"فيروس كورونا" يطرح تحديات أمنية على أجهزة استخبارات العالم

"فيروس كورونا" يطرح تحديات أمنية على أجهزة استخبارات العالم
الخميس 26 مارس 2020 - 03:40

بين الضغط الشديد على شبكة الإنترنيت وتقليص حجم فرق أجهزة التجسس وتهديدات متعددة الأشكال، يُحدث تفشي “فيروس كورونا” المستجد بلبلة تطال أيضا أوساط الاستخبارات الغربية، في وقت ينحصر فيه تركيز الحكومات على الوباء العالمي وحده.

وفي وقت ينغلق العالم بشكل متزايد على نفسه سعيا إلى احتواء انتشار وباء “كوفيد-19” تجد أجهزة الاستخبارات نفسها أمام مشكلة مزدوجة، إذ إنها مرغمة على إعادة تنظيم نفسها على نطاق واسع لتفادي انتشار الفيروس في صفوفها؛ فيما تواجه زيادة كثيفة للمبادلات عبر الإنترنيت من محتويات رسمية وغير رسمية، سرية وعلنية، صحيحة وخاطئة.

وتواصل الأجهزة عملها مترصدة التضليل الإعلامي والهجمات الإلكترونية بسائر أشكالها، فتنظم تناوب فرقها في المقرات؛ وهو ما يعرف في المعجم العسكري بـ”نمط منع التعطيل”.

وأوضح عنصر سابق في “المديرية العامة للأمن الخارجي” الفرنسية أن البريد الإلكتروني لأجهزة الاستخبارات العسكرية مشفر بمستوى من الأمان يتيح للعناصر استخدامه من منازلهم؛ لكنه أضاف أن هذا البريد لا يتيح الوصول إلى قواعد البيانات الأكثر حساسية، موضحا: “هناك استمرارية على صعيد العمل، لكن الاستخبارات الإستراتيجية ستكون حتما أقل حجما”.

وأوضح براين بيركينز، الباحث في جامعة جيمس اون في واشنطن والمحلل السابق في البحرية الأمريكية، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن وضعا مماثلا يسود في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكنه أضاف إلى هذه الصعوبات عقبة أخرى، وهي التواصل البشري الذي يشكل عماد العمل الاستخباراتي، وبات في بعض الأحيان مستحيلا.

وقال بيركينز: “أكبر تحدّ يطرحه “كوفيد-19″ هو عجز العناصر الميدانيين في الأجهزة عن العمل في المناطق التي تسجل تفشيا كبيرا للوباء، وخصوصا المناطق التي فرضت فيها قيود على التنقل”.

خطر متزايد

ويحتم هذا الوضع التحرك بشكل مختلف والحد من النشاط قليلا؛ فيما لا يزال حجم العمل المطلوب على ما هو، لا بل في تزايد. وتنصب جهود الإدارات والحكومات بشكل شبه حصري على الوباء، ويعود بالتالي إلى أجهزة الاستخبارات الاهتمام بما تبقى.

ويجمع الكل على أن المخاطر تأتي من شبكة الإنترنيت، سواء مخاطر شن هجوم على هيئة رسمية أو إحدى البنيات التحتية أو التلاعب بالرأي العام الذي يسيطر عليه القلق من خلال بث أخبار مضللة.

وأعلنت الشرطة الأوروبية “يوروبول”، في بيان، “إن الجهات السيئة النوايا تستغل هذه الظروف الجديدة”، مضيفة أن “هيئات الاتحاد الأوروبي ذات الصلاحية على تواصل وثيق في ما بينها” من أجل مواجهتها.

ومروحة التهديدات واسعة، من أعمال النهب الاقتصادية والإستراتيجية وتعديل البيانات (الانتخابية والعلمية وغيرها) مرورا بشل الخوادم وحملات التصيد الإلكتروني والتشهير وغيرها،؛لكن الخطر الأكبر الناجم عن دول عدوة أو مجموعات مدفوعة من هذه الدول، يكمن في هجمات مكثفة ومتطورة تستهدف إدارة أو هيئة.

وأشار خبير في هذا المجال أمضى سنوات مديدة في العمل الميداني إلى أن الدول الكبرى لديها شبكات متينة ومتكاملة تمكنها من مواجهة هذا الخطر.

وقال: “هجوم إلكتروني ضخم ومكثف ينقطع فيه الإنترنيت؟ يمكنك القيام بذلك ضد دول نامية. لكن لتعطيل الإنترنيت في الدول الغربية، عليك أن تعمل جاهدا”.

لا هدنة في الهجمات الإلكترونية

كان البعض يأمل هدنة في الهجمات الإلكترونية في العالم، إذ إن التعاون العالمي وحده يمكن أن يتغلب على الوباء الفتاك؛ لكنّ بن ريد من جهاز تحليل التجسس الإلكتروني في شركة “فاير آي” الأمريكية قال: “شهدنا، خلال الأسابيع الستة الأخيرة، هجمات صينية خطيرة تواصل عملياتها ضد أهدافها الخارجية الاعتيادية”.

وأكد: “ما زال الوقت مبكرا لرؤية انحسار في حجم الأنشطة، لكن ما نراه مشابه للأنماط العادية، ولا مؤشر لهدنة”، مشيرا كذلك إلى مواصلة الأنشطة في كوريا الشمالية وآسيا الجنوبية وروسيا.

من جهتها، قالت سوزان سبولدينغ، المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “ليس من الضروري تعبئة الكثير من العناصر ولا الكثير من الموارد لشن هجمات كهذه”.

وتابعت: “روسيا تخوض كل يوم عمليات تضليل إعلامي هدفها ضرب الثقة العامة في ديمقراطيتنا. وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنها ستتوقف”.

الواقع أن الحكومات الغربية تراقب موسكو، التي تتهمها بشن عمليات تضليل إعلامي متزايدة حول فيروس” كورونا” المستجد.

نسبت مجموعة العمل “إيست ستراتكوم”، التابعة للاتحاد الأوروبي والمخصصة لمسائل التضليل الإعلامي، إلى موسكو ما لا يقل عن 110 حملات وقعت بين 22 يناير و19 مارس؛ وهو ما يعتبر “من خصائص إستراتيجية الكرملن الثابتة باستخدام التضليل الإعلامي لتوسيع الانقسامات وزرع الريبة والفوضى ومفاقمة أوضاع الأزمة”؛ وهي اتهامات ترفضها السلطات الروسية موجهة اتهامات بدورها إلى الغرب.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

6
  • ا الفيروسات تحتلك المخابرات
    الخميس 26 مارس 2020 - 07:00

    اجهزة المخابرات العربية افلحت في الكشف واحتواء خطر الارهاب بكل دهاقنته من القاعدة والمدعششين وغيرهم وكل شيء وفشلت في الكتشف الاستباقي لارهاب الفيروسات والاوبئة الدولية . وحتى المخابرات الدولية لا تفلح الا في التجسس على بعضها وعلى الدول الاخرى و تهمل الارهاب الفيروسي الوبائي . الارهاب الفيروسي يحتلك المخابرات الدولية ويقعد لها كل مرصد .

  • ايمن
    الخميس 26 مارس 2020 - 09:27

    هناك لغز كيف توفي من اراد ان يعلن عن بداية تفشي كورونا طبيب العيون الذي توفي حسب التصريحات الصينية باصابته بفيروس كورونا مباشرة وفي نفس الوقت توفي او اغتيل 3 من اصحابه الاطباء هذا يدل على اشياء غامضة وان هناك ايدي وعقول شريرة وراء اختراع او على الاقل انتشار الوباء .وايضا التساىل القاىم الان ما هو العلاج التي عملت به الصين وسيطرت على الوباء اعتقد ان الجهاز المناعي لاعمار بين 5 و 15 قضى على الفيروس للفىات العمرية المصابة ومنها التي اوضاع صحية حرجة بعد حقنها بهذه المصادات المناعية

  • انكشف المستور
    الخميس 26 مارس 2020 - 10:05

    كل ما في الأمر اختزله المقال في جملة واحدة (لكنه أضاف إلى هذه الصعوبات عقبة أخرى وهي التواصل البشري الذي يشكل عماد العمل الاستخباراتي وبات في بعض الأحيان مستحيلا). بعبارة، فرنسا التي تنفق ميزانية ضخمة على تتبع الحياة اليومية لكل المواطنين أصبحت الان لا تحصل على معلومة واحدة عن ما يفعله المواطنين في حياتهم اليومية. غابت كل (الانتصارات) اليومية لجهاز الانتصارات و اصبح الان يبحث عن (انتصارات) جدبدة و لم يجدها لان الناس في منازلهم. فرنسا هي بامتياز بلد (جاسوس واحد وراء كل مواطن)

  • مراد
    الخميس 26 مارس 2020 - 10:33

    لا تتجسسوا…هكدا يقول القرآن. أيام قتل كينيدي رئيس الاستخبارات و الامن القومي الأمريكي انداك …والدي نقلت عنه جل أنظمة العالم البوليسية… كان شادا جنسيا…!

  • متطوع في المسيرة الخضراء
    الخميس 26 مارس 2020 - 10:34

    صحيح المخابرات تتنبأ بالسياسة الداخلية والخارجية بين الدول قصد إجراء احتياطات أمنية قدر الإمكان وفي جميع الميادين أما التنبؤ بالمستقبل لاقدرت لهم على ذالك لأنه أمر من أمور الخالق الباري ء المصور الدي قال تعالى وما اتيتم من العلم إلا قليلا علينا أن نؤمن بالله ونعود إلى الله عسى أن يرفع عنا غضبه وينزل علينا رحمته

  • Abdelghani
    الخميس 26 مارس 2020 - 11:49

    اخواني القراء اريد ان اكتب شيئا وهو الشغل الشاغل للمخابرات الدولية وهذا الشيء هو داعش,حيث منذ بزوغ هذا الفيروس اصبحنا لانسمع شيئا عن الدواعش عبر القنوات التلفزية وكان كورونا قامت بتصفيتهم جميعا وهذا خبر جميل ان يقضي فيروس كورونا القاتل علئ الدواعش لكن ارئ الامر مختلف فقبل كورونا العالم باسره يتكلم عن عمليات داعش والخلايا الارهابية النائمة والصاحية منها.لكن نحن نعرف ان داعش او مايسمئ بالارهاب هو من صنع الولايات المتحدة وفي نفس الوقت تقوم بمحاربته داعية العالم كله للتصدي للارهابيين وليس بغريب علي ولا استغرب ان كوفيد19 هو صناعة امريكية كذالك وقاموا بنشره عالميا واصبح حديث العالم كله عبر القنوات التلفزية حتئ انهم نسوا بان هناك ارهاب لانهم يعرفون جيدا انه لاوجود للارهاب,فهم من يخلقونه ككورونا وهم من يقتلونه وقريبا سوف يعلنون عن زوال كورونا الئ الابد.هذه هي سياسة الغرب الخبيثة.

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 13

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 3

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 20

حملة ضد العربات المجرورة