سفينة "أحلام أطفال غزة" تبحر إلى شواطئ العالم

سفينة "أحلام أطفال غزة" تبحر إلى شواطئ العالم
السبت 30 نونبر 2013 - 19:00

استدارت في جلستها قليلاً داخل قارب صغير يبحر فوق الفضاء المائي الأزرق لمدينة غزة، ومدّت كفيها الصغيرين اللذين حملا سفينة أمنياتها حتى لامسا مياه البحر.. وللحظات أغمضت الصغيرة ريتا أبو سمرة عينيها، وتمنّت للمرة الأخيرة أمنياتها، قبل أن تترك سفينة أحلامها الورقية تبحر من مرفأ المدينة المحاصرة إلى العالم، لعلّه يسمع ما همسته لقاربها، وتتمكن من الحصول على أدنى حقوقها التي حرمت منها هي وأطفال غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على مدينتهم منذ سنوات.

وظلت تراقب صاحبة الأحد عشر عامًا، سفينة أحلامها وعشرات القوارب الصغيرة التي ألقاها أقرانها، وهي تختفي عن ناظريها، ولا أحد يعلم أين ستكون مرساتها الثانية، وكل ما تتمناه أن تجد تلك السفن لها مرفأ تفصح له عن رسائل الأطفال التي حُملت على متونها.. وألقى نحو مئتي طفل فلسطيني اليوم، السبت، في بحر ميناء غزة عشرات السفن الورقية، ضمن مبادرة الأفلاك الصغيرة التي تعتبر امتداد لمشروع فلك غزة، الذي تنظمه جمعية الصيادين البحرية.

وفكرة إنشاء سفينة فلك غزة، كانت فكرة مشتركة بين متضامنين من كندا واستراليا، وكذلك بين ناشطيين فلسطينيين، وبدأت منذ عام تقريباً، وانتهت بشراء قارب صيد يبلغ طوله 24 متراً لتحويله إلى قارب له القدرة على السفر، وقطع مسافات بعيدة تزيد عن 2000-3000 ميل بحري، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.

وتقول “ريتا”:” أريد أن أوصل للعالم رسالتي من خلال سفينتي الورقة، وأقوله له أريد أن أعيش كباقي أطفال العالم، وأن ينتهي عنا الحصار والجوع والظلام بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طوال”.

ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول منذ قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا ثماني ساعات عن كل بيت.. وبعد نفاد الوقود الوارد عبر الأنفاق تفاقمت أزمة الكهرباء بغزة، وامتدت ساعات القطع لأكثر من 12 ساعة عن كل بيت.

وقال مسؤول مشروع فلك غزة محفوظ الكباريتي خلال كلمة ألقاها:” نطلق هذه القوارب الصغيرة وكلنا أمل أن تنقلها رياح العدالة لتصل إلى الضمير العالمي والإنساني، ليضغطوا على الاحتلال الإسرائيلي لفك الحصار عن غزة”.

وأضاف:” أطلقنا هذه الفلك الصغيرة بأيدي الأطفال الذين يدفعون ثمن الحصار الإسرائيلي، لعلها تجد صداها، وتنقذهم من معاناة الحياة القاسية التي يعيشونها في القطاع”.. وأوضح أنه في ذات الوقت الذي أبحرت فيه السفن الورقية من ميناء غزة، كانت تشهد موانئ دول وقفات تضامنية مماثلة تم التنسيق لها من قبلنا، كأمريكا وكندا وأستراليا وأسبانيا وجنوب أفريقيا وأوروبا وغيرها.

ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ عام 2007 عقب فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية.. وشارك في مبادرة الفلك الصغيرة عشرات من المتضامنين الأجانب المتواجدين في قطاع غزة./ وحمل الأطفال المشاركين في المبادرة لوحات كتب على بعضها، “رغم الحصار سيبقى الأمل”، “فلك غزة عنوان الحرية”، ” لا للحصار”.. وكتب أيضًا على التيجان الورقية الملونة التي ارتداها صغار رياض الأطفال الذين شاركوا في المبادرة اليوم، ورفعوا علم فلسطين “دعونا نعيش”.

* وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

7
  • salman toxa
    السبت 30 نونبر 2013 - 19:14

    اطفال غزة محرومون من كعنى الطفولة،صامدون رغم الحصار والقتل والفقر.هكذا يصنع أبطال الغد.اللهم فك حصارهم

  • sabir
    السبت 30 نونبر 2013 - 19:47

    أليس من العار و الخزي أن نترك أطفالا جياعا نساءا حوامل يواجهون البرد و الضياع في جبالنا . وفقراء يفترشون الأرض في صقيع وبرد الشتاء بمدننا . و نتضامن مع من تنهال عليه المساعدات يمنة و شملة . أف الى ذالك المطلق مع أعداء وحدتنا الترابية . بالله عليكم هل سمعتم يوما أحد الفلسطينيين يقول أن القضية الصحراوية قضية وطنية فليطينية.. ما هذا الحمق الذي أصاب المغاربة.

  • مغربي
    السبت 30 نونبر 2013 - 19:52

    لكي نكون صريحين، و لا نلوم الغير و نعلق عليه كل مآسينا، فنقول لماذا تتشبت حماس بالسلطة في غزة و تتاجر بمأساة الفلسطينيين كما يتاجر قادة البوليزاريو بمأساة المغاربة الصحراويين بمخيمات تيندوف بمساعدة من حكام الجزائر؟
    ما الفرق بين حماس و البوليزاريو؟ الاولى تتمسك بالكرسي و السلطة و تحاصر الفلسطينيين بمساعادة من اسرائيل من أجل اقامة امارتها الاسلامية، و البوليزاريو يحاصرون اهلنا في المخيمات بمساعدة من الجزائر.
    حماس ترفض الانتخابات التي تدعو لها السلطة الفلسطينية مخافة خسارتها و هي تعرف ذلك، و البوليزاريو يخافون المبادرة المغربية التي تدعوها الى اعطاء المحتجزين حرية الاختيار و هي تعرف( اي البوليزاريو) بأن الاغلبية ستلتحق بوطنها المغربي.
    الحقيقة مرة و قاسية لمن يعيش في الاوهام.

  • Aksel
    السبت 30 نونبر 2013 - 20:19

    نريدها سفينة أحلام أطفال أنفكو و الأطلس عامة, الذين يموتون الآن من شذة البرد و الثلوج و يعيشون فاقة غدائية قل نظيرها.
    الصدقة لدوي القربي أولى, ومن يفعل غير ذلك فليتبوأ مقعده في النار
    "و الجار ديرالقربى"
    أما أطفال فلسطين فتأتيهم أرقى الألبسة و المأكولات الرفيعة من إسرائيل و أمريكا. و تبلغ نسبة الأمية بين أطفال فلسطين 0%!
    كفى من الضحك على ذقون الأمازيغ, كفى!!!!!

  • amahrouch
    السبت 30 نونبر 2013 - 20:30

    Pourquoi tout ce gaspillage de temps,d argent?Pourquoi traumatiser ces enfants et les mettre au devant de la scène politique,eux qui devaient etre laissés grandir loin des affaires des grands?Le quartette vous dit de reconnaitre Israel et il vous aidera à recouvrer vos droits et vous ne l écoutez pas.Vous voulez gagner la sympathie des peuples qui vous connaissent mal et s apitoient avec les enfants en particulier et les affaires humaines en général!J appelle ça mendicité politique!Vouloir tuer tout un peuple ne relèvent-ils pas aussi d humanité?!Humanité pour vous et déshumanisation des autres!!Retrouvez vos esprits et ne vous cachez pas derrière les enfants et affrontez,en adultes,vos problèmes

  • Samiha
    السبت 30 نونبر 2013 - 21:13

    في زمن لم يعد فيه للمسلمين قوة ولا للعرب نخوة ولا للرجال شهامة نقول وكلنا حسرة لك الله يا غزة.

  • sarah
    الأحد 1 دجنبر 2013 - 08:13

    Apparemment, déchiqueter des enfants palestiniens, en faire des orphelins et des sans-abris, les priver d'école, de prise en charge médicale, d'éducation, de futur et d'espoir n'était pas suffisant !!!.
    Alors Israël a décidé d'user des bombes au phosphore blanc sur la population civile!!.
    On dirait que les enfants palestiniens sont des extra-terrestres qui ont la capacité de retrouver leurs membres ou de ressusciter, après avoir été mutilés ou tués!!.
    Alors, les dirigeants de se reich sioniste se sont dit : “ho! mais en bons nazis, brûlons-les vivants!!!!”

    Mais malgré cette horreur de plus, on trouveras certaines "bonnes âmes" ( de foutues connards en réalité) pour nous sortir " maiiiiiis Israël ne fait que se défendre contre les islamistes extrémistes du Hamas" !!!!

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج