الترف يصاحب الفقر في أخطر مدينة بالعالم

الترف يصاحب الفقر في أخطر مدينة بالعالم
الإثنين 2 يوليوز 2018 - 02:27

في المناطق الداخلية بمدينة جوهانسبرغ، هناك حي يدعى مابونينج. الكلمة تعود للغة الجنوب أفريقية “سوثو” وتعني “مكان الضوء”.

من بعض النواحي ، صحيح أن مابونينج هو بصيص من الضوء في المدينة الداخلية المعتمة. وتضفي واجهات المتاجر الملونة والفنادق الفاخرة ذات الواجهات البراقة انطباعا عن مدينة عصرية صاخبة.

لكن جوهانسبرغ هي مدينة للتناقضات ، فعلى بعد 100 متر من هذا المشهد ، تعيش عائلات لدى كل منها ما يصل إلى سبعة أطفال في أكواخ صغيرة في حي فقير ، بينما يمزج تجار المخدرات ما لديهم من مخدرات في الجوار.

ويقول بوني ننياندو، وهو شاب أسمر البشرة عمل كمرشد سياحي منذ أن أنهى دراسته :”جوهانسبرغ لها وجهان – أحدهما فقير والآخر غني”.

وبسبب الفقر وارتفاع معدلات الجريمة ، طالما اعتبرت جوهانسبرغ أخطر مدينة في العالم. وكان من المستحيل تقريبا القيام بنزهة ببساطة في المدينة.

ويقول ننياندو :”لكن منذ أن نشط العديد من المستثمرين هنا ، تغير ذلك”. التقدم مدفوع بالأموال الخاصة.

ووفقا للأرقام الرسمية ، يعيش نحو 4 ملايين نسمة في جوهانسبرغ ، ويعيش ما يصل إلى 11 مليون شخص في المنطقة المحيطة بالمدينة.

ويعتبر تدهور وسط المدينة من تداعيات نظام الفصل العنصري. وفي عام 1950 ، بدأت الحكومة بشكل ممنهج في دفع الأغلبية السوداء للخروج من المنطقة الداخلية في المدينة . ثم تحول ما يعرف باسم “المنطقة التجارية المركزية” إلى المنطقة المزدهرة في وسط المدينة البيضاء.

ومع ذلك ، كان من الصعب الحفاظ على المدينة الفاضلة للعنصريين. وما أن حلت ثمانينيات القرن الماضي ، بدأ السود في العودة إلى وسط المدينة. وبعد ذلك ، فر العديد من الشركات إلى الضواحي الشمالية. ولم يتبق سوى مبان شاغرة لا حصر لها ، والتي تم شغلها بشكل غير قانوني تدريجيا. لا يزال العديد من الأشخاص يعيشون في هذه المنازل المؤقتة اليوم ، وهو ما يستمر في كثير من الأحيان في ظروف رهيبة.

وكانت المحاولة الأولى لبداية جديدة هي التي قام بها جوناثان ليبمان ، وهو سليل عائلة ثرية من رجال الأعمال. لقد اشترى مبان صناعية بأنحاء شارع فوكس سيئ السمعة وأعاد تصميمها.

وهكذا ولد حي مابونينج . الإضافة الأولى كانت “آرتس أون مين” ، سوق على أحدث صيحة . وأتبع ذلك حانات ومعارض فنية وشقق أنيقة. ومنذ ذلك الحين ، استحوذت الشركة على أكثر من 40 مجمعا من المباني بأنحاء “مابونينج”. وتتولى فرق خاصة من حراس الأمن ورجال الشرطة المباني ، التي يجتذب الكثير منها إيجارات مرتفعة للغاية.

والآن ، وبفضل مستثمرين آخرين ، هناك سلسلة من المناطق العصرية الجديدة ، مثل “44 ستانلي” وهو مشروع متعدد الاستخدامات يضم مكاتب ومطاعم.

وتسير الفكرة بشكل جيد للغاية. ويقول سيدني نكوبي /30 عاما/ ،وهو نادل يعمل في المنطقة :”هنا في 44 ستانلي ، الجميع يتجمعون. أسود وأبيض ، شباب وكبار. لا يوجد فصل عنصري ولا تحيز هنا”.

إنه شاب من السود ونشأ في جوهانسبرغ. ويقول :”الأماكن مثل 44 ستانلي أو مابونينج تغير المجتمع. نحن بحاجة إلى المزيد من الأماكن مثل هذا”.

يجلس شين ويلسون ، وهو أبيض عمره 38 عاما ، أمام نزل في شارع فوكس. ويقول “مابونينج – هذه هي أفريقيا كما ينبغي أن تكون. هنا يتجمع الجميع معا ، ويحتفلون معا. الجميع أصدقاء ويغفرون لبعضهم البعض ما حدث في الماضي”.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالفقر المستمر ، على سبيل المثال بين واضعي اليد ، يقول إن :”المدينة تقدم للفقراء هنا أقل مما ينبغي”.

معظم واضعي اليد يأتون من خلفيات فقيرة للغاية. كثيرون منهم هم من المهاجرين ، حسبما يوضح مايكل صن ، المسؤول عن السلامة العامة في المدينة. ويعترف بأن المدينة ليس لديها السكن الاجتماعي الضروري لتلبية احتياجات هؤلاء.

ولا يهتم المستثمرون مثل ليبمان بالسكن الاجتماعي – فهم يريدون إنشاء واحات لا تعود بالنفع عادة سوى على الطبقة الوسطى الصغيرة نسبيا، كما يقول صن.

الوضع في المدينة ككل يتغير – ببطء. في مقاطعة جوتنج ، التي تضم جوهانسبرغ ، تم تسجيل 4101 حالة قتل وقتل خطأ في العام الماضي ، وكان هناك 54 الف عملية سطو.

العديد من ضباط الشرطة في جنوب أفريقيا مغلوب على أمرهم أو فاسدون – أو كلاهما. وتحاول جوهانسبرغ الآن اتخاذ تدابير مضادة. ويعد صن بأن تضم شرطة البلدية 1500 ضابط جديد بحلول نهاية العام.

وتمثل أماكن مثل مابونينج منارات تساعد على تحسين صورة المدينة. ولكن بسبب معدل الجريمة المرتفع ، لا يزال الكثير من أولئك الذين يستطيعون تحمل النفقات يغلقون على أنفسهم مجتمعات مسورة. هناك يعيشون خلف جدران عالية – محمية بالأسلاك الشائكة والأسوار الإلكترونية والمراقبة المصورة والحراسة الخاصة.

ويقول صن إنه يستطيع أن يفهم الحاجة إلى الأمن. “ولكن إذا استمروا في تحصين أنفسهم خلف جدرانهم العالية ، فإن هذه المدينة لن تنمو أبدا معا”.

*د.ب.أ

‫تعليقات الزوار

4
  • من جوهانسبورغ
    الإثنين 2 يوليوز 2018 - 02:56

    الامتزاج واضح بين الفقراء والاغنياء في جوهانسبورغ والتواضع سيد الموقف وبما انني من سكان هذا الحي فانني اعترف بانني رجل مخضرم يعني انا غني وفقير ، غني لانني امتلك فيلات وعقارات واراضي وسيارات فاخرة واموال في الحي الغني وفي نفس الوقت انا فقير لانني امتلك كوخا واحدا حقيرا مليء بالاوساخ والقاذورات لا انارة ولا ماء فيه في الحي الفقير .

  • السوسي
    الإثنين 2 يوليوز 2018 - 11:10

    صاحب التعليق الاول .مفهمنا والو هههههه

  • غوبر فريد
    الإثنين 2 يوليوز 2018 - 12:44

    اذا بقيت الأمور كما هي عليها الان من الانفلات الأمني في بعض المدن كالدار البيضاء وفاس وسلا ستصبح هذه المدن من اخطر المدن في العالم لان الأمور تسوء يوم بعد يوم والخروج والسير فيها اصبح فعلا مغامرة زيادة على السفر في الطرق السيارة .

  • جليل نور
    الإثنين 2 يوليوز 2018 - 15:56

    تجولت وحدي مشيا (ضدا على نصيحة أقاربي الذين يعيشون في إقامات محروسة في المنطقة الراقية "ميدراند") وسط جوهانسبرغ و لم أحس فيها بالخطر للحظة.. زرت محلات تجاربة و صعدت إلى أعلى برج فيها كان  يأوي ذات يوم "فندق كارلتون" الفخم، و جلست في مقهى جل رواده من السود و ارتحت لحظات في إحدى حدائقها الكبرى..نادرا ما تصادف أحد البيض يتجول راجلا حتى أن أحد سائقي الطاكسي ليموزين اعتقد أني من أغنياء المدينة فعرض علي خدماته..أجبته أني فقط سائح من فقراء شمال القارة..ضحكنا! و تجاذبت الحديث مع أناس بسطاء طيبين، الشيء الذي يتجنبه عادة سكان المدينة الميسورين بيضا كانوا أو سودا..الانطباع الذي تركته في جوهانسبرغ أو كما يدعوها قاطنوها "جوبرغ" هي أنها مدينة جد جميلة بفضاءاتها الخضراء الفسيحة المحيطة  سكانها لطفاء سواء من الأحياء الفقيرة أو الغنية..الظاهرة التي لا يمكن تجاهلها هي أنك تصادف شباب دول مجاورة "حارگين" منتشرين في الطرقات يحاولون كسب عيشهم ببيع سلع صغيرة أو مسح زجاج السيارات، أوحتى السرقة..ظاهرة لا ينبغي أن تثير قلقك فقد تعودنا عليها و أصبحت جزء من المشهد في "البلاد"!

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس