وثائق الاحتلال تكشف تفاصيل مجزرة صهيونية في قرية فلسطينية

وثائق الاحتلال تكشف تفاصيل مجزرة صهيونية في قرية فلسطينية
الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 03:00

مجزرة “جديدة” تكشفت خيوطها بعد 71 عاما على اقترافها من قبل العصابات الصهيونية في قرية الصفصاف في الجليل الأعلى في عملية أطلق عليها “حيرام”، وراح ضحيتها 52 رجلا حيث حاولت دولة الاحتلال إخفاء تفاصيلها.

المجزرة كشفت عنها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ضمن تحقيق نشرته الصحيفة في ملحقها الأسبوعي الصادر يوم الجمعة الماضي، ويتضمن وثائق مرعبة عن مجازر وجرائم ارتكبتها العصابات الصهيونية الإرهابية ضد شعبنا الفلسطيني عام 1948 وبعده، وتحجبها وزارة جيش الاحتلال في قسم سري.

وفي تفاصيل المجزرة بحسب الوثائق، فإن العصابات الصهيونية قيدت 52 رجلا مع بعضهم البعض، ووضعوهم في حفرة وأطلقوا النار عليهم، وكان 10 منهم لا يزالون ينازعون الموت، فيما توسلت النساء وطلبن الرحمة، ووجدن حينها 6 جثث، ثم 61 جثة، كما كان هناك ثلاث حالات اغتصاب، إحداهن لفتاة عمرها 14 عاما، أطلقوا النار عليها وقتلوها، وقطعوا أصابع أحد الضحايا بسكين ليسرقوا الخواتم.

وأوضح تحقيق “هآرتس” أن عشرات المجازر ارتكبت، كما جرى اغتصاب الفتيات الصغار، إلى جانب عمليات السلب والنهب، وتفجير وتدمير قرى بأكملها، نفذتها العصابات الصهيونية بأوامر من دافيد بن غريون.

وتعمل دولة الاحتلال منذ مطلع العقد الحالي، على إجراء مسح للأرشيفات لديها، وتقوم بإخفاء وثائق تاريخية، خاصة تلك المتعلقة بأحداث وقعت أثناء النكبة عام 1948.

وفي تعليقه على ذلك يقول مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين، “إنه لا يستبعد أن تقوم إسرائيل بإخفاء مثل هذه الوثائق، فهي تدرك أنواع الجرائم المرتكبة وتفرض تعتيما على كل من يحاول الوصول إلى تلك المعلومات”.

ويذكر جبارين أن في إسرائيل نوعان من الأرشيف هما العام وهو ليس متاح جميعه للجمهور، وكذلك العسكري الذي لم يخرج عنه إلا ما ندر من الوثائق، أما تلك التي تتصل بمسألة الاغتيالات أو مخططات ارتكاب مجازر على غرار ما حدث عام 1948 فإنه يتم إخفاؤها ودفنها، رغم أن ذلك لا يغير من حقيقة الواقع.

وأشار إلى أنه من الناحية القانونية من المفترض أن تكون هذه الوثائق ملك للمجتمع لإظهار الحقائق خاصة وأن هذه المعلومات يزيد عمرها على 71 عاما والوضع الطبيعي أن تكون متاحة للجمهور، غير أن حجم الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل يدفعها للتكتم عليها، لكن هذا لا يغير من واقع المأساة التي حصلت فهناك جرائم وضحايا يشهدون عليها فهناك جرائم لا تسقط بالتقادم منها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأشار جبارين إلى أن هناك مؤسسات بحثية ومجتمعية تحاول الوصول إلى الأرشيف والمعلومات، وفي إسرائيل يوجد قانون حق الحصول على المعلومات واصبح مستخدما من قبل العديد من المؤسسات والصحفيين والباحثين والمراكز البحثية حيث أن إسرائيل مجبرة من ناحيه القانون على إظهارها… هي من جهة تحاول أن تقول أنها دولة ديمقراطية ولديها قانون الحصول على المعلومات لكن في واقع الحال هي لا تؤمن بكل ذلك”.

وأضاف، “الوثائق أدلة دامغة وقاطعة على ارتكاب إسرائيل للجرائم لكنها لا تخشى المحاسبة والمساءلة بمعيار القانون الدولي والملاحقة في المحاكم الدولية… هي تخشى من التاريخ والمستقبل فهي أقيمت على جثث أناس أبرياء لذا تحاول طمس ذلك”.

وأوضح جبارين أن الموضوع التاريخي والوثائقي مسألة مهمة كون إسرائيل عضو في المؤسسات الدولية التي تعتبر أنه الوثائق والتاريخ جزء مهم في عملها، فمثلا صحيح أنها انسحبت من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لكن لدى الأخيرة قواعد في موضوع أخذ الوثائق التاريخية، لذا فهي تدرك أن المستقبل ليس في مصلحتها وهي تحاول إخفاء كل ما يضر بها.

وطالب جبارين، بأن يحظى التحقيق باهتمام إعلامي لأن ما تم الكشف عنه لا يقارن قياسا بالواقع على مستوى سياسة رسمية ممنهجة، لأن من قام بهذه الجرائم ليست مجموعة عبثية تصرفت برغبة وقرار فردي، كما يتوجب على السياسيين والمجتمع المدني والسفارات أن تنشر هذه المسألة على أوسع نطاق من الناس والمثقفين وتعميم ما نشر وربطه مع الرواية الفلسطينية.

المختص في الشأن الإسرائيلي فايز عباس، رأى أن محاولة إسرائيل إخفاء الوثائق دليل على أن الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في حينه ضد الشعب الفلسطيني كبيرة لا يمكن وصفها، حيث كان هناك محاولات في الماضي للمطالبة بنشرها لكن الرقابة العسكرية والحكومة الإسرائيلية منعت ذلك بشكل صارم.

وأكد عباس، أنه كان من المفترض أن تنشر وثائق كثيرة لأنه مضى أأكثر من 60 عاما عليها، لكن الحكومة الإسرائيلية مددت هذه الفترة “خوفا من المسّ بأمن إسرائيل وسكانها”، للتغطية وعدم معرفة المجتمع الدولي وحتى الإسرائيليين انفسهم بالجرائم التي ارتكبت في حينه.

ولفت إلى أن ما نشر حتى الآن هو شيء بسيط وقليل مقارنه بالجرائم التي ارتكبتها الحركة الصهيونية، وعلى رأسها ديفيد بن غوريون، والتي إذا نشرت بشكل واسع فإنها ستضع على إسرائيل العلم الأسود عالميا رغم انه يعرف لكنه لا يجرؤ على محاسبتها.

ويوضح عباس، أن “هذه الوثائق يمكن الاستفادة منها بنشرها على مستوى دولي لإقناع الرأي العام بحقيقة إسرائيل رغم أن الأغلبية الساحقة على قناعة أنها ارتكبت جرائم لكن عندما ينشر الأمر بالوثائق الإسرائيلية فإن ذلك يقنع العالم بعدالة القضية الفلسطينية”.

*وفا

‫تعليقات الزوار

12
  • تك فريد
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 04:05

    اي اله هذا ثفولون عنه بانه وعدكم بارض الميعاد لتقتلوا الناس ولتغتصبوا اراضيهم.. مما لا شك فيه انكم مجرمون بامتياز .

  • لطيفة
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 06:51

    متى يحين دور ذكر المجازر التي قام بها الاحتلال الفرنسي في حق المغاربة ايام الاستعمار ؟لماذا لا يتم درس وادراج الحقائق وتدريسها بصورة واضحة ونشرها في الاعلام مع ذكر المؤامرات وشراسة ووحشية بعد المتواطءين مع الاستعمار بلا ما نمشيوو حتى اسرائيل ونبقاو نبينو على انه متوحشيين وليس لهم شفقة مغتصبيين ووووو هاد الشي لا يعني اسرائيل ككيان فقط وسوف اذكر كمثل ما كان يقوم به اوفقير من تفنن في تعذيب المعتقلين وكيف تم تنظيم انقلاب ذهب ضحيته شبان جنود تم جرهم بدون معرفتهم بما سوف يقومون به الى الموت حتما والموت البطيء في سجون لمدة أكثر من عشون سنة هاذا الخبث الموجود في نفس بني ادام وكل ما يقوم به العرب من نفت بغظهم الاعلامي على اسرائيل وتقبيل يدهم في الخفاء لم يعد يخيل على اي مثقف له معرفة متوسطة بما يحصل في العالم خلاصة القول فرعت. لينا راسنا بالقصبة الفلسطينية وهاذ التعاطف الاعلامي وانتم من باع فلسطين ولن تساهمو في استرجاعها بالغناء على الاطلال وعدم تحمل مسؤولية كل الخونةعلى رأسهم بلدان البعير

  • بوجميع
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 07:44

    وبعد هدا كيف ان يعقل مصافحة ايدي الصهاينة المطلية بدماء الفلسطينيين والتطبيع معهم
    كيف ان يعقل ان لا يدرس كل المغاربة تاريخ الصهاينة الفاشيسيين ويتعرفون عن حقيقة التاريخ والمجازر
    في غزة كفرقاسمكفر شوبا والكرامة
    سيناء ووو
    وياتي الصهاينة ويتشدقون بمعاداة السامية
    لا ننسى
    وجيل وراء جيل
    سنعرف تاريخ المجرمين في اسرائيل
    بوجميع

  • hassan
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 08:35

    كل مجازر الاحتلال لة تساوي مجزرة واحدة ارتكبت في سوريا وحدها دون العراق واليمن والسودان وليبيا… العرب هم الأعداء الحقيقيون للعرب… أما إسرائيل فعلى الترب الاقتداؤ بها..!

  • عينك ميزانك
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 09:08

    إسرائيل كيان قام على الفتك و القتل في حق الشعب الفلسطيني و بريطانيا حينما أحست بدنو خروجها من فلسطين مهدت لليهود للستلاء على الأرض بدون وجه حق و الغرب المنافق الاستعماري الدي يتبجح بدمقراطيته هو من اعترف بقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين خارج كل الأعراف لن ننسى مهما حاولتم شراء حكامنا الخائنين المنبطحين.إسرائيل هي السبب الأول لإنتاج الإرهاب.

  • Said
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 09:33

    ضربة الاخ والصديق توجع أكثر بكثير من ضربة العدو فما فعلة بني عربون بسوريا واليمن وليبيا والسودان ..جرائم وتعذيب واغتصابات جماعية بالسجون جرائم يقشعر منها البدن هي لا شيء امام مافعلت اسرائيل بنا على الاقل هي تعتبر عدوة اما العرب فهم من سلمنا لهم زمام امورنا بكل صدق نابع من الوطنية التي خدعونا بها فلك الله يا وطن العرب انشري هسبرس

  • بائع القصص
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 10:48

    على الأقل تتوفر إسرائيل على إعلام مستقل يفضح جرائم الاحتلال الصهيوني…اما الأنظمة العربية فهي تمجد جرائمها وتغطيها بالأكاذيب.
    لو تطرقنا إلى الجرائم التي قام بها السيسي او القذافي او بشار او م ب س سنجدها لا تقل بشاعتا عن العدوان الصهيوني.

  • BATLIMOUSS
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 11:04

    ما فعلته و مازالت تفعل بنا فرنسا أشد عدونية و إرهابا ، المغرب مزال مستعمر إقتصاديا إجتماعيا و ثقافيا

  • المغربي
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 11:04

    الخونة العرب من فرط في فلسطين ! عوض هاته الوثائق لماءا لا يتم إطلاع الشعوب العربية على وثائق حرب الستة أيام !!!!! هل يعقل ان جيوش عربية تهزم في ستة ايام !!!!! ونحن نرى حركة حماس بإمكانيات متواضعة تحارب الدولة الصهيونية لمدة تزيد عن 30 يوما !!! ولماذا طالبت الجيوش العربية بالهدنة في تلك الحرب مع انها كانت منتصرة !!!! هل يعقل هذا !! فالستة أيام لا تكفي حتى لجمع العتاد ! يعادون دولة صهيون في العلن و هم يدينون لهم بالولاء من وراء الستار .

  • يوسف
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 17:03

    ليس لجرئم اسرائيل اي وصف اخر غير انها جرائم همجية ولا يمكت بحال من الاحوال التستر عليها وتبريرها من طرف البعض. اسراىيل هي الكيان الغاصب والمحتل لارض الغير والقاتل للاطفال والنساء باسم ايديولوجية اسطورية فاشية تدعي الحق في العودة. سيبقى الاحتلال احتلالا وستبقى الكلمة لاهل الارض ولن يستريح المحتل الغاشم لحظة الى ان يكون الحق امرا مفعولا.

  • عبد الحميد
    الأربعاء 10 يوليوز 2019 - 18:32

    انا هنا لا ادافع على القاتل و المحتل و لكنني اردت ان اقول للمغاربة و الناس جميعا ان زاوية الرؤية تختلف وبالتالي فالوصف يختلف.
    بالنسبة لاسرائيل فان عصابات الهغانا هم عبارة عن شجعان و مجاهدين جعوا وعد الله حقيقة و بتلك الجرائم امكن لليهود ان يعودوا الى ارض الميعاد.لما قاتل العرب الاتراك كي يسترجعوا ارضهم حسب زعمهم هل ارتكبوا الجرائم ضد العثمانيين!هل وعدتهم بريطانيا حقا!!!
    اذا من يتخذ الاستعمار مرجعية يجب عليه ان يسكت.
    وعباس و دحلان و عريقات و عرفات ومن يحوم حولهم راكموا الاموال من هذه المشكلة التي صنعوها.
    و اسرائيل لم تقتل خمسين فردا فقط و انتم تشجبون وتشجبون ولا تستطيعون شيئا.
    حكم اسرائيل كحكم باقي الكيانات التي قامت على جثة الدولة العثمانية

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش