سوريان يناقشان مستقبل الإسلام السياسي بعد تعثر تجربة الإخوان بمصر

سوريان يناقشان مستقبل الإسلام السياسي بعد تعثر تجربة الإخوان بمصر
الأحد 18 غشت 2013 - 04:14

يدعو كاتبان سوريان إلى حماية مدنية الدولة من “خطر” وصول تيارات أو أحزاب تتبنى أيديولوجيات شمولية ذات طابع ديني إلى الحكم بحجة أن هذه التيارات تنطلق في سياساتها من “أطر مغلقة” تحول دون تفاعلها مع غيرها من التيارات والأحزاب السياسية التي ربما تصبح “عدوا” يصعب مد جسور الثقة معه.

فيقول المفكر صادق جلال العظم إن الإسلام “التكفيري الجهادي العنيف… هو الإسلام الذي احتل الكعبة سنة 1979 بقيادة جهيمان العتيبي واغتال (الرئيس المصري الأسبق) أنور السادات سنة 1981 وخاض معارك دموية خاسرة في سوريا ومصر والجزائر” مضيفا أن معتنقي هذا الفكر المتشدد هم الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر أيلول 2011 داخل الولايات المتحدة.

ويفسر سلوك المتشددين في ضوء اليأس من بلوغ أي أهداف أو برامج بأسلوب “غير أسلوب ومنهج التكفير والتفجير الإرهابي الانتحاري شبه الأعمى” واصفا نهج الإسلام السياسي في كل من مصر وتونس بعد نجاح ثورتيهما عام 2011 في إنهاء حكم حسني مبارك وزين العابدين بن علي بأنه “اليوم في وضع لا يحسد عليه من التخبط والتعثر والتناقض والإخفاق والغضب الشعبي المتصاعد.”

وواجه الرئيس المصري المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي اعتراضات شعبية واسعة منذ إعلانه الدستوري المثير للجدل في 21 نوفمبر تشرين الثاني 2011 وتوالت الاحتجاجات التي انتهت بحشود مليونية في 30 يونيو حزيران الماضي وأدت إلى عزله في الثالث من يوليو تموز.

ويقول العظم في دراسة عنوانها (الربيع العربي والإسلام السياسي) إن مرسي بإعلانه منح نفسه “سلطات مطلقة وحصانات تجعله هو وقراراته فوق أي نوع من أنواع المساءلة أو الطعن” واصفا الاحتجاجات الشعبية الحاشدة بأنها رفض “لنوع من الحكم المطلق… بينت للعالم كله أن مصر اليوم متحرك وفاعل وصاحب موقف.”

ولا يتوقع العظم “اكتساح” أي من تيارات الإسلام السياسي إذا ما أجريت انتخابات في سوريا التي تستمر فيها الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ مارس اذار 2011.

ونشرت الدراسة في العدد الجديد من مجلة (دمشق) الأدبية الفكرية التي يرأس تحريرها الشاعر السوري نوري الجراح وتصدرها مؤسسة دمشق للدراسات والنشر في لندن وصدر عددها الجديد في القاهرة.

ويقول إبراهيم الجبين مدير تحرير المجلة إن أبرز أخطاء الإخوان في مصر إضاعتهم “لحظة تاريخية فارقة” فلم ينخرطوا “في الدولة الحديثة” مضيفا أن الجماعة بنت تصوراتها منذ تأسيسها عام 1928 “على فكرة أن الدين في خطر وأن الإسلام محاصر” وظلت تهدف لإعادة إحياء الخلافة الإسلامية في أي مكان في العالم بعد انتهائها في تركيا على يد كمال أتاتورك.

ويسجل أن حسن البنا مؤسس الجماعة قسم الدعوة إلى “مرحلة الدعاية والتعريف. مرحلة الإعداد والتكوين. مرحلة العمل والتنفيذ. مرحلة الدولة. مرحلة التمهيد للخلافة. مرحلة استعادة الكيان الدولى أو الخلافة. مرحلة الأستاذية” ويرى أن مشكلة الإخوان لا تخص الأفراد وإنما التنظيم “القائم على البيعة والسمع والطاعة… غير قابل للتطور” إذ يفرض على الأعضاء العودة في أي شأن إلى المرشد العام أو المراقب العام.

ويضيف في دراسة عنوانها (مصر تخلي سبيل الإخوان) أن “النكبة” التي تعرض لها الإخوان في مصر ترجع إلى فكر الإخوان أنفسهم إذ “ليس بمقدور الإخوان منح الثقة للآخرين من غير الإخوان مما يتسبب في هدم أية جسور قد تنشأ بينهم وبين أولئك الآخرين فالآخر مغاير وقد يبتعد تدريجيا حتى يصبح بالضرورة عدوا.”

ويقول “إن التجمعات والتشكيلات السياسية التي تقوم على أطر مغلقة لا بد وأن تصل إلى طرق مغلقة مسدودة في نهاية الأمر وهو ما ينسحب على التشكيلات السياسية غير الدينية.”

وفي حين يسجل صادق جلال العظم ملاحظة أن أي حكم في مصر يحتاج “إلى عبقرية فائقة (في صنع الأعداء) حتى يصطدم بالأزهر والكنيسة في لحظة واحدة ناهيك عن المؤسسة العسكرية والقضائية والاتحادات المهنية والنقابية والطلابية في البلاد” يشدد الجبين أن مصر كانت دائما أكبر من حكامها منذ رمسيس إلى مرسي.

ويضيف “مصر الكبيرة.. صدرت للعالم قيما ثقافية وحضارية خالدة” مسجلا أن طه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي وعباس العقاد ونجيب محفوظ وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأحمد زويل لم يكونوا من الإخوان المسلمين الذين كان عليهم “أن يدركوا أن مصر أكبر منهم وأن زمن الحرية والربيع العربي لم يعد يسمح بتنميط المجتمع وسكبه حسب وصفات تتحكم بها البيعة والسمع والطاعة وما تبقى من أوامر وعتاد الدولة الثيوقراطية”.

* رُويتـرز

‫تعليقات الزوار

9
  • أدع الأسلام أو لا تدعي
    الإثنين 19 غشت 2013 - 00:24

    الأسلام يريد من يعدل , لا فائدة فيمن يعلم ولا يعمل لان قيمة العلم تكمن في تطبيقه.

  • الكتور عبد الغاني بوشوار
    الإثنين 19 غشت 2013 - 02:20

    الحركات الإسلامية هي مجموعات بشرية تصبو إلى الحكم ويريد أن تصل إلى السلطة ليتمتع أعضائها بالامتيازات المادية والمعنوية. أما كون أنها تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية حسب مفهومها لتلك الشريعة الإسلامية فإن كل ذلك يعتمد على رؤى زعيم واحد من زعمائها الذي يستعد لإغداق الخيرات على بقية الأعضاء الذين يبايعونه على الولاء والطاعة. الإسلام لهذه الحركات هو كل ما يمكن أن يقنع ويجلب المريدين إلى الخطاب العاطفي والديماغوجي الذي يتعرف فيع المستمع على رنين الدين الذي لا يفقه فيه أصلا أي شيء سوى الطقوس المصاحبة. المشكل مع هذه الجماعات والنخب السياسية بشكل عام هو سذاجتهم وعدم إيمانهم بالحوار العقلاني مما يدل على مرحلة الطفولة في نموهم. إما أن تعطيه ما يريد أو أن يأخذه بالقوة أو يفسد قوانين اللعب. العبر متوفرة في المجتمعات التي نبذت العنف وأصبح فيها شراكة حقيقية بين كل الفاعلين السياسيين والذين التزموا بتداول السلطة في اطمئنان وسلام.فأن هزمت طائفة في الانتخابات النزيهة فإنها تبارك الطائفة الفائزة ولا تحمل السلاح في وجهها. كم يا ترى من الوقت سيمضي قبل بلوغ ذلك ألمرمى؟

  • إنسان
    الإثنين 19 غشت 2013 - 08:01

    ليطمئن روعك! الإسلام ليس إطلاقا فِكْــرا لشخصٍ بل دين و فقط . فمن قبله و حاول التخلق بأوامره و الإنتهاء عند نواهيه يكون شخصا يعتنق الإسلام و أمّا من لم يقلبه دينا ورفضه قطعيا فهو شخص يعتبر غير معتنق للإسلام و فقط . و أما من يتقمصه ظاهرا لأجل بلوغ أهداف فإنه يُسمى منافقا و فقط .
    الفارق بين فكرة الإخوان و الحكم هو أنهم لم ينعموا و لو يوما واحدا بفرصة الحكم حتى يقال أنهم قاموا بتجربة فتعثرت . فمن باب النزاهة تذكر الأمور كما وقعت:
    1. فضل النظام العسكري تنحية مبارك مقابل أن يبقى النظام قائما.
    2. إعطاء الوقت الكافي لهياكله بإعادة التكوين و التحيين.
    3. خلال ذلك تفريغ الرئاسة الجديدة من روح السلطة.
    4. اكتشاف عناصر لم تكن معروفة الإنتماء.
    5.التأكد مدى التجهيزات و قوة الميدانية لأفراد الجماعة.
    6. دفع الرئاسة لتبني نصوص في الدستور تكون محل نزاع دائم.
    7. مع صناعة أزمة يومية في تمويل المواد الضرورية لحياة الفرض.
    و بذلك عملية التوهيم بالتغيير مُحكمة. فلم تكن إطلاقا تجربة بل الخطة الشاملة كانت من أجل ربح الوقت و مدى مراعاة مصالح التجار الدوليين في التغدية؛ الدواء؛ الأسلحة… و بحياذ.

  • ahmad
    الإثنين 19 غشت 2013 - 08:46

    هذا اسلام غريب علينا شعارهم قتل ألابرياء و تشويه صورة ألاسلام في العالم

  • amazigh
    الإثنين 19 غشت 2013 - 15:05

    دولة مصر دولة بوليسية وعسكرية مند عهد جمال عبد النصر. كيف يمكن لرئيس مدني ان يصلح في ضرف سنة ما افسدته انظمة دكتاتورية في 70سنة ان يصلح في سنة واحدة تحت التحريض ضد مرسي لانه يريد الخير والاصلاح والبناء دولة مدنية .اساسها الحرية والعدل.كفى من الاتهامات المجانية.

  • ناقم
    الإثنين 19 غشت 2013 - 19:14

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر

  • المامون البربري المغرب
    الإثنين 19 غشت 2013 - 20:30

    الكل أصبح يتكلم عن الاسلام. ومن يعرف الاسلام يتمنى ان يحكم سائر الدنيا. لانه العدل من رب العالمين .الأخوة ا المحللين يضربون لنا الأمثال بالاسلام المتعثر في مصر لأن أعدائه كانو لهم بالمرصاد. ولما لا تنظرون الى ماليزيا واندنيسيا وتوركيا و ايران وغيرها

  • مغربي ولد البلاد
    الإثنين 19 غشت 2013 - 21:37

    اولا يجب ان نعلم ان الغرب و اتباعه في العالم الاسلامي لا يسمحون بقيام
    دول اسلامية
    نجاح تجربة الاسلامية في اي دولة يشكل خطر على مصالح الغربية
    لانهم يعرفون ان الشعوب الاسلامية الاخرى سوف تطبق نظام حكم اسلامي
    في حال نجاحه في دول مجاورة لهذا يسعون بحكل جهد في افشال اي نظام حكم اسلامي و التاريخ يعيد نفسه

  • رضوان
    الإثنين 19 غشت 2013 - 22:05

    اشكر الأخ إنسان على تعليقه وأريد أن أضيف فكرة على شكل سؤال. هل يستطيع الإسلام أن يبتعد عن هذه الشبهات؟ لماذا لم يترك هؤلاء المسلمون االى دعاة الحق و القانون و الديمقراطية وً…… و……و……القيام بالتغيير المرجو؟ أم انه فخ عدائي سقط فيه أصحاب النوايا الحسنة. على الإسلام أن يبتعد عن السياسة، فإنها وسخ و تشويه لكل انتماء. الإسلام هو دين خلق و تخلق لا يصح له يوم أن يكون خاضعا لما تمليه العلمانية و الرأسمالية و الاستعمار يأت الحديثة. العمل الأول هو تهذيب النفس ثم إصلاح ما بين المسلمين و حفظ حق الطفل و المرأة و العجوز و….و…. حتى تعود الأخلاق و تكون الأرضية المثلى لحكم عادل. انه لا يعقل أن يعامل الدين الإسلامي كفكرة رجعية أو انتهازية. الحل ليس في السلام بل في المسلمين.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة