هل يحفر ثوار ليبيا "قبر" الثورة بأيديهم؟

هل يحفر ثوار ليبيا "قبر" الثورة بأيديهم؟
الخميس 27 يونيو 2013 - 09:00

بالرغم من نجاح ليبيا في قطع شوط في طريقها الديمقراطي ممثلا في انتخابات برلمانية منتصف العام الماضي وصفها المجتمع الدولي بالناجحة، وترتب عليها اختيار حكومة مؤقتة اقتسمت حقائبها أكبر الكتل السياسية في البرلمان بالإضافة إلى رضا الشارع الليبي عن شخصية رئيس الحكومة علي زيدان.

إلا أن الملف الأمني الذي وضعته الحكومة على رأس أولوياتها بات أهم معوقات مسار البناء الديمقراطي للبلاد، الذي قامت الثورة في فبراير2011 لأجل إرسائه، فلا تزال التشكيلات الثورية المسلحة – التي قادت الثورة ضد نظام الرئيس السابق معمر القذافي ونجحت في الإطاحة به، تمثل شوكة في خاصرة الدولة الوليدة – بحسب محللين وخبراء- بالرغم من تبعية الكثير منها لوزارة الداخلية والجيش.

ويؤكد هذا تصريحات زيدان مطلع الأسبوع الجاري، عبر التلفزيون الليبي الرسمي، المحذرة من أي تحرك لأية قوة مسلحة دون إذن من أجهزة الدولة الرسمية، حيث تعكس عدم سيطرة حكومته على قرار هذه المجموعات المسلحة.

خيري بالريش، الخبير الأمني الليبي، حذر من خطورة هذا الملف متساءلا: “هل يحفر الثوار قبر الثورة بأيديهم؟”. وعزا تفاقمه إلى “إخفاقات المجلس الوطني الانتقالي السابق بسبب عدم ضبطه لأعداد الثوار المقاتلين ضد حكم القذافي إبان الثورة، مما سمح بازدياد أعداد الكتائب بشكل كبير، حتى أن من سجل منهم للانضمام لوزرة الداخلية وحدها بلغ عددهم 140 ألف فرد”.

من جانبه، اتهم المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل كلا من وزير الداخلية السابق في الحكومة الانتقالية فوزي عبد العال ورئيس الأركان المستقيل يوسف المنقوش بـ”السماح لوجود هذه الكتائب بشكل قانوني بإصدارهما تراخيص لبعضها واعتمادهما عليها في حراسة أمن المنشآت الحيوية والحدود والمرافق العامة، مهملين بشكل متعمد دور الجيش والشرطة”.

ويتهم البعض كتائب الثوار المسلحة بالتبعية لقوى وأحزاب سياسية تستخدمها في تحقيق أهدافها، حيث شاركت بعض هذه الكتائب في الضغط على البرلمان من أجل إصدار قانون العزل السياسي لرموز نظام الرئيس السابق معمر القذافي، من خلال حصار مقار وزارية للحكومة بداية مايو الماضي، وهو ما فسرته الحقوقية الليبيبة ابتهال قدورة بقولها إن “قانون العزل كان من أهم نتائجه عزل محمود جبريل، زعيم تحالف القوى الوطنية، الخصم الأقوى لحزب العدالة والبناء مما يدل على وقوف الحزب وراء إصدار القانون”.

وأكدت قدورة “غالبية المتابعين لا يشكون في وقوف أحزاب سياسية وراء المجموعات المسلحة التي حاصرت وزارتي الخارجية والعدل قبيل صدور القانون ما يجعلها تسهم بممارساتها هذه في إجهاض الثورة وتحقيق هدفها المتمثل في بناء دولة ليبية حديثة”.

وأعلنت حكومة زيدان في وقت سابق عن تشكيل قوة مشتركة من الجيش والداخلية ضمن خطة المجاهرة بالأمن لتطهير العاصمة مما أسمته بـ”الكتائب الخارجة عن القانون”.

ولكن قدورة رأت أن “الحكومة فشلت في أول مواجهة مسلحة لها مع هذه الكتائب داخل العاصمة، وهو ما برز جليا في عدم سيطرة الحكومة على قرار كتيبة درع ليبيا في بنغازي قبل أيام، والتي استخدمت السلاح ضد متظاهرين”، مضيفة أن “الحكومة اكتفت بإصدار بيان تعترف فيه بتبعية الكتيبة لرئاسة أركان الجيش من ناحية وتشجب فيه ما حدث وتعزي الناس في ضحاياهم من ناحية أخرى، واكتفى زيدان بقوله إن ما حدث قضاء وقدر”.

وأضافت “بعض هذه الكتائب للأسف تتزعمها شخصيات لها صيتها وتحظى بالاحترام بسبب مشاركتها في الاطاحة بحكم القذافي في ساعاته الأخيرة، دون أن تدرك أنها ربما تكون بهذا تحفر قبر الثورة”.

وبالرغم من تأكيد حكومات الدول الكبرى لدعم ليبيا في مسيرتها للتحول الديمقراطي إلا انها لم تخف قلقها من تردي الأمن ومخاطر انتشار السلاح الليبي وانفلات الحدود مما شكل ثقلا جديدا على الحكومة خصوصا بعد اعلان كل من وزير الداخلية عاشور شوايل، ورئيس الاركان يوسف المنقوش استقالتهما قبل أسابيع.

‫تعليقات الزوار

9
  • hassan jdidi
    الخميس 27 يونيو 2013 - 09:44

    يجب على كل مغربي ان يستوعب العبر من هذه التي يسمونها بالثورات الربيعية,وماهي الا مؤامرات صهيونية امريكية غربية تخدم اجندتها للاسف ومن دون وعي الشعوب الغبية التي تعتقد انها تعمل صالحا,وكذلك تلك القوى الماجورة الراديكالية العلمانية التي تدعي الحداثة. كل هذا من اجل تخريب الامة الاسلامية وتركها خانعة طائعة متخلفة,و الاستيلاء على خيراتها ومقدراتها.
    وما يؤلمني في هؤلاء ادعائهم دفاعهم عن الديمقراطية مثل الغرب.
    ان الديمقراطية كلمة مصنوعة وفارغة المحتوى ليست الا للاستهلاك ولايطبقها حتى الغرب الذي صنعها.
    اما نحن المسلمين يجب ان يكون شعارنا هو كلمة الله سبحانه في القران "العدل".

  • hicham
    الخميس 27 يونيو 2013 - 12:24

    نعم ثوار ليبيا حفرو قبر الثورة بأيديهم وذلك بعد ما تحالفو مع الناتو ولكي تتأكدوا هداهو الدليل ؛ من كتاب الله تعالى، قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [المائدة: 51].

  • جعفر بن البختي
    الخميس 27 يونيو 2013 - 14:15

    في ليبيا لا يوجد ثورة ، ولا ثوار ، كل ما في الأمر حرب قادها الغرب على القذافي ، فتخلصوا منه لأنه كان يعارض المشروع الغربي ، ثم ترك الليبيين
    يتخبطون في دمائهم ، ثم ضرب سوريا ولم ينجح ، ولما فشل أمير قطر في
    إتمام المهمة غزله ، وحرك الغرب الوضع في الجزائر وفشل ، والغرب هو من
    أسقط مبارك بعدما أن إنتهت مهمته….لذا لا ثورة في ليبيا، ولا ثوار…وستعرف
    ليبيا وضعا أسوأ مما هي عليه..وسيعرف المغرب حالة لا تسر .

  • عزالدين
    الخميس 27 يونيو 2013 - 14:28

    نحن في الوطن العربي لانواجه الحاكم الفاسد وعصاباته فقط بل المؤامرات الخارجية الغربية هي التحدي الحقيقي الذي تواجهه الشعوب والحل الوقت والوعي

  • سعيدو
    الخميس 27 يونيو 2013 - 15:15

    لوبيا دخلت في نفق مظلم صحيح انها انتصرت على دكتاتور لكنها لازالت ثلمس طريق الحرية ارى ان الملكية البرلمانية هي نظام سياسي للمرحلة على شاكمة دول الاوربية يحتوي من خلاله جميع الاطياف و التيارات وقد عاشت ليبيا تحت ظل النظام الملكي حياة مزدهرة في عهد الملك الصالح الزاهد ادريس السنوسيي رحمه الله

  • عبد الله
    الخميس 27 يونيو 2013 - 16:27

    ليبيا نجحت فى دحر دكتاتوروقعت فى شراك دكتاتور اجد من القدافى وهى الفوضى الكبرى والقتل وانتشار السلاح فىكافة انحاء ليبيا

  • kebir be
    الخميس 27 يونيو 2013 - 17:35

    ا نظرمادا وقع في مصر الدولة الوحيدة التى ستكون مثل لكل التوراة ولكن في الاخير فهمنى ان ليست هناك تورة عند الدول العربية انظرلمصر الاعداء للديمقراطية لم يتركوا يوم للرئيس الى وقامت الذنيا يظنون انه يملك عصى سحرية انظر الى ليبيا في يوم من ا لا يا م مع هدا الانفيلات الامني سيشتهون للقمع القدافي لانه كان على الاقل الامن وهده هي الشعوب العربية كيفما يصوره الغرب

  • belafkih
    الخميس 27 يونيو 2013 - 19:16

    اولا اشكر هيسبريس على فتح هذه النافدة .واقول اني عشت سبعة سنوات في ليبيا واعرف جيدا العقلية الليبية ومختلف تقافاتها ، من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب . ولعل المشكل الرئيسي في ليبيا الان هو ان ثوار مصراتة سيطروا على مكاسب الثورة بدريعة انهم من اشعلوا التورة واقتحموا طرابلس وحرروها،وطاردوا القدافي الى سرت وحاربوه فيها الى ان القوا القبض عليه.وهذاث مايرفضه كل من ثوار بنغازي و ثوار الزنتان .وعلى العموم فما يحدت هناك هو عدم تقبل الثوار لمشاركة اصدقاء النظام القديم في تولي المسؤوليات في الدولة الحديتة، وهذا ماتمخض عنه اصدار قانون العزل السياسي، كما يرفضون حكامة النخب السياسية العائدة من الخارج،ويرون انهم اﻷحق بادارة شؤون ألبلاد.

  • أبوعبيد الليبي
    الجمعة 28 يونيو 2013 - 17:15

    نعم النفق الأسود المغموس بلون النفط اللعنة التي نكتوي بنارها ولم نتمتع بخيراتها، ليبيا ومنذ بداية أزمتها وأنا أحد الليبيين (الأغلبية الصامتة) التي كانت تتوقع هذا السيناريو الذي أوقعنا فيه الغرب، العراق افغانساتان الصومال وغزة ووو وأضيفت لهم ليبيا… وإذا ماكان القذافي لعنة فإنه أفضل اللعنات.. فماذا بعد أن يصرح من على رأس الهرم الآن ويهدد باستدعاء الغرب لايقاف التدهور … زيدان يصرح ليل نهار ويحيك المؤمرات لاحياء ديمقراطية ميتة اصلاً فمطالب الشعب في واد والحكومة في وادي والأحزاب تتصارع، والمليشيات تتصارع فهذه ليبيا ياسادة.

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 21

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات