تونس تتأرجح بين الإحباط والأمل بعد 7 سنوات من "ثورة الياسمين"

تونس تتأرجح بين الإحباط والأمل بعد 7 سنوات من "ثورة الياسمين"
الإثنين 18 دجنبر 2017 - 00:00

بعد سبعة أعوام على اندلاع ثورات “الربيع العربي”، تعود الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي دفعت الشاب محمد البوعزيزي إلى إشعال النار في نفسه، لإثارة القلق مجددا في تونس اليوم.

وسيطرت نظرة تشاؤمية، أمس الأحد، بصورة كبيرة على إحياء ذكرى العمل الرمزي المأساوي، الذي غير مجريات التاريخ وأثار بعدها بأشهر ثورات “الربيع العربي”.

وقال اسماري فخري، وهو مصور شارك إلى جانب الآلاف من الشباب في الاحتجاجات الاجتماعية التي عمت مدينة سيدي بوزيد، لوكالة الأنباء الإسبانية، أمس الأحد، بلهجة فخر “سيدي بوزيد أصبحت عالمية، يتم الحديث عنها في كل مكان، لكن بعد الثورة لم يفوا بأي من وعودهم”.

وكان البوعزيزي شابا مثل الكثيرين، يبلغ من العمر نحو 26 عاما، تخرج من كلية الحاسب الآلي، لكنه لا يعمل ويكسب قوت يومه من بيع الخضروات عند أبواب السوق كمصدر دخل وحيد لأسرته.

وقرر في 17 دجنبر من عام 2010 إضرام النار في نفسه أمام باب مجلس بلدية المدينة احتجاجا على إذلاله من قبل شرطية استغلت سلطتها وصادرت بضاعته.

وامتدت الاحتجاجات بعدها بأيام إلى جميع أنحاء تونس، ووصلت إلى العاصمة الواقعة على بعد 500 كلم في الشمال، حيث نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع للمطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية.

وبعد نحو شهر، وفي ظل الاحتجاجات، هرب الرئيس السابق زين العابدين بن علي وأسرته إلى السعودية، وانتصرت “ثورة الياسمين”، وبدأت حركة احتجاجات مماثلة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عرفت بثورات “الربيع العربي”.

من جانبه، قال بوعلي المباركي، الأمين العام المساعد لاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يمثل النقابة الرئيسية في تونس، “بعد سبعة أعوام لم نر أي تغيير أو تحسن. لا أعرف لماذا توجد مشروعات أوقفت قبل تنفيذها بشكل كامل، وما إن كان الأمر يتعلق بمشكلات مرتبطة بالبيروقراطية أو بالتمويل، لكننا نمارس الضغط على الحكومة”.

وتعد سيدي بوزيد النموذج الأوضح للفشل الاقتصادي لثورة انتقلت إلى دول أخرى مثل مصر وسوريا واليمن وليبيا. وتظل المنطقة في انتظار زيادة استغلال الفوسفاط، وإقامة الطريق الذي يربط الوسط بعاصمة البلاد، وإقامة مستشفى جامعي، وكذلك كلية للطب.

وهي وعود لم تنفذ، إلى جانب وجود نفس معدل البطالة في فترة البوعزيزي، وافتقاد الآمال التي أجبرت شابا جامعيا على بيع الخضروات.

وشاركت مجموعة من الشباب، أمس الأحد، في الميدان الذي أقيم فيه نصب تذكاري للبوعزيزي، في ظل أجواء احتفالية في “مهرجان دولي للثورة” تحت شعار “الحرية والكرامة”.

بينما وقعت مواجهات على بعد أمتار قليلة بعد الحواجز المحمية، في ظل انتشار أمني مكثف، بين آلاف الأشخاص والسلطات المحلية الموجودة هناك.

ورفع شباب عاطل لافتات تطالب مجددا بتحقيق أحد المطالب التي طالبوا بها في عام 2011، وهو: “الحق في العمل إلزامي”.

وندد نجيب كوبا، رئيس المهرجان، بغياب الرئيس باجي قائد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد، اللذين أرجع إليهما فشل المهرجان، مؤكدا أن موقفهما “يعكس محاولة لتهميش سيدي بوزيد وتحقير الدور الذي لعبته خلال الثورة”.

‎*إفي

‫تعليقات الزوار

5
  • farouk
    الإثنين 18 دجنبر 2017 - 01:45

    إن المشكل ليس في الثورة بقدر ما هو في ثورة العقل و الأخلاق التي يجب أن تسبق لكي نمر للثورة على الحكم الإستبدادي و الفساد الإقتصادي ،و في نفس الوقت لا يجب أن نظلم تونس و نعتبرها ثورة فاشلة بقدر ما أنهم و بكل تحسر ليس لهم حظ بتواجدهم في منطقة جيوستراتيجية سيئة فليبيا من جهة و الجزائر من جهة آخرى و تواطئ أوروبي لا يريد نجاح أي تجربة ديموقراطية تضر بمصالحه …

  • الغراب المتفائل
    الإثنين 18 دجنبر 2017 - 02:17

    عموما يبقى مستقبل تونس الافضل ويتجه الى الايجابي من بين كل دول الربيع العربي لانها خرجت باقل الاضرار من الثورات. وايضا الى نهجها سياسات اقتصادية واجتماعية في مجملها علمانية ليبرالية وهذا هو النموذج الوحيد لبناء دولة ذات اسس ديموقراطية عكس الدول العربية الاخرى بما فيها المغرب.. استمرار شعور بعض التوانسة بالاحباط فهو راجع بالاساس الى الانعكاس السلبي للاستثمارات وركود الاقتصاد جراء الثورة اضافة الى عمليات ارهابية والتي ضربت السياحة في مقتل، فقطاع السياحة هو عمود الفقري لاقتصاد البلاد … في نظري تونس ولنبان يمكن تصنفهما نسبيا ديموقراطية وباحتشام انا الباقي فهو استبداد في استبداد .

  • سعيد السوسي
    الإثنين 18 دجنبر 2017 - 03:11

    العقلية هي الاهم اما الثورة فسلبياتها اكثر من اجابياتها
    قلت العقلية لان في العالم العربي يذهب رئيس و يأتي من هو اكفس منه . و الشعب هو الذي يذوق المرارة .
    و العبرة
    من ليبيا القذافي و ليبيا الان
    و مصر مبارك و مصر الان
    و تونس بن علي و تونس الان
    و اليمن علي عبد الله و اليمن الان
    الثورة رهينة بعقلية الشعب و المسؤولين و احيانا
    السخونية كترجع بالبرودة

  • ماسين
    الإثنين 18 دجنبر 2017 - 09:28

    أظن أنها ثورة الخبييزة و ليست ثورة الياسمين تونس تراجعت ب 30 سنة إلى الوراء على الأقل كفى من تخدير عقول الشعوب بالديمقراطية المصطنعة

  • الى farouk
    الإثنين 18 دجنبر 2017 - 09:36

    تتحصر على ان تونس تقع بين الجزاءر و ليبيا، حدود تونس مفتوحة مع الجزاءر مع تبادل تجاري كثيف و شراكات عديدة في صناعات مختلفة و تنقل المواطنين بين البلدين يتم بدون تءشيرة، تونس تستقبل كل سنة اكثر من 2 مليون ساءح جزاءري، الحدود مفتوحة بين تونس و ليبيا رغم الحرب و التبادل التجاري قاءم و تنقل الاشخاص ميسر، و عليك ان تقارن وضعية تونس بوضعية المغرب، و عن تعليقك اسءل هل هو الحقد على الجزاءر؟ شكرا هيسبرس ،

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات