"الكوريل" .. أربع جزر غنية تسمم العلاقات بين روسيا واليابان

"الكوريل" .. أربع جزر غنية تسمم العلاقات بين روسيا واليابان
الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 00:00

بعد سبعين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما زالت جزر الكوريل الأربع، الغنية بالمعادن والأسماك والتي تؤمن مدخلا للأسطول الروسي إلى المحيط الهادئ، في صلب خلاف على الأراضي بين موسكو وطوكيو.

وأثار الرئيس فلاديمير بوتين مفاجأة؛ فقد اقترح على اليابان طي هذه الصفحة من التاريخ، عبر توقيع معاهدة سلام بين البلدين “بدون شروط مسبقة”.

وتقع هذه الجزر الأربع إلى أقصى جنوب أرخبيل الكوريل، المؤلف من سلسلة من الجزر البركانية الصغيرة الممتدة على شكل قوس بين شبه جزيرة كاماتشكا الروسية شمالا وجزيرة هوكايدو اليابانية الكبيرة جنوبا، وهي بالتالي الأقرب إلى اليابان.

وتعد هذه الجزر، التي تسميها روسيا “الكوريل الجنوبية” واليابان “أراضي الشمال”، حاليا، جزءا من منطقة ساخالين الروسية؛ وهي جزر إيتوروب (إيتوروفو باليابانية) وكوناشير (كوناشيري) وشيكوتان وهابوماي. وما زالت بالنسبة لليابان تابعة لإدارة هوكايدو، و”تحتلها روسيا بطريقة غير مشروعة”؛ وهو ما يمنع توقيع معاهدة سلام بين البلدين.

قليل من التاريخ

في 1786، طالبت كاترين، إمبراطورة روسيا، بالسيادة على كل جزر الكوريل بعد تقرير وزاري أكد أن “بحارة روسيين” اكتشفوا هذه الجزر وأنه “من المفترض أن تعود بلا جدال إلى روسيا”؛ لكن في 1855، حددت معاهدة بين روسيا القيصرية واليابان الحدود بين البلدين بعد الجزر الأربع الأقرب إلى اليابان مباشرة.

بعد عشرين عاما أي في 1875، منحت معاهدة جديدة طوكيو كل جزر أرخبيل الكوريل؛ بما في ذلك تلك الواقعة إلى شمال هذه الحدود.

وفي 18 غشت 1945، هاجم السوفيات أرخبيل الكوريل لضمه، بما في ذلك الجزر الأربع الجنوبية.

ومنذ ذلك الحين، تعتبر اليابان ذلك ظلما وتشير إلى معاهدة 1855. أما روسيا، فتتحصن بمؤتمر يالطا الذي عقد في فبراير 1945 وحصل فيه الزعيم السوفياتي ستالين حينذاك من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على وعد باستعادة أرخبيل الكوريل مقابل دخوله الحرب ضد اليابان.

في 1956، عند إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية مع اليابان، تعهد الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف بإعادة الجزيرتين الصغريين شيكوتان وهابوماي إلى اليابان مقابل معاهدة سلام.

وعلى الرغم من إطلاقها مجددا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991، لم تسفر المفاوضات عن نتيجة يوما.

معادن وأسماك وجيش

يؤكد فاليري كيستانوف، المسؤول في معهد الدراسات اليابانية لدى المعهد الروسي للشرق الأقصى، لوكالة فرانس برس، أن عدد سكان الجزر الأربع لا يتجاوز 17 ألف شخص؛ لكنها “مهمة في كل الجوانب”.

ويوضح أنها “جزر غنية جدا بالمياه المعدنية والمعادن والمعادن النادرة مثل الرينيوم”، الذي يستخدم في صناعة محركات الطائرات الأسرع من الصوت.

ويتابع كيستانوف: “لكن الثروة الكبرى” لهذه الجزر التي تلتقي فيها تيارات مائية باردة وحارة؛ وهو ما يشجع نمو العوالق، هي “احتياطات هائلة من السمك”.

وحسب الخبير نفسه، فإن هذه الجزر ترتدي أيضا أهمية إستراتيجية، مشيرا إلى أنها تؤمن مدخلا دائما الى المحيط الهادئ للسفن الحربية الروسية المتمركزة في فلاديفوستوك بفضل المضيق بين كوناشير وايتوروب الذي لا يتجمد في الشتاء. وأخيرا، فإن السيطرة الكاملة على الجزر تحمي بحر أوخوتسك الروسي شمالا من أيّ توغل لغواصات أجنبية.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

6
  • كتامي حر
    الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 00:31

    اللغة القوة هي من تفرض نفسها في العالم … روسيا بلد انتاج الأسلحة و رؤوس نووية ، اما اليابان بلد انتاج اجهزة الالكترونية و سوشو … كلما كنت قويا كلما زاد احترامك ، تاريخ ذكر هتلر اكتر من موسى.

  • شي مدوخ
    الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 00:55

    "الكوريل" .. أربع جزر غنية تسمم العلاقات بين روسيا واليابان"
    ذاك طبيعي لدى الدول التي تنشغل بالمصلحة العامة، أي مصلحة شعوبها. بعبارة موازية، ذاك طبيعي لدي الدول الديمقراطية.

  • مغربي
    الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 02:53

    القوي يأكل الضعيف …. هكذا يسير العالم …. يوم كانت بابل مسيطرة على العالم حتى جاء اليهود ثم النصارى ثم المسلمين ثم المغول من الشرق ثم المسيحين و اليهود و شرق أسيا الأن ….. المسلمون ما زالت عندهم فكرة المهدي المنتظر و لا يعلمون أنه بدون قوة لن يسقطوا الفساد الذي يدخلهم في دوامات الجهل و الموت و الفساد الأخلاقي و الإجرام ….. روسيا مثال على دولة حكمتها سلالة ضعيفة -القيصرية- ثم تطورت بالبلشفيين و السوفيات على الرغم من أن شعبها كان سوى رحل و تجار أسماك ……

  • المجيب
    الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 03:29

    عندما نبحث في "غوغل" على "أرخبيل الكوريل"، نتفاجأ أن من بين جزره واحدة تسمى "جزيرة أطلسوف"، وأعلى المرتفعات في هذه القطعة من الأرض يسمى "جبل العيد" (2339م). فيا ترى، هل ترى؟؟ ربما هذه البقعة من العالم لها ارتباط ما بالجبال الأطلسية المغربية ويتوجب علينا الجلوس الى طاولة المفاوضات جنبا الى جنب مع الروس واليابانيون. ومن يدري؟؟ ههههههههه

  • Hamid
    الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 06:57

    وياتي من يبرر و يقول: الحفاظ على الحدود الموروثة عن الاستعمار. و تضيع اليابان كما ضاعت فلسطين و كما يخطط لضياع ثغور المغرب لكن هذا لن يحدث باذن الله

  • ملاحض
    الثلاثاء 18 شتنبر 2018 - 09:54

    اسبانيا تحتل مدينتي سبتة و مليلية و الجزر
    الجعفرية و رغم دلك وقع المغرب معها معاهدة سلام من دون استرجاع الاراضي المغتصبة.
    اي سلام هدا !!!!!!؟

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات