المستقلون يتفوقون على "النهضة" في الانتخابات البلدية التونسية

المستقلون يتفوقون على "النهضة" في الانتخابات البلدية التونسية
الثلاثاء 8 ماي 2018 - 16:55

قال مسؤولون اليوم الثلاثاء إن نتائج أولية أظهرت أن القوائم المستقلة فجرت مفاجأة مذهلة في أول انتخابات بلدية حرة شهدتها تونس يوم الأحد الماضي متفوقة على أكبر حزبين في البلاد وهما نداء تونس والنهضة.

وكانت تلك أول انتخابات بلدية تشهدها تونس منذ ثورة 2011 وتمثل خطوة أخرى لترسيخ الانتقال الديمقراطي الصعب الذي تشوبه خيبة أمل من قلة الوظائف والفرص الاقتصادية. كما أن هذه الانتخابات تمثل أيضا فرصة حقيقية لتثبيت حكم محلي فعلي والتوجه للامركزية في تونس بعد عقود من سيطرة الحكومة المركزية على سلطة القرار وتهميش المناطق الداخلية.

وقال رياض بوحوش عضو الهيئة المستقلة للانتخابات لرويترز “بعد ان أكملنا فرز كل الاصوات تشير النتائج الاولية الى حصول القوائم المستقلة على 32.2 بالمئة من الاصوات والنهضة على28.6 بالمئة بينما حصل نداء تونس على 20.8 بالمئة”.

ومن المتوقع أن تعلن الهيئة المستقلة للانتخابات بشكل رسمي النتائج النهائية غدا الاربعاء، بينما من غير من الواضح معرفة من سيسيطر عمليا على غالبية المقاعد في 350 مجلسا بلديا لأنه ليس هناك ما يربط بين القوائم المستقلة كما أنها لا تمثل كتلة موحدة لكن تقدم المستقلين يوجه لطمة قوية لحزبي النهضة والنداء اللذين خسرا مئات الآلاف من الأصوات مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي جرت في 2014.

وكان حزب النهضة الاسلامي أعلن فوزه في الانتخابات البلدية يوم الاحد وقال إنه يتطلع لمواصلة الحكم بالتوافق مع شركائه العلمانيين.

ويأتي تقدم المستقلين مع تزايد الانتقادات والغضب من أداء حزبي النهضة ونداء تونس وهما يمثلان ركيزة الائتلاف الحاكم في البلاد.

وبينما يشيد حلفاء غربيون بتجربة التوافق بين النداء والنهضة فإن هذا التوافق أغضب بشكل خاص كثيرين من أنصار نداء تونس الذي انشق عنه عدد من قيادات الصف الأول.

ويعزو محللون ودبلوماسيون خسارة نداء تونس للأداء الضعيف لقيادة الحزب الذي يترأسه حافظ قائد السبسي ابن الرئيس الباجي قائد السبسي.

وشهدت الانتخابات البلدية عزوفا كبيرا خصوصا من الشبان وبلغت نسبة الإقبال 33.7 بالمئة أغلبهم من كبار السن مما دفع السياسيين في تونس الى التساؤل عن فقدان الشبان الثقة في النخبة السياسية.

وقال رئيس الوزراء يوسف الشاهد إن الإقبال الضعيف درس يجب استخلاصه.

ولاقت تونس إشادة لكونها قصة النجاح الوحيدة في ثورات الربيع العربي إذ أطاحت برئيسها السلطوي زين العابدين بن علي الذي حكمها لسنوات طويلة دون أن يتسبب ذلك في الكثير من العنف أو حرب أهلية أو العودة إلى الحكم الاستبدادي.

لكن الحماس للتغيير الديمقراطي تواري منذ فترة طويلة ليحل محله الغضب من مستويات المعيشة المنخفضة والتي دفعت بعض التونسيين لعبور البحر المتوسط في رحلات الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالأخطار إلى أوروبا بحثا عن عمل كما دفعت قلة للتحول إلى التشدد الإسلامي. (تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس- تحرير أحمد صبحي خليفة)

‫تعليقات الزوار

8
  • hakim
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 17:18

    اصحاب اللحى اصبحوا منبوذين بعد انكشاف حقيقتهم

  • بودواهي
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 17:34

    هدا له تفسير واحد ….هو أن الشعب التونسي رفع يديه عن الأحزاب و لم يعد يوليهم أي اهتمام و هو الأمر الدي يفتح المستقبل نحو المجهول …حيث الشعب لم يعد يثق في المؤسسات …!!! و هدا أيضا ما يتم ملاحظته في المغرب و الجزائر و حتى مصر ….

  • كولونيا
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 17:47

    حسب معرفتي البسيطه ومن بعض اصدقائي تونسيون فحزب نهضه هو الحزب الاول في تونس ويتم انقلاب عليه من طرف المستقلين اللدين هم جزء من اللعبه السياسيه وفي غالب الاحيان يكونو من رجال اعمال او اتباع الحزب التاني ويدخلون الى الانتخابات في مناطق المحسوبه على نهضه لاخد مقاعد هناك لاكن نتاىج الانتخابات تعتبر مفاجأة اضن ان حزب نهضة استعمل مكر الحزب المنافس ورشح. بعض المستقلين الايام ستضهر لنا الحقيقه حت الآن لايعرف احد من فاز بالانتخابات بسبب اللعبة السياسيه التي اتبعتها الاحزاب التونسيه لاضعاف الخصم. وهناك من يقول ان حزب. منافس للنهضه يقوم بتزوير وشراء الاصوات ويهيا لعوده بن علي واتباعه والعفو عنه كل هده الأمور تضل تخمينات واحتمالات يتكلم عنها التونسيون الشيء الاكيد ان عدد كبير من تونسيون لم يقومو بتصويت وهاد في حد داته يبشر باندلاع التوره من جديد ويعتبر رساله قويه من شعب باصلاح وتوزيع عادل للتروه وعدم انحصار تنميه في العاصمه والمناطق السياحيه .

  • طارق
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 19:22

    في تونس انكشف الاسلاميون و الليبراليون و نبدو من طرف الشعب الذي يبحث عن طرف ثالث بديل الشعب يبحث عن احزاب وطنية تبني اقتصادا قويا عبر تأميم الخيرات و الموارد وبناء صناعة حقيقية

  • عبد الرحيم
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 20:09

    الخوف كل الخوف من عودة مرتزقة بنعلي تحت غطاء الأحرار. وتكون تونس قد خسرت ثورتها . هذه الثورة التي لم تلد في الحقيقة سوى البؤس والحرمان.

  • ERRAJI
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 21:25

    كلشي عاق بالخوانجية …………………..

  • مغربي
    الثلاثاء 8 ماي 2018 - 21:50

    … و النهضة تتفوق مرة أخرى على العلمانية !

  • تونسي
    الخميس 10 ماي 2018 - 09:54

    في الحقيقة المواطن التونسي اكتسب من ال7 سنوات الفارطة من التجاذبات السياسة و "الفوضى الديمقراطية" خبرة لا باس بها في فهم الخطاب السياسي و خفاياه و تجاوز الاستقطاب الثنائي العقيم و المظلل ما بين "الاسلامي" و "العلماني" و الذي لا يعدو أن يكون يوى تظليلا و تحيلا سياسيا غايته الأولى و الوحيدة هو الضحك على ذقون العامة و الوصول الى السلطة بأي ثمن تحت مسميات متعددة و واهية…في الحقيقة الأحزاب "الاسلامية" و "العلمانية" جميعها أحزاب متحيلة و فاسدة و تخدم مصالح شبكات الأعمال و الفساد و المصالح الضيقة تحت مسميات مختلفة…الأحزاب الاسلامية تتاجر بيافطة الدين و الاخرى تتاجر بيافطة الوطنية و جميعها لا علاقة لها لا بالوطنية و لا بالدين…البديل يحكم في منظومة الحكم المحلي و المستقلين الذي لمس المواطن التونسي لديهم برامج واضحة و جدية و متماشية مع واقعه المعيشي اليومي بالاضافة الى نظافة يدهم و ابتعادهم على مصالح شبكات المال و التخريب و المافيا التي تمول جل الأحزاب.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين