الأكراد .. "شعب بلا دولة" يتوزّع على أربعة بلدان

الأكراد .. "شعب بلا دولة" يتوزّع على أربعة بلدان
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 03:35

الأكراد هم شعب بلا دولة يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا.

موزّعون على أربع دول

الأكراد شعب من أصول هندو-أوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.

يتوزّع الأكراد على غالبية ساحقة من المسلمين السنّة وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية في الغالب، في حين تتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ حوالى نصف مليون كلم مربع، تتقاسمها أربع دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا.

ويختلف تعداد الأكراد باختلاف المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، يعيش القسم الأكبر منهم في تركيا (ما بين 12 الى 15 مليون نسمة، حوالى 20% من إجمالي السكان)، ثم ايران (حوالى 6 ملايين، اقل من 10%) ثم العراق (5 إلى 6 ملايين نسمة، ما بين 15 الى 20%) وأخيرا سوريا (اكثر من مليوني نسمة، 15% من السكان).

وسهّلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية بمعظمها والواقعة في الداخل من دون أي منفذ على بحر، على الأكراد الحفاظ على لغتهم بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل أساسي على النظام القبلي.

وبالإضافة الى هذه الدول الأربع، تعيش أعداد كبيرة من الأكراد في كل من أذربيجان وأرمينيا ولبنان إضافة الى أوروبا خصوصاً في ألمانيا.

حلم لم يكتمل

إثر انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، بات حلم الأكراد بالحصول على وطن خاص بهم على وشك التحقق. فقد نصت معاهدة سيفر التي أبرمت عام 1920 على حق الأكراد في تقرير المصير وتشكيل دولة خاصة في شرق الأناضول وفي الموصل.

ولكن هذا الحلم تبخّر بعد انتصار مصطفى كمال في تركيا واضطرار الحلفاء للتراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدالها في 1923 بمعاهدة لوزان التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وايران بالإضافة الى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا على التوالي.

الحرب ضد الجهاديين

كانت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إحدى القوى الأساسية منذ صيف عام 2014 في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ونجحت القوات الكردية مطلع عام 2015 بدعم من التحالف في طرد قوات التنظيم من كوباني (عين العرب) القريبة من الحدود مع تركيا.

وتشكل القوات الكردية الدعامة الأساسية لقوات سوريا الديموقراطية التي تشكلت في أكتوبر 2015 وتضم 25 ألف مقاتل كردي وخمسة آلاف مقاتل عربي. وتتلقى هذه القوات دعماً من واشنطن.

ونجحت قوات سوريا الديموقراطية في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة شرق سوريا ثمّ السيطرة على معقله في الباغوز بسوريا في مارس 2019.

وفي العراق، تعتبر قوات البشمركة الكردية حليفا أساسيا في الحرب ضد الجهاديين.

نزاعات مع الحكومات المركزية

بسبب نزعتهم للاستقلال في كردستان موحدة وجد الأكراد أنفسهم في الدول الأربع التي يتوزعون عليها في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديدا لوحدة أراضيها.

في سوريا، عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد مارسهما بحقهم النظام البعثي. وعندما اندلع النزاع بين النظام والمعارضة في 2011 وقف الأكراد على “الحياد”.

وأعلنوا في عام 2016 إنشاء “منطقة فدرالية” واسعة في شمال البلاد، مؤلفة من ثلاث أجزاء، أثار تشكليها عداوة قوات المعارضة وعدائية من تركيا المجاورة.

في تركيا، استؤنف النزاع المسلح بين القوات الحكومية وحزب العمال الكردستاني في صيف 2015، ما بدّد آمال حل هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.

وأطلقت أنقرة في 9 أكتوبر عملية جديدة ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا، مثيرةً احتجاجاً دولياً، بعد عمليتين سابقتين في هذا البلد عام 2016 ومطلع عام 2018 لطرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي وحدات حماية الشعب عن حدودها.

في العراق، استغل الأكراد الذين اضطهدهم نظام صدام حسين الهزيمة التي مني بها بعد انسحابه من الكويت فقاموا بانتفاضة ضده في 1991 وأقاموا بحكم الأمر الواقع حكما ذاتيا في إقليمهم الشمالي، أقر رسميا في 2005 بموجب الدستور العراقي الذي أنشأ جمهورية اتحادية.

في ايران، تدور بين الفينة والأخرى اشتباكات بين قوات الأمن ومتمردي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الذي توجد قواعده الخلفية في العراق. وكانت ايران شهدت بعد الثورة الإسلامية في 1979 انتفاضة كردية قمعتها السلطات بشدة.

انقسامات داخلية

ينقسم الأكراد الذين لم يسبق لهم أن عاشوا تحت سلطة مركزية إلى عدد لا يحصى من الأحزاب والفصائل والحركات، موزعة على الدول الأربع. وهذه الحركات، التي تكون أحيانا عابرة للحدود، غالبا ما تناصب بعضها العداء اعتمادا بالخصوص على تحالفات كل منها مع الأنظمة المجاورة.

ففي العراق، خاض أبرز فصيلين كرديين “الاتحاد الوطني الكردستاني” و “الحزب الديموقراطي الكردستاني” حربا بين 1994 و1998. ثم تصالحا في العام 2003. وأوقع القتال بين الفصائل الكردية 3 آلاف قتيل.

‫تعليقات الزوار

9
  • سلا الفينقية
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 04:17

    لا يوجد ما اسمه ارض كردستان لاصحاب هذه الارض الاصليين من العرب والتركمان وليس الاكراد الذين جلبهم العثمانيون ووجودهم في هذه المنطقة لا يتجاوز ال 150 عام قادمين من هضبة ايران
    ويريدون بكل شوفينية تأسيس بلد على اساس عرقي ويقسمو المنطقة استلهاما للتجربة الاسرائلية

  • simo
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 06:04

    ينبغي على هده الفءة الاندماج في الدول التي تنتمي إليها عوض الخوض في النزاعات العنصرية والعرقية .
    بسم الله الرحمان الرحيم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

  • الوجدي
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 10:24

    ما دمنا مسليمين فلافرق بين العرب والاكراد ولا الامازيغ.فهاته التفرقة و هدا الميز جاءنا من المستعمر.

  • oubariss
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 10:30

    افضى تقدم ورقي الإنسان ، على مستوى القيم ، إلى انصهار الأعراق و الأجناس و الإثنيات والطوائف العقائدية في كيانات جغرافية حداثية ( دول حديثة ) ذات نسيج سكاني متنوع مما أدى إلى التخلي التدريجي عن الحروب الهوجاء بين الدول . وهذا يشترط احترام الخصوصيات ، من جهة ، والإبتعاد عن النزوات العنصرية من جهة ثانية . وأضحى التراجع عن هذا المكتسب القيمي للإنسان شبه مستحيلا ، فما على مكونات البلد الواحد إلا الإنصهار و التماسك مع إحترام الموروث الثقافي لكل مكون .

  • عبدالواحد
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 10:42

    كل هذه الدول متفاهمة فيما بينها من اجل القضاء وتصفية الشعب الكردي.

  • مسلمة و كفى
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 12:38

    صحيح ان الاكراد استلهموا ثورثهم و حلمهم من الاسرائيليين: و هنا يجب الاشارة الى امرين مهمين للغاية
    1) ان البلدان و الدول الجغرافية الحديثة لا تنبني على اساس عرقي، و في كل بلد هناك العديد من الاعراق المندمجة في إطار من المواطنة و تلتزم بالحقوق و الواجبات المسطرة لدساتيرها.و مطلب الاكراد في اقامة وطن خاص بهم على اساس عرقي ما هو الا مؤامرة مدبرة ضد المسلمين لتفيتهم اكثر و اكثر و النيل منهم و للاسف وجد الصهاينة النزعة العرقية وسيلة ناجعة لذلك
    2) اسرائيل كانت تتباكى على العالم بأنها شعب بلا وطن، و تم منحم وطن من الاراضي العربية المسلمة، و طرد الشعب الاصلي الفلسطيني من ارضه لفائدة اسرائيل، علما ان اسرائيل ليس عرقا صافيا فهو شعب لقيط يضم يهودا من جميع الاعراق: روسيين، امريكان ، اكراد، امازيغ، عرب….
    إذا جمعنا هاتين النقطين سنفهم ان ما يقع للمسلمين هو من تدبير الصهاينة: فهم يفتتون المسلمين على اساس عرقي بينما يلملون جميع الاجناس و الاعراق اليهودية تحت مسمى عرق بني اسرائيل (خقل قومية اسرائيلية) علما ان الله سبحانه و تعالى قضى على هدا العرق من زمان عندما شتتهم في الارض و قطع دابرهم

  • مسلمة و كفى
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 13:25

    كل هذه النعرات العرقية وسط المسلمين هي من تدبير الصهاينة. هناك عرقان اساسيان لهما ارتباط وثيق بالديانات الاكثر اهمية في العالم: العرب ( الاسلام)، اسرائيل ( اليهودية). بمجي الاسلام كدين للبشرية جمعاء لكن برسول عربي، دخل فيه اعراق كثيرة و فرحت به و كان من بين فخرها انتسابها للعرق العربي الشريف وهو ما خلق القومية العربية. بينما اليهودية دين لبني اسرائيل برسول من بني اسراءيل، لكن تم نشره في الاعراق الاخرى. لكن غضب الله على بني اسرائيل و تشتيته لهم قضى على العرق الاسرائيلي. اليوم اليهود يتكتلون من جميع الاعراق لاحياء عرق مات و انقرض و خلق قومية اسرائيلية من جميع الاجناس، غير آبهين بعرقهم الاصلي وهدفهم و فخرهم الانتساب لبني اسرائيل المنقرض، بينما يعملون ليل نهار لعزل و تفتيت الاعراق الاسلامية كل على حدة و ابعادها عن العرق العربي للقضاء على القومية العربية الاسلامية، كمرجلة لانشاء قومية اسرائيلية يهودية تنوي ادخال هده الاعراق فيها لاحقا عبر تهويدها مستقبلا. ندعو الله ان يستفيق المسلمون من سباتهم و يلمحو الخطر الداهم القادم اليهم عبر البوابة العرقية.

  • ملاحظ
    الأحد 13 أكتوبر 2019 - 16:11

    لقد عانى الشعب الكردي الكثير عبر تاريخه الحافل بالاضطهاد من قبل حكام الدول التي يتواجدون عليها،فالشعب الكردي مشتت بين عدة دول منها:تركيا،ايران،العراق،سوريا،أذربيجان ،فلسطين،إسرائيل ،لبنان بالإضافة إلى الشتات الموجود في باقي دول العالم مثل أوروبا،ولقد حان الوقت لمنح هذا الشعب العظيم الحق في تقرير مصيره وإنشاء كيان مستقل بذاته.فغير المعقول أن يبقى شعب يتلقى الضربات من تركيا وغيرها لالشيء إلا لسبب عرقي ولأنه يريد كيانا مستقلا،فعلى الدول الموجود بها الاكراد بكثرة أن تتفاوض مع ممثليهم لإجراء إستفتاء لتقرير مصيرهم تحت إشراف الأمم المتحدة،أما الحرب فهي لا تفيد ولا تزيد إلا في مآسي الأطراف كلها.

  • صلاح
    الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 22:47

    من الافصل ان يلتحق الاكراد بتركيا البلد الذي سوف ينافس اوربا في الرقي

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش