الاستقالات تسابق الإقالات في أول عام من رئاسة ترامب أمريكا

الاستقالات تسابق الإقالات في أول عام من رئاسة ترامب أمريكا
الإثنين 22 يناير 2018 - 00:00

حلت يوم السبت الذكرى السنوية الأولى لتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وهو عام يبدو أنه لم يكن كافيا ليتمكن خلاله الرجل من إعادة ترتيب البيت الداخلي، بما يحقق التناغم بين أركان إدارته التي يرى مراقبون أنها لم تعرف الاستقرار بعد.

ترامب الذي تولى إدارة البلاد في 20 يناير 2017، واجه وما يزال يواجه الكثير من الصعوبات في ما يتعلق بتحقيق التوافق والتناغم بينه وبين أركان حكومته، وكذلك بينه وبين مستشاريه داخل البيت الأبيض وخارجه، وعلى رأس تلك العقبات كثرة الاستقالات والإقالات بين المسؤولين رفيعي المستوى.

صعوبات بدت ملامحها منذ الوهلة الأولى لاعتلاء الرجل سدة الحكم، ورأى مراقبون أن معظمها يعود إلى شخصية ترامب وقراراته “الغريبة والمثيرة الجدل”، التي وصلت في النهاية إلى أن أصبحت كثرة الاستقالات والإقالات هي السمة البارز للسنة الأولى من حكم الرجل، الذي وصف بأنه “الأغرب” في تاريخ البلاد.

ونهاية ديسمبر 2017، ذكر تقرير صادر عن معهد بروكنجز (مؤسسة فكرية مقرها واشنطن) أن إدارة ترامب شهدت خلال عامها الأول نسبة استقالات وانسحابات أعلى من أي حكومة جاءت إلى البيت الأبيض.

وأوضح التقرير أن 34% من كبار المسؤولين استقالوا من مناصبهم في إدارة ترامب منذ تأسيسها قبل نحو عام.

وبالإضافة إلى كثرة الاستقالات والإقالات، وجد ترامب صعوبة في تشكيل حكومته وانتظار موافقة الكونغرس على تعيين بعض الوزراء، كما أنه لم يتمكن حتى الآن من تعيين سفراء لبلاده في عدد من الدول، خلفا لآخرين تم إعفاؤهم من مناصبهم أو استقالوا لأسباب مختلفة.

صراع ترامب والكونغرس

خضع ترامب لاختبار جاد في الأشهر الأولى عندما اضطر للانتظار طويلا لنيل موافقة الكونغرس على تعيين بعض أعضاء إدارته، حيث زادت النقاشات المطروحة في الرأي العام حول بعض المرشحين لنيل الحقائب الوزارية من صعوبة تلك المرحلة، بما أتاح الفرصة أمام ترامب لشكاية الكونغرس إلى الشعب الأمريكي.

وصادق الكونغرس على تعيين كل من الجنرالين السابقين جيمس ماتيس وزيرا للدفاع، وجون كيلي وزيرا للأمن الداخلي في اليوم نفسه لأداء اليمين الدستوري بتاريخ 20 يناير 2017.

كما وافق الكونغرس خلال الشهر نفسه على تعيين نيكي هيلي سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، إلى جانب مايك بومبيو مديرا لوكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA”.

في حين اضطر ترامب للانتظار إلى شهر فبراير لملء بقية الشواغر في تشكيلته الوزارية، حيث حصل وزير الخارجية ريكس تيلرسون على الموافقة في مطلع الشهر، ووزير التعليم الوطني بيتس ديفوس بعدها بأسبوع، ووزير العدل جيف سيشنز يوم 9، ووزير الخزانة ستيفن منوشين بتاريخ 13 من الشهر ذاته، بينما انتظر وزير التجارة ويلبور روس حتى 28 من فبراير للحصول على الموافقة.

وشهدت مرحلة موافقة الكونغرس على تعيين وزيري التعليم والعدل الكثير من الصعوبات؛ ما أدى إلى تصعيد التوتر بين ترامب والكونغرس.

ولاحقا، أدى وزير الأمن الداخلي كريستن نيلسن القسم في 6 ديسمبر 2017، بعد تعيينه بديلا عن كيلي الذي نُقل إلى رئاسة مديرية القلم الخاص في البيت الأبيض أواخر يوليو من العام ذاته.

وعقب تقديم وزير الصحة توم برايس استقالته من منصبه في 29 سبتمبر، بعد ما تبين أنه استخدم طائرات حكومية لأهداف شخصية، اقترح ترامب نائب وزير الصحة السابق أليكس أزار لتعيينه وزيرا للصحة، لكنه لم ينجح حتى الآن في كسب موافقة الكونغرس.

استقالات وإقالات متتالية

فضلا عن الصعوبات التي واجهها ترامب لدى تشكيل الحكومة، تعرض أيضا لأيام عصيبة في البيت الأبيض منذ تسلمه لرئاسة الولايات المتحدة؛ إذ شهد عامه الأول الكثير من الاستقالات واضطر لإقالة عدد من المسؤولين.

فبعد نحو 10 أيام من توليه الحكم، أقال ترامب وزيرة العدل بالوكالة سالي ياتيس، عقب إعلانها أنها لن تستطيع الدفاع في المحكمة عن القرار المثير للجدل آنذاك الخاص بـ”حظر دخول رعايا 7 دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة”.

وردا على القرار نفسه، أعلن ترافيس كالانيك، المدير التنفيذي لشركة “أوبر”، استقالته من منصب المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض.

وقبل أن يمر أول شهر على جلوس ترامب في سدة الحكم، استقال مايكل فلين من منصب مستشار الأمن القومي، عقب تقديمه معلومات كاذبة لنائب الرئيس مايك بنس بشأن مباحثاته مع روسيا.

واستقال فلين في 13 فبراير، بعد مضي 22 يوما فقط على توليه منصبه، ليحقق بذلك “الاستقالة المبكرة زمنيا بين المسؤولين البارزين”، ليتم فيما بعد تعيين الجنرال هيربرت رايموند ماك ماستر بديلا عنه.

كما قدمت نائبة رئيس القلم الخاص في البيت الأبيض كاتي والش استقالتها في 30 مارس، وهي أيضا مسؤولة بارزة في البيت الأبيض.

فصل مدير “FBI”

وفي 9 مايو، أثار ترامب الرأي العام الأمريكي من خلال إقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الذي كان مسؤولا أيضا عن تسيير المباحثات بين بلاده وروسيا، ليتم تعيين “كريستفر وراي” بديلا عنه في 2 أغسطس.

وعينت وزارة العدل في 17 مايو المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر كمسؤول عن التحقيقات مع روسيا بصفة “مدعي عام خاص”؛ ما أدى إلى مواصلة الجدل الدائر حينها.

وبعد فترة قصيرة من تصريح ترامب في فاتح يونيو بخصوص انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للتغير المناخي، أعلن كل من “إيلون ماسك”، المدير التنفيذي لشركة “تيسلا”، وروبرت إيغر، مدير شركة “ديزني”، انسحابهما من مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، ليقرر ترامب بعد نحو شهرين ونصف إلغاء المجلس كلية.

استقالة سبايسر وبريبوس وبانون

في 21 يوليو، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، استقالته من منصبه، بعدما استمر في منصبه 182 يوما.

وقبل انتهاء النقاشات حول استقالة سبايسر، تم فصل مدير قسم الاتصالات في البيت الأبيض أنطوني سكاراموجي، بعد 10 أيام فقط من تعيينه.

وفي 28 يوليو، أعلن مدير القلم الخاص في البيت الأبيض، راينس بريبوس، تركه لمنصبه.

في حين أعلن “ستيف بانون” الشهير بتصريحاته العنصرية، كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية، استقالته في 19 أغسطس.

كما قرر اليميني المتشدد الآخر سباستيان غوركا الاستقالة من منصبه كمستشار لشؤون الإرهاب، أواخر شهر أغسطس.

وفي 29 سبتمبر، قدم وزير الصحة توم برايس استقالته من منصبه، بعد ما تبين أنه استخدام طائرات حكومية لأهداف شخصية، ليكون بذلك أول وزير مستقيل من حكومة ترامب. وكانت أحدث حلقات سلسلة الاستقالات تقديم السفير الأمريكي لدى بنما، جون فيلي، استقالته من منصبه، يوم الجمعة الماضي، لأنه لم يعد قادرا على “خدمة الرئيس دونالد ترامب وإدارته”، كما تقتضي مبادئه، بحسب نص الاستقالة، التي نشرها إعلام محلي.

عدم تعيين سفراء في عدد من الدول

ملف آخر تلقى فيه ترامب الكثير من الانتقادات في عامه الأول، هو عدم القدرة على تعيين السفراء في عدد من عواصم الدول الكبيرة والحليفة حتى الآن.

وتعتبر إقالة ترامب للكثير من الدبلوماسيين المعينين أحد أسباب هذه الأزمة، بحسب مراقبين للشأن الأمريكي.

وإلى اليوم لا تمتلك الولايات المتحدة سفراء لها في عدد من الدول المهمة في سياستها الخارجية مثل الأرجنتين، وأستراليا، والنمسا، وبلجيكا، ومصر، والأردن، وقطر، والسعودية، وكوريا الجنوبية، وجنوب إفريقيا، والصومال، والسودان، والسويد.

كما لم تعين واشنطن حتى الآن سفيرا لها في العاصمة التركية أنقرة، خلفا للسفير جون باس.

ومع اقتراب حلول عامه الثاني في رئاسة الولايات المتحدة، تشغل الفترة القادمة التي سيقضيها ترامب حتى نهاية ولايته الأولى (4 أعوام)، الرأي العام منذ الآن؛ إذ يبدو أن الخطوات والتصريحات التي سيطلقها خلال هذه المدة ستكون حاسمة جدا.

*وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

3
  • المواطن
    الإثنين 22 يناير 2018 - 00:23

    ترامب وقع اليه ما وقع في المغرب اعيا ما رقع في الحكومة ولا بغات ترقع!!!!!!!.

  • ربيع
    الإثنين 22 يناير 2018 - 00:37

    كنت اعتقد بان العياشة حكر على الدول المتخلفة كحالنا الا انهم هناك ايضا احياء يرزقون و يصنعون طغاتهم بايديهم. مهما تراكمت الفضائح الا ان تلك الفئة من البيض الاغبياء و قليلي التعليم سوف تظل تدعمه. ليس بسبب رفع للضرائب التي سيستفيد منها بشكل اكبر الواحد بالمئة ممن يراكمون الثروة كحالنا بل ببساطة لانه يعرف الضغط على وتر العنصرية الحساس هناك

  • driss
    الإثنين 22 يناير 2018 - 13:39

    لابد أن يدمغه حق بيت المقدس في الوجود…بأحد سهامه فيستقيل هو الآخر :هذا ترمب بفعلته القذرة.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس