ذكرى ميلاد "كارل ماركس" تقسم ناشطين ألمان

ذكرى ميلاد "كارل ماركس" تقسم ناشطين ألمان
السبت 5 ماي 2018 - 20:26

تحتفل ألمانيا، اليوم السبت، بالذكرى المئوية الثانية لميلاد كارل ماركس في أجواء مثيرة للجدل، مع تظاهرات منددة بالإرث السياسي لفيلسوف “ديكتاتورية البروليتاريا”.

وتم افتتاح معرض دائم، صباح السبت، في المنزل الذي ولد فيه مؤلف كتاب “رأس المال” في الخامس من مايو 1818 في ترير، وهي مدينة قريبة من فرنسا ولوكسمبورغ.

وتعتزم مدينة ترير تنظيم 600 فعالية بالمناسبة، تختلف بين معارض وحفلات موسيقية ومسرحيات ومؤتمرات، لاستعادة محطات حياة كارل ماركس ونتاجه الفكري وإرثه.

وأقيمت أبرز هذه المراسم قبل ظهر السبت، مع إزاحة الستار عن تمثال برونزي بطول 5.5 أمتار للمفكر الألماني، قدمته الصين التي ما تزال شيوعية.

ويثير التكريم سخطا في ألمانيا؛ إذ ترك الانقسام على مدى عقود والقمع في ألمانيا الشرقية الشيوعية آثارا كبيرة.

ومن المتوقع خروج تظاهرات عدة، السبت، تنظمها جمعيات وأحزاب مستاءة جراء تكريم من تعتبره مؤسس الديكتاتوريات الشيوعية.

فلنُسقِط ماركس

يقول رئيس اتحاد مجموعات ضحايا الاستبداد الشيوعي، دييتر دومبروفسكي: “نريد الاحتجاج بصوت عال ضد إزاحة الستار عن التمثال وإسماع صوتنا ضد تمجيد الماركسية”.

وقال حزب “البديل لألمانيا” من جهته: “يجب ألا ننسى ضحايا الشيوعية-فلنُسقِط ماركس”. ويعود فوز الحزب اليميني المتطرف في الانتخابات التشريعية الأخيرة في جزء كبير منه إلى الدعم الذي حصل عليه في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة.

ونظم متظاهرون آخرون تجمعا ضد المسيرة الصامتة التي دعا إليها “البديل لألمانيا” القومي في شوارع ترير، وضد التمثال الذي يعتبرونه هدية من “ديكتاتورية سلطوية”.

ونفى رئيس بلدية ترير، فولفرام ليبي، الاتهامات الموجهة إليه بالسعي من خلال قبوله التمثال إلى استقطاب السياح الصينيين المعروفين بإنفاقهم مبالغ من المال في رحلاتهم الخارجية. وقال لوكالة فرانس برس إنها “خطوة صداقة بسيطة” من جانب بكين.

أزلي

بعد أكثر من 130 عاماً على وفاة ماركس في لندن (1883)، ما يزال مؤلف “بيان الحزب الشيوعي” (مع فريدريك إنجلز) أحد المفكرين الأكثر إثارة للجدل في العالم؛ فالبعض يرى أن لديه رؤية ناقدة لمخاطر الرأسمالية، في حين يعتبر البعض الآخر أنه ملهم الديكتاتوريات السوفياتية والصينية والكمبودية.

وتعتبر بعض الدول أن الماركسية هي ركيزة إيديولوجية، على صورة الصين وفيتنام.

وفقدت أعمال ماركس التي وضعها في زمن الثورة الصناعية الأولى مصداقيتها إثر سقوط جدار برلين وانهيار الديكتاتورية السوفياتية حيث كانت هذه الأعمال مقدسة، لكنها منذ ذلك الحين عادت وعرفت بعض الانتعاش.

وتشكل هذه الأعمال مرجعا لانتقاد تجاوزات النظام الرأسمالي بعد الأزمة المالية التي وقعت في 2007-2008 أو اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. كما أنها ملهمة للعديد من الحركات السياسية في الغرب.

ويعتبر اليسار الراديكالي في ألمانيا، القوي جدا في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة، أن الانتقادات ضد إرث ماركس لا يجب أن تكون.

وقالت سارة فاكنكنيخت، مسؤولة في هذا التيار، لصحيفة ألمانية إقليمية، السبت، “إذا كان كل شخص مسؤولا عما جرى باسمه، يعني أن (صورة) يسوع المسيح لا يجب أن تكون معلقة في أي كنيسة”.

ورأى جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية المحافظ، خلال احتفال بالمئوية الثانية في ترير مساء الجمعة، أن “ماركس ليس مسؤولا عن كل الأعمال الوحشية التي يجب أن يُحاسب عليها ورثته المفترضون”.

ولفت راينر اوتس، مدير الشركة المكلفة بالإشراف على المعارض بشأن ماركس في المدينة، إلى وجود “أمر أزلي مع ماركس”، معتبرا أن هذه الذكرى المئوية ستسمح بتفسير فكر مؤلف الشعار الشهير “يا عمال العالم، اتحدوا!” من دون “تمجيده أو تحقيره”.

‫تعليقات الزوار

6
  • الامين
    السبت 5 ماي 2018 - 21:18

    néomarxiste.: personne ne peut nier l'apport de la pensée marxiste dans la vie,c'est vrai qu'elle est bien dépassée, mais ses retombées ne cessent ďalimenter encore les courants de pensée contemporaine. En matière économique, l'apgée de la pensée libérale dite unique n'est en fait que grace aux critiques apportées par les néomarxistes. que reste du mrxisme?c'est la méthode et le sens critique. L'élaboration du néolibéralisme s'est fortement inspirée des apports critiques offerts par les marxismes. en matière politique, le renforcement des régimes et de l'élite n'est que l'aspect d'un Etat fort dominant.. encore le marxisme alimente les théories abordant la répartition des richesses et la fragmentation des structures sociales.. actuellement, si on s'eloigne par la pensée unique de tout apport différent c'est ineluctablement la chutte au sein de la route de servitude.

  • socialiste
    السبت 5 ماي 2018 - 22:15

    الماركسية هي السبب الرئيسي فيما حصلت عليه البشرية من حقوق و تحسن في مستوى معيشتها من الرأسمالية، لولاها لكانت البشرية ترتع تحت العبودية كما كانت عليه في القرن التاسع عشر. و لمن لا تعجبه الماركسية فنحن نعود بهدوء الى العبودية لكن لا نحس بدلك.

  • Bilal
    الأحد 6 ماي 2018 - 00:10

    الماركسية هي اعمق بكثير من ان يتم تجاوزها بهذه البساطة و الا لماذا ما زال العمال يطالبون بتحسين اوضاعهم الاجتماعية في كل العالم, ثانيا الماركسية تؤخذ مباشرة من تنظيرات ماركس ثم انجلز فقط و بما انها الطريق الوحيد للمجتمعات المتخلفة لتجاوز تاخرها فان المغاربة و العرب عموما ما زالوا لم يفهموا الماركسية سواء ايدوها او عارضوها

  • جليل نور
    الأحد 6 ماي 2018 - 00:41

    "طاح الثور و كثرو الجناوا"! ماركس كان و سيبقى في ذاكرة التاريخ قامة فكرية ثورية عملاقة..و ستظل أعماله تحفز و تلهم الفكر الحر الرافض للظلم الطبقي و الإستلاب الرأسمالي و إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان….ماركس صاغ دكتاتورية البروليتاريا بصفتها ديمقراطية أغلبية الشعب في مرحلة تاريخية كانت فيها البورجوازية تمارس دكتاتورية مقنعة و تقمع شعوبها كلما طالبت بالدمقراطية الفعلية و بالعدالة الإجتماعية..البورجوازية التي وقف ماركس ليفضح وجهها البشع و التي استعبدت و نهبت شعوبا بأكملها في مختلف القارات و أشعلت حروبا أزهقت ملايين الأرواح و أتت على الأخضر و اليابس و امتدت آثارها المدمرة إلى اليوم..ماركس توقع انتصار الإشتراكية في بلدان رأسمالية متطورة حققت طبقتها العاملة وعيا طبقيا و مكتسبات سياسية و اجتماعية جعلت العمل ينازع الرأسمال هيمنته و سطوته..(تابع)

  • جليل نور
    الأحد 6 ماي 2018 - 01:16

    (تتمة)..ثم مكر التاريخ و "سخر" في صيرورته من أحلام ماركس و توقعاته العلمية فعرف العالم اشتراكيات مسخ في دول التخلف أو الإستبداد الآسيوي بعيدا عن التربة التي نشأ فيها الفكر الشيوعي الأصيل.. تنبأ ماركس بانطلاق الثورة الإشتراكية العالمية من أوروبا الصناعية حيث رأى توفر شروطها الذاتية و الموضوعية مستقبلا..الأنظمة "الإشتراكية الواقعية" التي انهارت و الصين "الشيوعية"، و غيرها من أنظمة رأسمالية الدولة الشمولية لا علاقة لها بالثورة العمالية أو بالمجتمع الإشتراكي الإنساني أو بماركس إلا صوره التي ترفع في الإحتفالات و المناسبات الرسمية..كارل ماركس ترك ثراتا فكريا و نضاليا هدفه حرية الإنسان و كرامته، و الإشتراكية لم تنته بموته بل هي مرشحة لحياة جديدة في أشكال أكثر تطورا و أكثر إنسانية على أيدي أجيال من شباب مناضل و مثقفين و مفكرين هم ضمير العالم اليوم.

  • salkouh
    الأحد 6 ماي 2018 - 07:21

    ان مانعانيه اليوم في بلادنا هو الراسمالية المتوحشة و استغلال الانسان بصفة بشععة جراء غياب الفكر الماركسي الشيوعي . فحقا لا نحتاج اي ايديلوجيا في ضل وجوب الاسلام الدي اعطى ل كل دي حق حقه' لكن ولاسف لانطبق المنهج الاسلامي و لا الايدلوجية الماركسي في غياب الوازع الديني و الانساني . الا اننا اصبحنا ننهج الراسماليا واغناء الغني و تفقير الفقير و تعبيد المستخدم والموظف في ظل ربط السلطة و السياسة والاقتصاد و في ظل غياب حكامة السلط المركزية . اننا نسير في منحنى غير اعتيادي يودي الى طريق مجهولة وخطيرة. ان لم يكن وعي سياسي و اخلاقي يراعي القيم الانسانية. …..

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين