محمد نبيل: الجامعة غدت وكرا للتطرف .. والسينما كُوة أمل

محمد نبيل: الجامعة غدت وكرا للتطرف .. والسينما كُوة أمل
السبت 7 يناير 2017 - 05:00

شدد المخرج السينمائي المغربي المقيم في برلين الألمانية، محمد نبيل، على ضرورة أن تنفتح المؤسسة الجامعية على محيطها الإبداعي عبر استراتيجية بعيدة المدى، مبرزا أنه بسبب تراجع أدوار منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، صارت الجامعة وكرا للتطرف والعنف والبؤس المعرفي.

وأفاد نبيل، الذي درس السينما والصحافة والعلوم السياسية في جامعتي “لافال” و”مونتريال”، وأخرج شريطي “جواهر الحزن” و”صمت الزنازين”، ضمن حوار مع هسبريس، بأن الجامعة يمكن أن تساهم في تنوير الطلبة ضد الرداءة الرائجة في الشارع العمومي والمؤسسات الأخرى.

تم عرض فيلمك الوثائقي “جواهر الحزن” مؤخرا في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة.. تجربة تبدو مفيدة لك.. ما الذي استفدت منه مهنيا في هذه التجربة؟

عندما ننتهي من شريط سينمائي معين، يصبح ملكا للجمهور المتلقي. اللقاء في جامعة ابن طفيل كان غنيا ومثيرا. وأسئلة الطلبة ومساهمات الأساتذة عبد الله هرهار، وفوزي بوخريص، ومحمد شويكة، لامست جوانب كثيرة في الشريط، مثل علاقة الذاتي والموضوعي، وحركة الكاميرا ودلالاتها، والخطاب السينمائي، وحضور صور وعلامات في الشريط، كأربعينية المفكر محمد عابد الجابري، وعلاقة السينما بالحلم..

هذا اللقاء أعتبره مهنيا مقدمة أستفيد منها في مشاريعي السينمائية المقبلة. وأرى أن النقد السينمائي هو خلفية إبداعية في الفن السابع.

يعاني المغرب من ضعف انفتاح الجامعة على الفن السابع.. في رأيك ما معوقات انفتاح المؤسسات الجامعية على السينما الوطنية؟ ولماذا لا تقام لقاءات وعروض سينمائية داخل أسوار الجامعة المغربية؟

حضور أكثر من 300 طالب لعرض شريطنا السينمائي في جامعة ابن طفيل، والانضباط والتفاعل مع النقاشات التي دامت أكثر من 3 ساعات، لكل ذلك دلالات مهمة ترتبط بتعطش الطلاب للإبداع والفن السابع.

الجامعة المغربية من المفترض أن تكون منفتحة على محيطها الإبداعي؛ لأنها مؤسسة للبحث العلمي. وهناك عوائق تاريخية تجعل الجامعة تعكس البؤس المجتمعي في مجال الإبداع والفن. الجامعة في رأيي يجب أن تكون طلائعية، وهذا يحتاج إلى استراتيجية بعيدة المدى.

الجامعة، ومنذ تراجع نشاطات منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، صارت تجر ويلات الماضي، وأضحت وكرا للتطرف والعنف والبؤس المعرفي.

ولكن في كل التقاء بين الجامعة والسينما، لاشك أن هناك نوعا من التلاقح، وهناك من يتأثر، ومن يؤثر..

إذن، كيف يمكن أن تؤثر الأفلام المغربية في الطلبة؟ وكيف تؤثر الجامعة في السينما؟

لابد من التفكير في استراتيجية تربوية جامعية مهنية، كما هو الشأن في ألمانيا والدول المتقدمة، للرفع من الذوق الفني والجمالي للجمهور الطلابي؛ فالطلاب في حاجة إلى غذاء فني وجمالي وثقافي لبناء الوطن.

والمغرب يحتاج إلى طاقتي الفن والثقافة للخروج من المأزق الحالي. هذه حقيقة أعايشها في بلاد غوته وماركس. وأرى أنه يتعين على الجامعة أن تخصص شعبا ومسالك ومختبرات لدراسة الفن والسينما، والانفتاح على النشاطات الفنية، وعرضها أمام الطلبة، بل وإشراكهم فيها.

الجامعة يجب أن تكون مؤسسة للتكوين السينمائي. أنا درست السينما في جامعة مونتريال الكندية، وعلوم الصحافة في جامعة لافال، فالجامعة مؤسسة للتكوين المهني والعلمي، ولابد من الانفتاح عل كل الطاقات لإنجاز خطة علمية في هذا الصدد.

ماهي سبل الرفع من الذوق الفني والجمالي لجمهور الطلبة بالمغرب؟

نظريا، انفتاح الجامعة على عرض الأشرطة السينمائية، وإنجاز ورشات سينمائية متخصصة ومهنية وغيرها، يدخل ضمن استراتيجية علمية في مجال الفن السابع والفنون عموما. وهذه الاستراتيجية قادرة على تحقيق أهدافها الفنية والجمالية.

ولابد للطالب أن يتغذى من الإبداع الأصيل والراقي، العالمي والمحلي، ويساهم في إنتاجه كذلك. الجامعة يمكن أن تساهم في تنوير الطلبة ضدا على ما يروج ويعرض في الشارع العمومي والمؤسسات الأخرى من رداءات، كما أنه من المفترض أن تدافع الجامعة عن الجودة.

شريطاك “جواهر الحزن” و”صمت الزنازين” ينتصران للمرأة لكنهما يحملان قدرا كبيرا من الحزن وتصوير البؤس.. كيف يمكن عدم السقوط في النقل المباشر للواقع الأسود؟ وهل يسعف جمال السينما في قتل قبح الواقع؟

السينما إبداع وخلق للجمال، وهي موقف فني يعكس وجهة نظر المخرج، كما أنها قبل كل شيء تصور جمالي. شريطا “جواهر الحزن” و”صمت الزنازين” ينتصران للمرأة إنسانيا. وأنا أقدم أفلامي بمضامين حزينة، لكن على طبق جميل، فالجمال ضرورة في الفن السابع، والتعبير عن القبح لا ينفي حضور الجمال.

إن الغناء والموسيقى والمؤثرات الصوتية وحركة الكاميرا، وغيرها من مكونات الفيلم السينمائي، معالم جمالية بامتياز؛ فالسينما ليس هدفها فقط نقل المضامين والمواضيع، بل الجماليات كذلك. إن الارتقاء بالذوق يرتبط بالجمال والفن معا. هذا رهاني الإبداعي باستمرار.

‫تعليقات الزوار

8
  • YOUNESS. H
    السبت 7 يناير 2017 - 09:56

    وكرا للتطرف و وكرا للدعارة أيضا سيدي…

  • khalid
    السبت 7 يناير 2017 - 10:20

    يجب على الدولة أن تراقب التيار السلفي الرادكالي الذي تعشعش ليس فقط في التعليم العالي بل في جميع أسلاك التعليم، من الحضانة حيث يتم تفرقة بين الإناث والذكور وعدم الإختلاط خلال فترة اللعب ومرورا بالإبتدائي والإعدادي والثانوي.

  • mora9ib
    السبت 7 يناير 2017 - 12:19

    كلام هذا المشتغل في السينما ينم عن جهل و و سقوط مخز في ايديولوجيا تحارب التدين،اما التطرف فليس اقل من ميل شخص او تيار ايديولوجي الى احد طرفي نقيض:افراط او تفريط،و عليه من باب تصحيح المفاهيم يدخل في التطرف كل تزمت و تحجر و تشدد ديني ،و يندرج فيه ايضا كل وقاحة و تسيب و خلاعة و اباحية من الطرف الآخر،فليس التطرف رديف التشدد فحسب بل و الميوعة ايضا تطرف،بمعنى كل ما يفسد الفطرة الانسانية و الطبيعة البشرية فهو تطرف سواء كان تدينا اعمى او حداثة ببغائية

  • غريب في وطنه
    السبت 7 يناير 2017 - 18:45

    هل ما يتلقاه المغاربة في الجامعات المغربية يسمى علما ؟؟ المؤسسات التعليمية المغربية تعاني معضلة بنيوية محضة و لا تحتاج الى ترقيع في المناهج و البرامج الفارغة بل هي في حاجة إلى قرار سياسي حقيقي .. لا يمكن لمن يعيش في بيئة مخالفة أن ينتقد عن بعد لأنه سهل و بسيط ..

  • غريب في وطنه
    السبت 7 يناير 2017 - 18:53

    هل لدينا سنيما ؟؟ ما لدينا هو فتات المسلسلات المستوردة التي لا تناسب أعرافنا و تقاليدنا و مغربيتنا التي تربينا على قيمها و أخلاقها و نشأنا في كنف أحضانها الطيبة الزكية .. كل من ينادي بتغيير ثراتنا الثقافي و الحضاري و موروثنا المغربي الأصيل فهو يتهكم علينا و يستهزئ بأفكارنا .

  • walid
    السبت 7 يناير 2017 - 18:55

    c´est qui ce Monsieur qui se prend pour un cinéaste en Allemagne??? ce mec n´est pas connu en Allemagne du tout. Il a réalisé un petit documentaire sous forme de reportage et il n´arrête pas de passer dans tous organes press pour se faire une publicité débile, oubliant que le Marocains sont très actifs sur internet et peuvent faire la différence entre un vrai cinéaste et un ex correspondant de press qui veut se faire une place au cinéma en manipulant les gens.si tues un vrai cinéaste connu en Allemagne, et bien fait preuve de créativité et sors nous un film qui sera aussi apprécie par les Allemands.

  • totti
    السبت 7 يناير 2017 - 20:06

    راه السينما المغربية لي ولات مرتع لميوعة والهوس الجنسي والهضرة الخيبة. الشينما ديالكم كانشر ثقافة التكلاخ والبلادة بدوك اللفلاغ الغبية.الجامعة بزاف عليكم كتوعي وتقري وتخلي بنادم اخدم عقلو ويفكر.نتوما لي لقيتو الهوتة كاهرفو علا فلوس الدعم وديرو كشكول وطربوش وديرو فيها ستيفن سبيلبورغ بزاف عليكم السينما سير تفرج فالانتاجات ديال بصح وتشوف الافلام كانمي العقل.توما لفيلم عدكم متعرفو امتا بدا وفين سالا وعلاش سالا.

  • citoyenne du monde
    السبت 7 يناير 2017 - 20:34

    Le gout esthétique se cultive dés l'enfance. Donc, c'est à l'école que les élèves doivent apprendre à apprécier les belles choses d'une façon saine grâce aux activités parascolaires comme la musique, le théâtre et même le sport qui doit être pratiqué d'une manière ludique et pas si sérieuse et séché comme c'est le cas quand il existe..

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين