العاهل السعودي يدعم ولي العهد خلال جولة محلية

العاهل السعودي يدعم ولي العهد خلال جولة محلية
الخميس 8 نونبر 2018 - 12:15

بدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز جولة محلية هذا الأسبوع بصحبة نجله المفضل ليبدي دعمه لولي العهد الذي اختاره رغم الأزمة التي تفجرت بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وامتلأت الطرقات بأعلام المملكة وصور الملك وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لدى وصولهما في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إلى منطقة القصيم، وسط المملكة، حيث كان في استقبالهما كبار الشخصيات وأطفال قدموا الورود.

والجولة هي أحدث مساع من الملك البالغ من العمر 82 عاما تهدف في ما يبدو إلى تعزيز سلطة الأمير محمد الذي يتولى إدارة شؤون المملكة اليومية، والذي واجه انتقادات دولية على مدار الشهر المنصرم منذ مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقالت وسائل الإعلام السعودية الرسمية إن الملك وضع حجر الأساس لمشروعات جديدة ومشروعات مقررة بقيمة 1.12 مليار دولار وأمر بإطلاق سجناء معسرين في القصيم.

وقالت مضاوي الرشيد، وهي أكاديمية سعودية معارضة مقيمة في لندن: “المجتمع السعودي يسود فيه التوتر والخوف والاعتقالات منذ مقتل خاشقجي. وهذه الجولة بالتالي تأتي لتؤكد لمختلف المناطق أن الملك لازال في موقعه وأنه لازال صاحب السلطة الأعلى (في المملكة)”.

واتهم مسؤولون أتراك الأمير محمد بإصدار أمر قتل خاشقجي، كما لمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن المسؤولية تقع في نهاية المطاف على ولي العهد لكونه الحاكم الفعلي للمملكة.

وفي بادئ الأمر قدمت السعودية تفسيرات متعددة متناقضة بشأن اختفاء خاشقجي، لكنها تقر الآن بأن الكاتب في صحيفة واشنطن بوست، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، قُتل خلال عملية خرجت عن مسارها. وفي الخامس والعشرين من أكتوبر قطع الأمير محمد أسابيع من الصمت متعهدا بأن العدالة ستأخذ مجراها.

وتدخل الملك سلمان لحل الموقف، إذ أرسل مساعدا يحظى بثقته إلى تركيا الشهر الماضي ثم عزل خمسة مسؤولين كبار من الخدمة، منهم المستشار المقرب للأمير محمد.

وبعد أسابيع من ابتعاده عن الأضواء، عاد الأمير الشاب إلى الساحة، فقد تفقد قوات قرب الحدود مع اليمن الذي تشارك الرياض في حربه منذ ثلاثة أعوام ونصف العام. كما ظهر في تسجيل مصور نُشر على الإنترنت يوم الإثنين مع جندي وصفه بالبطل. وخلال احتفال بإحدى الجامعات في الرياض وضع الأمير محمد حجر الأساس لمفاعل أبحاث نووية من المقرر إنشاؤه.

لكن جريج جوس، خبير شؤون الخليج في جامعة “تكساس إيه. آند إم”، قال إن الجولة المحلية للأمير محمد مع والده ليست دليلا على أن الأسرة المالكة تجاوزت دائرة الخطر، بل تشير فقط إلى أن الملك واثق من أن شيئا لن يحدث “على الفور”.

* حشد الدفاع

وولي العهد البالغ من العمر 33 عاما في طريقه لأن يكون أول ملك سعودي من الجيل الجديد منذ 65 عاما بعد تولي ستة إخوة للحكم من بين 45 ابنا على الأقل للملك المؤسس عبد العزيز بن سعود الذي توفي عام 1953.

لكن صعود الأمير محمد كان بمثابة تغيير في نظام الحكم المتبع منذ عقود، والذي سعى خلاله الملوك المتعاقبون إلى نيل إجماع الأسرة المالكة ومنح المناصب الكبرى لإخوتهم وأبناء إخوتهم.

وعزز الأمير محمد سلطته بإبعاد بعض أقوى أبناء عمومته عن مواقع السلطة، وإبقاء البعض منهم قيد الإقامة الجبرية، فيما جرى احتجاز أمراء آخرين داخل فندق فخم لعدة شهور في إطار حملة ضد الفساد.

وبدت الأسبوع الماضي بعض المؤشرات على استعداد بعض الأمراء للعودة إلى كنف الأسرة المالكة، في تعبير عن اتحادهم في أعقاب مقتل خاشقجي. وعاد الأمير أحمد بن عبد العزيز، أحد الأشقاء الصغار للملك، من زيارة إلى الخارج استمرت نحو شهرين ونصف الشهر، بدا خلالها منتقدا للقيادة السعودية.

ويبدو أن اثنين من أبناء إخوة الملك كانا قد اعتقلا العام الماضي جرى إطلاق سراحهما في الآونة الأخيرة، إذ نُشرت صور لهما مع أفراد من الأسرة المالكة.

ويقول دبلوماسيون إن الأسرة المالكة “تحشد دفاعاتها”، لكن لا توجد بوادر على أن الملك سلمان يفكر في تصعيد أمير آخر، سواء ليحل محل نجله الأمير محمد أو ليوازن السلطة معه بوصفه نائبا لولي العهد.

وقال دبلوماسي عربي كبير: “محمد بن سلمان لن يذهب إلى أي مكان. الأسرة تلتقي وستتوحد بقوة خلفه…لا سبيل للتراجع عن ذلك”، بعدما مهد الملك طريق العرش لنجله بتحييد منافسيه المحتملين العام الماضي.

وأضاف الدبلوماسي أن قرار العاهل السعودي بتولي الأمير محمد مسؤولية إعادة هيكلة جهاز المخابرات يشير إلى أن ولي العهد لازال “من غير الممكن المساس به”.

ووصل الملك سلمان والأمير محمد إلى منطقة القصيم شمالي الرياض مساء أمس الثلاثاء، حيث توجها إلى ملعب رياضي امتلأ بمقيمين هللوا مرحبين بهما، كما أظهرت صور منشورة على الإنترنت للأمير عبد العزيز بن فهد مع إخوته وبناته داخل مقر سكني.

وهذه الصور هي الأولى لنجل أحد الملوك السابقين منذ احتجازه الذي لم تعترف به الحكومة قط؛ ولم يتضح بعد إن كان توصل إلى تسوية مع الدولة شأن باقي المحتجزين الذين جرى إطلاق سراحهم تباعا، أم أن حركته لازالت مقيدة.

وفي مطلع هذا الأسبوع ظهر شقيق الملياردير الأمير الوليد بن طلال في صورة مع والده المريض. وكان شقيق الأمير الوليد محتجزا منذ شهور بسبب انتقاده عبر الإنترنت لحملة مكافحة الفساد التي أمر بها الأمير محمد العام الماضي.

وفي اليوم التالي تحدث الأمير الوليد، الذي كان ضمن المحتجزين في إطار هذه الحملة، إلى فوكس نيوز، مدافعا عن الأمير محمد في ما يتعلق بأزمة مقتل خاشقجي وحملة مكافحة الفساد، وقال: “أعتقد أنها (التحقيقات) ستظهر بنسبة مائة في المائة براءة ساحة ولي العهد السعودي”، وأضاف أنه عفا وصفح عن فترة احتجازه.

‫تعليقات الزوار

11
  • ستيتو حمو
    الخميس 8 نونبر 2018 - 12:23

    بما ان الديمقراطية منعدمة وصناديق الاقتراع من المستحيل تطبيقها لمعرفة رأي الشعب فكيف يمكن تدعيم شخص لشخص اخر .
    فأين هو رأي الشعب الذي يختار من يحكمه ؟؟؟

  • C130
    الخميس 8 نونبر 2018 - 13:06

    القوى الإمبريالية العظمى على دراية تامة بالتورط البشع الفعلي للأمير سلمان في تصفية خاشقجي لكن مصالحها الإقتصادية والجيوسياسية تفرض عليها الصمت أو على الأقل عدم توريط الأمير في مقتل الهالك…لكن رغم ذلك تبقى مصداقية ولي العهد مستقبلا في مهب الريح لأن كل دلالات الجريمة البشعة تورط النظام السعودي وعلى رأسه محمد بن سلمان ويبقى السؤال المحرج أين الجثة؟؟!!

  • الناقد
    الخميس 8 نونبر 2018 - 13:11

    هناك في السعودية 13 مواطن شيعي حكم عليهم بالإعدام بعد تلفيق تهمة الخيانة لهم.

  • اضرضور
    الخميس 8 نونبر 2018 - 13:16

    واخا القضية حامضة
    الله افك الوحايل

  • والله ماأقول إلا كلمة حق
    الخميس 8 نونبر 2018 - 13:24

    من الطبع أن يقف مع إبنه ضالما أو مضلوما،وكدلك الشعب أو الجماهير التي تخرج لتحيته رغما أو حبا لأن الملكة السعودية تعد من أكبر الدول العربية تنتهك حقوف مواطنيها في أرائهم في بلدم ومسؤليهم عكس المغرب وبعض الدول العربية.
    المهم ياولي العهد نحن لاتهمنا من بعيد ولا من قريب سواء كنت أن المدنب أو البريئ،مايهمنا هو وطننا وشعبنا يدا في اليد لتحرير وطننا من التماسيح والعفاريت التي أكلت شعبا حيا في حقه ولم تترك أتار لجتته ،فأهل مكة أدرى بِشِعَبِهَا ومسؤليها ولنا ولكم الله في كل ضالم.

  • Ziryab
    الخميس 8 نونبر 2018 - 13:36

    للتعليق الأول
    صحيح أن الإنتخابات هي من تحدد الحاكم. لكنها تبقى وسيلة فقط من وسائل الديموقراطية و ليست غاية. فهناك دول تنظم انتخابات و لها برلمان لكن دوره يبقى شكليا و لا يؤثر في الحياة السياسية ولا يفرز حكومة منتخبة مسؤولة أمام المواطنين و مراقبة من طرف البرلمان و القضاء و الإعلام. هذه الدول رغم مظاهر الديموقراطية لكنها تتصرف بعقلية السعودية فهي قريبة من الشمولية منها إلى الديموقراطية. و هذه الدول موجودة في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط باستثناء تونس

  • عبد
    الخميس 8 نونبر 2018 - 15:25

    مشكل داخلي للبلد الشقيق السعودية.نتمنى ان تمر الامور بخير .لان الدول الغربية وجد ت الفرصة للابتزاز.ما يمسكم يمسنا ايضا.الغرب اشعلوا حروبا في العالم يقفون مع ايسرائيل في كل ما تفعله .لا رقيب ولا حسيب.;واخيرا اقول لبعض المعلقين المندسين انكم لن تربحوا شيئا .

  • عابر سبيل
    الخميس 8 نونبر 2018 - 16:36

    اكتب يا تاريخ ها هو المغرب يمد يد الصلح للجزائر وهي تريد تقسيمه

  • النوري عبد اللطيف
    الخميس 8 نونبر 2018 - 17:41

    الى التعليق الأول فعلا الشعب هو اللدي يختار من يحكمه ولكن بدنوبه وليس بصناديق الإقتراع نتمنى ان تفهم انت ومن يؤمن بالتخاريف.

  • مسخوط
    الخميس 8 نونبر 2018 - 19:16

    ويبقى السؤال الخالد اين الجثة بمعنى اين الثروة

  • إقتربت
    الخميس 8 نونبر 2018 - 21:45

    رغم محاولاتك الفاشلة فقد كتب الله عليك الفضيحة بعد أن سترك في آلاف آخرين للأسف سجل التاريخ أنك يديك تلطخت بدماء من قال كلمة حق لسلطان جائر…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة