الكنبوري: "زمن الخوف" قائم .. وأسطورة "الحركة الوطنية" تهشّمت

الكنبوري: "زمن الخوف" قائم .. وأسطورة "الحركة الوطنية" تهشّمت
الأحد 9 أبريل 2017 - 16:40

يفجر الكاتب المغربي ادريس الكنبوري، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية وقضايا التطرف، في عمله الروائي “زمن الخوف”، قنبلة مدوية عن مجزرة “سوق الأربعاء” التي ارتكبها حزب الاستقلال ضد مناضلي حزب الشورى والاستقلال، وكيف تم الفتك والتنكيل بهم..

يسلط مؤلف “سلفي فرنسي في المغرب”، و”شيوعيون في ثوب إسلامي”، الضوء على تلك الأحداث في هذا العمل الروائي بعدما لم تسعفه الوثيقة التاريخية، لأن الرواية تستطيع التقاط التوترات السياسية والاجتماعية للمرحلة، حسب الكاتب في حوار مع هسبريس.

لماذا الاتجاه صوب الرواية (زمن الخوف) بعد هذا الإنتاج الفكري الكبير عن التطرف والإسلام السياسي؟

ـ أحيانا يجد المرء أن الأجناس الكتابية التي يمارسها تضيق عن التعبير عن أفكاره، فلدى الإنسان جوانب تقبل التعقيل والتفكير، وأخرى لا ترتاح إلا للجوانب ذات الارتباط بالوجدان والروح، لكن الكتابة

الفكرية والكتابة الأدبية كلتاهما وسيلتان لمواجهة الواقع وتفسيره بطرق مختلفة. في الكتابة الفكرية تكون مسؤولية الكاتب مباشرة وصريحة، وهو يتحرى الوضوح والإقناع والمحاججة، أما في الكتابة الروائية فهو يوزع المسؤوليات على شخصياته التي قد يضع على ألسنتها مواقف معينة دون أن يتحمل هو المسؤولية المباشرة عنها. لكن هذا لا يعني التطابق بين ما يتناوله الكاتب فكريا وما يتناوله روائيا، فقد يكون عقلانيا في كتابته الفكرية المباشرة، لكنه يصبح داعية إلى التوازن بين العقل والروح في الكتابة الروائية. وقد يحصل التطابق أحيانا كما في حالة سارتر مثلا، الذي نجد أعماله الروائية والقصصية انعكاسا مباشرا للفلسفة الوجودية عنده.

علاوة على ذلك، فإن الكاتب أو المفكر عندما يكتب في جنس آخر فهو يسعى بطريقة معينة إلى مخاطبة فئة من القراء لا تقرأ الأعمال الفكرية أو الدراسات والأبحاث.

والرواية اليوم لديها جمهور واسع في العالم العربي، وأصبحت تحتل مكانة الشعر في العصر الكلاسيكي لدى العرب. لقد قيل إن تطور الفن السينمائي سيقضي على الرواية، ولكن الذي حصل هو العكس، فالإقبال على الرواية يتزايد باستمرار، ولعل هذا راجع إلى أن الناس تفرق بين المشاهدة والقراءة، بين الصورة والكلمة؛ ذلك أن الصورة تفرض نفسها على المشاهد رغما عنه، بينما تتيح له الكلمة حرية التصرف في تشكيل الصورة التي يريدها بوجدانه. السينما تصنع المشهد وتفرضه على المتلقي، بينما الكلمة تسمح له بأن يكون مشاركا مهما في صناعة المشهد.

تمنح الرواية مجالا متسعا للاشتغال إلى جانب قدرتها السردية والحكائية ولعبتها الإبداعية. تعالج الرواية “زمن الخوف” موضوعا مسكوتا عنه، هو الصراع الدامي بين حزب الشورى والاستقلال وحزب الاستقلال في مرحلة حساسة من تاريخ المغرب 1956، لماذا هذا التركيز على هذه الفترة تحت غطاء روائي؟

ـ فعلا، لقد كانت فترة حساسة لأن المغرب كان قد خرج للتو من احتلال فرنسي طويل، لكن الاستقلال لم يكن نهاية الصراع، بل بداية صراع جديد حول السلطة والتفرد بالحكم، وبناء أسطورة “الحركة الوطنية” التي تحطمت على صخرة هذا الواقع الجديد، بعد أن اندلعت الحروب بين الحزبين الرئيسيين في تلك المرحلة، وهما حزب الاستقلال الذي كان يتزعمه علال الفاسي ويمثل المهدي بن بركة الرجل الثاني فيه، ويلعب أدوارا أساسية خلف الستارة، وحزب الشورى والاستقلال الذي كان يتزعمه محمد بن الحسن الوزاني.

وقد كان الصراع في تلك المرحلة يتجاوز كونه صراعا بين حزبين، إذ كان صراعا داخل المجتمع نفسه؛ لأن الحزبين كان لهما امتداد وسط المغاربة، وكانت مذبحة سوق أربعاء الغرب في شهر يناير من تلك السنة التعبير الأفصح عن هذا الصراع، إذ نكل الاستقلاليون بالشوريين في يوم دام، وكان ذلك بداية النهاية لحزب الشورى والاستقلال الذي وجد نفسه معزولا أمام حزب الاستقلال الذي تمكن من بسط نفوذه في دواليب السلطة. الرواية لا تعالج بشكل مباشر أحداث هذه الفترة، لكنها تضعها خلفية لها لإضاءة مرحلة زمنية لاحقة، هي مرحلة السبعينيات، لكي تظهر بأن ذلك الصراع المجتمعي والسياسي بقي يلقي بظلاله على الأجيال اللاحقة، ويغذي حروبا جديدة بين القبائل.

وقد جاء التناول الأدبي لهذه المرحلة نظرا لأن الرواية تسمح بأكثر مما تسمح به الكتابة التاريخية الموضوعية؛ ذلك أن التناول التاريخي للصراع يبقى مقتصرا على المشاهد الأمامية فيه، والمسببات السياسية له، بحيث يبقى سطحيا يتناول القضية من زاوية النخبة، بينما العمل الروائي يتجاوز المشهد الأمامي لكي يغوص في عمق العلاقات الاجتماعية وينقل انعكاسات الصراع على المجتمع ويمسح بالنظر إلى التفاصيل؛ فالوثيقة التاريخية لا تستطيع أن تقول كل هذا، لكن الخيال الروائي قد يستطيع التقاط التوترات الاجتماعية والسيكولوجية، الفردية والجماعية، التي تنتج عن الوثيقة.

يقال إن الكاتب الحقيقي هو من ينبش في ما وراء الأحداث وفي المواخير بقلق وجودي… يمتد الصراع في الرواية إلى أواسط السبعينيات في القرن الماضي، ممثلا في الصراع بين قبيلتين، لماذا سكت الكتاب المغاربة عن هذا الصراع ولم يكتبوا عنه بشكل كاف؟.. هل هو خوف من نوع ثان؟

ـ الماضي دائما مخيف، خصوصا في العالم العربي وفي المجتمعات التي يسودها الاستبداد السياسي والديني. في هذه المجتمعات دائما ما يثار الجدل حول إعادة كتابة التاريخ، لأن هناك شعورا بأنه لم يكتب بالشكل الذي وقع به. وهذا ما يقوله المدرس “عبود” مثلا للبطل، وهو أن الناس ترفض دائما النظر إلى الخلف لأنها تخشى السقوط، ولا تريد مواجهة ماضيها.

وبالنسبة إلى الأحداث التي تتطرق إليها الرواية، وهي مذبحة سوق أربعاء الغرب، لم يكتب عنها الشيء الكثير، بل لا توجد كتابة حقيقية لها، عدا إشارات إليها في سطر أو سطرين في معرض الحديث عن الصراع الذي قام بين الحزبين. وهذا راجع في نظري إلى أن المدينة تقع في منطقة الغرب المهمشة في المغرب. هذه المنطقة لم تنجب كتابا أو مفكرين يستطيعون أن يعيدوا كتابة تاريخها، وأن ينقلوا شهادات الذين عاشوا تلك المرحلة، مقارنة بمدن أخرى أتيح لها باحثون ومثقفون سجلوا تاريخها ووثقوه. زد على ذلك أن الحزب المعني بها، وهو حزب الشورى والاستقلال، لم يعد له وجود منذ وفاة مؤسسه في نهاية السبعينيات، ولا توجد مصلحة لدى الأطراف السياسية الأخرى في النبش في هذه المرحلة والتنقيب فيها.

في السينما والراوية والقصة يشتغل المبدعون ويقفون طويلا على النهايات ودلالاتها..في نهاية الرواية ينام التلميذ، البطل، بعد أن ينفذ عملية الثأر كأن شيئا لم يقع؟ هل يعبر عن حالة الرضا والاطمئنان وراحة للضمير والثقل الجاثم على النفوس؟ لم هذه النهاية المفتوحة؟

ـ لم يكن بطل الرواية هو من نفذ عملية الثأر، بل كان فقط أحد المشاركين فيها، لأن من خطط لها هو زعيم القبيلة “سيدي بوغالم”، وهو انتقام جماعي لقبيلة بوحزيطات عامة من القبيلة الثانية، إذ تم اختطاف أحد القواد المحسوبين على الحزب القوي في المغرب وقتها، وهو الياديني. لقد كان القائد في مراحل الستينيات والسبعينيات بمثابة الحاكم الفعلي للمنطقة التي يبسط عليها نفوذه. لكن الانتقام من الياديني كان انتقاما مزدوجا، فهو انتقام من الحزب لأنه عضو فيه ينفذ سياسته، وانتقام من الدولة المركزية لأنه موظف بها. ولعل هذه الصورة تعكس لنا التداخل الذي حصل في المغرب بين الدولة والحزب في المراحل المبكرة للاستقلال. وقد حرصت على أن تكون نهاية الرواية مفتوحة دلالة على أن ثقافة الصراع التي سادت في الماضي ما تزال موجودة، ولم يتم الحسم معها، إنها نهاية شبيهة بنمط الواقعية الاشتراكية التي انتشرت في الرواية العربية خلال عقدي الستينيات والسبعينيات، مع فارق وهو أن البطل في الرواية لا يحقق ذاته إلا داخل الجماعة، التي تشكل نوعا من البطل الجماعي. لقد حصل الوعي السياسي لدى بطل الرواية نتيجة الخبرة الجماعية التي عايشها في قريته، وجعلته في النهاية يذوب في مصيرها.

التاريخ كمجال للبحث والتنقيب وطرح الأسئلة والرواية كعمل إبداعي محض..الكثير من الكتاب العالميين جربوا وصفة التاريخ في قوالب روائية. في هذا العمل الروائي “زمن الخوف”، يمتزج التاريخ بالواقع بالفانتازيا؟ كيف تم توظيف هذه الخليط في منطقة سوق أربعاء الغرب، الشمال الغربي للمغرب؟

ـ الرواية حصيلة التقاء عناصر متعددة تشكل خميرتها. إننا عندما نكتب عن واقعة تاريخية معينة روائيا لا نلتزم بالضرورة التسلسل المنطقي الذي يقوم به المؤرخ الصامت، الذي ينقل الحدث دون أن يتدخل فيه، بل ننخرط فيها كليا ونعيد موضعتها من جديد داخل العمل الروائي كما لو أنها تحدث الآن بطريقة مختلفة عما حدثت بها بالنسبة للمؤرخ، عبر اللجوء إلى التخيل والفانتازيا لمنحها حضورا أقوى وأكثر فاعلية، بهدف إعادة بناء المعنى من جديد. غرض المؤرخ من نقل الأحداث هو الوصول إلى النتائج التي تترتب عنها، بينما غرض الروائي هو البحث عن المعاني الموجودة في تلك الأحداث، بصرف النظر عن النتائج. وهذا ما قمت به في رواية “زمن الخوف”، فأنا لم أؤرخ لما حدث عام 1956، بل كتبت عما حصل بعده بعقدين من الزمن، لتسليط الضوء على الأبعاد الاجتماعية والنفسية لمخلفاته، بحيث بدت تلك الأحداث كما لو كانت مجرد لوحة خلفية وراء المسرح.

في العالم العربي نتيجة الرقابة الذاتية وهواجس الاستبداد الطاغية في تأويل ما يكتبه الكتاب تتم عمليات المراوغة والانزياحات. ما لم تقله من خلال مقالاتك وكتبك السابقة تقوله شعراً وقصة ورواية؟

ـ تنوع مستويات الكتابة لا يعكس تنوع الفكرة الجوهرية أو المشروع الجوهري لدى الكاتب، بقدر ما يعكس تنوع مستويات الوعي بنفس الفكرة أو المشروع لديه. لا يستطيع الكاتب أن يظل في حالة يقظة كاملة أو تحفز كامل، بل يحتاج أحيانا إلى نوع من الاسترخاء للتأمل والحلم وإعادة ترتيب نفسه، وهذه الأجناس الأدبية تسمح له بالانفتاح على نفسه ومساءلتها. في الكتابة المباشرة يبحث الكاتب عن التفاهم مع قارئ مفترض، أما في الكتابة الأدبية فهو يبحث عن التجاوب مع نفسه. لقد كتبت الشعر زمنا طويلا في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، ونشرت العديد من القصائد الشعرية في عدد من الصحف والمجلات، ولم أفكر في جمعها حتى اليوم. وأنا أعتبر الشعر بوابة للإطلال على الروح والوجدان، لكن الرواية تظل الجنس الأدبي الذي يتوفر على مقدرة أكبر لجمع ما تفرق في الأجناس الأخرى.

ارتباطا بالرواية وبالفترة التاريخية، كيف يمكن أن نربط هذا الموضوع بمجال اشتغالك عن الإسلام السياسي والصراع على السلطة داخل المغرب، كحقل مقدس يحتكره أمير المؤمنين؟

ـ يجب القول إن عبارة المقدس هنا لديها ارتباط بالحقل السياسي لا بالحقل الديني، حتى وإن كانت إمارة المؤمنين بالمغرب تجمع بين الاثنين معا، لأن الملك له مستوى مدني يتمثل في كونه رئيسا للدولة، ومستوى ديني يتمثل في كونه أميرا للمؤمنين، لكن الإشارة إلى المقدس لها مدلول سياسي فقط، كان هدف الذين وضعوها في الدستور الأول في بداية الستينيات تحصيل الإجماع على إمارة المؤمنين ضمانا للوحدة الوطنية؛ أما الحقل الديني فليس مقدسا، ففي الإسلام ليس هناك شيء مقدس يمنع على أي أحد الخوض فيه، كما هو الشأن بالنسبة للمسيحية أو اليهودية مثلا، حيث لا بد من رجل دين له مشروعية نابعة من المؤسسة الدينية هو الذي يحث له الخوض في أمور الدين.

إن التنصيص على إمارة المؤمنين في المغرب منذ بداية الاستقلال يدل على أن الوطنيين المغاربة كانوا يدركون العلاقة القوية بين الدين والسلطة، وعلى أن من يتولى أمر الدين فهو يتولى أمر السلطة بالنتيجة. هذه أطروحة نابعة من الصراعات السياسية التي خاضتها الحركة الوطنية إبان الاستعمار مع الزوايا الصوفية، التي كانت توظف المشيخة وسلطة الطريقة في بسط نفوذها على المناطق التي تسيطر عليها، وتنافس السلطة المركزية من موقعها الديني ذاك، وهو أمر حصل في المغرب طيلة قرون، ولم ينته إلا خلال الاحتلال الفرنسي عندما أطلق الماريشال ليوطي سياسة جديدة لتوحيد القبائل والزوايا حول السلطة المركزية للمخزن. ولذلك يمكن القول إن فكرة إمارة المؤمنين ولدت تحديدا خلال هذه المرحلة، وقد وعت الحركة الوطنية أهميتها بعد الاستقلال، خوفا من عودة أشباح الماضي. وكما لعبت هذه المشروعية دورا في توحيد سلطة الدولة وبسطها في الماضي، لعبت في مرحلة ما بعد الاستقلال وحتى اليوم دورا في تجنب الصدام الذي حصل في بعض البلدان العربية بين الإسلاميين والنظام.

‫تعليقات الزوار

11
  • said
    الأحد 9 أبريل 2017 - 19:41

    رواية ممتعة حقا عن مرحلة من تاريخ المغرب لم يكتب عنها الكثير. لقد أبدع الأستاذ الكنبوري في هذه الرواية وفتح أسئلة جهنم. شكرا لهسبريسس

  • نورالدين
    الأحد 9 أبريل 2017 - 21:19

    ايا كانت المرحلة لربما ننئى عن اخد بتجارب الاجداد قبل عنترية القبيلة او الحزب او قطب المخزن مع من لا يدور في فلكه ولهذا يجند الجهوليين و النشطاء القومانجيون في نصرة ذل والتبعية بلاحساب ولا وازع ولامقدس ولا هم حازنون اغتصاب زمام الامور ومصاهرة بوحمارة من روايات المغرب الغابر في بلاد الغرائب

  • حقائق مغيبة عن ...
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 00:55

    …الحركة الوطنية التي انخرط فيها بعض طلاب القرويين الذين كانوا يفدون عليها من جميع أنحاء المغرب، بعد ان تلقوا أولى دروسها من استاذهم الفقيه محمد بن العربي العلوي، حاول الإنفراد بمجدها قادة حزب الإستقلال.
    مع العلم أن اول تنظيماتها (كتلة العمل الوطني) انشق عنها بن الحسن الوزاني بسبب خلافه على رئاستها مع علال الفاسي ، واسس تنظيم ( الحركة القومية) سنة 1937 و التي انبثق عنها حزب الشورى سنة 1946.
    المطالبة بالإستقلال تزعمها السلطان بن يوسف الذي كلف سريا محمد الفاسي أستاذ ولي العهد وزوجته مليكة بسبب قربهم إليه، برط الإتصال مع بعض الوطنيين فاختارا اقاربهما .
    وهكذا اشرف السلطان على تحرير وثيقة المطالبة بالإستقلال سنة 1944 و أمربتقديمها إلى الإقامة العامة والسفارات . وكانت تلك بداية تأسيس حزب الإستقلال.
    ذكرت بنت محمد الفاسي في وثائقي القناة الثانية "نساء من تاريخنا" عن امها مليكة ان السلطان هو من أمر بكتابة الإستقلال بدل الإصلاحات.
    وذكر ابنه سعيد في وثائقي القناة الأولى "رواد" الخاص بأمه مليكة ، أن بن يوسف سلم لخاله 120 ألف ريال يوما قبل نفيه مساهمة منه في تمويل تنظيم المقاومة.

  • حقائق مغيبة 2
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 01:55

    إستثناء رفاق بن الحسن الوزاني من توقيع وثيقة المطالبة بالإستقلال ل 11 يناير 1944، دفع الحركة القومية إلى تقديم عريضة مماثلة يوم 13 يناير 1944 .
    بعد تقديم الوثيقة اعتقلت سلطة الحماية بعض موقعيها ، فجعلت منهم زعماء وأبطال ، وهكذا صنع السلطان مجد قادة حزب الإستقلال .
    في مفاوضات إيكس ليبان وفي غياب بن يوسف قبل ممثلي حزب الإستقلال شروط فرنسا و انقلبوا على السلطان الشرعي بالموافقة على تشكيل مجلس حفظة العرش الذي عارضه جيش التحرير والفقيه بن العربي العلوي لكونه مخالفا للشرع باعتبار صاحب العرش موجود.
    وبعد ثوبة الباشا الكلاوي وانقلابه على بن عرفة و تجديد البيعة لمحمد بن يوسف بعد نقله من منفاه إلى باريس ( أكتوبر 1955) إضطرت الحكومة الفرنسية إلى إرجاع السلطان إلى عرشه.
    وكما انقلب قادة حزب الإستقلال على السلطان في إيكس ليبان، انقلبوا على تعهداتهم مع فرنسا بعد الإستقلال فيما يخص الإلتزام بالمرحلة الإنتقالية ومراعاة المصالح الفرنسية بالمغرب ، حيث انزعجوا من حكومة البكاي وعارضوها وصاروا بطالبون بالتطهير و اتهموا كل معارضيهم بالخيانة و العمالة للإستعمار.
    فأحرجوا محمد الخامس وتطاولوا عليه.

  • حقائق مغيبة 3
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 02:48

    قال علال الفاسي في خطاب له بطنجة 1956: " ليس في المغرب من قوة إلا قوات ثلاث: أولا قوة حزب الإستقلال، وقوة جيش التحرير وثالثها قوة القصر، وإذا اعتبرنا جيش التحرير قوة من الحزب وإليه، كانت في المغرب قوتان لا ثالث لهما: قوة حزب الإستقلال وقوة القصر أو العرش " عن كتاب (الأحزاب السياسية المغربية) لمحمد ضريف ص 85 .
    هذا الغرور هو الذي فتح شهوة التسلط لدى قادة حزب الإستقلال فاستضعفوا كل القوى المعارضة لهم ، وعاث أتباعهم في جيش التحرير فسادا في الجنوب كما سجل ذلك للتاريخ الباحث عبد الله كيكر في كتابه : "تجاوزات جيش التحرير الجنوبي في سوس".
    في الحقيقة لم تكن للقصر الملكي قوة خاصة ، إنما كانت هناك ما سماه الجابري (القوة الثالثة ) وهم أعيان عهد الحماية وما نشأ حولهم من فئات إجتماعية تتمسك بالمصالح التي إكتسبتها في تلك الفترة.
    وكان من المفروض على القصر التوفيق بين المحافظين في حزب الإستقلال والذين مثلهم علال الفاسي و أحمد بلافريج الذي ترأس حكومة القوة الأولى بعد البكاي الذي ترأس حكومة القوة الثالثة ، والتقدميين الذين مثلهم بن بركة وعبد الله إبراهيم الذي ترأس حكومة القوة الثانية.

  • تاريخ لقب أمير المؤمنين
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 04:19

    بعد وفاة الرسول (ص) كان الصحابة ينادون أبا بكر بخليفة رسول الله وبعد وفاته صاروا ينادون عمر بخليفة خليفة رسول الله ، فاستثقلوا ذلك و سموه "أمير المؤمنين".
    وبعد الفتنة الكبرى و انقسام المسلمين إلى طوائف تحول اللقب من تسمية وظيفية إلى تسمية عرقية حيث حصره فقهاء السنة في النسب القرشي لتبرير خلافة أبي بكر وعمروعثمان وقطع الطريق على الخوارج. وحصره الشيعة في أهل البيت ، حيث لم يعترفوا باحقية اللقب إلا لعلي بن أبي طالب و اضافوا له لقب الإمامة.
    لقب امير المؤمنين تسمى به خلفاء بني أمية و بني العباس لاعتبار نسبهم من قريش ، وعبد الرحمان الناصر الأموي في الأندلس.
    في المغرب أسس أمازيغ قبائل أوربة أول دولة في بلاد الإسلام إجتمع في ولاتها النسب القرشي ونسب أهل البيت ، سماهم المؤرخون أئمة الأدارسة.
    ولاة المرابطين والمرينين إتخذوا لقب " أمير المسلمين " تأدبا مع الفقهاء ، باستثناء أبي عنان المريني الذي تسمى بأمير المؤمنين.
    الموحدون ، إنتسب عبد المؤمن لقيس عيلان القرشي واتخذ هو و أبنائه لقب " خليفة " و " أمير المؤمنين" .
    السعديون والعلويون إتخذوا لقب " أمير المؤمنين " بصفتهم من أهل البيت.

  • منصف
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 08:38

    لقد صدق من قال بأنها فعلا كانت "سنوات الرشاش" التي ساهمت بشكل من الأشكال في بروز ما يسمى ب"سنوات الرصاص"

  • hamid
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 11:14

    الماضي دائما مخيف، خصوصا في العالم العربي وفي المجتمعات التي يسودها الاستبداد السياسي والديني

  • حقائق مغيبة 4
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 11:36

    إصلاحات الحماية خلقت واقعا جديدا ، نشأت فيه قوى اجتماعية واقتصادية جديدة ، فرضت المرور بمرحلة أنتقالية تراعي مصالح المعمرين الفرنسيين والمغاربة المرتبطين بها، وهكذا تراس الحكومة الأولى مبارك البكاي الذي كان يمثل القوة الثالتة.
    القوة الأولى (حزب الإستقلال) " شرقت" وفرضت التعريب وانجذبت إلى العروبة ، متجاهلة الواقع المغربي، قتسببت في انتفاضة الأمازيغ في تافيلالت والريف.
    القوة الثانية "غربت" وانجذبت إلى النظام الإشتراكي ، متجاهلة تخوف التحالف الغربي من إرتماء المغرب في المعسكر السوفياتي.
    كان محمد الخامس حريصا على التوفيق بين القوى الثلاث ودفعها إلى التساكن فيما بينها لمواجهة التجاذبات الدولية وبناء دولة الإستقلال.
    انسحاب وزراء الإستقلال سنة 1958 من حكومة البكاي الثانية ، أدي إلى استبداله ببلافريج ، و بعد اشتداد الخلاف بين المحافظين و التقدميين في الحزب ، تم تكليف عبد الله إبراهيم الذي تاسس في ظل حكومته ، حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية (1959).
    بعد التسرع في التأسيس للإشتراكية ، تم الضغط على محمد الخامس فأعفى حكومة الإتحاد وتراس حكومة جديدة بنفسه بتاريخ 20 ماي 1960.

  • بوجيدي
    الإثنين 10 أبريل 2017 - 14:00

    عفوا سادتي،التاريخ لايكتب بالروايات،التاريخ يستعمل منهج التبين والتأكد من الخبر بمنهج علمي رزين يقوم على التتبث والمقارنة وضبط المصادر ومراجعةةالمراجع،كما اشار إلى ذلك صاحب ديوان العبر، خصوصا أنه يتحدث عن أحداث وقضايا وتدبير وتفسير، ويحكي عن مسارات كائنات من لحم ودم،أما الرواية والتي هي تصوير من المنبع إلى المصب، وخلق كائنات من ورق تقذف فيها الروح فنصدقها أو نكذبها،الرواية بما هي أحداث وخيال وأدواتو….في جملة الرؤية والأداة فيمكنها أن تخلق أفاكا كجرجي زيدان المتحامل،أو مخلوقا يدعى وزير رأسماله رواية اسمها جارات أبي موسى.

  • Amsbrid
    الثلاثاء 11 أبريل 2017 - 10:29

    "وهو أمر حصل في المغرب طيلة قرون، ولم ينته إلا خلال الاحتلال الفرنسي عندما أطلق الماريشال ليوطي سياسة جديدة لتوحيد القبائل والزوايا حول السلطة المركزية للمخزن".
    et quand les historiens et militants amazighs disent que l'Etat arabe au Maroc est une construction du Maréchal orientaliste les têtes bien pensantes s'en offusquent…

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة