راقصات عراقيات شابات يرفعن راية الفن عاليا

راقصات عراقيات شابات يرفعن راية الفن عاليا
الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 03:30

أجيال وأجيال تخرجوا من مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد التابعة لوزارة الثقافة العراقية- دائرة الفنون الموسيقية التي تأسست منذ عام 1969، البعض من خريجيها أصبح مدربا بذات المدرسة، كما عاصرت وواجهت عدة أزمات وظروف صعبة كادت تؤدي إلى إغلاقها لكنها مستمرة بالعطاء إلى يومنا هذا بفضل إرادة إدارتها ودعم الكثيرين لها وأن كانت الإمكانيات محدودة.

إلى جانب قسم الموسيقى يحظى رقص الباليه بأهمية كبيرة في المدرسة التي تحاول دعم وتوفير كل ما يمكن للراقصين رغم الصعوبات التي تواجههم في مجتمع تسوده العادات والتقاليد المحافظة. DW عربية زارت المدرسة لتسلط الضوء على أبرز المصاعب التي تواجه طلابها، هناك التقينا بلسم التي تواجه الصعوبات بابتسامتها الناعمة لتستمر بتحقيق أحلامها، وزينة التي لن يوقفها أي شيء لترقص بتناغم ورشاقة، بينما لا يهتم مؤيد للانتقادات متحديا نظرة المجتمع.

قلة الدعم والتخوف من المجتمع

راقصة الباليه، بلسم أحمد، ذات 16 عاما، تقول لـ DW عربية: “تحقق حلمي عندما دخلت مدرسة الموسيقى والباليه فهي أعطتني كل شيء، لكن المدرسة بحاجة إلى دعم كبير لتستطيع مواكبة الحداثة والتطور”. وعن ظروف الرقص تقول بلسم: “الفساتين والأحذية جميعها من المدرسة لكن أغلبها ليست جديدة بل هي نفسها قبل نحو أربع سنوات و نحن الطلاب بمساعدة مدربينا نقوم بتجديدها بإضافة اللمسات المميزة إما عن طريق الشراء على حسابنا أو بالخياطة، كما إننا بحاجة إلى ساعات تدريب طويلة وهذا غير متوفر لقلة الصفوف مع زيادة أعداد الطلبة”.

منذ صغرها، تشاهد بلسم مقاطع فيديوهات رقصات الباليه وتحاول تقليدها، وعلى ضوء ذلك شجعها والدها على دخول مدرسة الموسيقى والباليه إلى جانب أختها عازفة آلة “الجوزة” وأخيها راقص الباليه. وعن الصعوبات التي واجهتها في البداية تقول بلسم: “النظرة إلى الأنثى ليست كالذكر في المجتمعات المحافظة فما بالك بشابة قررت أن ترقص الباليه مع الذكور بملابس شبه مكشوفة، بالتأكيد ستواجه انتقادات وصعوبات”، مضيفة: “لذلك قرر والدي في البداية أن أدخل الباليه من دون معرفة أحد إلى أن يأتي الوقت المناسب”.

عندما عرف أقارب بلسم بموضوع رقصها للباليه وشاهدوا صورها لاقت انتقادات ومعارضة، لكن “والداي مثقفان ويفرضان شخصيتهما، لذلك أنا محتمية بهما”. وعن المشاكل في هذا السياق تقول: “مرت فترة وأشخاص كثر يسألون والدي باستغراب ونبرة فيها تهديد عن سبب قيامي بالرقص علنا بجسد شبه مكشوف. على ضوء ذلك خاف الوالد علي وطلب توقفي عن الرقص لفترة، لكن بإصراري وتشجيع والدتي وتفهمه والدي أكملت الطريق”.

النظرة السلبية والإيجابية

تعيش، زينة علاء، 16 عاما، بمنطقة شعبية تدعى “الحرية” شمال بغداد، ومن المعروف أنه من الصعب على امرأة من الأحياء الشعبية في العراق عامة دخول مجالات كهذه، لكن انتمائها إلى عائلة فنية بحتة ساعدها على دخول مدرسة الموسيقى والباليه. وعن دور عائلتها تقول زينة لـ DW عربية: “أختي عازفة سنطور وأخي عازف آلة الجوزة وهما معي بالمدرسة ووالدي مطرب وعازف كمان، لذلك ثقافة وحس العائلة الفني ساعدني كثيرا على تجاوز القيود المفروضة على المرأة خصوصا في المناطق الشعبية والمحافظة”. وفيما يتعلق بتعامل المحيط معها تضيف: “هنالك من ينظر لي بنظرة سلبية من المجتمع وهنالك النظرة الإيجابية بحكم ظروف البلد والتغيرات التي مرت على العراق ومنها نفوذ بعض التيارات المتشددة، لذلك نواجه قلة الدعم الحكومي والمجتمعي لرقص الباليه في العراق”.

العراق بلد الثقافة والعلم

كلمة التحدي والاستمرار وعدم الاكتراث للانتقادات السلبية لم تفارق لسان راقص الباليه، مؤيد نوار، 17 عاما، في أثناء حديثه مع DW عربية قال: “حلمي الدخول إلى مدارس رقص الباليه العالمية لأطور من إمكانياتي في الرقص أكثر لأنه لا يوجد الدعم الحكومي الكافي لفن الباليه في العراق”. وحول كلام الناس عنه يقول: “عندما دخلت مدرسة الموسيقى والباليه أصبحت مولعا أكثر بهذا الرقص ولا اهتم أبدا لما يقال عني كراقص باليه لأنه يبقى العراق بلد الثقافة والعلم وهنالك العديد من المثقفين والمتابعين لأنواع الفنون من ضمنها الباليه”. ويحظى مؤيد بدوره بدعم عائلته ومعظم الأصدقاء ويضيف: “أي مكان أذهب إليه أعرف عن نفسي بشكل طبيعي بأني راقص باليه ولا أكترث للنظرات المسيئة والانتقادات الجارحة والمحبطة”.

واجهة ثقافية للعراق

اختتمت DW عربية زيارتها لمدرسة الموسيقى والباليه بلقاء مديرها، أحمد سليم، الذي قال إن “المدرسة لها نظام خاص ويتم قبول الطلبة عن طريق اختبارات لجان متخصصة من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية”. ويشير المدير إلى أن المدرسة تعاني من قلة الملاكات التدريسية والصفوف. بالمقابل هنالك أعداد متزايدة من الطلبة تقدم طلبات للالتحاق بها. كل ذلك لأن ميزانية وزارة الثقافة قليلة ولا تفي حاجة المدرسة”.

وعن ظروف العمل يقول سليم: “بسبب الظروف التي يمر بها البلد تعرضنا لعدة أزمات بينها أزمة واجهتنا بعد الحفل السنوي نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي. في هذا الحفل قدمنا عدة عروض من الموسيقى ورقصات البالية ومن ضمنها رقصة تانغو بين شاب وشابة كمفاجأة للجمهور”. بعد الحفل يتابع الحديث: “تفاجئنا بنشر صور الراقصين بطريقة غير لائقة على عدة مواقع للتواصل الاجتماعي مع التهديد والوعيد، ما أثار الرعب بنفوس الطلبة فاتصلنا بالداخلية لحماية المدرسة تحسبا لأي طارئ”. ويضيف المدير في هذا السياق: “تتعرض المدرسة أيضا إلى تهديد من بعض عائلات الطلبة كونهم من مناطق محافظة، لكنها تبقى متحدية ومستمرة ونفتخر بأننا نعد واجهة ثقافية للعراق”.

* ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية

‫تعليقات الزوار

13
  • Arifi
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 06:43

    هههههههه شيء مضحك يجب علي ان أتعرى وراقصة حتى أواجه التطرق ويرضى عني العراة, أصبح كل من هب ودب يضحك علينا، التطرف يواجه بالتنمية ومحاربة الفساد و إيجاد شغل للشباب و وووو وليس بالتعري

  • راجي الله
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 07:05

    الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة. الاسلام وماجاء به من وصايا للرجال والنساء من خشنة ووقار ستر وبداية جسد المرأة وعدم تعريضها ومفاتنها كسلعة تباع لذوي القلوب المريضة ليس تطرفا .والتطرف ياماتب المقال هو الصورة التي نراها في منشورك.
    التطرف يعني الزيغ عن الطريق المستقيم اما غلوا وهذا منهي عنه واما تفريطا وهذا الذي تشجعونه وتعتبرونه اسلاما .

  • Llahcen
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 07:11

    هكذا اراد اعداء الامة لبنات ونساء العراق.
    كانت نساء العرلق في السابق معروفات باللباس المستور ذالك اللحاف الكبير الذي يعطي للعراقية جمالها ونخوتها وشرفها.
    قتلوا رجال العراق وعروا نساءه

  • مواطن غيور
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 07:16

    هذا هو الفن هو الرقص .يريدون تغيير الهوية الاسلامية وتغييبهها عبر ادخال الرقص والغنى واشياء اخرى تضر .لماذا لا يدخلون الصناعات وكيفية صنع الاسلحة وغيرها من الصناعات.

  • مواطن من المهجر
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 07:48

    هذا هو الغراق الجديد

    الغراق المتقدم

    الغراق بعد الغزو الأمريكي

    كيف يريد الأمريكان والغراقيين محاربة التطرف

    في نظري ليس فيه تطرف في تاريخ البشرية أكثر من السياسة الأمريكية

    آش خاصك العريان…؟ الخاتم يامولاي

    العراق وصلت الحضيض

    والأمريكان وعملائهم يخرجوا من مدرسة الموسيقى لوزارة الثقافة العراقية العري والفسق وليس ببعيد يخرجوا لنا من هناك قسيس

  • 3mir
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 07:49

    يمكننا القول انه عهد مابعد صدام وهو ما استطاعت ان تصل اليه دول الغرب …. وهو ما يريدونه في كل الدول الاسلامية

  • كافر من بني جلدتكم
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 08:23

    الموسيقى والفنون تهذيب للنفوس، هذا لن يفهمه من تربى وتعود على الكراهية والعنف.
    بالنسبة للبعض الرقص والموسيقى منبوذ ومكروه وحرام والجلد والرجم حتى الموت وقطع الرقاب والأيدي والرمي من شاهق واغتصاب السبايا محبوب وحلال

    الحمد للعقل على نعمة الكفر!

  • Zoom
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 08:27

    الفن الى جانب الفلسفة هم ارقى و أسمى ما وصلت له البشرية لحد الان و هم عماد الإنسانية.
    من يرى في امرأة ترقص خدش لمشاعره و استفزاز لكبته الحيواني، فعليه عاجلا بزيارة طبيب نفسي لانه خطر على المجتمع و على نفسه.
    التربية الدينية تجعل من الإنسان مخلوق مؤدلج لا يحب الحياة و الجمال.
    مازلنا ندافع عن شريعة اثبتت إخفاقها و عجزها عن حل مشاكل الوقت الحالي بكل سذاجة. بل هي سبب تخلفنا و سبب 90 % من الحروب و القتيل اليوم!!!
    واصلوا يا أهل العراق في انتفاضتكم و نهضتكم، العقبى لنا.
    و شكرًا

  • عبد الرحيم اوحميد
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 08:38

    ويرفعن أرجلهن عاليا…
    لماذا تجعلون الحياء والحشمة والالتزام بآداب الاسلام نظيرا للتطرف؟؟؟؟
    هل رخص الاسلام في العري؟ هل رخص في التبرج؟ هل سمح باختلاط الرجال بالنساء ومعانقة بعضهم بعضا على المسارح اقرؤوا القرآن وأجيبونا.
    ان كنتم تسمون من ينكر هذا تطرفا فرب العزة هو من نهى عنه وإلا قولوا لنا شيئا آخر.
    ليس التطرف هو التزام حدود الشرع وانما تجاوزها هو التطرف سواء في اتجاه التشدد وتحريم الحلال واستعمال الوسائل المرفوضة لفرضه على الناس كشأن التكفيريين والخوارج او في اتجاه الميوعة والانسلاخ من الاوامر والنواهي الشرعية ذلك هو التطرف
    نسيت ان اقول للكاتب سم لنا ما يستثني السماح بالعري والانحلال تحت مسمى الفن .التطرف انما هو مجاوزة الصراط المستقيم ومحاربة التطرف تكون بسلوك هذا الصراط بضوابطه ووسطيته واعتداله

  • hamid
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 08:38

    لا يسعني إلا أن إقول حسبنا الله و نعم ااوكيل

  • عيسى
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 08:48

    هل التطرف هو لباس المحتشم ام العري هي التحضر

  • لبنى
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 10:25

    الدين خرب الفطرة السليمة للمسلمين، يرون المرأة فقط كاناء لافراغ نزعاتهم الحيوانية، فلهاذا يجب تغطيتها لكي لا تهيجهه وينقض عليها، هذه العقلية الفاشلة لقد أدت الى نتائج وفظائح مدوية كالاغتصابات والتحرشات

  • الحسين
    الثلاثاء 25 شتنبر 2018 - 11:49

    الفن الساقط والمنحط وغير الملتزم باذاب والأخلاق العامة منبود في كل مكان ليس في العراق بل في كل بقاع الأرض.
    نحن ندعوا إلى الفن الرقي الذي يدعوا الى العفة والحشمة وينير الطريق ويوصل رسالة الإصلاح إلى كل الناس .

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش