تصاعد استيطانيّ وتنامي هدم منازل فلسطينيين في "قدس 2019"

تصاعد استيطانيّ وتنامي هدم منازل فلسطينيين في "قدس 2019"
الأربعاء 1 يناير 2020 - 02:30

سجّل عام 2019 تصاعدا استيطانيا كبيرا في مدينة القدس، عبر الإعلان عن العديد من مشاريع الاستيطان في القدس وبلداتها المختلفة، كما شهد تصاعدا في وتيرة هدم منازل المقدسيين.

ولن يغيب عن ذاكرة الفلسطينيين ثلاثة مشاهد سجلت في القدس خلال عام 2019؛ أبرزها عدوان جنود الاحتلال على المصلين في عيد الأضحى المبارك، حيث أقدم أفراد ما يسمون حرس الحدود على الاعتداء على المحتفلين بالعيد إبان أداء صلاة العيد.

وكان المشهد الثاني هدم مبان في وادي الحمص جنوب المحافظة بطريقة استعراضية تم خلالها تفجير أحد المباني وتسويته بالأرض في مشهد وصل العالم أجمع.

وثالث تلك المشاهد سجلت في القدس خلال عام 2019 يتمثل في قيام الاحتلال بإغلاق مؤسسات مقدسية جديدة؛ أبرزها مكتب التربية والتعليم في البلدة القديمة بالقدس.

وفي المقابل، سجل المقدسيون نجاحات يشار إليها بالبنان بمقاومتهم الشعبية السلمية؛ أبرزها التصدي لمحاولات الاحتلال السيطرة على محيط باب الرحمة والمنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وكسروا قرار الاحتلال بمنع الدخول إليه بعد إغلاقه بالسلاسل. وشهد مطلع العام تثبيت قرية الخان الأحمر شرق القدس، التي اضطر الاحتلال إلى التراجع عن قرار سابق بهدمها.

على الرغم من تلك النجاحات، فإن العام المنصرم كان الأصعب على المقدسيين منذ عام 1967، وشهد عمليات تطهير واستشهاد عدد من المقدسيين، وهدم لمنازل وإغلاق مؤسسات فلسطينية، وتواصل ملاحقة المؤسسة الرسمية الفلسطينية؛ باستهداف عدنان غيث، محافظ القدس، والحد من حركته. وشهد العام، أيضا، اعتداء على حرية الصحافة بمنع تلفزيون فلسطين من العمل في القدس.

وقال جواد صيام، مدير مركز معلومات عين الحلوة بالقدس المحتلة، إن المركز سجل، خلال العام 2019، سبع حالات إطلاق نار، واستشهد خلالها قاصر أمام باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، وطفلة على حاجز الزعيم شرق القدس.

وأضاف صيام لـ”وفا” أن الباحثين سجلوا أكثر من 1950 حالة اعتقال؛ بينها 500 حالة اعتقال لأطفال. وتركزت هذه الاعتقالات في بلدة العيسوية. كما سجل هدم أكثر من 170 منشأة سكنية وتجارية وزراعية أدت إلى تشريد 400 مقدسي، كما اقتحم أكثر من 29 ألف مستوطن متطرف الأقصى.

وأوضح المتحدث أن الاحتلال واصل احتجاز جثامين ثلاثة شهداء مقدسيين؛ وهم: مصباح أبو صبيح منذ العام 2016، وفادي القنبر من العام 2017، وشهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات منذ ماي 2018، لافتا إلى أن محكمة الاحتلال العليا أصدرت قرارا يسمح لجيش الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء.

2019.. العام الأقسى على المقدسيين

وسجل العام مساع من الاحتلال إلى استهداف هوية القدس، باستهداف التعليم وباستهداف المقدسين.

ورأى خالد زبارقة، المحامي المتابع للشأن الفلسطيني، أن عام 2019 كان الأقسى على مدينة القدس، منذ الاحتلال البريطاني. وتمثل ذلك في تجرؤ الاحتلال على الاعتداء بشكل مباشر على الوجود المقدسي، وعمليات هدم البيوت ومصادرة الأراضي والاستيلاء على العقارات وحفر الأنفاق وملاحقة الوجود الفلسطيني في مدينة القدس والتضيق على مصادر الرزق والاقامات.

وبين زبارقة أن إجراءات الاحتلال تؤشر إلى مساعيه إلى السيطرة على كل شيء مقدسي، وتجرؤ الاحتلال أكثر على استهداف الطابع العام في مدينة القدس ليحوله إلى طابع يهودي.

وأشار المحامي سالف الذكر إلى أن الاحتلال صعد من وتيرة استهداف البلدة القديمة، عبر تغيير أسماء الشوارع والتشديد من إجراءاته ووجود وحداته القمعية خصوصا داخل الأحياء العربية، ومحاولة تغيير الطابع الإسلامي للمسجد الأقصى.

وبيّن زبارقة أن الاحتلال تجرأ أيضا على إغلاق مزيد من المؤسسات المقدسية الوطنية، وأبرزها مكتب التربية والتعليم لتهويد التعليم في المدينة ومحاولة السيطرة عليه.

وفي مقابل كل هذه الجرائم والممارسات التي ترقى إلى جرائم حرب من الاحتلال، قال المحامي زبارقة إن حجم الصمود والثبات المقدسي الأسطوري ازداد في وجه كل هذه السياسات والممارسات، على الرغم من كل القمع الذي مورس بحق المقدسيين، فإن منسوب التحدي المقدسي زاد، ومستوى الثبات ارتفع أيضا؛ فالمقدسيون يواجهون بصدورهم آلة الاحتلال.

استيطان متصاعد

وشهد العام الجاري إعلانا عن العديد من مشاريع الاستيطان في القدس أبرزها في أول العام، وأعلن عن البدء ببناء 459 وحدة استيطانية، بمنطقة “كيكار كيدم” بمستوطنة معاليه أدوميم جنوب شرق القدس. كما أعلن الاحتلال عن خطته لبناء قطار هوائي يعزز سيطرة الاحتلال على القدس الشرقية كجزء من مشروع تهويد المدينة، وتنفيذ مشاريع تهويدية في جنوب البلدة القيمة بقيمة 55 مليون دولار.

ودشن الاحتلال بمعاول أمريكية مشروعا تهويديا يتمثل في افتتاح نفق أسماه “درب الحجاج” الاستيطاني في القدس المحتلة بمشاركة كل من دافيد فريدمان، السفير الأمريكي لديها، وجيسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط.

ويمتد الطريق من البؤرة الاستيطانية من سلوان إلى حائط البراق، الملاصق للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة، بطول 700 متر.

وجنوب المسجد الأقصى، صادقت محكمة الاحتلال المركزية على هدم 60 منزلا في حي وادي ياصول ببلدة سلوان، سيشرد في حال تنفيذه 500 مقدسي. وفي شهر رمضان الماضي، شن الاحتلال اعتداءات متواصلة على المعتكفين في المسجد وإخراجهم بالقوة ومنعهم من الاعتكاف.

وفي منتصف العام الجاري، أقرت محكمة الاحتلال تحويل 4 مبان تاريخية في شارع يافا إلى المستوطنين، بعد نزاع قضائي استمر 14 عاما، بالتزامن مع إقرار بناء 2000 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بيت إكسا غرب القدس.

وقال خليل التفجكي، خبير الخرائط في بيت الشرق، إن عمليات التهويد لها اتجاهات عديدة؛ منها ما تم فتحه من أنفاق تحت الأرض، ومشروع القدس 2020.

وأضاف التفكجي، في تصريح لـ”وفا”، أن الاحتلال يقيم بنية تحتية للمستوطنات لربطها مع بعضها البعض كما يجري حول “معالي أدوميم”، ومشاريع شارع الطوق وما يسمى الشارع الأمريكي في صور باهر.

*وفا

‫تعليقات الزوار

6
  • AMRAOUI Mustapha
    الأربعاء 1 يناير 2020 - 02:50

    الى ما خفت نكدب داكشي لطيحات السلطات فالمغرب اكثر من اسراءيل بدعوى البناء العشواءي ياك المغرب بلدنا والمواطنين مغاربا

  • Brahim
    الأربعاء 1 يناير 2020 - 03:27

    اللهم انصر اخواننا في غزة اللهم انصر اخواننا في فلسطين اللهم كن معهم ضد العدو الصهيوني اللهم اعنهم و ثبتهم وارزقهم الصبر و السلوان و سلط اللهم غضبك و سخطك على اعدائهم و اخذهم اخذ عزيز مقتدر انك القادر على كل ذلك اللهم امين و صلى اللهم وسلم على سيدنا و حبيبنا محمد اشرف المرسلين اللهم امين.

  • هذه حصيلة الاستبداد!!!
    الأربعاء 1 يناير 2020 - 03:49

    هكذا حال الأنظمة العربية المستبدة. يتم ابتزازها سياسيا واقتصاديا. لم تعد هناك محرمات في اعين الدولار$$$. كل شيء مباح. الأنظمة افلست وليس في جعبتها ما تقدمه للشعوب المنكوبة. والآن يتاجرون بقضايا مقدسة تخص مليار ونصف مليار مسلم.

  • محلل سياسات خارجية للدول
    الأربعاء 1 يناير 2020 - 05:31

    هذه نتيجة الفوضى في الدول العربية .اصبحت أغلب الدول العربية منشغلة في مشاكلها و لا تستطيع ان تضغط على اسرائيل لوقف الانتهاكات. السؤال المطروح هو :هل إسرائيل تحترم حلفاءها العرب؟ من أخطر على منطقة الشرق الاوسط،اسرائيل ام ايران؟ لماذا لا تستطيع امريكا الضغط على اسرائيل؟ام انها لا تجد حوافز لذلك؟ هل ايران تخدم أجندة اسرائيل بصنع مشاكل للدول العربية؟ هل توسع النفوذ الايراني يخدم اسرائيل؟ لماذا اسرائيل و ايران عدوان في العلن و صديقان في الخفاء؟

  • خليفة
    الأربعاء 1 يناير 2020 - 15:53

    غير اريبو كي بغاو جاية لوقت فاش غادي يخرجو من بلاد المسلمين. تايلعبو فالمقدسات. تايعاديو الله هههههه هوما راه متيقنين بلي غير بيادق عارفين بانهم مجرد لعبة. لا تربطهم اية علاقة مع تلك الارض.

  • ليقضي الله أمرا كان مفعولا
    الأربعاء 1 يناير 2020 - 19:29

    زوال إسرائيل امر محتوم …. ولكن عندما تعود فينا صفة عباد الله فقط هنا زوالهم نحن في مرحلة الغربلة وليس بالضرورة ان يكون بأيدي العرب ولكن بالمسلمين الجدد من العالم وأما ما يحدث فهو مسطور في الكتاب… كثير فقد الإيمان بأن إسرائيل ستهزم ذلك ما يريدون ان يزرعوه فيكم وهم يعلمون ان قوتكم في رجوعكم لدينكم لذلك يهاجمون دينكم ليل نهار ويشوهونه أمام أنظار العالم بالاكاذيب ولكن عبثا ما يفعلون.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات