أوروبا تُذلل الأزمات بالتشاور مع المواطنين بشأن مستقبل الاتحاد

أوروبا تُذلل الأزمات بالتشاور مع المواطنين بشأن مستقبل الاتحاد
السبت 22 فبراير 2020 - 16:00

بعد ثلاث سنوات من تعرض الاتحاد الأوروبي لأزمة تلو الأخرى، يريد التكتل الشروع في نهج جديد والتشاور مع مواطنيه بشأن مستقبله. ولكن إذا لم يكن الحوار مقترنا بالعمل، يمكن أن يأتي “مؤتمر مستقبل أوروبا” الذي اقترحته رئيسة مفوضية الأوروبية، اورزولا فون دير لاين، بنتائج عكسية.

كانت السنوات القليلة الماضية فترة اضطرابات بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وعززت أزمة اليورو والمواجهات المحتدمة بين الدول الأعضاء بشأن قضية الهجرة واللاجئين مواقف الساسة المشككين في الاتحاد، مثل البريطاني نايجل فاراج، زعيم حزب “استقلال المملكة المتحدة”، والفرنسية مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، الأمر الذي أعطى زخما لرؤيتهم السوداوية بشأن التكتل.

وفي الوقت نفسه، تتحدى دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المجر وبولندا، المبادئ الأساسية للتكتل، مثل سيادة القانون. وأثلجت انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في مايو من عام 2019، والتي شهدت إقبالا كبيرا من الناخبين الذين منحوا الأحزاب المنتقدة للاتحاد الأوروبي عددا من الأصوات، دون المتوقع، صدور كبار الشخصيات في بروكسل.

ورغم ذلك، تريد فون دير لاين بذل مزيد من الجهد للتصدي لما يتردد عن السيطرة على مقاليد الأمور داخل الاتحاد الأوروبي من قبل مسؤولين غير منتخبين، ولا يخضعون للمساءلة أو المحاسبة، ومعزولين عن المواطن العادي، وذلك قبل أن تنقضي عام 2024 فترة ولايتها على رأس المفوضية الأوروبية، التي تصل إلى خمس سنوات.

والسؤال المطروح: ما هي خطة رئيسة المفوضية الأوروبية لتحقيق ذلك؟ الخطة هي التواصل مع المواطنين من خلال “مؤتمر مستقبل أوروبا”، وهو عبارة عن سلسلة من المشاورات العامة التي تتجاوز “عواصم أوروبا” من أجل الوصول إلى “كل ركن من أركان الاتحاد الأوروبي”. ومن المقرر أن يبدأ هذا المؤتمر يوم التاسع من مايو المقبل لمدة عامين.

وقالت فون دير لاين الشهر الماضي، في معرض الكشف عن المبادرة: “يجب أن يكون الناس محور جميع سياساتنا”. وتتعلق الخطة بإجراء “مناقشة مفتوحة” بشأن كل شيء، بداية من جدول الأعمال الإستراتيجي الأساسي للاتحاد الأوروبي، سواء بشأن المناخ أو الهجرة أو العلاقات الدولية، وحتى هياكله الديمقراطية.

ومن المقرر الاستقرار على شكل المؤتمر ونطاقه ونتائجه المرجوة خلال الأشهر المقبلة، بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

واقترحت فون دير لاين عقد المؤتمر العام الماضي من قبيل التنازل لنواب الاتحاد الأوروبي بعدما تجاوز ترشيحها جميع المرشحين الذين اقترحهم البرلمان الأوروبي. وليس من المرجح أن يُسكِتْ المؤتمر المشككين بقوة في الاتحاد الأوروبي، ولكن هل من الممكن أن يجعل الاتحاد أكثر قربا من المواطنين في أنحاء التكتل؟.

ورغم حسن النية المتوفر في الخطة فإنها قد تسبب حالة من الإحباط إذا رأى المشاركون أنها لم تتمخض عن نتائج طيبة، حسب ما ذكرته صوفيا روساك، الباحثة المتخصصة في مجال الديمقراطية داخل الاتحاد الأوروبي بالمركز الأوروبي للدراسات السياسة، ومقره بروكسل.

وقالت روساك إن نتيجة أخرى محتملة هي تجاهل النتائج التي يتم التوصل إليه، مضيفة: “في الحقيقة، يتوقف الأمر على مدى جدية دولة عضو في التعاطي مع الأمر الذي يبدأ بالحكومات”، وحذرت من أن ممارسات مماثلة في الماضي أدت إلى “كارثة حقيقية”.

وبدت الدول الأعضاء أقل ابتهاجا إزاء عقد اجتماع مؤخرا يتعلق بالمؤتمر، حسبما صرح دبلوماسي أوروبي مشارك في تنظيمه، لم يفصح عن اسمه. لكن هذه الدول أبدت إصرارا على القيام بمحاولة لعقد الاجتماع.

وفي الواقع، وفر بالفعل مسح يوروباروميتر (وهو عبارة عن دراسة استقصائية) بيانات مستفيضة عن الرأي العام في أوروبا. ولكن بالنسبة لروساك، لا تعطي هذه المعلومات الاتحاد الأوروبي أي فكرة وافية أو مستفيضة عما يريده المواطنون، وبصفة خاصة سكان الدول الأعضاء الأصغر أو الأحدث عضوية، أو تلك الدول الأقل مشاركة في إدارة شؤون الاتحاد.

والأمر الواضح بالفعل من خلال استطلاع يوروباروميتر هو القضايا التي يزعم مواطنو أوروبا أنها تستحوذ على جل الاهتمام، وهي الهجرة وتغير المناخ والاقتصاد.

وتواجه عملية إصلاح نظام الاتحاد الأوروبي المضطرب بشأن بالهجرة، وهو أمر التكتل في حاجة ماسة إليه، عراقيل بسبب خلافات شديدة بين الدول الأعضاء بشأن قواعد الدخول وتوزيع الوافدين الجدد.

وإذا لم يحدث تقدم ملموس في القضايا القريبة من قلوب المواطنين، فلن تفيد أي حوارات. ولكن روساك تعتقد أنه رغم المخاطر، وفي حال حقق المؤتمر نتائج، عندئذ يكون قد استحق الجهود التي بذلت من أجل أن يعقد.

وقالت روساك: “نظرا لأنه اختبار صعب للغاية، لا يعني ذلك عدم إقدامهم عليه..لا يجب على المرء أن يسعى من أجل قدر أقل من الديمقراطية، أو من أجل ديمقراطية الوضع الراهن”.

*د.ب.أ

‫تعليقات الزوار

9
  • حمو ولد عمو
    السبت 22 فبراير 2020 - 16:33

    يجب على فرنسا مغادرة الاتحاد الأوربي فليس في مصلحتها ان تجمع الدول العاجزة و المتخلفة و تفتح لمواطنها الابواب دون قيودِ مما يؤدي الى اضعافها و استنزافها و بالتلي تحطم اقتصدها و لو بعد حين.

  • وصال اغنزي
    السبت 22 فبراير 2020 - 16:44

    الاتحاد الاوربي تجمع هجين غير ديموقراطي يختطف ارادة شعوب اوربا و هو اطار خلقته الراسمالية المتنفدة في اوربا لا سيما غربها اذ لم تعد الاوطان قادرة على استيعاب الانتاج و وقع اشباع محلي و من هنا التوسع أوروبيا لصالح راسمالية المانيا فرنسا انجلترا التي خرجت منه لانه كله قوانين في اتفه الاشياء و كله عراقيل بل صار كتلة نخبوية همها مصالحها الضيقة و من هنا انتشار الفقر و البطالة على نطاق واسع لم تسهد له اوربا مثيلا..بل صار فضاء عنصري اقصائي يقر قوانين للحفاض فقط على مصالح بعض الدول فيه: لا هذا المنتوج ما يدخلش عندنا ..لا هذا المنتوج الاخر ما يدخلش و علاش يا سيدنا؟ اه حنا كنخلصو العمال ب 120 يورو للساعة…و حنا ما لما؟ هكذا صار الغلاء لاهداف ايديولوجية..لنتصور شرب قهوة يقام ب 24 يورو؟ حلاقة بسيطة ب 236 يورو..رخصة السياقة بسيطة ب 3500 يورو على الاقل..هذا مشكل بعض دول اوربا المركزية الاشتراكية جوهريا..في حين في العالم يصنعون سيارات حواسيب قطارات طرق الخ ب بعض الريالات..اليوم شراء بصلة او بطاطا في اوربا يساوي 54 يورو الخ.هذا مشكل اوربا و من هنا الركوض و شضف العيش رغم التقدم و الفخفخة على افريقيا

  • المعلق الحررر
    السبت 22 فبراير 2020 - 17:06

    ها هي المفوضية الاوروبية تسعى للتحاور مع المواطنين حول مستقبل الاتحاد الأوروبي عما قريب تحت ضغط الأحزاب اليمينية و بعض المفكرين الذين يريدون اتباع انجلترا للقضاء على الكثير من المشاكل التي تتخبط فيها بلدانهم اقتصاديا و ماليا و ملف الهجرة كذلك. لذا على المطالبين بتأسيس الاتحاد المغاربي أن يستفيدوا من هذه التجربة ، إذا كان الغرب لم يستطع أن يتحد فكيف نتحد نحن العرب و قد سبق و أن غلق المغرب الحدود في وجه الجزائر مباشرة بعد الشروع في انشاء الاتحاد ، فلكي نتفادى الخصومات على كل بلد أن يغلق حدوده و يحل مشاكله بعيدا عن الآخر ، و إذا أراد الأفراد أن يزوروا بعضهم لن يمنعهم أحد ، فالتنقل مسموح و بدون تأشيرة عبر الطائرة . عزيزتي هيسبريس أرجو النشر و شكرا .

  • أدربال
    السبت 22 فبراير 2020 - 17:28

    هاد الأوروبيين مصدعين ريوسهم بالتشاور مع الشعوب و إجراء آستقصاءات الرأي و إستفتاءات شعبية و أمور معقدة فيها مضيعة للمال و الوقت .

    علاش مايديروش بحالنا !!!
    حنا عندنا المسؤولين ديالنا حفظهم الله و رعاهم و أطال عمرهم و سدد خطاهم منهم كلشي يقررون ما شاؤوا و ينفدون متى شاؤوا و العجيب الغريب هو أنهم لا يخطؤون أبدا …
    حمدناك ياربي و شكراناك على هده النعمة .

  • mmm1962
    السبت 22 فبراير 2020 - 18:13

    depuis que la France est rentré dans l ue c est le désastre pour les français sauf pour les riches qui ont profité des pays pauvres comme la Pologne la Roumanie ect et c est la faute à Sarkozy on a voté contre la l adhésion à l europe et sarko nous poussé au suicide .er voilà le résultat vol trafic terrorisme le riche devient plus riche et le pauvre devient comme un polonais pauvre

  • karim
    السبت 22 فبراير 2020 - 18:23

    المعلق رقم 2 !!!!قهوة 24اورو حلاقة 236اورو الشغل ب 120اورو للساعة رخصة السياقة 3500اورو فين هادشي ؟؟؟؟ الخيال العلمي هاذا هههه نتكلم معك كنعيش 30 سنة غربة بصلة و بطاطا 54اورو هههه و حاول علينا راه منتوجات كثيرة تشتريها في أوروبا أرخص من المغرب و الله شاهد على ما أقول

  • محماد ايت لفقير
    السبت 22 فبراير 2020 - 19:35

    وضع الشعب الفرنسي صار مثل شعوب افريقيا فقيرا و الجميع مساكين يشتكون و يشتكون من قلة فرص العمل و الغلاء الفاحش في العقار و الكراء و لزوميات الحياة و صار اتفه شيئ غاليا تماما مثل المواد الاساسية الاستهلاكية الضرورية و صار الشعب الفرنسي العميق بئيسا مثل شعوب افريقيا و الكل يخمم و مشغول بمستقبل الابناء و ضيق العيش و تحولت فرنسا التي نعرفها جيدا من البلد الذي يعيش فيه الفقراء الى بلد في ازمة و لا يقدر مول السميك او حتى الطبقة الوسطى العيش فيه كما قبل 20 سنة و حولت الدولة هذه القضايا الجوهرية اي مستوى العيش و تدهور الحالة الاقتصادية الاجتماعية و فقدان فرنسا لنسيجها الصناعي كاملا لدرجة ان مستشار ميتران قال ان فرنسا اصبحت مجرد فندق…اذن النخبة المستفيدة هناك حولت هذه القضايا الى مواضيع العري و الجنس و العنصرية و الاسلام و الهجرة و العنصرية و المناخ و الصين و انجلترا الخ في حين ان الاتحاد الاوربي كان وبالا على الشعب الفرنسي و فقدت فرنسا هيبتها و ذابت و غرقت في القارة بمشاكلها و تحدياتها..اصبحت دولة خدمات اي سياحة فندقة طبخ نقل ثقافة متاحف خمور اجبان..الدولة تحاول خصخصة كولشي

  • من المانيا
    السبت 22 فبراير 2020 - 19:55

    الاتحاد الاوربي كيان غير منسجم تماما. قوانين تتدخل في حياۃ المواطين الشخصيۃ. اقتصادات غير متوازنۃ و رواتب بفوارق كبيرۃ و اثمنۃ مرتفعۃ بالمقرانۃ مع الدخل. هذا الاتحاد ركز فقط علی الاقتصاد و تستفيذ منه فقط الدول الكبری كالمانيا و فرنسا اما اوروبا الشرقيۃ فتزداد فقرا لان الاثمنۃ رتفعت و الاجور بقيۃ علی حالها او ارتفعت بنسبۃ طفيفۃ…فيما يخص المانيا تستفيذ من يد عاملۃ رخيصۃ و مدربۃ و سوق كبيرۃ لمنتوجاتها الرخيصۃ التي اصبحت تنافس المنتجات الصينيۃ. بما انني ازور اوروبا الشرقيۃ باستمرار الاحظ كيف ان جل معامل الحقبۃ الاشتراكيۃ اغلقت و عوضت باستثمارات من المانيا و مراكز تسوق جل محلاتها المانيۃ. الكل هناك يحن للحقبۃ الاشترلكيۃ…
    هذا الاتحاد عاجلا او ااجلا سينهار او سيتفكك بسلاسۃ لتفادي الخساءر الفادحۃ.

  • مجرد ملاحظ
    السبت 22 فبراير 2020 - 20:59

    الكل يقر بفشل الاتحاد الاوربي الذي اصبح فضاءا منغلقا يسن مئات الالاف من القوانين فقط لحماية بعض الدول لدرجة ان تلك القوانين تشكل اخلالا بمبادئ الليبرالية الحقة..هل في كل شيئ سوف يقنونه؟ اين الحرية اذن؟ نجدنا امام نادي مغلق لا يدخله احد الا طبق قوانين عبثية تحد من اية حرية و مبادرة بما فيها المبادرات السياسية الاساسية مثل الديموقراطية اذ ان الذي يسير الاتحاد هم موظفون غير منتخبون لا يعرفهم احد اللهم من عينهم بعيدا عن الاضواء… الشعوب لم تعد تقرر بحرية في سياستها و مصيرها بل ان شعب فرنسا صوت ضد الاتحاد لكن راوغت الطبقة السياسة و التفت حول الارادة الشعبية في خرق تام لمبدأ الديموقراطية..و هذه خيانة للامانة في الانطمة الديموقراطية و هذا ما استحال امام شعب انجلترا و ديموقراطيته العريقة اذ حاولوا تحريف ارادة الشعب لكن عبثا..هذا يدل على ان الاتحاد هو لمصلحة فئة معينة و ليس للشعوب الاوربية و الدليل السياسات اللاشعبية التي قوضت العيش المشتركة و صعبت الحياة من غلاء و خوصصة طاغية لكل المرافق و بالتالي انفصام الطبقة السياسية عن الجماهير.من هنا ثورة السترات الصفراء التي تم قمعها بالعسكر و الدبابات

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات