الحركة الإسلامية المغربية: ما الذي تغيّر؟

الحركة الإسلامية المغربية: ما الذي تغيّر؟
الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:22


يتحدث المفكر والباحث المغربي إدريس هاني في هذا الحوار عن الحركة الإسلامية المغربية وهل تملك إيديولوجية خاصة بها ، كما يقارن بين حزب العدالة والتنمية وحركة العدل والإحسان ، وأشياء أخرى تهم الحركة الإسلامية المغربية ، تكتشفونها في هذا الحوار الذي أجراه الزميل مصطفى الثابتي مدير نشر جريدة “الرباطي”.


س : كيف تقيّمون الحركة الإسلامية في المغرب؟


ج : نشأت الحركة الإسلامية المغربية في ظروف مختلفة تماما عن نظيراتها في المشرق العربي حتى وإن تحدثنا عن أنها في نهاية المطاف هي إحدى امتداداتها الطبيعية. ولذا كانت النشأة نوعا ما ملتبسة لأنها لم تستحضر الخصوصية المغربية في هذا المجال. ولا نقصد بالخصوصية هنا أمرا غامضا للاستهلاك بل نقصد به أن دواعي نشأة الحركة الإسلامية وطبيعة الخطاب وظروف التوتر الذي عرفته في بعض بلاد المشرق لم يكن يتناسب مع ظروف نشأتها في المغرب. إذا كان مثلا مؤسسو الحركة الإسلامية في مصر خصوما للنظام النّاصري يومئذ ، فقد كانوا أصدقاء لرموز من الحركة الوطنية المغربية وبعضهم مثل الشاوي كان مستشارا للملك محمد الخامس رحمه الله. وهذا ما اعتبرته واقع نشأة الحركة الإسلامية في صورتها الجديدة والشبيهة بالماء في الماء. كان من الضروري أن تبحث لها عن هوية ضمن محنة ومرجعيات خارجية ، ومن هنا بدأت حكاية ارتباكها الهوياتي. ونسي هؤلاء قبل أن يتمثلوا محنة الإخوان المسلمين في ليمان طرة والسجن الحربي أن الملك محمد الخامس وكذا قادة الحركة الوطنية مثل علال الفاسي احتجّوا على قرار إعدام سيد قطب . ولا زالت الحركة الإسلامية في المغرب رهينة ارتباك مستمر بسبب بحثها المستديم عن هويتها في ظل تناقضات المشهد وغياب الإرادات التاريخية. فمن جهة كيف تثبت شرعيتها الإسلامية من خلال كل آرائها ومواقفها وصفقاتها من جهة أخرى كيف تثبت وطنيتها من خلال أدائها السياسي. لا تستطيع هذه الحركة أن تثبت هويتها الأولى لأنها ستجد دائما اعتراضات من قبل تعبيرات إسلامية أخرى، كما لا تستطيع إثبات هويتها الوطنية لأنها لم تستطع حتى الآن أن تبلور مشروعها الوطني بالتمام والكمال. ومع العجز عن إثبات الهويتين سيظل أداؤها حتى إشعار آخر يتأرجح بإعلان مواقف موسمية تتعلق بمزايدات دينية أو وطنية عند كل مناسبة؛ أي لا يوجد هناك سوى البوليميك السياسوي للاستهلاك لن يكون أفضل حالا من البوليميك السياسوي الذي عرفه المشهد خلال عقود. والسبب وراء هذا الحصر يتجلّى في أن الحركة الإسلامية المغربية تمثلت شعارات المراجعات ولكنها لم تمارس مراجعات جذرية . وليس المطلوب أن تكون مراجعات تتعلق بأفكارها بل المطلوب مراجعات تتصالح بها مع تاريخها. ولأنها لم تنجح في التصالح مع تاريخها، أي لم تستطع حتى اليوم ربط نفسها بموروث الحركة الوطنية والخطاب الإصلاحي الوطني الذي تبناه علماء كبار قبل وأثناء وبعد الحماية، فإنها ستظل تقدم شهادات حسن سيرة في كل محطة من محطات الاستحقاق. السؤال الذي لم تطرحه الحركة الإسلامية في المغرب على نفسها هو أن المنتظر منها ليس خطابا مراوغا وتباكيا سياسيا ، المطلوب منها أن تقدم فكرة أفضل وبرنامجا ناجعا وتصورا يتقدم بالمجتمع ويحميه في الوقت نفسه خارج التضخيم المرضي لمشكلات تطرح عادة من دون حلّ أو حلول تقدم ولكن لا موضوع لها. الواقعية السياسية التي افتقدتها الحركة الإسلامية دائما في المغرب اليوم يبدو أنها تمارسها ليس كاختيار بل كلعبة سياسية. وفرق كبير بين الواقعية السياسية واللعبة السياسية. فالذي تمارسه الحركة الإسلامية في المغرب هو اللعبة السياسية وليس الواقعية السياسية. من ناحية أخرى نلاحظ أن تشرذم الحركة الإسلامية في المغرب ظاهرة بلا معنى و لا موضوع ، لأنه في تقديري يقوم على حسابات ساذجة. فإذا كانوا جميعهم يتوحدون في المسيرات الشعبية تضامنا مع فلسطين، فما الذي يفرقهم ما دام لا يوجد لديهم برنامج إضافي غير نصرة فلسطين التي يتضامن معها كل المغاربة بحماس أكبر ومن دون استثناء. أي أنهم يفكرون تفكيرا مشابها ويعملون بالمزاج نفسه والذوق نفسه. هذا التشرذم يؤكد على أن الاختلال بدأ مع نشأة هذه التجربة مما جعلنا أمام وضع تتحكم فيه الانتهازية الحزبية التي انتقلت بالعدوى إلى جسم الحركة الإسلامية المغربية ومكّنت لشكل خطير يتهدد الدين والسياسة معا ، ألا وهو المفيوزية الدينية. تقوم هذه الأخير في نظري على الحسابات السياسية نفسها التي يعاني منها المشهد الحزبي في بلادنا ولكنها تمارسها مع شيء من “الحوقلة” السياسية. هذا الأمر يبدو اليوم بسيطا ببساطة المرحلة والتجربة لكنه سيتضخم مع الوقت لندرك أن التهديد لا يأتي دائما من السياسة بل قد يأتي مع تجارب دينية. لقد دخلت الحركة الإسلامية المغربية مرحلة قطف الثمار وتوزيع الكعكة قبل أن تحقق نجاحات النموذج الإسلامي الذي تتحدث عنه فيما تتمثل نهجا سبقها إليه غيرها. هل الأمر يتعلق بقطف ثمار مرحلة والرمي بالتجربة في البحر أم أن المطلوب هو النضال من أجل نظافة النموذج ونجاعته. لقد خرجت الحركة الإسلامية مائلة من الخيمة منذ البداية وهي اليوم في أمسّ الحاجة إلى عملية “فورمتاج” في الفكر والوعي ، من دونه لا ينفعها الضوضاء السياسوي والإصرار على الخطأ . إن نجاح الحركة الإسلامية لا يقاس بحجم حضورها في لحظة عزوف سياسي للمجتمع أو في محطات استثنائية للأمة أو اكتساح انتخابوي مؤقت، المسألة أبعد من ذلك بكثير وأعمق من ذلك بكثير. نعم ، ما هو موجود لا يشكل الصيغة المثالية. هذه صيغة فرضها الواقع وهي مثل نظيراتها من المكونات السياسية الأخرى يجري عليها ما يجري على الأخرى. نحن إذن أمام المزاج نفسه والعوامل نفسها التي تفسر ضعف الأحزاب المغربية عموما واختلالاتها.


س: هل يمكن الحديث عن إيديولوجيا معينة خاصة بالحركة الإسلامية المغربية؟


ج : لا توجد للحركة الإسلامية المغربية أيديولوجية خاصة بها ، وإنما توجد تمثلات و أصباغ ينقشع لونها تحت الشمس. هل سمعت بحكاية صبّاغي الحمير. إن الأمر يتعلق بهذا الفن الذي أتقنه بعض سماسرة تجارة الحمير في بعض المناطق. يصبغون الحمار الأشهب كبير السن بالسواد لكي يبدو للزبائن في وضعية صغير السن. منذ وجدت الحركة الإسلامية المغربية وهي عالة على آراء خارجية فكرا وفقها. أتحدث عن حالة من الـ copiage سائرة على قدم وساق. لا يحتاج الأمر إلا أن نتطلع إلى منتوج هذه الحركة الفكري؛ إنها لا تمتلك ببليوغرافيا مغربية خاصة ولو استثنينا بعض أعمال السيد يسين بالنسبة إلى العدل والإحسان فإن غيرها يعيش كسادا في التنظير خارج لعبة الـ “copiage“. بل إنها طمست تراثا من المساهمة الإسلامية الحقيقية التي أنتجها رموز إسلاميون مغاربة كبار خلال صعود حركة الإصلاح الوطنية. لم تعتمد هذه الحركات في تأطير أبنائها على تراث أعلام النهضة والإصلاح الوطني . لم يتربّ أبناء الحركة الإسلامية في نشأتها الأخيرة على النقد الذاتي أو الحركات الاستقلالية وغيرها لعلال الفاسي أو مظاهر اليقظة المغربية للفقيه المنوني أو غيرها من الأعمال . لقد ألف الكثير من العلماء المغاربة أعمالا مهمة في التجديد الديني والفقهي مثل الحجوي في الفكر السامي أو علال الفاسي في المقاصد وأعمال الكتاني في الدولة والساسية والتربية الروحية… ولكنهم بالمقابل تربّوا على ” جند الله ثقافة وأخلاقا” و “المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين” وغيرها من أعمال سعيد حوى ، وعلى “جاهلية القرن العشرين” لمحمد قطب و”معالم في الطريق” لسيد قطب .. هذا هو السقف التربوي الأعلى . هكذا تربوا على ما هو أجنبي دون التفات إلى ما هو داخلي . ومن الغريب أن هؤلاء الرواد في الحركة الوطنية المغربية كانوا أضرابا في زمانهم وأصدقاء لمؤسسي تلك الحركات . كانوا أصدقاء لسيد قطب والمودودي والندوي وغيرهم . و قبل نشأة الحركة الإسلامية بمفهومها التنظيمي اليوم ، كان علال الفاسي صديقا لسيد قطب وكان المانوني صديقا للمودودي الذي زار المغرب في 1952م ليلقي في نقابة المحامين بمراكش محاضرة حول تدوين الدستور ، وكانت بينه والفقيه المنوني مراسلات وقد أفاد منه كثيرا هذا الأخير في أثناء التحضير لأول دستور مغربي يوم كلف الفقيه بالإشراف على تلك اللجنة يوم كان مناضلا في صفوف حزب الشورى والاستقلال قبل أن يترك هذه المهمة. مثلما زار الندوي المغربي.. العلماء المغاربة كانوا على صلة برموز الحركة الإصلاحية والعمل الوطني في المشرق.. منذ محمد عبده ورشيد رضا وشكيب أرسلان … ومع ذلك لا تجد داخل الحركة الإسلامية من استدمج هذه الرموز وهذه الانجازات في البرامج التأطيرية والتربوية لأبناء هذه الحركة. من هنا أعتقد أنه على مستوى الايديواوجيا لا توجد أي خصوصية للحركة الإسلامية المغربية ، بل بالمقارنة، هناك نكوص وتردد كبير ناتج عن الأزمة التي يعيشها الخطاب المرجعي للحركة الإسلامية المغربية التي تنكرت لكل هذا التراث واختارت أن تؤسس مشروعها على تجارب خارجية جاهزة للتمثل. كان أولى لها أن تعلن نفسها تلميذة للحجوي الثعالبي أو لأحد من آل بن الصديق أو آل الكتاني أو علال الفاسي أو ممن هم أحياء بيننا لا تسلط عليهم الأضواء ، بدل أن تصغّر من شأنها وتخرج عن منهجيتها الوطنية لتعلن نفسها تلميذة للقرضاوي وترجّح مراجيحه. فمع وجود الماء ترتفع الحاجة إلى التيمم. ربما فطن بعضهم لأهمية الاتصال بهذا التراث فقط في سياق إثبات الهوية الوطنية ، لكن لا توجد آثار لمثل هذا الربط في صورة برنامج تربوي لأبناء الحركة الإسلامية المغربية لتكريس هذا التراث وتدارسه والاستفادة منه وهو بالتأكيد كبير ومهم وعميق.


س: ما هي في نظرك الشريحة الأقوى والأوسع، هل هي العدالة والتنمية أم العدل والإحسان؟


ج : القياس هنا غير ممكن ، لأن وضع الجماعيتن مختلف تماما. هناك حزب يتحرك ضمن اللعبة السياسية وثمة جماعة تتحرك ضمن معادلة الحراك الشعبي خارج اللعبة. فالسؤال الحقيقي هل كنّا سنقف على أي قاعدة شعبية لحزب العدالة والتنمية فيما لو اختار أن يظل جماعة سلفية مهووسة بانتزاع شرعيتها من الحركة الإسلامية الأمّ. يجب أن نتذكر دائما الصفقة الخطيبية التي تحولت من خلالها إحدى الجمعيات الإسلامية الصغيرة من عمل دعوي محدود إلى حزب واسع تورم سياسيا لكنه لا يزال في الأطوار الأولى من إنماء رؤيته الكلية. وهو لا يزال يمثل صوتا داخل حركة إسلامية يلعب وحده في الساحة في غياب المكونات الأخرى للحركة الإسلامية. ولا ننسى أن العدل والإحسان وبموجب العمل بأخف الضررين وانصر أخاك ظالما أو مظلوما ، ظل طيلة الانتخابات يتصدق بأصواته للعدالة والتنمية، فماذا لو دخل اللعبة السياسية واحتفظ لنفسه بأصواته؟! في تقديري أن حزب العدالة والتنمية ليس حزبا صغيرا ولكنه أيضا ليس كبيرا إلا من حيث أنه فتح دكانه السياسي لمن لا مأوى له. وهذا طبيعي في اللعبة السياسية التي أتقنها هذا الأخير حتى الآن لكن بأي ثمن عائد على جسم الحركة الإسلامية حدث ذلك؟ أريد أن أقول: لا يكفي لربح الرهان أن نعلن بين الفينة والأخرى أننا لسنا متطرفين. ليس نبذ التطرف هو وحده المطلوب من حركة إسلامية تهتم بالشأن العام؛ المطلوب هو جودة التدبير وعمق الرؤية وتحقيق النموذج الناجع. وفي تصوري أن هذا الوضع آخذ في التغيّر لأن الكثير من العناصر الجديدة ستطرأ على المعادلة؛ لن تظل العدل والإحسان خارج السرب طال الزمان أو قصر ولن تظل المكونات الإسلامية الأخرى خارج منطق السياسية ومغرياتها . التاريخ هنا يحتفظ بكلمته . فدوام الحال من المحال. لذا أقول أن مسألة العدد والنفوذ هي مسألة نسبية تتحكم فيها شروط موضوعية كثيرة.


س : اليوم توجد حركة إسلامية في البرلمان ، ما الذي تغيّر ، وهل هناك قيمة مضافة لهذه الحركة على مستوى المغرب وعلى مستوى العالم العربي؟


ج : دعنا من القيمة المضافة على صعيد العالم العربي ، لأن الحركة الإسلامية في نشأتها الثانية في العصر الحديث في بلادنا كما ذكرنا قبل قليل لم تنتج أعلاما امتد تأثيرهم خارج حدود المملكة. ولكن على صعيد المغرب هناك تغير شكلي ، أي بدل أن نترك الحركة الإسلامية تنام في الشارع فتحنا لها قبة البرلمان لتمارس البوليميك داخل المؤسسة التشريعية لا في الأزقة. والحال إنني أعتقد أننا أدخلنا إلى قبة البرلمان القسم الأضعف من الحركة الإسلامية واعتقدنا خطأ أننا احتويانا الحركة الإسلامية المغربية. ومفعول هذه “الصناعة الخطيبية” سيعرف انفجارا في المستقبل المنظور ، لأن السّبات على هذه الصفقة السياسية لن يحل مشكلة الحركة الإسلامية في المغرب كما لا يمكنه أن يساهم في الاستقرار. المشكلة في المحتوى لا في الشكل. هناك ردود فعل إسلامية أخرى ستقوم ضد الأداء الذي تقوم به هذه الصيغة من صيغ الحركة الإسلامية في المغرب. اليوم بالفعل لا توجد قيمة مضافة. لأن الاستقرار الذي تتحدث عنه بعض الفصائل ليس أكثر من مغالطة سياسية. فالمغرب مستقر ولم يكن يعيش مشكلة حقيقية من قبل الإسلاميين حتى في الأوقات التي ظن البعض أن هناك ماردا إسلاميا يتهدد استقرار البلاد. اليوم كذلك نجد العدل والإحسان هي خارج اللعبة السياسية وهي تساهم بشكل من الأشكال في الاستقرار الروحي أكثر من نظيرتها العدالة والتنمية ومن دون ثمن أو مزايدة. لأنها لم تجعل نبذ العنف من منهجيتها مرتهنا بالقبول بها فاعلا ضمن شروط اللعبة. وقد يكون من الغريب أن نجعل من الاستقرار ابتزازا سياسيا. الفتوى والخطاب والترشيد بالنسبة للعدل والإحسان هو صناعة مغربية داخلية في الأعم الأغلب أيّا كان تأثر شيخها بتجارب أخرى، لكنه لم يلغ تجارب وطنية تحدث عنها وألف حولها. أريد القول هنا أن السيد عبد السلام نجح في اجتياز مسألة المرجعية بشكل ما ، حيث غطّت كارزماه عند جماعته على كل مرجعية حركية أخرى في الداخل أو الخارج. وبالنسبة لغيرهم مثلا يبدو الخطاب والفتوى صناعة خارجية وأحيانا يتم ذلك بتغيير الرموز وتزوير الإشارات. مثلا أحد في العدالة والتنمية يملك خيارا أمام فتوى الريسوني. وهذا الأخير لا يملك خيارا أمام فتوى القرضاوي. نحن بالبرهان غير المباشر نجدنا أمام جماعة اعتمدت القرضاوي مرجعيتها بصورة تبدو أحيانا معلنة. فأنا أيضا أسأل: ما هي هذه القيمة المضافة في الفكر والثقافة والسياسة والمواقف والمكتسبات. يكفي أن تجد معظمهم لا يملك جوابا على سؤال أزلي يطرح عليهم في كل مناسبة: ما هو برنامجكم؟ ففي اعتقادي أن هذه الحركة سيكون لها شأن مهم فقط وفقط ، حينما تملك أن تجيب على هذا السؤال من دون حرج وأن تفرض بنجاعة أجوبتها ومبادراتها عدم جدوى تكرار مثل هذا السؤال عليها في كل مناسبة؛ جوابا للإقناع لا جوابا للاستهلاك.


س: عرف المغرب تناسل أحزاب صغيرة بمرجعية إسلامية ، في نظرك ما هي موقع هذه الأحزاب من الخريطة السياسية والدينية في المغرب وهل لها مستقبل؟


ج: بعض من هذه التجارب لا يزال يفكر بعقلية العهد القديم ويريد أن يفوز بالمباركة و” تحت الإشراف” أو بإعلان المزايدة بالولاء. هؤلاء في ظنّي لم يستطيعوا استيعاب التحولات التي يعرفها المغرب. أعتقد أن المرجعية الإسلامية ليست مسألة سهلة . ولا يمكن أن يتمثلها حزب مهما حاول أن يلعب بهذه الصفة. هذه مسألة عميقة في الوجدان. والحقيقة أننا حتى اليوم لسنا إلا أمام نماذج محدودة بعضها متشقق عن جسم الحركة الإسلامية مثل حزب البديل الحضاري وحزب الأمة وقد تم حلّ الأول وعدم الاعتراف بالثاني للأسباب المعروفة، وهناك حزب النهضة والفضيلة الذي هو حزب يضم إسلاميين ويحمل تصورا برنامجيا إسلاميا ويعبر بالبيانات المتكررة عن نهجه ومواقفه ذات الطابع الإسلامي ، لكنه حتى الآن لم يستطع إقناع الحركة الإسلامية بإسلاميته . إنه يبدو حزبا إسلاميا مع وقف التنفيذ. ولا أحد يعلم ما السبب.


س : دائما يجري الكلام عن ضعف الأحزاب وقضية الفساد في التدبير . هل قدمت العدالة والتنمية نموذجا بمنأى عن هذا الوضع؟


ج: بالفعل استطاع هذا الحزب أن يتفادى الكثير من الظواهر التي اشتكت منها الأحزاب الوطنية الأخرى. وقد أظهر الكثير من الحيوية والحراك السياسي والنشاط الاجتماعي. وهذا معطى طبيعي بالنسبة للحركة الإسلامية التي حققت تفوقا ونجاحا كبيرا في العمل الاجتماعي. غير أن المطلوب من الحزب هو أكثر من العمل الاجتماعي الذي يمكن أن تنهض به جمعيات المجتمع المدني. هذا الحزب يملك نفسا جديدا في معركة لها أشواط وتنتظرها صيرورة كاملة. وقد تفعل المنشطات مفعولها الاستثنائي بما يوحي أننا أمام نموذج معافى مما تعانيه وضعية المشهد الحزبي برمته. وفي هذا الإطار يمكننا قراءة المشهد بالأرقام وبلغة المؤشرات؛ أي إننا أمام حالة من العزوف السياسي أضرّ بالمشهد خلال الانتخابات التشريعية في أوج الحديث عن اكتساح مرتقب لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات. وحصل أن تراجع الحزب خلف الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار فضلا عن تراجع في منسوب الأصوات في انتخابات 2007م. أي أن العزوف شمل الحزب نفسه ويتهدده أكثر حينما ينتهي مفعول التصويت العقابي ويعرف المشهد تغييرا جديدا ، وهو ما تحقق جزئيا مع دخول (البّام ) على الخط. استفاد الحزب المذكور من الفراغ والضعف وانصراف الناس عن السياسة بسبب اليأس من وعود الأحزاب وأيضا من حيويته واندفاعه السياسي . لكن علينا أن نقرأ المشهد بصورة مختلفة. فمعايير الجودة تتعلق هنا بالأداء في مستوياته الثلاثة؛ أي في الأداء الحزبي والتنظيمي وثانيا في الأداء الانتخابي وثالثا في التدبير الجماعي والتشريعي. هناك فقط يجب أن نمتحن الحزب المذكور؛ إلى أي حدّ نجح في تقديم نموذج ناجح في الأداء الحزبي؟ الجواب على هذا التساؤل يتطلب بعض التّأمل. هناك لا شك محاولة لتخطي كل معضلات الأحزاب السياسية من هذه الناحية والتي تتلخص في دمقرطة الأحزاب وتشبيبها. وطبيعي أن تبدو التجربة الأخيرة خارج هذه الأزمة لأنها تجربة حديثة قادتها جماعة من قيادات شابة. ولأنه في غياب أي كاريزما مطلقة تتمتع بمشروعية تاريخية متميزة مثل الذي يجري داخل بعض الأحزاب السياسية ذات التاريخ الوطني العريق ، فإن غياب ذلك يجعل المواقع دولة بين الأضراب والأقران مما يوحي بالديمقراطية التنظيمية. والحال أن الأمر كذلك حينما تتساوي الأكتاف، ولأن الحزب المذكور يفتقر إلى الشرعية التاريخية والوطنية لأن تاريخه يبدأ من “الصفقة الخطيبية” ولا يستدمج ما قبلها بخيره وشره. لكن هذا المأزق بدأ يرخي بظلاله التنظيمية على الحزب المذكور. وعلى الرغم من أنه يسعى لإخفاء مشاكله الداخلية وعدم نشر غسيله على السطح إلا أن ثمة توترات واحتقانات تعد بانفجار الوضع التنظيمي في المدى المنظور. فثقافة استبعاد الجيل الجديد داء ليس الحزب الإسلامي بمعزل عنه. فداخل التنظيم بدأت تتكرس حالة الديناصورات التي تعتاش على الشرعية التاريخية على الرغم من أن مطيع نفسه في كل تصريحاته لا يفتأ يذكّر بأن الأمر يتعلق بدخلاء وغلمان لا يتمتعون بهذه الشرعية. فالنزول قليلا إلى كواليس هذا التنظيم السياسي يوقفنا على مظاهر هذا الاحتقان وبأننا في ظرفية ما سنشهد انفراط العقد وتشتت عش الزنانير. أما على صعيد الأداء الانتخابي فنحن لسنا أمام ممارسة انتخابية معافاة من مرض الانتخابوية التي تستغل فيها جميع الأوراق من لعبة الأعيان إلى استعطاف دعم البارونات التي قال عنها بعضهم بأنه آن الأوان أن نشملهم بشعار الوطن غفور رحيم ، وانتهاء بالديماغوجية والشعبوية واستغلال العواطف الدينية لحزب قلّ فيه الدّيانون جراء فتنة السياسة على الأقل كما نعاهم أو ربما زايد عليهم شخص منهم إسمه فريد الأنصاري في كناشه ” الإسلاميون والأخطاء الستة” . مع أنني أعتقد أن ثمة أخطاء تفوق الخيال وإن لم توجد بينها تلك الأخطاء الستة تحديدا أو بالضرورة. هذا إضافة إلى مسألة التدبير الجماعي ، حيث نلاحظ دينامية جديدة لكنها لا تحجب بعض الاختلالات والتجاوزات . علينا أن نقف عند بعض الصفقات التي تجري وفق منطق القرابة والزبونية . هناك فيما تناهى إليّ وجود صفقات في إحدى الجماعات تمرر لصالح شركات معينة بسبب وجود بنات رؤساء بعض الجماعات المحلية من الحزب نفسه على رأسها : بتعبير آخر (خيرنا لا يروح لغيرنا). وهناك تجاوزات أخرى تتم بحذر شديد لكنها تعد بمستقبل لا يبشر بخير إن لم يتم استدراكها لأن الرقابة لا تستثني أحدا. ومن هنا كان عتابي أن هذا الحزب لم يعاقب أحد من أولاده على أساس المخالفات والتجاوزات التي تضرّ بالصالح العام. وعموما لا جديد حتى الآن يعود لوجود حزب العدالة والتنمية داخل اللعبة السياسية. لا يزال ضعيفا من الناحية الأيديولوجية وإن اكتسب خبرة كبيرة في التكتيك السياسي. لأن الجديد هو أن الدولة فكرت يوما في تجديد المشهد الحزبي بالقبول بالصفقة الخطيبية ، في انتظار انفراج الوضع بالنسبة للباقية المتبقية ، وفي طليعتها العدل والإحسان. وهذا يتطلب أن لا ننسى أن المسألة لا تتعلق بأداء تتحمل العدالة والتنمية فيه المسؤولية وحدها ؛ هذا هو أفق ما لدينا من إمكانات الحركة الإسلامية المغربية ، لا تجوز فيها المزايدة بين مكوناتها وتعبيراتها. ولكن لا بد من ذكر هذه الحقيقة من باب النقد الجذري ، حيث المعول عليه اليوم هو انتظار الجيل القادم من الحركة الإسلامية ، ربما سيكون أكثر نضجا من شيوخها المؤسسين ؛ وهذا منبع الأمل.


س:يعتبر حزب العدالة والتنمية نفسه في الكثير من خطابات زعمائه بأنه ضحية الدولة ، كيف تنظرون إلى ذلك؟


ج: يبدو أننا تجاوزنا منطق الاستناد إلى المحنة . هل نحتاج دائما إلى تفعيل هذه التراجيديا لكي نبرر أخطاءنا. بالفعل، نلاحظ أن العدالة والتنمية في الوقت الذي تصف فيه العدل والإحسان باعتماد منهجية المحنة إلا أنها تمارسها كلما وقعت في مصائد السياسة. خطاب المظلومية هو خطاب الجماعات المفلسة والفاشلة. وهنا يتساءل المراقبون عن أي مظلومية يجري الحديث بخصوص تجربة حزبية مخملية لم تتحقق بخيل ولا رجاف. هذا ليس مكتسب سنوات نضال. قلت سابقا أن الأمر يتعلق بصفقة استفاد منها القسم الأضعف من الحركة الإسلامية المغربية لا أعتقد أنها ستتكرر بالشكل نفسه. أعضاء هذه التجربة ليسوا خريجي سجون ولا ضحايا سنوات الرصاص ولا ضحية نضال من أجل الديمقراطية. دعك من كل هذه الشعارات ، فلو أن الغلبة صارت لخطاب ضد الديمقراطية لرأيت تموقفات من جنس آخر. نحن في سوق من المزايدات، مرة أخرى إنها السياسوية والكذب السياسي. هذا الحزب ربح أكثر مما كان يحلم به يوم كان عبارة عن مجموعة من الدراويش الدعوية. لقد ربحوا مواقع ووظائف وثروات في هذه التجارة السياسية الرابحة. ثروات بالتأكيد لا يمكن أن اكتسابها في ظرفية وجيزة من مناصب وزارة التعليم .. كيف يكون ضحية للدولة من خرج من ضيق الأكواخ إلى سعة الفلل والقصور.. ومن درّاجات الموبيليت إلى سيارات المرسيدس وأضرابها ..ومن محنة التّحلق حول القصاع في الجلسات التربوي في بيوتات تفوح منها الرطوبة في المدن العتيقة إلى الممارسة السفسطائية داخل البرلمان والتطلع إلى الحكومة التي لم يكن يتطلع إليها حتى أحزاب الكتلة. كفى أن نكذب على الرأي العام وعلى عموم الحركة الإسلامية ونتاجر بالمظلموية. دخل هؤلاء الإخوة إلى العمل السياسي والحزبي و البرلمان وهم يجرّون وراءهم الكثير من الفقر وقلة الحاجة ؛ واليوم نتحدث عن ميزانية مليارية.


س: ما هو الفرق بين حزب العدالة والتنمية المغربي وحزب العدالة والتنمية التركي؟


ج : تطابق الإسم هنا مضلل بعض الشيء. حينما أدرك الحزب الأول أهمية وسطوع نجم الحزب التركي ، بدأ في لعبة التمثلات. في البداية تم الترويج لنوع من العلاقات الخاصة بين الحزبين بادعاء أن حزب العدالة التركي استفاد من تجربة حزب العدالة المغربي. ومثل هذا يحدث دائما بالنسبة للعمل الجماعي والتنظيمي الذي يحتاج دائما إلى البروباغوندا ويتسامح في الدعاية. حدث هذا قبل أن يجيب اورغان مرة في ندوة صحفية في إحدى الجامعات الأمريكية، بأنه لا يعرف حزبا بهذا الاسم في المغرب. ولا ندري ما الذي سيستفيده حزب إسلامي تقوده نخبة سياسية مخضرمة تعيش تحديات حقيقية وخاضت نضالات حقيقية من أجل تعزيز موقفها. الفرق هنا أن حزب العدالة والتنمية التركي الذي كان اردغان أيضا من مؤسسيه قبل أن يكون رئيسه والذي أكد على أنه لا يعرف شيئا اسمه حزب العدالة والتنمية في المغرب ، شخصية ناجحة قدمت لتركيا أفكارا جيدة وحلولا ناجعة وبرنامجا دقيقا. لقد أمّن لتركيا خروجا من تبعات الانقلاب العسكري والأتاتوريكية الجذرية لصالح خيارات أكثر براغماتية وانفتاحا. لقد حل مشكلة اليونان والأرمن وحتى الأتراك وارتقى بالدخل الفردي التركي وعزز الاستقرار والاستثمارات الخارجية وأعاد إلى تركيا مكانتها في الداخل والخراج. المقايسة هنا لا تجوز إطلاقا. وحزب العدالة والتنمية التركي هو اليوم مدرسة يجب أن تتلمذ عليها الحركة الإسلامية المغربية وتكف عن النفخ في نموذجه الذي لم يولد بعد.


س: من الملاحظ أن العدل والإحسان رفضت الدخول في اللعبة السياسية ومع ذلك نتساءل ما هي القيمة المضافة للحركة الإسلامية سواء أقبلت باللعبة أم رفضتها؟


ج : الاختلاف هنا في مستوى الموقف من شروط اللعبة السياسية. فالعدل والإحسان يقبل بالنظام لكنه يرفع من قائمة الشروط بينما تمضي العدالة والتنمية على كل الشروط لأنها مهتمة بالسياسة شأنها شأن كل الأحزاب التي تريد أن تمارس السياسة. ترى العدل والإحسان أنها ربحت على مستوى تربية أبنائها وتعزيز حالتهم الدينية ومواقفهم الجماعية الصلبة التي تبدو حادّة بعض الشيء بالمقارنة مع نظيرتها العدالة والتنمية. والسبب الموضوعي واضح. الممارس للسياسة يختلف عن المتحرك خارج خطوطها. ولكن كما قلت لك إننا نراهن على مستقبل الحركة الإسلامية لا على راهنها. إنها تعاني برمتها من مظاهر الحصر النفسي والأيديولوجي. وهذا لا صلة له بوجود المخلصين منها أو حالات شاذة من مثقفيها ، لأن الحديث هنا عن التيار العام وعن الوضعية الراهنة وعن الأداء الجمعي. وقد قلت دائما وبموجب ما سميته بالتبني الحضاري والتجديد الجذري أنك تستطيع أن تدخل الجنة بإخلاصك الشخصي وتحقق النجاة الروحية لنفسك لكنك لن تستطيع بالضرورة أن تقدم فكرة أفضل ، فكرة حضارية يتحقق بها النجاة الجماعي والخروج من جحيم التخلف برسم السبق في الوجود والتقدم والازدهار الحضاريين.


س: في نظرك هل توجد أجندة مشتركة بين العدل والإحسان والعدالة والتنمية؟


ج: في حدود معرفتي لا توجد إلا خطوط تماس ضئيلة تفرضها الظروف الراهنة في سياق تنامي العداء للحركة الإسلامية، مما يولد شكلا من التعاطف بين مكونات الحركة الإسلامية. وحيث أن الحركة الإسلامية لم تتجاوز رؤيتها التقليدية اتضح أن خصومها أيضا لم يفعلوا الأمر نفسه. وهذا ساهم في تأخر المشهد برمته. نعم ، يمكننا الحديث عن دعم انتخابي لبعض أفراد العدل والإحسان في الانتخابات التشريعية والجماعية لصالح العدالة والتنمية. لا ندري هل يحدث ذلك بتنسيق وقرار من القيادة أم المسألة متروكة لمزاج الأفراد وضمن حالات خاصة ؛ يمكننا الحديث عن تعاون على مستوى المسيرات التضامنية حول فلسطين مثلا ، يمكننا الحديث عن شكل من أشكال التقاطعات الطبيعة لكنها لا تصل إلى الأجندة المشتركة في القضايا الكبرى التي تتعلق بطبيعة نظرة العدل والإحسان للعمل السياسي أو فيما يتعلق بالمنظومة التربوية والعقدية لهذه الجماعة. فالعدل والإحسان هي حركة ترفض القبول بالعمل السياسي وفق شروط اللعبة السياسية فيما نجد العدالة والتنمية تقبل بذلك. كما أن العدالة والتنمية هي سليلة جمعية سلفية بينما جماعة العدل والإحسان هي جماعة صوفية. وحتى لا أنسى يجب التذكير بأنني سبق في مناسبة أخرى أن تحدثت عن أن الخلاف بين الحركتين هو خلاف حقيقي وموضوعي وهو وحده الذي يستحق أن يكون خلافا. وهذا لا يناقض رأيي بأن ما تبقى في الأعم الأغلب لا يستحق أن يكون خلافا إلا عرضيا. وكل هذا لا يمنع من التحالف إن اقتضى الأمر ذلك. وطبعا للقاعدة هنا بعض الاستثناءات.


س: ما هو الموقف الحقيقي للحركة الإسلامية المغربية من العنف الذي تبنته السلفية الجهادية؟


ج : إذا كنت تتحدث عن العنف بمعناه المادي ، فما عدا ما حدث في 16 ماي وما تبنته السلفية الجهادية لا توجد بواعث لممارسة العنف لدى عموم الإسلاميين في المغرب. ومهما بلغ التناقض والجدل فإن المسار الذي يسلك عليه الاجتماع السياسي المغربي يتجه نحو لا جدوى العنف السياسي. إن بواعث العنف ودواعيه وشروطه في حالة انقراض تدريجي. وهذا ما كنا اعتبرناه الوضعية الخاصة للحركة الإسلامية في المغرب. أما ما نعتبره من الشقاوة الدينية لبعض المكونات الشاذة في المشهد الإسلامي المغربي، يكفي أن تتأمل طرائقها ليتأكد لك أن الأمر يتعلق بحالات شاذة بالفعل ولا يمكن أن تجد لها أنصارا وعمقا اجتماعيا. غير أن هذا لا يعني أن نوعا آخر من العنف الرمزي تمارسه هذه الحركات الإسلامية بما فيها التي تدعي الاعتدال. إنه عنف ضد الآخر المختلف. فهي لم تتدرب بعد تربويا على القبول بالمختلف قبولا سمحا لا قبول ضرورة ونفاق. هذا فضلا عن أن هذه الجماعات لم تقطع مع نصوص مؤسسة للعنف الرمزي والتي ليس من الضروري أن ترقى بها إلى مستوى المرجعية التي يقوم عليها خطابها الباطني أو العلني. إن الحركة الإسلامية المغربية لا سيما ذات النزعة السلفية تحتفظ ببنية فوقية تقليدية هي نفسها البنية الفوقية للحركات العنفية. بتعبير آخر ؛ لا زالت لابن تيمية بفتاويه الكبرى حظوة لا تضاهى عند الحركة الإسلامية وقوله هو الراجح من بين كل الآراء.


س: نلاحظ أن الحركة الإسلامية المغربية تقوم بمسيرات تضامنية مع فلسطين والعراق ولكنها لا تقوم بمثل هذه المسيرات التضامنية لصالح قضايا وطنية ؟


ج : القضية الفلسطينية هي قضية جميع المغاربة. ولو أتيح للمغاربة أن يملئوا أسطول الحرية لفعلوا وزادوا. هذا أمر واضح. والإسلاميون متعاطفون مع القضية الفلسطينية بشكل لا يميزهم عن باقي الشعب المغربي. ولكن لا شك أن هناك شكل من أشكال المزايدة والسياسوية تمارس هنا. أنا شخصيا لا أدري أين تلجأ هذه العنترية حينما كانت العدالة والتنمية تبعث لمن يهمهم الأمر في إدارة بوش الأكثر رعونة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية برسائل تطمين من نهجها الديمقراطي فيما لو وصلت إلى الحكومة. حصل هذا قبل 2007 م . ودائما كان خط الرباط ـ واشنطن ينشطه إسلاميونا الذين استقووا في كثير من المرات على بلادهم بأمريكا تارة وبفرنسا تارة أخرى. برامج التدريب على الديمقراطية نفسه استمر إلى حين. جاءت تسيفي ليفني إلى المغرب ولم تنطلق تلك المسيرات على الرغم من ارتفاع الأصوات. قانون الإرهاب صوّت عليه نواب العدالة والتنمية . نعم ، هذا لا يعني أن هذه الجماعات لا تحمل عاطفة تجاه القضية الفلسطينية، لكنها مستعدة أن لا تمشي خطوة تضامنية فيما لو تعرضت للمنع. إن بعضهم يستغل اندفاع الجماهير المغربية وتسامح الدولة مع تعبيرات الجمهور التضامنية ، فيكون لهؤلاء فقط شرف التأطير حتى لا تعم الفوضى. وهذه خدمة تقدمها هذه الحركة للدولة لا للقضية الفلسطينية.


س: تفجر موضوع الحركة الإسلامية والفن وصدرت فتاوى وتصريحات تندد بمهرجان موازين كما اعترضت العدالة والتنمية عن استقبال إلتون جون في المهرجان . ما رأيك في ذلك؟


ج: بدوري أتساءل، أين هو الوعي السياسي خلف هذا الموقف؟ أعتقد أن النتيجة كانت كالتالي: تماما مثلما حدث مع ليفني التي دخلت رغما عن اعتراضات الحزب المذكور ، جاء إلتون جون ودخل إلى المغرب وغنّى. ما الذي حصل. أكدت هذه الحركة بأنها لا تملك نفوذا كبيرا يجعلها قادرة أن تقنع كل المجتمع بموقفها. هذا يحفزها لاعتبار نفسها تتقاسم الوجود مع أذواق وتوجهات أخرى. وما يؤكّد أن مسألة الاحتجاج خضعت لتكتيك سياسي أن هذا السؤال عن جون وحده انفلت من بين الأسئلة الكثيرة التي سئل عنها القرضاوي الذي كان في ضيافتهم . لقد استنطقوه في كل شيء إلا في حديث الساعة: إلتون جون ، وذلك انتقاء منهم وحماية له من التورط في فتوى من هذا القبيل داخل المغرب. ومع أنه جاءهم يوصفه مرجعهم الديني إلا أنه بدأ يحدثهم عن واجبهم في حماية الأمن الروحي فجعل نفسه ابن الدار ، محملا الجماعة أمانة هذا الأمن الروحي مع أنه ظل في ضيافتها ولم يكن في ضيافة الهيئات العلمائية المغربية . لقد ألقى إلتون جون عرضا استغرق مدة ساعتين وربع ، أي زيادة عن الوقت المخصص له بطلب من الجمهور تعاطفا أو ربما نكاية في الجماعة. وقد بلغني خبر حضور إعلامي لهذه الجماعة تحت ذريعة التغطية لكنهم حضروا كل القطع الموسيقية لإلتون جون وسفقوا له مع المسفقين وبعضهم استمتع وقيل لي من مصادر موثوقة أن بعضهم رقص أيضا. لقد قاموا بدعاية كبيرة مجانية لشخص لم يكن أحد من المغاربة يعرف أنه شاذ في بلاده التي تسمح لهم بذلك. ولكن شهد الناس شخصا يلبس لباسا محتشما ولم يقف من كرسيه خلف البيانو وعزف أرقى المعزوفات وقدم احتراما خاصا للمغاربة. بالمقابل كان نجوم ونجمات الأغنية العربية والشرقية يتقافزون ويستعرضون فنهم بأسلوب غير محتشم ، لكن مع ذلك لا أحد من هؤلاء تحدث عنهم. القضية إذن في نظري تتعلق بموقف عام وملتبس من الشأن العام والعمل السياسي في مجتمع متعدد الحساسية والثقافات والأذواق. وهذه بكل حياد إنها مشكلة ثقافية بالدرجة الأولى وليست مشكلة العدالة والتنمية وحدها. إنها قضية لم يتم الحسم فيها مهما قيل عن حسمها ، لأن فتاوى الريسوني هنا لا تكفي في موضوع مركب وموضوع ثقافي معقد. لأن مسألة الغناء هنا أضحت مسألة معقدة وهناك تخوم بين أجناس فنية تسم الفن الحديث فضلا عن علاقة الأمر بالسياحة والسياسة. هناك إذن مشكلة الارتجال في الفتوى والارتجال في السياسة. وهذه هي آفة الحركة الإسلامية المغربية. وطبعا قس على ذلك عموم الفتاوى المتعلقة بسائر النوازل المستجدة.

‫تعليقات الزوار

21
  • MEKNASSI
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:38

    كل مانقلوه من الشرق من لباس وإيديولوجيا لايتماشى مع أصالتنا وطبيعة تقاليدنا. ابتداءا من السراويل الافغانية والفيستا فوق الغندورة والحجاب عوض المنديل المغربي الذي يختلف حسب المناطق المغربية
    زد على ذلك كل ماخترعه الشرق من فتاوي تغرق الشعب في الجهل.
    هذا كل ماقدمته الأحزاب الإسلامية للمغاربة

  • يحيى التازي
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:56

    الشكر لمن أنجز الحوار ،وشخصيا أنا من المتتبعين لما يكتبه الباحث إدريس هاني ، و حتى إن كنت دائما حريصا أشد ما يكون الحرص على التمييز بين صفة الباحث و صفة المفكر ( و التي أظن ،مع كامل الاحترام ،أن إدريس هاني يبقى دونها )من جهة و الإنتماء المذهبي و الايديولوجي من جهة أخرى ….فلا أِيد من يحاكم فكر طه عبد الرحمن الرصين إعتمادا على انتمائه الصوفي ، فما يسمى بالحجة الشجصية هو الاليات الحججاجية الضعيفة …
    لكن مع إدريس هاني الأمر يختلف ، فهو فيما يكتب غالبا ما بنتقد و يظهر النقائص ، ذاك ما قام به مع الجابري و مع أركون مثلا ، وهو يقدم على ذلك ،من دون أن يقدم في المقابل مشروعا فكريا متكاملا واضح العالم ،مما يدل على أنه يخدم أجندة مذهب جاهز ؛مذهب يقف من حيث المبدأ على النقيض ممالجا يدعو إليه كل من الجابري و أركون و غيرهما من المفكرين ،لأنه مذهب ولاية الفقيه ، الدي يعتبر نعشا للديموقراطية
    و إن كنت افق مع ما جاء في انتقده للحركة الاسلامية المغربية و كونها من دون هوية مغربية و لا ارتباط بمنابع تاريخنا الوطني المعاصر،مما يجعلها ذات هوية لقيطة،و منحى انتهازي ،مرشح لأن يعطي مضاعفات في المنظور القريب
    و هنا أتساءل ، أليس نفس الانتقاد موجه لإدريس هاني و جماعته ، فمن الأبعد عنا الشيعة ،أم إيديوالوجية الشبيبة الاسلامية ؟!
    و الملاحظ هو أن الانتقادات التي كالها للعدالة و التنمية ، أكثر من تلك التي وجهها للعدل و الاحسان ، نظرا لمدى الحضور الأقرب للقداسة الذي يتمتع به الشيخ عبد السلام ياسين في نظر أتباعه،مما يجعل نموذجه هو الأقرب إلى نموذج الشيعة و عصمة الإمام !!!!
    و إن كان هاني يؤاخذ السلاميين على غياب برنامج سياسي ،فإن الشيعة لهم برنامج إرتكاسي سيعيد إلى الوراء ،إضافة إلى إغتراب أجزائه و مفاصل عن التربة المغربية

  • خالد البرنوسي
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:50

    لست أدري من أين جاء هذا الرويبضة الذي يزور الحقائق ويفتري على التاريخ ويوزع الصكوك ،وأجزم يمينا أن هذا الحوار مفبرك ومصنوع ومخدوم وهدفه التشويش والتشكيك باعتماد الكذب والبهتان

  • عمر
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:28

    الحركةالإسلامية في المغرب تقرأ التاريخ المغربي .. وتتميز عن نظيرتها في الشرق ، فلم نسمع يوما أن حزبا أو جماعة رفعت شعار الإسلام هو الحل .. الإسلاميون يقرأون القاضي عياض وابن خلدون ووعلال الفاسي والطاهر بن عاشور ويقرأون أيضا انتاجات القرضاوي..
    التعصب هو أن تحشرهم في الزاوية لمجرد أنك لا تحب القرضاوي إنهم يقرأون انتاجات القرضاوي كما تقرأ أنت انتاجات مراجعك المبجلة في قم… فاين الخصوصية المغربية في مذهبك التلفيقي . القرضاوي ينطق من داخل المرجعية السنية ..عكس مرجعية قم التي تتبعها أنت .

  • بوعلي
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:40

    هناك من سيعميه إنتماءك المذهبي،عن النظر فيما حمله الحوار من أفكار،تصلح كأرضية لنقاش جاد للمصالحة مع الله ،ومع الذات،
    يا سيد هاني ،ستعرف من نوع التهجمات ،ومضامينها ،لون العجل الساكن في الصدور . بوعلي بلجيكا

  • ابو الخدري
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:26

    المهم يا سيد ادريس انك استعطت وغيرك ان تنتقد العدالة والتنمية واستطعت وحصلت على المعلومات الكافية لكي تنتقد
    يعني ان الحزب وسليلته السلفية لهما من الاطر المرجعية ما نحاكمهم به سواء كان محليا مثل اراء الريسوني او شيخه القرضاوي
    وماذا يضيرك ان يستفاذ من اراء وفتاوي شيخ اسمه القرضاوي او سفر الحوالي او محمد فضل الله
    هذه خلطة عجيبة لكنها موجودة في حركة مغربية
    اما البحث العلمي في ثراث المصلحيين المغاربة فادعوك لكي تراجع اطروحات ابناء التيار الاكاديمية وغيره من المتعاطفين معه
    اما من حيث التنظيم والعمل المؤسساتي فان لحركة التوحيد وقبلها الجماعة الاسلامية مدرسة خاصة لعل المشارقة يستفيدوا منها
    والاخ هاني محتاج ان ينزل الى العموم طروحاته الايديولوجية بشكل واضح وشفاف وبعدها مشروعه المجتمعي لعنا كمغاربة نيتفيد منه لاننا تربينا منذ القدم على احترام الشرق ولو كان صابئا فما بالك لو كان شيعيا فقط
    اعلم رحمك الله ان ما كثر نقده فهو اوضح الناس واكثرهم تعبيرا نظريا وعمليا
    اكثرها تجيدا في النظرية والممارسة
    امدرسة العدالة هي من يقتحم وتجرب العمل ثم يلتحق بها الاخرون وبالفعل سوف تخطئ والاخرون يستفيدون من هذه الاخطاء المرجو منهم فقط تصحيح الاخطاء و جعل شعار الصواب والحق هو المعيار
    ال

  • عبدو من الداخلة
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:44

    كن تعجبنا الحركة الاسلاموية السياسية بكلامها و شعاراتها البراقة، نحن في المغرب في امس الحاجة لحلول فعلية وواقعية لحل ازمات التعليم و الصحة و الرياضة لكن كل ما تجده لديهم هو الانتقاد و الكلام الجميل لكن اين الحلول، و ما يفقسون به الواخحد حين يقولون الاسلام صالح لكل زمان و مكان و عندما تساله كيف لا يجيب .نريد حلول و ليس الشفوي.

  • تازلا أوزور
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:48

    الحركة الإسلاموية بكل ألوانها وشعبها حركة ماضوية رجعية تنشر التجهيل و الشعودة السياسية والتخلف والظلامية والدمار والخراب الحضاري والفكري. خطابها يصارع عقارب الزمن والتكنولوجيا و الإنسانية للوقفها عن الدوران والحركة للرجوع بها أربعة عشر قرنا إلى الخلف! تارة بالإرهاب والعنف وتارة بالتكفير والتحريم لكل جديد حضاري وطورا بالنفاق والتلفيق.
    بدون فصل الدين عن السياسة وجعله مسألة شخصية محضة وقضية حرية شخصية فردية فلن يكتب للديموقراطية وجود ولا للتقدم والتطور وجود إلا على الطريقة الخمينية و الطالبانية.

  • almobher
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:42

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اتفق مع تعليق الاخ المكناسي تماما
    و اتفق مع الكثير مما جاء في الحوار بغض النظر عن بعض التجاوزات من النميمة السياسية وبعض الضربات تحت الحزام التي لا تليق بباحث وخصوصا عندما ينتقد جزءا من الحركة الإسلامية باللجوء إلى ثقافة المحنة بينما يعتمد هو نفسه على محنة الحسين عليه السلام ويجعل منها محور ليس فقط خطا سياسيا بل صلب عقيدته و دينه بعد مرور اربعة عشر قرنا فهل هو حلال على السي هاني
    حرام على حزب العدالة و التنمية مهما تكن الملاحظات التي اقدمها هنا حول الباحث فإن الكثير من انتقاداته للحركة الإسلامية هي إما في محلها او ربما اخف مما يستوجبه واقع الحركة الإسلامية لكن هذا لا يبرر الضرب تحت الحزام او الدخول في سوق النميمة السياسية من القيل و القال
    بالإضافة إلى تعليق الاخ المكناسي من أكبر إخفاقات الحركة الإسلامية هو انعزالها عن مجتمعها
    خصوصا علماء المغرب وعدم قدرتها للتواصل معهم
    و ضمهم إلى صفوفها ومن اكبر الحواجز التي وقفت حائلا دون ذلك هو التوجه الحنبلي السلفي لدى قسم مهم منها في مجتمع مالكي اشعري صوفي
    الموقف الخارجي سياسيا للقسم الاهم من الحركة الإسلامية مما منع اغلب علماء المغرب من التعاطف او المساهمة في الحركة الإسلامية في المغرب بخلاف الحركات الإسلامية في باقي البلدان
    التي نجحت في استقطاب علماء بلادها بنسب متفاوتة

  • عشير
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:46

    رغم كيد الملحدين أعداء الدين فان هذا الدين سينتصر باذن الله. فمهما حاولوا تشويه و تنقيص عمل الحركة الاسلامية في المغرب والكذب و البهتان فان المغاربة يشاهدون بام أعينهم ويلمسون عن قرب عمل الحركة الاسلامية.ان هؤلاء المنافقين لا يستطيعون توجيه سهامهم للاسلام مباشرة ولكي يصلوا الى مبتغاهم فانهم يتجهون الى الحركة الاسلامية التي تضايقهم و تفضحهم و يسعون النيل منها و يعتبرون ان الجزء الذي لا يشارك في العملية السياسية من الاسلاميين هم الذين على صواب و أنهم وأنهم….
    ولينصرن الله من ينصره

  • الفاروق
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:54

    بسم الله الرحمان الرحيم
    مع انتقاداتي للإسلاميين بما فيهم السلفيون ـ ليس كرها لهم و لكن من أجل تصحيح الأخطاء مثلما أنني لا أتورع عن انتقاد نفسي فالحق أحق أن يتبع ـ أجدني مدعوا لانتقاد إدريس هاني الذي يمارس الأستاذية على الجميع و النقد الديماغوجي المؤدلج.
    فإدريس هاني الحسيني كما يخفى على الكثير ـو ذلك ربما يكون راجعا لممارسته التضليل و التقية من خلال حواراته كما في برنامج في الصميم على قناة BBC العربية …ـ يحاول عن قصد أو لاشعوريا تصريف أطروحات مذهبية تمجد الشيعة و تحط من قدر أهل السنة… هو من الشيعة المغاربة التابعين للمذهب الجعفري الحاكم في ايران، وهو الذي كتب أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ضعيفة العقل و أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سطحي السياسة و يمارس القمع الاجتماعي … و ذلك في كتابه ” لقد شيعني الحسين ” المنشور في دول أخرى غير المغرب, و أدع القارئ ليحكم بنفسه، ادخلوا إلى موقع شيعة المغرب و ابحثوا في الصفحة الرئيسية عن شخصيات معاصرةـ شخصيات شيعيةـ ستجدون صفحة ادريس هاني هي الأولى افتحوها و آنذاك لكم واسع النظر. و إليكم عنوان الموقع الذي يصعب الحصول عليه من غوغل لأسباب أعرفها: chiamaroc.yolasite.com
    يقول هاني في هذا الحوار “خطاب المظلومية هو خطاب الجماعات المفلسة والفاشلة.” أقول معلقا بأن أكبر من يمارس خطاب المظلومية هم الصهاينة اعتمادا على ما يسمى الهولوكوست و كذلك الشيعة توظيفا لمظلومية الحسين رضي الله عنه باتهام أهل السنة جميعهم، ربما لأن الشيعة لم يتمعنوا كتبهم التي تلقي باللوم على شيعة الكوفة الذين خذلوا الحسين رضي الله عنه و للتأكد من هذا و من باب شهد شاهد من أهلها ابحثوا على النت عن كتاب “لله ثم للتاريخ ” للعلامة الشيعي حسين الموسوي الذي تاب و فضح القوم.
    لقد قدمت الحجج تبرئة للذمة و مصداقا لقوله عز و جل في سورة البقرة و غيرها ” قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”

  • سفير
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:24

    انتقاد مقبول في أغلب جوانبهإلا أنه يحمل مغالطات،الباحث يقول أن العدل والإحسان منحت أصواتها للعدالة والتنمية خلال الانتخابات وهذه مغالطةكبيرة ويقول أيضا إن العدل والإحسان تقبل بالنظام وهذا غير صحيح،ثم يقول إن الجماعات الإسلاميةتلعب على وتر المظلومية وتستغلها لصالحهاوهذا كلام فارغ ونظرة شيعية للأمورلأن الشيعة يعزفون على هذا الوتر.

  • عبد الواحد ابروح
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:30

    كنت اظن السيد ادريس باحثا رصينا وهو الذي تعودت هذه الجريدة الرائدة تجسيد صورته كباحث و قد ادهشنا بتلك العناوين المنمقة كل حين ويبدو انها سفسطائية فقط وبعيدة عن البحث العلمي الرصين فاين الحياد والرجل يكيل التهم بدون ادلة وينمق الكلام الغريب الذي يذكرنا بالغرابة المصطنعة في الشعر الحر المتملق و يدبج افكار مسبقة قديمة جديدة مثل انعدام البرنامج السياسي و يبدو انه يعود الى الماضي دائما ويسقط احكاما جاهزة بلغة غير علمية بتاتا اتمنى ان ينتبه الى تحيزه و اخطائه و من الفشل نحقق النجاح يا اخي و بالنقد البناء تقوم التجارب مع تحياتي

  • حسن المكناسي
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:34

    ” خطاب المظلومية هو خطاب الجماعات المفلسة والفاشلة.” هذه جملة تبين مدا عدم إلمامك الجيد بالوضع الحركي في المغرب وما حذث في الأيام الأخيرة من اختطاف لثمانية أعضاء من جماعة العدل والإحسان لهو ذليل على المظلومية التي تعيشها الجماعة مند تأسيسها، كل ذلك لأنها لا تعترف بالنظام المغربي.
    ثانيا العدالة والتنمية ليس حركة إسلامية كما تدعي بل هو حزب سياسي لم تعد له علاقة بالمرجعية الإسلامية(راجع الخطابات الأخيرة للعدالة والتنمية) بل يجب أن تتحدث عن التوحيد والإصلاح.
    ثالتة الأثافي يا أخ إدريس أتمنى أن تقرأ ما يكتبه الأستاذ المتخصص في الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية الدكتور محمد ضريف.
    ومع دلك فالحوار كان لا بأس به في تحليل بعض القضايا كموقف الحركات الإسلامية من العنف والعلاقة بين العدل والاحسان والعدالة والتنمية

  • abouziad
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:36

    لا يليق بأستاذ باحث أن يكون في كلامه هذا النوع من التعميم والسطحية وترديد كلام الجرائد الذي يغيب عنه العمق في التحليل والعلمية في التقييم.للأسف الشديد لحد الان في المغرب لم تصدر ولا دراسة واحدة ترصد تطور الحركة الاسلامية في المغرب من وجهة نظر علمية وأكاديمية.فتاريخ الحركة الإسلامية في المغرب لا يمكن ان تحتويه حوارات هامشية وأحكام قيمة بهذه البساطة وهذه السطحية وتوزيع الأوصاف والتهم جزافا دون سند علمي وموضوعي لذلك فأنا أدعو الذين لا تروقهم تجربة الحركة الإسلامية إلى المزيد من الاطلاع على مشاريع و أدبيات الحركة الاسلامية المغربية فهي تجربة غنية ورائدة وينتظرها مستقبل واعد شرط استشعار أبنائها والمتعاطفين معها لحجم التحدي والدليل ما كتب أعلاه.

  • علاء الدين
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:32

    العدل و الاحسان أكبر تنظيم اسلامي و الأكثر تأثيرا في الشعب المغربي بلا منازع، فما بالنا نزور الحقائق و نحاول المقارنة بينه و بين حزب العدالة و التنمية ؟!!
    لن تدخل العدل والاحسان للعبة السياسية ما دام الحال هو الحال .. سلطة مطلقة للملك و من وراءه ..
    العدل و الاحسان معارضة سياسية و عصيان شرعي لأولي الأمر حتى يأتي أمر الله بأن يحق الحق و يهلك الباطل المبطل ..

  • عبد الصمد
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:58

    الإسلام هو الحل و كفى من الطراهات ….

  • أحمد الفراك
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 20:04

    يقع في هذه الآفة كلُّ توجه إسلامي يشترط على الدعوة إلى الله وإقامة دين الله “وجوب عدم الابتلاء”، وعدم المواجهة، وعدم التعرض لما تكرهه النفس، فلا يجوز أن تتعارض أقواله أو أفعاله مطلقا مع بُغية الحكام كيفما كانوا، أو “تصطدم معهم” وإن جاروا وأفسدوا في الأرض وجاءوا إلى الحكم بالسيف والوراثة، وعطلوا شرع الله، ومكنوا لأعداء الله التحكم في مطعمنا ومشربنا ومسكننا وفلاحتنا وإعلامنا وكرامتنا..، وقِوام هذا التيار أنه يفرض على الإسلام تصورا أقل ما يقال عنه أنه تصور منبطح ومحدودٌ نفعه بحدود عجزه وضعفه ومصلحته العاجلة، فيزيد الأمة تنويما وتعطيلا بل قد تصل به المداهنة إلى حد الاعتزاز بكونه يقدم نفسه علانية أنه جاء ليخدم الملوك والسلاطين. قال أحدهم من المغرب متحدثا عن وظيفة حزبه في البرلمان: “جئنا لندافع عن المَلَكِية ضد الإسلاميين وضد العلمانيين”!
    فالحاكم شأن مطلق لا يجوز أن يُمس !!!
    وأكثر من هذا يحسب بعضهم أن من يعارض الأنظمة الحاكمة فهو يعارض الإسلام والاستقرار! ويريد الفتنة! لأن ذهنه تشكل على العبودية المختارة لمن غلب. فيتصور المسكين أنه في غياب هذه الحكومة أو هذا الحاكم ستزلزل الأرض ويضيع الدين و تظهر الفتن التي لا تبقي ولا تدر…
    هَبْ لو كانت هذه الأنظمة إسلامية، فهلا يجوز بتاتا انتقادها والاعتراض عليها وتقويم سياساتها؟ ولِمَ لا تغييرها بأحسن منها إن وُجد أو نعمل على إيجاده؟ ألا يمكن أن يرزقنا الله أفضل وأحسن وأنفع؟ هل تعبَّدنا الله بذلك من حيث لا يجوز لنا مطلقا غيره؟ أليس في الإمكان أبدع مما كان؟ وهل ما هو موجود واجبٌ وجوده؟ أم هو فقط ممكنٌ من الممكنات؟
    وأين مبدأ التعددية وحق المعارضة؟ أم هو المسخ والخوف والخنوع مغلف بمقولات “المصلحة تستوجب” و “فقه الواقع يفرض” و “الواقعية السياسية تقتضي”…؟
    كيف يُعقل أن نُجبِر المسلمين بطريقة بليدة على الاختيار الاضطراري بين مفسدتين: بين الدكتاتورية وبين الفناء!!؟؟؟ منطق الأسود والأبيض المتجاوز. وهل ليس في قدرنا -يا ناس- سوى حكم الطغيان أو حكم الفوضى؟؟؟
    أنحن من دون أهل الدنيا لا عقل لنا ولا قدرة ولا إمكان للأحسن؟؟؟
    كم ظهرت من كتابات وكتيبات، و كم ألقيت من محاضرات وخطب، و كم دعمت من صحف ومجلات لتبرير خط المداهنة والخنوع الذي حذرنا منه القرآن الكريم {وَدُّوا لو تُدهن فيدهنون} ()، حتى أنها استُصنعت هيئات علمية وأحزاب سياسية مختصة في قولبة أذهان الناس واستغفال عقولهم، فسُميت التنازلات انتصارات، والمناصب محارب، والسخرة عند الحكام خدمة للإسلام… لا حديث لها إلا عن مجاراة الواقع البئيس وتبريره والدفاع عن مؤسساته الفاسدة. فيقاس النجاح برقم أصوات و عدد أسئلة! أو برسالة تهنئة وابتسامة بلهاء ! أو بسلامة أبدان وسمنتها.
    وبهكذا ملهاة يشجع البحث والحديث بثرثرة مسترسلة عن مبررات التسكين والتعطيل والتفوه بالباطل، فيقال كذلك نبي الله موسى عليه السلام قال قولا لينا لفرعون!
    مساكين ! يفهمون فهما حرفيا مُغرضا لين سيدنا موسى عليه السلام!
    وقد قال لعدو الله فرعون: {حَقِيقٌ. عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } . واجب علي ألا أتفوه بالباطل مطلقا مهما كانت الحسابات ومهما كانت قوة الخصم، ولو كان هو فرعون ومن معه.
    فلِمَ التبرير الدائم والمطلق لقول الباطل وفعله باستصناع مبررات أوهى من بيت عنكبوت؟
    “ما لكم كيف تحكمون؟”…
    تصوروا لو كان سيدنا موسى حيا هل كان سيجاري الحكم الجبري الاستبدادي اليوم؟ أم كان سيقُوم ضده؟
    وهل كان القول اللين هو قول الباطل. وهل زكى سيدنا موسى صنيع فرعون؟ وقال له: فعلا أنت سيدي وسيد بني إسرائيل؟ أم صدمه ب: “أرسل معي بني إسرائيل”؟ أي لا شرعية ولا مشروعية لسلطتك عليهم، أطلقهم من قهرك فهم أحرار. استعبدتهم بالقمع والتخويف والبطش وبت الفرقة بينهم. ودعهم يتبعوا الحق…فالحق أحق أن يُتبع.
    هذا التدين الذي يلزم نفسه بالدفاع الكلي عن الحكام كيفما كانوا وكيفما جاؤوا، لا عِزة فيه ولا مستقبل له، لا لنفسه ولا للمسلمين. وللأسف نجد له في تاريخنا بعض المقولات التي تلغي الشرع والعقل لتكرس الظلم والاستبداد مثل: “نحن مع من غلب” و “من اشتدت وطأته وجبت طاعته”….الخ

  • احمد العلمي لحسني
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 19:52

    على اي ,اعتدرمسبقا.ان قلت لكم ان غالبية الفطاحلة النقاد الذين هاجموا الاستاد الحسيني .المعروف لذى المتتبعين .والذي لا يخفي افكارة كما ادعى البعض .انكم (قتلتوني بالضحك .كالطيروا فالخنشوش.او بلا حيا بلا حشمة)
    الاستاذ هو صاحب (لقد شيعني الحسين) والكتاب في متناول العالم فكيف يتهمه البعض بالتقية و…و…
    قال ابن رشد في كتابه (فصل المقال وتقريب ما بين الشريعة والحكمة من اتصال):ومن العلوم ما لا يجب الافصاح بها لذى العامة) كيف لا وشعبنا شعب 70% بالمائة من الاميين,شعب لا له فوبيا من الكتب واذا قرا لا يفهم ,النخبة المثقفة اصبحوا جنودا لاخفاء الحقيقة ,ممارسون للدجل (لهم عقلية الكسال فالحمام ,والنكافة.والعريفة )كيف يمكن التواصل مع هؤلاء .
    نص الكاتب غاية في الابداع الادبي النقدي ,بدراضاء ليل واقع التجربة السياسية للحركات الاسلامية ,وتجيبونة بذاك الاسلوب الاسترزافي المنحط لمثل هذا هجرنا المغرب (والله يكون فعون العاشقين للحقيقة ).
    اغاية الدين ان تحفوا شواربكم يا امة ضحكت من جهلها الامم.
    الناس اعداء لما جهلوا قالها الامام علي كرم الله وجهه.وليس كل من يحتج بالامام فهو شيعي .
    وليعلم رواد هذه الصفحة اني رجل فاسق .

  • محمد
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 20:02

    الحركة الاسلامية هي المنتوج الوحيد الذي لم يصنعه المخزن
    تحتاج إلى عمق كبير وموضوعية أكبر لنقد الحركة الاسلامية
    ومع ذلك لا يخلو مقالك من فائدة
    تحياتي لك أستاذ هاني
    ابن العدل والاحسان

  • خالد
    الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 20:00

    هناك مغالطات لاستادنا في هدا الحوار
    اولها ان العدل و الاحسان لم يتصدق يوما لا بالقليل و لا بالكثير باصواته لفاؤدة العدالة و التنمية بل على العكس كانت هناك تعليمات لعدم التصويت له بالدات بدعوى انه يقف ضد مشروع العدل و الاحسان و الدليل الدي يؤكد هدا الكلام تعليمات اعطيت لهيأة التعليم لمساندة نقابة يساريةكدش لوقف زحف النقابة المقربة للعدالة و التنمية,,,,,
    المغالطة الثانية هي ان حركة التوحيد و الاصلاح بالرغم من عدم دكرها مباشرة في الحوار في تعتبر حركة دعوية دات خصوصية مغربية و ليس لها علاقة البتة مع الحركات المشرقية لها علماء مغاربة مالكيي المدهب و برامجها التربوية مستمدة من الترات المغربي الاصيل والدي يقول عكس هدا الكلام ما عليه الا ان يراجع موقع الحركة و مؤلفات شيوخها ,,,,
    المغاطة الثالة العدالة و التنمية ليست ضد الفن و لكنها تعارض العفن الدي تقدمه موازين وغيرهاوهده مهمة جميع المغاربة الغيورين على ثراتهم

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات