدولي بافتراض إمكان تجديد التفويض الممنوح للحلف الأطلسي، فهذا التدخل يعتمد بدرجة كبيرة على تعاون إيطاليا؛ لأنه يقوم على عمليات جويَّة تنطلق في معظمها من قواعده الموجودة في مقر عملياته في نابولي.

فضلا عن ذلك لا تبدي غالبية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي حماسًا لهذا التدخل العسكري منذ البداية؛ فلم يشارك في العمليات الجوية إلا ست من هذه الدول، وكان معظم تلك العمليات -ولا يزال- بواسطة الطائرات الحربيَّة البريطانيَّة والفرنسيَّة.

لذلك يبدو أن القذافي يراهن الآن على إمكان تعذر تجديد التفويض الذي حصل عليه الحلف الأطلسي، الأمر الذي يفسر ازدياد تشدُّده تجاه الجهود السلميَّة التي تهدف إلى حل سياسي.

وفيما يبدو خيار القذافي واضحًا على هذا النحو، قد يجد الثوار أنفسهم في مأزق كبير إذا تعذَّر تجديد التفويض على نحو يضعهم أمام خيارات كلها صعبة، قد يضطرون إلى خفض سقف موقفهم والعدول عن إصرارهم على تنحي القذافي وقبول التفاوض على مرحلة انتقالية يبقى فيها بشكل ما قد يكون رمزيًّا ويتم خلالها إجراء ترتيبات لتقاسم السلطة مع رجاله في إطار نظام سياسي يبدو جديدًا في شكله “نيولوك” أكثر من مضمونه.

أما الخيار الثاني فهو قبول أمر واقع يقوم على تقسيم فعلي على الأرض لفترة غير محددة ويصعب توقع مداها الزمني، ومحاولة المحافظة على قدراتهم ومواصلة القتال لدفع الدول الغربيَّة الأكثر حماسًا للتغيير في ليبيا إلى تقديم دعم عسكري لهم خارج نطاق الأمم المتحدة سعيًا إلى حسم الصراع وتجنب سيناريوهات خطيرة بالنسبة إليهم وإلى المجتمع الدولي عمومًا.

ومن هذه السيناريوهات أن تظل ليبيا عالقة في وضع انتقال غير مريح بدون تسوية سياسية على نحو يفتح الباب أمام تفتت تدريجي قد يحمل في طياته خطر الصوملة الذي حذر مراقبون منه منذ أن اضطرَّت ثورة 17 فبراير إلى الخيار العسكري أو أن تقع البلاد في قبضة حكم عسكري إذا تحرَّك كبار الضباط الموالين للقذافي حتى الآن للاستيلاء على السلطة في طرابلس والغرب ونجحوا في استمالة العسكريين الذين يعملون في إطار المجلس الوطني الانتقالي.

‫تعليقات الزوار

10
  • ادم
    السبت 20 غشت 2011 - 05:43

    لااعرف لمادا دائما تقلبون الحقائق فبعد كل هدا وتقولون الربيع العربى وهو اصلا التفكيك العرب والتقسيم وطبعا لانك كاتب مغربى وضعت كل صور الرؤساء الى ملك المغرب فسؤالى لمادا وانا اصلا لااؤمن بتلك الثورات بل انها فتنه قد حلت ببلادنا العربيه ونجحت بالفعل فبلدنا مصر الان تفككت وتدمرت ودخلت فى نفق مظلم لانعرف نهايته وهدا ماتخطط له امريكا وايران واسرائيل لترسيم خريطه الشرق الاوسط الجديد ياهدا اتقى الله وناشد العرب بان يتحدوا ضد تقسيمهم وضرب قوتهم فقد راحت مصر كقوه عربيه كبيره ومن قبلها العراق واليمن وسوريا وليبيا مادا تبقى من الجيوش العربيه افيقوا قبل فوات الاوان وعلموا اولادنا احترام حكامنا وحب الاوطان وعدم بيعهم لوطنهم كما صار فى مصرنا ببعض الخونه الماجورين وانظروا الى حصائد الثوره البائده زياده البطاله 6 مليون مصرى ضرب الاقتصاد هروب السياحه وبدء الحرب مع امريكا وليست اسرائيل لتسليم مصر الى الصهاينه والمجوس الايرانيين حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل خائن لبلده ووطنه وكل من باع وفرط فى اهله وهويته العربيه

  • ABASS
    السبت 20 غشت 2011 - 05:51

    TOUS LES MILITANTS ARABES ET SUR TOUT LA CLASSE INTELLECTUELLE LES ISLAMISTES ;LES GAUCHISTES ET MEME LES LIBERAUX ETAIENT SURPRIS PAR LES DEUX REVOLUTIONS TUNISIENNE ET EGYPTIENNE.EN EFFET EN UN TEMPS RECORD LES DEUX REGIMES ONT CHUTE A LA GRANDE SURPRISE DE TOUT LE MONDE ;PERSONNE N'AVAIT IMAGINE QUE BEN ALI ET MOUBARAK VONT CEDER DE LA SORTE ET POURQUOI CA N'A PAS MARCHER AU LYBIE AU YAMEN ET EN SERIE ET AU BAHREEN .CERTAINS PRETENDENT QUE CHACUN DE CES PAYS EST TOTALEMENT DIFFERENT DE L'AUTRE VUE LES CONDITIONS DE VIE LE TAUX DE CHOMAGE ;LE TAUX DE PAUVRETE LES RICHESSES NATURELLES ETC SI LES MILITAIRES ONT VOULU QUE LES REGMLES DE MOUBARAK ET DE BEN ALI CONTINUAIENT LES EVENEMENTS AURONT PRIS TOUT UN AUTRE COURS PEUT ETRE COMME CELUI DE LA SERIE OU DE LA LYBIE .DONC DANS LES DEUX CAS C'ETAIENT LES MILITARES QUI ONT PRIS LES CHOSES EN MAIN EN TUNISIE ILS ONT CHASSE BEN ALI EN EGYPTE ILS ONT POUSSE MOUBARAK A QUITTER LE POUVOIR C'ETAIT DES COUPS D'' … ;

  • Hajidat
    السبت 20 غشت 2011 - 11:31

    Les visages montrent vraiment l interieur des personnes. Quels visages des ces ex-presidents, des visages demoniques ou pir car meme le Satan est beau car il etait un ange un fois. Je ne comprends pas pkwa les arabes ont tarde de revolte. En Europe ( comme la france ou la mere des droits des hommes), la revoltuion a eu lieu en 1767…nous avoons pris bcp de temps pour nous exprimer…

  • السوسي
    السبت 20 غشت 2011 - 13:50

    تقولون تعثر الثورتين المصرية والتونسية من قال لكم دالك؟
    كل اللدين يتحدثون عن تعثر الثورتين ربما لا يعرفون معنى الثورات ولا يعرفون المدى الزمني الدي تأخده الأوضاع لكي تستقر على السكة النهائية,قطف ثمار الثورة لا يكون أوتوماتيكيا أي من الغد بل دائما فيه مد وجزر ومزيدا من التضحيات وأخد وعطاء من كل الفاعلين والمتدخلين حتى الوصول إلى الوضع النهائي والمستقر.ثمار الثورة كيفما كانت يلزمها الوقت والتريت ولا تنسو أن الثورة تبدأ (للأسف)أولا بأكل أبنائها قبل أن يتمتع الآخرون فيما بعد بثمارها

  • ربيع العربي
    السبت 20 غشت 2011 - 15:06

    سبحان الله سمات الغدر والقبح بادية على وجوه هؤلاء الحكام ، وتاعين لا تطيق النظر اليها …
    سيماهم في وجوههم وخلاص…

  • م. دولة و خ. س. بشركة BMW
    السبت 20 غشت 2011 - 15:27

    ها هي مصر بدأت تجني ثمار الثورة. لقد عادت أموال الشعب لخزينة الدولة. و بدأ المواطن يشعر بالكرامة و الحرية. و قريبا انتخابات نزيهة و ثم منع المفسدين من ممارسة السياسة و إلقاء القبض على ناهبي أموال الشعب. و وضعوا رئيس نزيه في الرئاسة و تراكم عليهم الأموال من الخارج و أصبحت إسرائيل تحسب لهم ألف حساب. و أصبح الدم المصري ليس رخيص في الوطن و خارج الوطن. و قريبا سنشهد ازدهار مصر في جميع الميادين و ستنافس تركيا كقوة اقتصادية. الله معكم يا مصريين.

  • jamal
    السبت 20 غشت 2011 - 18:15

    نعم ان الثورات نجحت لكن يجب على المواطن ان يصبر ويتحلى بالانضباط ويساهم اكثر من ذي قبل في نشر الوعي بين الناس والمحافظة على مكتسبات الوطن والعمل باخلاص وخلاصة القول ان نقلد الغرب في معاملاتهم واجتهادهم واخلاصهم وديموقراطيتهم وحبهم للغير وللبيئة وللحيوان وللجيران وللمعوق و……….اما غير ذلك فلا يمكن اطلاقا نجاح اي ثورة .

  • الشلح من خنيفرة
    الأحد 21 غشت 2011 - 01:18

    بالله عليكم لماذا تغطون الشمس بالغربال ان مايسمى بالثورات في تونس ومصر سوف تقود الى فتنه شاملة وخراب اوسع وعدم استقرار على الامد القصير والمتوسط وقد يتسع الوضع بمزيد من الفوضى واعمال النهب والسلب كما يحصل الآن , لم تستوعب هذه البلدان مرحلة التغيير المنشود وقد تفشت الجريمة بشكل واسع وزادت اعمال النهب والسلب وبلغ التسيب الاداري مداه في جميع مؤسسات الدولة وقد افرغت خزائن الدولتين من الاحتياطيات النقدية لدى البنوك المركزية والمؤسسات العامة. الى جانب ان عصر السيبة رجع بكل المقاييس لهذه البلدان التي بدأ الخطر يحدق بمواطنيها لعدم ضبط للاسعار التي كانت سبب رئيسي في تلك الاعتصامات,
    بالله عليكم لماذا تغطسون رؤوسكم في الارض كالنعامة الحقيقة المرة ان هناك حالة غموض تسود الوضع في مصر وتونس وان هناك مخاوف كبيرة للاوضاع فالطريق مسدود في جميع هذه الدول فالاصلاحات سوف ترهق السياسة والاقتصاد وتسبب حالة من الافلاس الاقتصادي في ظل الحصار والعزلة وهذا ما يريده الصهاينة يا معشر المسلمين .

  • لامنتمي
    الأحد 21 غشت 2011 - 03:15

    السوسي تعليق رقم 4 متفق معاك برافو ابهام الى الاعلى

  • omar marhfour
    الأحد 21 غشت 2011 - 19:36

    malgre tous les points de divergence les revolutions dans le monde arabe sont en faveur des peuples.en plus se ne sont pas a mon avis des vrais revolutions mais des mouvements renforces.les forces des peuples sont bien bases et les forces des regimes etaient en voie d extinction a cause de istibdad qui veut nous faire voir ce que le dictateur voit et le dictateur ne voit pas ce qu on voit ils ont ligotes les peuples par des lois aveugles ,des juges sourds etla loi de la force des prisons des tortures la mort ….etc et avec le temps tout se regularise suivant les voeux des diferents partis des peuples le plus important c le changement dans les pays ou les peuples ont ete ignores.de preference le peuple soufre en action mieux qu il soufre devant les murs des mofsidines et n aboutiras jamais a des solutions equitables. tout le monde est pour la justice l egalite et la fraternite enfin le nato va terminer avec kadafi et commence contre el assad et ses patrouilles et apres au suivant

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة