تونس تحتفل بالذكرى الثانية للثورة في ظل صعوبات

تونس تحتفل بالذكرى الثانية للثورة في ظل صعوبات
الإثنين 14 يناير 2013 - 09:30

تحتفل تونس اليوم الاثنين ٬ بالذكرى الثانية لثورة الرابعة عشر من يناير 2011 ٬ تاريخ هروب الرئيس السابق ٬ زين العابدين بن علي تحت ضغط انتفاضة شعبية عمت مختلف أنحاء البلاد ومواجهات دامية مع قوات الأمن خلفت نحو 300 قتيل ومئات المصابين.

وتحل ذكرى الثورة والبلاد ما زالت تعيش صعوبات وتحديات جمة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية٬ حيث تشهد العديد من المناطق الداخلية حالة من الغليان وأحداث العنف والاحتجاجات على خلفية مطالب اجتماعية واقتصادية مثلما هو الشأن في ولايات الجنوب خاصة في القصرين وقفصة وبن قردان ٬ حيث تنتشر البطالة ومظاهر الفقر.

وقد ازدانت الشوارع الرئيسية بالعاصمة بحلة من الزينة ورفعت الأعلام الوطنية والشعارات الممجدة ل휔ثورة الحرية والكرامة”٬ فيما تستعد القوى السياسية لعقد تجمعات خطابية ومسيرات الشعبية تخليدا لهذه المناسبة.

وعلى الصعيد الرسمي سيتميز اليوم الاثنين٬ بحفل يحتضنه المجلس التأسيسي (البرلمان) يجري خلاله التوقيع بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل٬ أكبر المركزيات النقابية في البلاد٬ على وثيقة “العقد الاجتماعي”٬ فيما يستقبل الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي٬ عددا من الشخصيات والوفود الرسمية العربية والأجنبية التي حلت بتونس للمشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة ٬ من بينها رؤساء موريتانيا وفلسطين وليبيا.

والواقع أن الحكومة الحالية برئاسة حمادي الجبالي٬ أمين عام حركة النهضة (اتجاه إسلامي) ٬التي جاءت قبل سنة من الآن في ظل ظروف اقتصادية صعبة٬ لم تتمكن ٬رغم الجهود التي بذلتها في مجال الاستثمارات والتشغيل ٬من امتصاص حالة الاحتقان الاجتماعي التي تعيشها العديد من الجهات٬ كما كان الشأن الشهر الماضي في ولاية سليانة ٬ شمال غرب العاصمة التي عمت فيها الفوضى وأعمال العنف في ظل إضراب عام دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل.

وحسب المعطيات الرسمية٬ فقد بلغت نسبة النمو خلا السنة المنصرمة٬ نحو 5ر3 في المائة بعد أن سجلت هذه النسبة في السنة التي قبلها٬ ناقص 8ر1 في المائة من الناتج الاجمالي الخام٬ كما وفرت الحكومة خلال السنة ذاتها أكثر من مائة ألف منصب شغل في القطاعين العام والخاص٬ ونتيجة لذلك تراجعت نسبة البطالة من 3ر18 في المائة إلى 17 في المائة حاليا٬ من مجموع العاطلين الذين يقدرون بنحو 750 ألف عاطل عن العمل أغلبهم من خريجي الجامعات والمعاهد العليا.

وعلى الصعيد الأمني تأتي الذكرى الثانية للثورة وتونس تواجه محاولات متكررة لزعزعة الأمن٬ بعد الكشف الشهر الماضي عن محاولة مجموعة إرهابية محسوبة على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي٬ تهريب أسلحة من ليبيا إلى الجزائر عبر التراب التونسي ومحاولة أخرى لنفس التنظيمات الإرهابية بإقامة معسكرات للتدريب في ولاية القصرين جنوبا بالقرب من الحدود مع الجزائر٬ حيث تمكنت قوات الأمن مت تفكيك هذه الخلايا واعتقال 16 من عناصرها.

يضاف إلى ذلك أعمال العنف التي تقف وراءها التيارات الدينية المتشددة المحسوبة على ما يعرف بالسلفية الجهادية٬ وكانت أوضح تجلياتها الهجوم في 14 سبتمبر الماضي على السفارة الأمريكية في تونس.

وعلى الصعيد السياسي يطبع المشهد السياسي التونسي حالة من الصراع والتجاذبات السياسية وتبادل الاتهامات بين الائتلاف الثلاثي الحاكم “الترويكا” بقيادة حركة النهضة وأحزاب المعارضة التي تتهم تحالف الأغلبية٬ بالفشل في تدبير المرحلة الانتقالية وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تواجهها البلا ٬ بالإضافة إلى التباطؤ في الانتهاء من كتابة الدستور وعدم تحديد خارطة طريق واضحة لما تبقى من المرحلة الانتقالية.

وحسب تصريحات مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي٬ الذي انتخب في أكتوبر 2011 لصياغة دستور جديد للبلاد٬ فإن المجلس سيشرع خلال فبراير القادم في التصويت على فصول الوثيقة الدستورية الجديدة٬ فيما صرح رئيس الحكومة٬ حمادي الجبالي أن الانتخابات العامة (الرئاسية والتشريعية) يمكن أن تتم خلال الصيف القادم٬ وبذلك تنتقل البلاد من مرحلة انتقالية إلى أخرى دستورية أكثر استقرارا.

وفي محاولة لإيجاد أرضية للتوافق حول جدول زمني لما تبقى من المرحلة الانتقالية٬ أطلق الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي مع بداية الأسبوع المنصرم٬ مبادرة ترمي إلى تحقيق “وفاق وطني” بين الأحزاب ومختلف الفاعلين السياسيين في الساحة الوطنية٬ استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة٬ حيث استقبل زعماء عدد أحزاب الأغلبية والمعارضة للتشاور حول “أرضية للوفاق الوطني يتم الالتزام بها خلال الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية”٬ كما ذكرت مصادر رسمية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة٬ عدنان منصر٬ إن مشاورات الرئيس تندرج “في إطار سعيه إلى تحقيق الوفاق الوطني وتسهيل عمل الحكومة والمجلس التأسيسي”.

وفي تصريحات لاحدى القنوات الفرنسية بمناسبة ذكرى الثورة وأوردتها وسائل الاعلام التونسية٬ قال المرزوقي إن الثورة حققت عدة مكاسب ذكر من بينها كون التونسيين أصبحوا “يتمتعون بحرية التعبير وحرية التظاهر”.

كما دافع عن تحالف حزبه “المؤتمر من أجل الجمهورية”٬ ذو التوجه العلماني مع حزب حركة النهضة الاسلامي٬ وقال في هذا الصدد “نحن في طريقنا للوصول إلى توافق فريد من نوعه في العالم العربي”٬ مشيرا إلى أنه غير نادم على تحالفه مع الإسلاميين.

يذكر أن التحالف الحاكم يضم بالإضافة إلى حركة النهضة حزبا “المؤتمر من أجل الجمهورية” (يساري قومي) و “التكتل من أجل العمل والحريات” (يسار وسط) ٬ برئاسة مصطفى بن جعفر ٬ رئيس المجلس التأسيسي.

وفي سياق متصل يقوم حمادي الجبالي بالاتفاق مع قيادات الائتلاف الحاكم بمشاورات سياسية لإدخال تعديل على حكومته٬ كان من المنتظر أن يعلن عنه بمناسبة ذكرى الثورة٬ وتلتحق بموجبه بعض أحزاب المعارضة بالتشكيلة الحكومية الحالية.

وقال الجبالي في تصريحات نشرتها الصحف التونسية أمس الأحد٬ بخصوص هذا التعديل “نريده أن يكون تعديلا ذو قيمة٬ يعطي نفسا جديدا للبلاد”٬ مشيرا إلى أن الحكومة ستركز خلال المرحلة المتبقية لتنظيم الانتخابات على “الأولويات٬ مثل التشغيل والتنمية الجهوية والأسعار والخدمات الاجتماعية للشعب وقضية الفساد”.

❊ و.م.ع

‫تعليقات الزوار

9
  • ARIFI
    الإثنين 14 يناير 2013 - 10:11

    كل تغيير جذري أو تحول أو ثورة تحتاج إلى وقت على الأقل عشرة سنوات لتبدأ معالم التغيير والتعافي تظهر شيء فشيأ على الدولة وعلى المواطن, كلنا نعلم أن البناء في بيئة كانت ملوثة بجميع أنواع الفساد و الظلم والأمراض والإستبداد تحتاج لوقت لتشخيص الدوا ء الذي يمكن القضاء على الجزء من الأمراض المزمنة التي تركها النظام السابق, إذن الكل مطالب ببناء وطنه والكل مطالب بقيام بمجهود من أجل إصلاح مايمكن إصلاحه أما الإنتظار بأن تمطر السماء ذهبا بعد الثورة فهذا غباء وجهل بالواقع ولا يقوم به إلا أناس جاهلون وأميون لاغرض لهم إلا الفوضى, الثورة الحقيقية تبدأ بعد الثورة الأولى هي ثورة ضد الإنسان نفسه هي ثورة ضد العقلية المريضة هي ثورة ضد الفساد هي ثورة من أجل تربية جيل جديد يعتمد على نفسه ولايعتمد على الآخرين

  • PUR MAROCAIN
    الإثنين 14 يناير 2013 - 10:15

    عندما كانت في تونس دولة قوية تحت بن علي كان الشعب مقموع مغلوب على امره و بعد الثورة انقلبت الامور الدولة ضعيفة و الشعب اصبح حرا يستطيع التعبير الى درجة تخيف المستثمرين و تعيق دواليب الانتاج ……

  • un opinion
    الإثنين 14 يناير 2013 - 11:51

    تو نس حسب احد البرامج بث بقناتهم التلفزية ان ما حققته لهم الثورة هو زيادة الزواج العرفي بشكل لم يعرفوه ايام بنعلي ونتائجه السلبية كاطفال بدون نسب وقد حذرت احزاب من الظاهرة وضرورة ترسيم عقود الزواج حماية للاطفال ونفس الظاهرة تعرفها مصر حسب صحافتها فالشعب يحتاج لبرنامج حكومي يوفر له العمل والامن والاكل والسكن والتعليم والكرامة اما الثورة بدون تخطيط بعدها يعاني الشعب من الفوضى والخوف فالافضل ان لاتزهق ارواح من اجل ثورة لانفع منها

  • saidnarsise
    الإثنين 14 يناير 2013 - 12:24

    الهم بارك مهم جدا ان تنجح الثورة التونسية المجيدة على جميع اصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية لان النموذج التونسي هو اقرب الى النموذج التركي الناجح بقيادة العدالة والتنمية التركي ذو توجه اسلامي منفتح وعصري علماني بيعيدا عن النوذج المصري الديني السلفي المتطرف نتمنى ان تصبح تونس الخضراء منارة وشعلة تلهم باقي الدول العربية على فكرة بالامس لم يلبي الخرافان المغاربة نداء 13يناير وقبلها حركة 20فبراير المجيدة من بين اسباب رئيسة هي المستقبل المجهول الذي تمر به البلدان الثائرة بمعنى نجاح الثورات المجيدة في باقي البلدان العربية واستمرار الوضع هنا على ماهو عليه سيشعل المغاربة ليس فقط على الثورة بل اكثر من ذالك ثورة حضارية شاملة انشاء الله

  • oussama
    الإثنين 14 يناير 2013 - 13:36

    les resultats de la revolution tunisienne: 1- destruction de l economie , 2- le nombre des clandestins tunisiens a triple cette anne, 3- manque de securite dans les rues, 4- mariage des mineurs est devenu un phenomene acceptable et partout, absence d une loi qui protege les enfants, 5, la polygamie,6:nombre des jeunes chomeurs diplomes a double, 7-la faillite du tourisme,8:investisseurs tunisiens ont qui quitte leur pays installes a Tanger et en europe…………………………………………..

  • مغربي حر
    الإثنين 14 يناير 2013 - 15:25

    ظن اصحاب الثوراة انه بمجرد سقوط رئيس او نظام ستفتح الجنة ابوابها وسيصبح الكل أغنياء اي ان العصى السحرية للثورة ستعطي مفعولها بين ليلة وضحاها ولكن يستفيق اصحاب الثوراة على ايام واعوام عجاف يتقاتلون على رغيف خبز والتماسيح والأفاعي تصبح المتحكمة في دواليب الحكم بعد ان كان نظام ما من قبل مكبلها .فلا امن ولا أمان ولاخبز ولا طعام ولا شعب حر ولا احرار بل ذل على الدوام وقهر من تنادوا ورفعوا شعار الثورة والمثال تونس فهي كل يوم ترجع سنوات للوراء حتى انه وزير ماليتها يصرح انه لم يبقي في الخزينة الا راتب شهر واحد للموظفين!!!!!!اي ان الدوله ستفلس ناهيك عن المشاكل الجديدة من ترام على الملك العام والمشاكل الاجتماعية من اغتصاب ونهب وووووو
    اصبح الكثير في تونس يفضل الأمن والأمان ويطالب به على لقمت العيش
    ليبيا نفس الواقع والعراق الذي لو بقي صدام لما تفتت الى فدراليات مع ان الشيعة اصبحوا المسيطرين عن الحكم فهل سقط الطغيان الاجاب لا ان الطغيان بدأ بزوال حكم صدام رحمه الله
    لن يتغير شئ في تونس او اي من هذه الدول لان الكرسي والسلطة تسيل لعاب الكثير من الذين يلبسون لباس الملائكه فإذا تمكنوا وحكموا تسلطوا

  • نجوى
    الإثنين 14 يناير 2013 - 16:33

    ما كاين لا ثورة ولا هم يحزنون.لست اسخر من دماء الشهداء ولا ممن ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الثورة على الظلم ولكن معروف ان الثورة يصنعها الابطال و يجني ثمارها الانذال.كنت اتمنى لو انها كانت ثورات حقيقية ولكن كل المؤشرات تدل على انها ثورات مخطط لها من اللوبي الامريكي_الاسرائيلي لضرب المنطقة العربية تحت ذريعة الارهاب الذي سيصبح تهمة لصيقة بالحكومات الملتحية.لقد تنبأ المفكر العالمي الدكتور حسين عمران بهذا السيناريو منذ قرابة العشر سنوات والفيديو موجود على اليوتوب لمن اراد مشاهدته.مخطئ من يظن بأن اسقاط النظام يعني اسقاط الحاكم وبعض الوزراء.الثورة التي شعارها الحرية مالم تكن هي نفسها حرة لن تحقق اهدافها.هل تتصورون بأن امريكا و اسرائيل وكل الدول العظمى من مصلحتها ان تصبح الدول العربية دولا ديموقراطية و تشكل قوة عظمى؟؟هذا يخل بالتوازنات الدولية لأننا نحن بالنسبة لها فئران التجارب و اليد العاملة الرخيصة والادمغة المستغلة لصالحهم .اراضينا مدافن لمخلفاتهم الكيماوية و منابع للطاقة يستغلونها كلما شاؤوا تحت ذريعة القضاء على الارهاب والاستبداد كما حدث في العراق وليبيا…

  • EgalitéLiberteJustice
    الإثنين 14 يناير 2013 - 19:00

    Ceux qui parlent des révolutions des autres pays,il faut savoir que la Révolution Française l’exemple de tous les révolutions du monde et de l’histoire contemporain,il a pris plus que 100ans pour arriver enfin à un système JUSTE avec trois principe EGALITE LIBERTE FRATERNITE=JUSTICE .Donc soit le système MAROCAINE lui-même devient comme ça avec EgalitéLiberteJustice soit c’est le peuple qui va faire le changement et la plupart des marocaines en générale préfèrent que le système lui-même fait les vrais reformes nécessaires dès que possible avant qu’il soit TROPTARD de rendre les droits volés du peuple et rendre JUSTICE au peuple comme dans la plupart du pays du monde PourEviterFitena Et AFA LAHE AMA SALAFE les deux gagnant–gagnant le peuple et le système,sinon le premier perdant c’est ce dernier car à notre époque il ne faut pas jouer du théâtre&l’hypocrisie avec les citoyens.les jeunes de notre époque veulent leurs droits des richesses de leurs pays et ce n’est pas du blabla ni barbie

  • youssef takki
    الخميس 17 يناير 2013 - 01:04

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تعليقنا اليوم عن احتفالات تونس قد ازدانت الشوارع الرئيسية بالعاصمة بحلة من الزينة ورفعت الأعلام الوطنية والشعارات الممجدة لíœ"ثورة الحرية والكرامة"٬ فيما تستعد القوى السياسية لعقد تجمعات خطابية ومسيرات الشعبية تخليدا لهذه المناسبة.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات