ألكسندر.. من عاشق للصخب إلى ملك هولندي جاد

ألكسندر.. من عاشق للصخب إلى ملك هولندي جاد
الأحد 27 ماي 2018 - 01:50

تعتبر الصورة راسخة في أذهان الشعب الهولندي: وهي صورة الملك فيليم ألكسندر في عباءة ملكية حمراء مخملية، ومبطنة بفراء الحيوان، وهو يرفع يده لأداء اليمين. وتقف إلى جواره زوجته ماكسيما، في رداء ملكيّ باللون الأزرق، مع إكليل من الماس.

ويبدو الزوجان الملكيان متفائلين ومتوترين أيضاً. وكانت الملكة بياتريكس تنازلت عن العرش في سن الخامسة والسبعين، لتمرره لابنها الأكبر، وكان ذلك في 30 أبريل 2013.

وبعد مرور خمس سنوات، يبدو فيليم ألكسندر أكثر ارتياحا إلى حد كبير. وبالنظر إلى أن أفراد عائلة “أورانج” الملكية يميلون إلى البقاء على العرش لمدة 30 عاما وأكثر، قبل تمريره إلى الجيل التالي، فإن لديه من الوقت ما هو كاف لتأمين إرثه.

إلا أن الملك، ذا الوجه الذي يتمتع بالنضارة، قد ترك بصمته على البلاد.

فقد ظل الهولنديون لسنوات ينظرون إلى ولي عهدهم على أنه “عاشق للحفلات والسهرات”، وأنه دائماً ما يحتسي الجعة ويحب الضحك. أما الآن فإنهم ينظرون بدهشة أثناء متابعته وهو يقوم بمهامه بنفسه بثقة، إلى جانب قادة الدول الأخرى.

ومما لا شك فيه، أنه مازال يحتفل بالإنجازات الرياضية الهولندية، بحماس، ويتمتع بالاحتفال، ولكنه يتواجد أيضاً في المناسبات الحزينة.

ففي الـ 17 من يوليوز من عام 2014، تم إسقاط الطائرة “MH17” التابعة للخطوط الجوية الماليزية، فوق شرق أوكرانيا. وكان أغلب الضحايا، البالغ عددهم 298 شخصا، من الهولنديين. وفي خلال الأسابيع التي تلت تلك الواقعة، شهد الهولنديون ملكا مواسيا وحزينا.

ويقول المؤرخ هان فان بري، الذي ألّف كتابا حول السنوات الخمس الأولى من حكم الملك: “يقوم فيليم ألكسندر بدوره بصورة جيدة للغاية… لقد برز كملك رصين وذكي وطيب. لقد تم الاستخفاف به”.

ويصف فان بري الملك بأنه أكثر عاطفية ولطفا من والدته بياتريكس. ويرى الكثير من الهولنديين الأمور بالطريقة نفسها، ويندهشون من التغيير الذي لاحظوه في الرجل الذي ظلوا يصفوه لسنوات بـ”أمير الجعة”.

وفي الواقع، فإن الملك، الذي بلغ عامه الـ 51 في 27 أبريل الماضي، هو أقل انخراطا في الحياة السياسية عن بياتريكس. ولكنه وجد دورا جديدا في خلق فرص للتجارة الهولندية، حيث يتم توجيه الدعوة لرجال الأعمال للانضمام إليه في رحلاته إلى الخارج، لفتح الأبواب للصفقات المربحة.

ويقوم فيليم ألكسندر بدوره كملك للمواطنين العاديين، بعناية. وقد شوهد مؤخراً في مركز لإيواء اللاجئين، حيث كان يقوم بإظهار مهاراته في خَبز الكعك.

وتُظهر السجلات الرسمية الزوجين الملكيين في رحلاتهما الكثيرة إلى أقاصي أركان هولندا، وهما يتصافحان ويجريان محادثات مع رعاياهما؛ وذلك في الأسواق وفي المكاتب، وحتى في اسطبلات الخيول.

وتعتبر عبارة “إنه حقا طبيعي للغاية” تعليقا دائما يقوله الناس بعد أن يلتقوا بالملك. يعتبر ذلك موضعا للتقدير الحقيقي في دولة تتردد بها مقولة: “تصرف بشكل طبيعي، فإن ذلك به قدر كاف من الجنون”.

وفي عيد ميلاده الخمسين، دعا فيليم ألكساندر 150 شخصا من جميع مناحي الحياة، إلى حفل في القصر الملكي بأمستردام، من بينهم مصفف شعر وساعي بريد ومستشار ضريبي.

كما تفرغ الملك لإجراء مقابلة تلفزيونية مطولة، على الرغم من أنه لا يعتبر نفسه صديقا لوسائل الإعلام. وقد تم إعطاء الهولنديين صورة عن ملك مسترخٍ ولكن عاطفي وواثق بنفسه.

وأقر الملك بأن الوظيفة صعبة، لكنه أضاف: “ليس عليك أن تشعر بأي تعاطف تجاهي. فأنا أعيش حياة شيقة جدا”.

يشار إلى أن الملك لا يتحمل العبء وحده؛ إذ إن زوجته ماكسيما، 46 عاما، المولودة في الأرجنتين، تتحمل الكثير من المهام. وقد ظلت لسنوات الأكثر شعبية بين أفراد العائلة المالكة، حيث إنها قد أضفت لمسة من السحر على عائلة أورانج الواقعية.

وإلى جانب كونها أما لثلاثة أميرات، هن أماليا، 14 عاما، وأليكسيا، 12 عاما، وأريان، 11 عاما، فهي تعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة كمروجة خاصة للتمويل الشامل من أجل التنمية؛ إذ تسافر إلى جميع أنحاء العالم للقاء المزيد من رؤساء الدول، بصورة أكبر مما يقوم به زوجها.

وفي بلدها، كثيرا ما تُشاهد وهي تغني مع تلاميذ المدارس، أو تفتتح دارا للمسنين، بحماس يشير إلى أنها تستمتع بدورها إلى درجة كبيرة.

وتعتبر ماكسيما ملكة الموضة بلا منازع في هولندا؛ إذ إنها تنفق 200 ألف يورو سنويا على شراء الملابس. ويبدو الهولنديون، المقتصدون بشكل عام، أكثر استعدادا لتحمل مثل هذا الإسراف.

*د. ب. أ

‫تعليقات الزوار

2
  • الوافي
    الأحد 27 ماي 2018 - 02:27

    الملك في هولندا بغض النظر عن بعض المهام الرمزية كتزكية الحكومة المنبثقة عن الانتخابات البرلمانية او تزكية تنحية وزير او وزيرة ما، ليس له اي دور سياسي ولا يتدخل في مهام الحكومة او البرلمان ومهمته في الأساس هي الترويج للشركات الهولندية في الخارج وبذل جهود للحصول عل عقود وبالتالي خلق فرص العمل للمواطنين.

  • PureMinded
    الأحد 27 ماي 2018 - 03:29

    الملكية في هولندا تبقى رمزية و مع ذلك هي قريبة من الشعب و لا غرابة ان رأيت ملك هولندا يستقل دراجة هوائية في دينهاخ بل الاكثر من ذلك فاجأ ركاب رحلة جوية بعد نهايتها ان ملكهم كان في قمرة القيادة و تمنى لهم يوما سعيدا.

    اما لدينا الملكية تحكم بطقوس مر عليها الدهر تعود للقرن 15، لذلك لا غرابة ان ترى الملكية في واد و الشعب في واد آخر و النتيجة الشعب يريد الوصول ليعيش تحت الملكية الهولندية و لو كلفه الامر حياته.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس