"فتح" و"حماس" تسرّعان خطوات التقارب وسط تحديات غير مسبوقة

"فتح" و"حماس" تسرّعان خطوات التقارب وسط تحديات غير مسبوقة
الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 02:30

سرّعت حركتا “فتح” و”حماس”، مؤخرا، وتيرة خطوات التقارب بينهما بعد سنوات من الخلافات، في وقت تجابه فيه القضية الفلسطينية تحديات جسيمة وغير مسبوقة.

وتتجه الحركتان إلى التوافق على إجراء انتخابات عامة لأول مرة منذ عام 2006، في محاولة جديدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، ومن المتوقع أن يتم تحديد موعد الانتخابات خلال اجتماع سيعقد خلال أيام.

وقال محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال اجتماع مجلس الوزراء، بداية الأسبوع الجاري، إن الحكومة ستبذل كل الممكن لإنجاح الانتخابات التي تم الاتفاق عليها بين حركتي “فتح” و”حماس” وبقية الفصائل الفلسطينية.

وصرح جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لـ”فتح”، بأن الاجتماع سيترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل “إقرار الرؤى والإستراتيجية والآفاق المستقبلية للقضية الفلسطينية”.

وكان عباس ترأس في الثالث من الشهر الجاري اجتماعا للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في رام الله وبيروت، عبر الإنترنيت، وبينها “فتح” و”حماس”، لأول مرة منذ سنوات طويلة.

وأعقب ذلك اجتماعات بين وفدين من قيادتي “فتح” و”حماس” استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي في مدينة إسطنبول التركية، واختتمت بإعلان اتفاقهما على “رؤية مشتركة” ستقدم للحوار الشامل.

وكتب المحلل السياسي أكرم عطا الله مقالا في صحيفة “الأيام” المحلية بعنوان “مصالحة السلحفاة التي استعارت أقدام الفهد”، في إشارة إلى مظاهر التعثر الشديدة التي رافقت تفاهمات سابقة للحوارات بين “فتح” و”حماس”.

ورأى عطا الله أن “الحوار هذه المرة يتخذ شكلا أكثر جدية من المرات السابقة، لا من حيث النتائج بل الدوافع التي دفعت بالأطراف”، مؤكدا “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا”.

وأعلن مسؤولون في “فتح” أن التفاهمات مع “حماس” تقوم على إجراء انتخابات تشريعية، ثم رئاسية، وأخرى لمنظمة التحرير خلال مدة 6 أشهر.

وقال نبيل عمرو، الدبلوماسي الفلسطيني السابق، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إن الفلسطينيين سيراقبون تطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الحركتين لاسيما ما يتعلق بإجراء الانتخابات.

ويشدد عمرو على أن الانتخابات يجب أن تتضمن تجديد المؤسسات والقيادة الفلسطينية بما يتيح دخول أفكار جديدة، “بدون احتكار فصائلي مستمر منذ سنوات”.

وشدد عمرو على أن “الانتخابات حاجة ملحة إلى إعادة الثقة بالمواطن الفلسطيني ومؤسساته وتقديم صورة حضارية وديمقراطية أمام العالم لكسب دعمه بكافة الأشكال المتاحة”.

ويعاني الفلسطينيون، منذ منتصف عام 2007، من الانقسام، إثر سيطرة “حماس” على قطاع غزة؛ فيما فشلت تفاهمات عديدة برعاية خارجية متعددة على مدار أعوام في تحقيق المصالحة.

ويعتبر هاني حبيب، الكاتب والمحلل السياسي من غزة، أن ما يجرى هذه المرة في محادثات المصالحة قد يشكل “إعادة هندسة النظام السياسي الفلسطيني”.

وقال حبيب إن ذلك يحدث “في ظل مستجدات بالغة الخطورة على الوضع الفلسطيني، لا سيما بدء تنفيذ صفقة القرن (الأمريكية) بما فيها خطة الضم الإسرائيلية لأراض فلسطينية.

وأشار إلى “موجة التطبيع بين بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل، الأمر الذي مهد الطريق وفرض على القيادات الفلسطينية اتخاذ خطوات أكثر جدية، وتوفير إرادة حقيقية تتجاوز كل العقبات السابقة من أجل إنهاء الانقسام الداخلي”.

وشدد حبيب على أن النظام السياسي الفلسطيني “بحاجة إلى إعادة هندسته لمواجهة المخاطر والتداعيات والتحديات كافة، مع التأكيد على أن الانتخابات استحقاق وطني ديمقراطي فلسطيني”.

وتضمنت تفاهمات فتح وحماس تشكيل “قيادة مقاومة موحدة” لتفعيل الحراك الشعبي ضد إسرائيل في وقت يتم فيه الدعوة إلى رد فعل فلسطيني في مواجهة المخاطر الحاصلة.

ويعتبر المحلل السياسي عبد الناصر النجار أن “انتفاضة فلسطينية ثالثة مسألة وقت؛ لأن الخيارات الأخرى أمام الشعب الفلسطيني لم تعد قائمة”.

وقال النجار إن “عوامل الانفجار عديدة لدى الفلسطينيين؛ وبينها الضغوط التي يتعرضون لها داخليا وخارجيا بحيث لم يعد أحد قادراً على تحمل المزيد منها”.

وأضاف: “ليست الضغوط الاقتصادية أو المالية فقط، ولكن الجرائم الإسرائيلية وعلى رأسها الاستيطان، فنحن نرى هجمة إرهابية استيطانية بلا حدود مدعومة من الحكومة والأحزاب الإسرائيلية، ومن الإدارة الأمريكية ” بما يقوض كل ما تبقى من فرص لحل الدولتين.

‫تعليقات الزوار

9
  • Photoshop
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 03:03

    الصورة لاتعبر عما يدور بعيدا عن الكميرا.دمروا دولتهم بخلافاتهم الشخصية قبل المصلحة العامة لو تركو خلافتهم جانبا وتركو الشعب يحكم نفسه بنفسه لما انبعثت عنهم الأمم والطريقة الوحيدة لهزم العدو بالوحدة الداخلية.

  • شباط وبنكيران
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 03:28

    بعدما خذلهم من كان السبب في تفرقتهم وشراء ذممهم. انتهى دورهم في اللعبة. ذكروني بشباط لما انسحب من حكومة بنكيران ثم رجع ليتصالح معه بعدما فهم إنه كان كبش فداء. وفي الاخير تم حرق أوراق الاثنين. السياسة نجاسة!

  • makaveli
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 04:34

    ماغادي تجيو فين تتافقو حتى يكونو بنو اسرائيل دارو و خداو و طراساو لي بغاو كيفما بغاو

  • عبدالرحمان
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 05:09

    نبارك إتفاقهم ولكن لدينا سؤال وهو إتفاقهما وتقاربهما على ماذا وعلى من فهاذان الفصيلان ما إجتمعوا إلا على سوء لأحد حفظنا الله وإياكم من تقارب حماس وفتح .

  • مواطن من ألمانيا
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 06:37

    "فتح" و"حماس" تسرّعان خطوات التقارب….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    هذه ستكون آخر خطوة لإنهاء التقارب

    "فتح" عباس // هم من باعوا فلسطين

    ما دام "فتح" عباس وحاشيته يتاجر في قضية فلسطين

    لن يفلحوا في أي شيئ

    عباس بايع الماتش

    أقول لهنية الحذر واجب مع هذا المخلوق

  • احمد
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 07:17

    هذا ماكان يجب فعله للقضية الفلسطينية مند البداية .ترك كل الخلافات كيف ماكان نوعها ،ومواجهة الاحتلال بقوة الوحدة .اما الان فات الاوان لقد سويت القضية ولله الامر من قبل ومن بعد .

  • كاري حنكو
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 13:21

    والله من جبل على الخديعة فسيظل دائما يسري في عروقه ولو قطرة واحدة من دم الخديعة.
    لذى لا أثق صراحة في السلطة الحالية فلا بد أنها تخطط لتحويل هزائمها إلى انتصارات
    فبعدما رمتها أمريكا عظما بعد أن أكلتها لحما بمختلف تنازلاتها سيعمد السلطة مجددا لتقديم المزيد من التنازلات للصهاينة لترضى عنهم أمريكا ولكن بعد أن يكونوا قد حصلوا على تفاهمات مع المقاومة ليورطوها هي أيضا في التنازلات الجديدة.
    سترون إن كان عباس سيقبل لنتائج الإنتخابات إن هزم وحصلت حماس والجهاد على الأغلبية؟ سينقلب على الحركتين بدعوى أن المجتمع الدولي لا يقبل بحركة تحمل السلاح ضد إسرائيل.
    أنصح الإخوة في حماس والجهاد إن حصلوا على الأغلبية أن يعرضوا اتفاق أوسلو على استفتاء شعبي : هل نستمر فيه أم نلغيه؟ وسيتأكد للعالم من أن غالبية الشعب لا تريد تنسيقا أمنيا مع الصهاينة والذي لا يعني في مضمونه سوى بيع المقاومين للصهاينة

  • Trois fois rien,,, ,,,
    الأربعاء 30 شتنبر 2020 - 15:04

    لمادا الخلاف بين أبناء الشعب الواحد يجب أن تتحد حركة
    فتح وحركة حماس حتى يواجهوا العدو الصهيوني الغاشم ،جميل دولة مكونة من حزبيين إثنين فقط شيء
    جميل ولما لا ،فإن اقوى دولة في العالم عندها حزبين
    ديموقراطييون وجمهوريون،ليس كشعب المغرب سكانه
    35مليون ولديه 40 حزب حزب لكل مليون نسمة.

  • مغربي من منطقة عبدة
    الجمعة 2 أكتوبر 2020 - 06:01

    يا أبناء فلسطين، يا قمر فلسطين، يا أنهار فلسطين، يا أشجار فلسطين، يا شمس فلسطين، يا عبير فلسطين، يا وحدة فلسطين…

صوت وصورة
ملفات هسبريس | حظر تيك توك
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 11:22

ملفات هسبريس | حظر تيك توك

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 8

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا