إسقاط الطائرة الأوكرانية .. تقلبات السياسة تتحكم في المجال الجوي

إسقاط الطائرة الأوكرانية .. تقلبات السياسة تتحكم في المجال الجوي
الخميس 16 يناير 2020 - 00:55

لماذا تم السماح للطائرة الأوكرانية، التي أسقطتها القوات الإيرانية بطريق الخطأ قرب طهران الأسبوع الماضي، بالإقلاع من بلد انطلقت منه صواريخ قبل ذلك بقليل صوب بلد مجاور؟ ولماذا لم تؤجل شركة الطيران الرحلة أو تلغيها؟

الإجابة، باختصار، هي أنه على الرغم من مرور قرن من الزمان على حركة السفر الدولي جوا؛ فلم يتم إبرام اتفاق دولي يحدد كيفية وتوقيتات إغلاق المجال الجوي، ولأن شركات الطيران تضطر في كثير من الأحيان للاعتماد على تقييمها الناقص في بعض الأحيان في البت في الأمر بنفسها.

وعلى الرغم من عالمية السفر جوا واسترشاد القائمين عليه بسلاسل من البيانات الإلكترونية الفورية، فلا يزال التحكم في المجال الجوي لدولة ما مسألة محلية تخضع لتقلبات السياسة.

وكانت إيران نفسها عاشت مأساة مماثلة في 1988، عندما أسقطت السفينة الحربية الأمريكية فينسنز طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإيرانية.

كما أن أوكرانيا عايشت هذه المشكلة، منذ إسقاط طائرة ماليزية فوق أراض تخضع لسيطرة متمردين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا أثناء طيرانها من أمستردام إلى كوالالمبور.

وكان ذلك الحادث دفع المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، التابعة للأمم المتحدة، إلى إنشاء موقع لشركات الطيران خاص بمناطق الصراع. وعلى الرغم من مصرع 298 شخصا تعثر المشروع بعد أن رأت فيه بعض الدول خطرا على سيادتها وطالبت بفترة تبلغ 72 ساعة للرد الأمر الذي جعل المشروع غير ذي جدوى.

غياب الثقة

ليست هذه الحساسيات بالأمر الجديد.

في 1985 أعلن العراق أن المجال الجوي الإيراني غير متاح أمام حركة الطيران المدني؛ لكن إيران والعراق كانا في حالة حرب، وأثارت تلك الخطوة جدلا شديدا في المنظمة الدولية.

وفي 2015، حاولت هولندا، موطن ثلثي ركاب الطائرة الماليزية المنكوبة، حمل إيكاو على الأقل على تفصيل المعايير التي يجب على أساسها إغلاق المجال الجوي. ولم يتم تطبيق هذه التغييرات.

ومنذ مقتل 290 شخصا على متن رحلة الخطوط الجوية الإيرانية 655 سقط أكثر من 750 قتيلا آخرين في مختلف أنحاء العالم في هجمات على أشكال مختلفة من الطيران المدني، وفقا لبيانات فلايت سيفتي فاونديشن.

وأفاد تقرير من مجلس السلامة الهولندي، العام الماضي، بإن “الممارسات تبين أن الدول التي تشهد صراعا مسلحا مستمرا لن تنفذ القيود على مجالها الجوي من تلقاء نفسها”.

وقال قائد إيراني، يوم السبت، إن الجيش الإيراني، الذي صدرت له الأوامر بالرد على القوات الأمريكية في العراق لمقتل قائد إيراني كبير في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة، طلب فرض حظر طيران في منطقة طهران؛ لكن طلبه قوبل بالرفض. ولم يذكر السبب أو الطرف الذي رفض الطلب. ولم تعلق إيران على قرارها إبقاء مطار طهران مفتوحا.

ويلقي كل ذلك بالعبء على شركات الطيران والسلطات التنظيمية في تقدير المخاطر.

ومع ذلك، فكل منها يعتمد على معلومات مختلفة ربما تكون غير كاملة كما أنه ليس كل السلطات التنظيمية لديها صلاحيات واحدة في منع شركات الطيران التي تعمل في ظل ضغوط المنافسة الشديدة من تسيير طائراتها عبر مناطق الصراع.

بين الشرق والغرب

كشفت الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية أنها لم تتلق تحذيرا من طهران قبل إقلاع طائرتها، ولم يكن لديها أي سبب يدعوها إلى منع الطائرة من الإقلاع. وقال موقع فلايت رادار24 إن الطائرة الأوكرانية كانت العاشرة التي أقلعت من مطار طهران صباح ذلك اليوم.

وحتى وسط الصراعات في الشرق الأوسط، تعد سماوات المنطقة ضرورية على نحو متزايد كطريق بين الشرق والغرب في وقت تواجه فيه شركات الطيران ضغوطا بيئية واقتصادية متنامية لتوفير الوقود باستخدام أقصر المسارات.

وقال رون بارتش، رئيس قسم السلامة السابق لشركة طيران كانتاس، إن شركات الطيران نادرا ما ترغب في تعديل المسارات لمسافات كبيرة بسبب التكلفة.

بدورها أشارت الرابطة الدولية للنقل الجوي (إياتا) إلى أنه بعد ثلاثة أيام من الضربة الجوية الأمريكية التي قتل فيها القائد الإيراني قاسم سليماني، وبعد يوم من الضربات الانتقامية الإيرانية حلقت طائرات في نحو 1000 رحلة جوية فوق إيران والعراق؛ غير أنه لم يكن أي منها أمريكي.

وكانت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية قد حظرت على شركات الطيران الأمريكية استخدام المجال الجوي الإيراني، بعد أن أسقطت إيران طائرة مسيرة أمريكية على ارتفاع عال في يونيو الماضي؛ لكن شركات أخرى لها تقييم مختلف للمخاطر.

وقالت “إياتا”، التي تمثل شركات الطيران العالمية، إنها ستعمل على تحسين تلك التقييمات، بينما ذكر مصدر مطلع على المسألة أن منظمة “إيكاو” تبحث عن سبل لمساعدة دول في تحسين الاتصالات بين السلطات المدنية والجيوش.

*رويترز

‫تعليقات الزوار

5
  • إيكو
    الخميس 16 يناير 2020 - 03:03

    لم أقتنع بالرواية الإيرانية حول إسقاط الطائرة الأوكرانية..حسب خبراء الطيران، الدفاع الجوي الحربي يعرف وبالتفصيل الملل مواعيد إقلاع و هبوط الطائرات المدنية، بالإضافة إلى أن كل طائرة تجارية تحمل رقم تسلسلي يظهر على شاشات الرادارات العسكرية كما أنه لا يمكن لضباط الدفاع الجوي إسقاط أي شيء يحلق في الجو دون التأكد من نوعية الهدف عبر الاتصال والتنسيق مع برمج المراقبة خاصة أن مطار الإمام الخميني الدولي قريب جدا من إحدى وحدات الدفاع الجوي!
    أولا، صاروخ كروز يمكن تمييزه بسهولة عن الطائرة و حتى بالعين المجردة..ثانيا، كيف وصل "الصاروخ" وسط إيران دون أن يتم إسقاطه بمجرد دخوله المجال الجوي الإيراني؟..أخيرا، هل أمريكا العظمى ستهاجم إيران بصاروخ كروز"يتيم"؟!!!
    إما أن الطائرة أسقطت عن طريق الخطأ، أو تم إسقاطها عمدا من طرف إيران أو أمريكا، والأيام ستكشف الحقيقة

  • يمهل ولايهمل
    الخميس 16 يناير 2020 - 03:26

    رحمة الله على الضحايا الأبرياء ورزق الله أهلهم الصبر٠لكن ماذا سيقول الجناة المجرمون غدا أمام الله ألا يعرف أصحاب البطون المتدلية القتلة والطماعون أنهم سيموتون يوما؟ فيم ستفيد السلطة والمال عندما يخلدون للموت الأبدي؟ الله يمهل ولايهمل، لكم يوم ، فإن تنصلتم من عدالة الدنيا فالله يرى والملائكة تسجل ليوم الحساب، حسبي الله فيكم ونعم البصير٠

  • ولد السعودية
    الخميس 16 يناير 2020 - 04:32

    أولا وللتوضيح ..
    لم يشهد الزمن الى اليوم على إطلاق إيران أي صاروخ تجاه أي دوله من الجوار من داخل أراضيها .. كل ضرباتها تأتي بتدبيرهم لكن من خارج حدودهم .. يستغلون الأراضي العراقية والسورية

    الطائرة المنكوبة قبلها بدقائق على نفس الخط الجوي للرحلة أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية ( والحمد لله سلمها الله وشودهت أنها طائرة وليست صاروخ ) وهذا يكذب الرواية الإيرانية وأنها تعمدت إطاحة الطائرة الأوكرانية عمدا وتستغل ضعف السياسة الأوكرانية وضعف الدولة وتوجه بها رسالة مخفية لدول أخرى .. وهذه سياسه ( غبية ) انتهت من عهد الجاهلية الأولى اليوم هناك تحالفات ومجلس أمن وتحقيقات دوليه لكن العمامة الإمامية سبحان الله كل وقت ووقت لازم تبين للعالم إن تحت سوادها عقول غبيه وأجساد خاويه ومن أراد اثبات الوجود والرد عليك بأكبر رأس وليس محارشة الصغار وقالوا العرب قديما ( إذا سرقت .. فأسرق جمل ) هنيأ لأيران دجاجتهم

  • افران الاطلس المتوسط
    الخميس 16 يناير 2020 - 07:00

    لست مقتنعا بالقصة الإيرانية حول الضروف اسقاط الطائرة العمودية لأوكرانية التي أسقطت بطريق الخطأ لا أعتقد ذلك ولا أثق بإيران بتاتا بتقديم هذا الاقتراض (خطأ بشري)
    Je ne suis pas convaincu de cette histoire iranienne dans les conditions ou cette avion de lignes ukrainien aurait était abattu par erreur. Je ne le pense pas et je ne peut croire à cette hypothèse présenter d'emprunt (erreur humains). soit il y'avait quelqu'un à abord de l’appareil non désiré par les services de renseignement militaires des mollah iranien dans cette appareil soit une mise en scène a fin de détourner l’intention du monde extérieur et calmé l'esprit du monde intérieur du pays . toute les pistes sont possible

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة