هكذا فشل ترامب في قيادة "الحرب الأمريكية" ضد "جائحة كورونا"

هكذا فشل ترامب في قيادة "الحرب الأمريكية" ضد "جائحة كورونا"
الجمعة 3 يوليوز 2020 - 03:00

سجلت الولايات المتحدة، الخميس، أعلى معدلات الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا؛ فقد تجاوزت 53 ألف إصابة جديدة، وهو رقم قياسي لم يسجله أي بلد آخر.

وتجاوز عدد الإصابات بكورونا عتبة المليونين و735 ألف إصابة إلى حدود مساء الخميس، حسب جامعة “جونز هوبكينز”، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب تطمين الأمريكيين بأن “الوضعية الوبائية في البلاد لا تزال تحت السيطرة وأن على الجميع العودة إلى العمل”.

وفيما بلغ عدد الوفيات أزيد من 128 ألف حالة وفاة بسبب “كوفيد 19″، تجاوز عدد الاختبارات الخاصة بالفيروس 32 مليونا و800 ألف اختبار.

وتظهر هذه الأرقام فشل الحكومة الأمريكية، سواء الفيدرالية أو حكومات عدد من الولايات في مواجهة الفيروس، بالنظر إلى أن جميع الولايات أعلنت عن تخفيف قيود الحجر الصحي، قبل أن يتراجع بعضها عن ذلك، كما هو الحال بالنسبة لفلوريدا وتكساس.

طريق المليونين

كشفت عدد من التقارير الإعلامية الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت على علم بالانتشار الواسع لفيروس كورونا منذ بدايته نهاية العام الماضي؛ لكنها تجاهلت تقارير استخباراتية بشأن هذا الموضوع.

بعد مرحلة التجاهل، أعلن رسميا عن أول حالة إصابة بـ”كوفيد 19″ في ولاية واشنطن الواقعة بالشمال الغربي للبلاد في الحادي والعشرين من يناير الماضي. وبعد 3 أيام من ذلك الإعلان، كان مثيرا إطراء ترامب باستراتيجية الصين في مواجهة الفيروس، إذ نشر تغريدة على حسابه بتويتر، قال فيها: “نيابة عن الشعب الأمريكي، أشكر الرئيس تشي، الصين تعمل بجد لاحتواء فيروس كورونا، والولايات المتحدة تقدر جهودها وشفافيتها”.

بعد ذلك، تغيرت نبرة ترامب تجاه الصين ومنظمة الصحة العالمية، واتهمهما بالتضليل والتغطية على وضع انتشار الفيروس في الصين، ثم بعد ذلك في عدد من الدول عبر العالم، وأعلن منع دخول المواطنين الأجانب القادمين من الصين في 31 يناير.

وبالرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية نهاية يناير، فإن الرئيس الأمريكي صرح بأن الوضع تحت السيطرة، وبأن بلاده تشتغل مع الصين من أجل مواجهة الفيروس الذي وصفه بـ”المشكل البسيط”.

في الخامس والعشرين من فبراير، قدمت الإدارة الأمريكية مقترح قانون يبلغ 2.2 مليار دولار لتمويل خطة حكومية لمواجهة الفيروس. وبعد ذلك بيوم واحد، أعلن عن تشكيل فريق يقوده مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، لتنسيق الجهود الحكومية.

ترامب لم يكتف فقط بالتقليل من خطورة انتشار الفيروس، بل وصفه بـ”الخدعة الجديدة” لخصومه في الحزب الديمقراطي، حينما قال في مهرجان خطابي بولاية كارولينا الجنوبية إن “الديمقراطيين يقومون بتسييس الفيروس، حاولوا ضربي بروسيا؛ لكن ذلك لم ينجح، وحاولوا إقالتي، وهذا الفيروس هو خطتهم الجديدة”.

اللافت في أرقام الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة هو تطورها السريع خلال الأشهر الثلاثة الماضي، فبعد أن غرد ترامب محتفيا بأن بلاده لم تسجل سوى 546 حالة في التاسع من مارس الماضي، تطور هذا الرقم ليصل إلى مليون حالة في 28 أبريل، وبعدها يتجاوز المليونين في العاشر من يونيو المنصرم.

خطط حكومية

حاولت الحكومة الأمريكية باختلاف مستوياتها، سواء على الصعيد الفيدرالي أو المحلي، منذ مارس، إقرار خطط حكومية للحد من تأثيرات “كوفيد 19” على الاقتصاد الأمريكي، بعد إعلان حالة الطوارئ في الثالث عشر من مارس.

ومع استمرار أرقام الإصابات في الارتفاع، أعلنت الحكومات المحلية عن فرض الحجر الصحي، وكانت ولاية كاليفورنيا أولى هذه الولايات، وذلك في التاسع عشر من مارس، لتسير باقي الولايات في الاتجاه ذاته، مع اختلاف قيود هذا الحجر من ولاية إلى أخرى.

تزامنا مع ذلك، وقع الرئيس الأمريكي “قانون الإنتاج الدفاعي”، من أجل إلزام الصناعات التحويلية بإنتاج الإمدادات الطبية في حال الحاجة إليها؛ فيما أصدرت “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” توجيهاتها بضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي، لكنها لم تنصح بارتداء الكمامات إلا بعد انتشار الوباء بشكل كبير في أبريل.

ووقع ترامب على خطة حكومية بقيمة 2.2 تريليون دولار في 27 مارس، شملت تقديم دعم مباشر إلى الشركات المتضررة، وتعويضات عن البطالة، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصغرى.

عودة مبكرة

بالرغم من تحذيرات خبراء الصحة، فإن الرئيس الأمريكي ظل يدعو إلى ضرورة عودة الأمريكيين إلى العمل وفتح الاقتصاد من جديد، فما كان من عدد من الولايات التي يقودها حكام جمهوريون إلا الإعلان عن استئناف عدد من الأنشطة، كما هو الحال في ولايتي جورجيا وفلوريدا التي لم يدم فيها الحجر الصحي أكثر من أسبوعين خلال أبريل.

ومع انتهاء أبريل، كانت جميع الولايات قد خفّفت من قيود الحجر الصحي، فيما اختلفت شروط هذا التخفيف من ولاية إلى أخرى؛ لكن هذه العودة سرعان ما تحولت إلى كابوس، خصوصا في الولايات الجنوبية التي شهدت خلال الأسابيع الأخيرة.

وبعد أن كانت ولايات فلوريدا وتكساس وأريزونا من أقل الولايات التي تسجل معدلات منخفضة لحالات المصابين بفيروس كورونا خلال مارس وأبريل الماضيين، تحولت هذه الولايات خلال الأيام الأخيرة إلى بؤر للوباء إلى جانب ولاية كاليفورنيا، التي أعلنت إغلاق المطاعم والحانات للحد من انتشار الفيروس.

ولعل أكثر ما أثار حنق الكثيرين من خصوم ترامب هو تحول الولايات المتحدة من بلد يفرض حظر السفر على الدول الأوروبية خلال مارس الماضي بسبب انتشار كورونا في أوروبا إلى بلد يحرم مواطنوه من دخول دول الاتحاد الأوروبي خلال يوليوز الجاري، بعد أن قررت دوله عدم السماح للقادمين من الولايات المتحدة الدخول إلى أراضيها.

‫تعليقات الزوار

13
  • amine
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 03:20

    في الحقيقة اصبح خوفي على المغاربة العالقين والمقيمين في امريكا ان يصيبو بهذا المرض , امريكا اصبحت في عزلة وحرب مباشرة مع كورونا . القارة الاوروبية اصبحت تتعافى من كورونا , وكورونا اصبحت متوغلة واكثر شراسة في القارة الامريكيتين,

  • متتبعة
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 03:21

    لنكن واقعيين لوبي الغاء مجانية الرعاية الصحية في امريكا هو المسؤول عن فشل محاربة الجائحة. وإلا لم النسبة الأبرز من الضحايا كانو من محدودي الدخل.

  • Khaled
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 03:24

    ترامب نجح فقط في حلب أموال الخليج

  • taoufik meknesi
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 04:07

    ولاية كاليفورنيا تشبه المغرب، نفس المساحة، الكتافة السكانية والمناخ. اليوم تم تسجيل9300 حالة، المغرب 333

  • محمد
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 05:22

    سبحان مبدل الأحوال ، فبعد أن منعت أمريكا سبع دول إسلامية من دخول أراضيها ، جاء دور أمريكا لمنعها من دخول ستة وعشرين دولة ، كما تدين تدان . ترامب الرئيس الغير المناسب في المكان الغير المناسب .

  • عمر
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 06:13

    نسبة الإصابة في أميركا ما زالت ضعيفة مقارنة مع دول أخرى. نسبة الإصابة 8398 إصابة في المليون وهي ضعيفة مقارنة بدول أخرى مثل قطر التي وصلت فيها نسبة الإصابة إلى 34548 إصابة في المليون. هذه النسب هي التي يقرأها المسؤولون و لا أحد يفكر في الحجز الصحي و توقيف عجلة الاقتصاد و التضييق على الحريات الفردية المقدسة لدى الشعب الأمريكي و يحميها الدستور. الاقتصاد هو الإله في أميريكا و تقدم له كل القرابين البشرية ليستمر في التحرك و إنتاج المال, و من أصيب يتحمل تكاليف نفسه و الشركة تعوضه بإطار آخر و إذا مات مئات الآلاف يعوضون سريعا بفتح أبواب الهجرة إلى أميريكا. فالكل في العالم يحلم بالهجرة إلىها. هذه هي العقلية السائدة في الولايات المتحدة الأميركية.

  • Amine
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 06:51

    N'oubliez pas que la situation et la même au Maroc….la seule différence c'est le nombre de population. Au
    , moins Trump ne dit pas: Le Maroc n'as pas réussi Mais nous on ne regarde que les défauts des autres

  • Wild West
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 07:51

    القانون الامريكي لايلزم الناس على وضع الكمامات فهي حرية شخصية الا في قليل من الحانات او المستشفيات.فمن الصعب محاصرة الفيروس وتبقى مناعة القطيع هنا في امريكا حتى يهلك قليل المناعة والحياة للاقوى مناعة

  • Panhandler
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 10:54

    انا اتفق مع التعليق رقم8 حيت ان أمريكا بلد القانون والحريات ومن الصعب الزام الناس في الجلوس في المنازل او التنقل بين الولايات بالإضافة إلى أن نسبة مهمة من الناس لا تكترت لهدا الفيروس وتريد مواصلة حياتها كما من قبل.

  • دافي
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 12:15

    على ترامب لي قال لبنادم يخرج يحتج فالزنقة

  • احمد
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 12:49

    البقاء للاقوى، هذه هي الشريعة المالتوسية للرأسمالية المتوحشة التي لا تقيم وزنا للضعفاء، وتؤمن بعبادة المال وعبادة الجبروت والقوى، وهذا ما جعل إعداد هائلة من الأمريكيين يخرجون للشوارع للاحجاج لاحساسهم بالظلم الذي فجرته قضية مقتل فلويد،، واستفاقتهم عل انعدام سياسة اجتماعية لحماية المهمشين ومحدودي الدخل على الأقل كتلك الموجودة في اروبا، نتمنى أن يستفيق هذا المارد على المظالم التي ارتكبها ضذ شعبه وضد الفلسطينين، وضد بعض شعوب العالم الضعيف. وكم من نقمة كانت في طياتها نعمة.

  • من امريكا
    الجمعة 3 يوليوز 2020 - 13:54

    رد علي تعليق 5-محمد
    الحاج ترامب منع مواطني الدول التي ينتشر فيها الاسلام البريطاني اي اصحاب الاعلام السود والدربالة الكحلة.
    المغرب كان هدفا بريطانيا لنشر اسلام مول الدربالة الكحلة منذ عشرينيات الفرن الماضي ونجح المغرب في صد ذلك بنجاح كما نجح موخرا في عين المكان والقي بالمغفلين والقاريين بلا قراية في السجن والباقي هرب بدون عودة والمغرب تابعهم..
    عندما تفهم ماذا حدث بالصبط في المسجد الذي بناه الماك فهد بنيوزيلاندا ستفهم ماذا اقصد بمول الدربالة الكحلة والحاج نرامب حفظه الله..

  • jalal
    الأحد 5 يوليوز 2020 - 00:26

    كرونا مرض سياسي ،امربكا كان هدفها تدمير اقتصاد الصين ولكن الصين عرفت كيف تتصرف واصبحت امريكا هي التي تعاني،حرب ابيولوجية انتصرت فيها الصين وانهزمت امريكا.اذا ربح ترامب في المرة الثانية فالعالم سيعش في خطر وربما حرب عالية ثالثة ستأتي على الاخضر واليابس وزوال الحياة على الارض.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات