خيمة وحافلة .. مدارس تحتضن تلاميذ سوريين على الحدود التركية

خيمة وحافلة .. مدارس تحتضن تلاميذ سوريين على الحدود التركية
الأحد 19 يناير 2020 - 00:00

يستمع المعلم السوري أحمد الهلال إلى تلاميذه الصغار الجالسين على حصيرة، يرددون حروف الأبجدية العربية في مدرسة مؤقتة فقيرة التجهيز بخيمة على مشارف مخيم للاجئين مترامي الأطراف على طول الحدود التركية.

وفر كثير من هؤلاء الأطفال مع أمهاتهم باحثين عن النجاة من الموت جراء القصف الجوي العنيف الذي تشنه الطائرات الحربية السورية والروسية والذي أصاب الحياة اليومية بالشلل وألحق أضرارا بعشرات المدارس والمستشفيات.

والآن يتجمع الأطفال، الذين يتحملون قسوة الشتاء في المخيم الذي غرقت كثير من خيامه، على الأرض يتعلمون كيف يقرؤون باستخدام قصاصات من الورق وأقلام الرصاص.

وقال الهلال، الذي يعلم أكثر من 140 صغيرا في ثلاث خيام متفرقة على بضعة مخيمات كبيرة مكتظة على مشارف مدينة أعزاز الحدودية إن هؤلاء الأطفال “يعانون من الجهل فلا يقرؤون ولا يكتبون” مضيفا أنهم ليس لديهم من يساعدهم.

ويشكل الأطفال والنساء القسم الأكبر من هؤلاء الفارين من الهجوم البالغ عددهم 350 ألف شخص. ولاذ هؤلاء النازحون بالفرار من الهجوم الذي تجدد منذ ديسمبر كانون الأول وتقول الأمم المتحدة إنه تعمق في معقل المعارضة السورية في الشمال الغربي.

وقال تلميذ يدعى خالد يبلغ من العمر 14 عاما: “أنا أحضر إلى هنا من أجل التعلم، حيث نزحنا إلى أعزاز من ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتحديدا من منطقة أبو الضهور بعد أن تقدم الجيش… اليوم نأخذ الدروس في الخيمة بعد أن هربنا من القصف ولا يوجد مدارس يمكن أن تستوعبنا، بعد أن تعرضت مناطقنا ومدارسنا للقصف من قبل النظام”.

كان الهلال نفسه قد فر من بلدته أبو الضهور في إدلب بعد أن سيطر عليها الجيش، بدعم من جماعات مسلحة موالية لإيران.

وقال الهلال البالغ من العمر 48 عاما، والذي كان مدرسا قبل اندلاع الصراع منذ نحو تسع سنوات، “قمنا بشراء بعض الدفاتر وأجزاء القرآن ونحن اليوم نعلمهم داخل هذه الخيمة”.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من أن الحرب ستترك جيلا لم يلتحق بالمدارس قط، وما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على التعليم بعد أن دمرت 7000 مدرسة وخرج نحو مليوني طفل خارج من المنظومة الدراسية.

وفي مخيم قريب في الباب، قام متطوعون بتحويل حافلة مدرسية إلى فصل دراسي. وداخل الحافلة المزخرف، يتلقى نحو 50 فتى وفتاة في الخامسة من العمر دروسا في الرياضيات ومهارات الحياة واللغة العربية والدين.

وقالت ماوية شولار ذات الـ32 عاما، التي فرت من معقل سابق لمقاتلي المعارضة في حمص قبل ثلاث سنوات، “فكرة الباص بدأت منذ 6 أشهر بسبب صعوبة تنقل الطلاب بين المخيمات والمدارس، لذلك عملنا على تجهيز الباص بحيث يكون مدرسة متنقلة”

وتابعت قائلة: “يعمل في الباص 4 أساتذة ونحن اليوم نخدم مخيما واحدا ونسعى من أجل التوسع إلى مخيمات أخرى، حيث يدرس الباص العربي والرياضيات والعلوم والديانة ومهارات الحياة والتمارين الرياضية الخارجية”.

وأضافت: “شعور التهجير يعطيني الدافع أن أعمل مع هؤلاء الأطفال كونهم مهجرين. التهجير شكل أثر لدي بشكل كبير من أجل إخراج الأطفال من الانطواء الذي يعيشون فيه”.

*رويترز

‫تعليقات الزوار

4
  • بدون تعليق
    الأحد 19 يناير 2020 - 00:31

    قلبي يتمزق. لن أوجه أصابع لإتهام إلى أحد لأن الجميع يعرف جيدا من السبب في هذا بما في ذلك الفاعلون أنفسهم. اللهم انتقم من الظالمين في الدنيا والآخرة.
    والسلام عليكم

  • من المغرب
    الأحد 19 يناير 2020 - 00:31

    تحصل على الملايير من الدمع وتبني لهم فقط خيم .

  • عزالدين لعيون
    الأحد 19 يناير 2020 - 00:40

    دنوب أطفال سوريا والعراق واليمن وليبيا في رقاب تركيا وإيران وروسيا وأمريكا ودول الأوروبية ودول الخليج التي عود ماتصرف فإضها المالي على ازدهار الأمة الإسلامية صرفته في تدميرها والله حال الأمة تدمع له العين ويتألم له القلب.

  • كرم
    الأحد 19 يناير 2020 - 12:44

    هذه الخيمة التركية الاردغانية تبدو افضل من دار في المغرب المسخوط

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة