انتخابات إسبانيا تفرح الاشتراكيين وتقلق الشعبيين

انتخابات إسبانيا تفرح الاشتراكيين وتقلق الشعبيين
الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 02:23

عقب ثلاثة أعوام من انعدام الاستقرار السياسي الذي خيمت عليه الأزمة الكتالونية، تغير المشهد في إسبانيا عبر انتخابات تصدر “الحزب الاشتراكي العمالي” نتائجها من جديد، وسجل خلالها “الحزب الشعبي” المحافظ أسوأ نتائج على مدار تاريخه، بينما تمكن حزب “فوكس” اليميني المتطرف من اقتحام البرلمان بحصول على 2.6 مليون صوت.

إلا أن الاشتراكيين بقيادة بدرو سانشيز لن يتمكنوا من تشكيل حكومة وحدهم. وكان رئيس الحكومة الحالي قد تولى زمام السلطة في يونيو 2018 على إثر اقتراع لسحب الثقة من سلفه المحافظ ماريانو راخوي، الذي سقط في مأزق بسبب قضية فساد طالت حزبه.

وقد انتهى زمن الثنائية الحزبية في إسبانيا، ربما إلى الأبد، وأصبح على الساحة السياسية الإسبانية خمسة أحزاب رئيسية كبرى، علاوة على الكيانات الصغيرة.

ورغم أنهم استعادوا خلال العملية الانتخابية الأخيرة مساحة كبيرة من الأرضية التي خسروها في الأعوام الماضية، فإن الاشتراكيين حصدوا 28.68% من الأصوات، أي 123 مقعدا من أصل 350 مقعدا بمجلس النواب، بفارق كبير عن الأغلبية المطلقة (محددة في 176 مقعدا)، علما بأنهم كانوا يحكمون منذ يونيو الماضي وهم يملكون 85 مقعدا فقط.

ومن ثم سيكون على سانشيز اللجوء إلى تحالفات لتشكيل حكومة، وقد تعهد بالبحث عن شركاء بين جميع التيارات السياسية، ما رد عليه أنصاره المتحمسون لصعود حزبهم من جديد بشكل قاطع: “مع ريفيرا، لا”.

إنهم يشيرون إلى ألبرت ريفيرا، زعيم “ثيودادانوس” (مواطنون)، وهو حزب ليبرالي ينتمي لتيار يمين الوسط، وقد أسس في الأعوام الأخيرة، وكان أحد العوامل الأساسية في إنهاء حالة الثنائية الحزبية بالبلد الأوروبي، بعد استحواذه على قدر كبير من الأصوات التي خسرها الحزب الشعبي.

ووفقا لنتائج الانتخابات، أصبح “ثيودادانوس” ثالث قوة بالمجلس التشريعي الإسباني بـ57 نائبا، خلف الحزب الشعبي الذي تراجع تمثيله البرلماني من 137 إلى 66 مقعدا حاليا.

وعزا بابلوا كاسادو، زعيم الحزب الشعبي، هذا الهبوط إلى انقسام الناخبين، الذين دعم جزء كبير منهم “ثيودادانوس” وكذلك “فوكس”، دون أن يوجه انتقادا ذاتيا واحدا لإدارته لهذا الحزب المحافظ، وعلى رأسه تمكن زعيمه الأسبق خوسيه ماريا أثنار من حكم البلاد، وبعدها بأعوام نجح ماريانو راخوي في القيام بالشيء نفسه.

أما الحزب الاشتراكي فيبدو بعيدا للغاية عن الانتصارات الكبيرة التي حققها في ثمانينات القرن الماضي فيليبي جونثاليث، وكذلك تلك التي حصدها في بداية الألفية خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو.

إلا أن الحزب الاشتراكي بزعامة بدرو سانشيز مستعد لأخذ رأي أنصاره في الحسبان بإبرام تحالف مع يساريي تحالف “أونيدوس بوديموس” (معا نستطيع)، والقوميين الباسكيين، وحتى الكتالونيين.

والخيار سيكون لـ”بوديموس”، الذي ولد في أعوام الأزمة الإسبانية واستفاد من استياء المجتمع الذي يعاني من البطالة وانعدام الفرص.

في حين إن التحالف اليساري شهد تراجعا في الانتخابات الأخيرة، لينخفض عدد نوابه من 45 إلى 35، وذلك لأن كثيرين ممن صوتوا له في عامي 2015 و2016 آثروا العودة إلى دعم الحزب الاشتراكي خشية فوز الأحزاب اليمينة، الحزب الشعبي و”ثيودادانوس” و”فوكس”، وتمكنها من تشكيل حكومة ائتلافية.

والسبب وراء هذا الخوف ما حدث بشكل غير مسبوق في إقليم الأندلس، معقل الاشتراكيين على مدار 37 عاما، حيث نجح تحالف يميني من هذه الأحزاب الثلاثة في أخذ زمام الحكم عبر الانتخابات الإقليمية التي أجريت أواخر 2018.

وعلى الرغم من المؤشرات الواضحة عقب حملة علت خلالها الأصوات الشعبوية، كان حزب “فوكس” اليميني المتطرف بمثابة مفاجأة الانتخابات التشريعية الأخيرة، مع أنه لم يخش الدفاع علنا عن وقف العمل بقانون مناهضة العنف الذكوري وإبداء معارضته للهجرة.

ومنذ وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو في عام 1975 لم يتمكن سوى حزب يميني متطرف واحد بين عامي 1979 و1982 من الحصول على تمثيل في البرلمان الإسباني وبنائب واحد فحسب (بلاس بينيار). أما “فوكس” فيحظى حاليا بـ24 مقعدا.

وفيما اعتبر مفاجأة أخرى أيضا في الاقتراع الذي جرى الأحد، تمكن الانفصاليون الكتالونيون من زيادة تمثيلهم البرلماني، وهو وضع غير مسبوق نظرا لأن بعض مرشحيهم محبوسون على ذمة قضية تتعلق باستفتاء أجري في الإقليم على الاستقلال عن إسبانيا.

ومن اللافت للانتباه أيضا أن الإسبان شاركوا بكثافة في هذه العملية الانتخابية بمعدلات لم تسجل منذ زمن طويل، بنسبة بلغت 75.75%، وذلك لإدراكهم مدى أهمية هذه الانتخابات بالنسبة لمستقبل إسبانيا.

وكان سانشيز قد دعا مواطنيه، الأحد، إلى نقل “رسالة واضحة وحاسمة” تسمح باستقرار برلماني عقب “سنوات من الضبابية” عبر الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

*إفي

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين