بنزاكور: هذه أسباب الأرق .. و"الساعة البيولوجية" تُبرمج الدماغ

بنزاكور: هذه أسباب الأرق .. و"الساعة البيولوجية" تُبرمج الدماغ
الجمعة 19 يوليوز 2019 - 02:00

يعاني عدد كبير من الأشخاص باختلاف فئاتهم العمرية مما بات يعرف بـ”أرق النوم”، إذ يجدون صعوبة في النوم؛ وهو الأمر الذي يحدد محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، بعض أسبابه، موجها مجموعة من النصائح التي من شأنها تجويد النوم سواء للكبار أو الأطفال، ناهيك عن نصائح خاصة بفصل الصيف الذي يكثر فيه السفر.

نجد أن نسبة كبيرة من المجتمع تعاني من مشاكل مرتبطة بالنوم، ما تفسير ذلك؟

يعتقد الشخص أن النوم هو فترة تأتي بعد التعب، وينسون أن له أدوارا متعددة فهو مرحلة لإصلاح الذات، إذ أثناء الفترات اليومية وخلال فترات العمل لا يستطيع الجسد تجديد نفسه وهو العمل الذي يقوم به في حصة النوم، إلا أنه لتأدية هذه الوظيفة لا بد من توفير مجموعة من الشروط.

حينما لا تتم هذه العملية يبدأ الشخص في الإحساس بالعياء وألم الرأس، ناهيك عن زيادة حدة التوتر والقلق.

ما هي الأسباب المباشرة لعدم توفر هذه الشروط؟

هناك أسباب طبية ونفسية واجتماعية، إذ لا يجب فقط النظر إلى النوم من جانب ضيق؛ بل يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تأثيراته الصحية والنفسية والاجتماعية.

ترتبط هذه الأسباب بما هو يومي؛ فمثلا إن حدث نزاع خلال اليوم. وهناك أيضا انتشار مرض العصر، المرتبط بالاستعمال المفرط للشاشة بكل أنواعها، وأخطرها شاشة الهاتف الذكي نظرا لكونها في متناول اليد وقريبة من الشخص ناهيك عن كونها أداة مثيرة يتوفر بها الصوت والصورة وغيرها من المحفزات التي تجعلننا مدمنين عليها. ومن علامات هذا الإدمان هو عدم القدرة على ترك هذه الشاشة، والأخطر من ذلك هو نقل هذه الشاشة معك خلال وقت النوم.

في هذه الحالة الشخص يمنع جسده من القيام بالوظائف التي تساعده على النوم يمنعه من إفراز الغدد المساعدة على ذلك “الدوبامين” وأيضا لا يوفر له راحة نفسية، خاصة أن الجسد هو أذكى من الممارسات الإنسانية إذ كل عضو يمارس الوظيفة المنوطة به.

ما هي النصائح التي يمكن أن يتبعها الشخص لتجويد نومه؟

النوم الطبيعي هو مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة الاستعداد والتي خلالها يتم التهيئ للنوم، ثم مرحلة النوم الحقيقي التي خلالها يتجدد الجسد، ومرحلة الاستعداد للاستيقاظ.

مرحلة النوم الحقيقي لا تتجاوز 90 دقيقة؛ لكن للوصول إليها يجب أولا الاستعداد عن طريق التهييء النفسي وتوفير جو النوم، من خلال التخلي الكلي عن الشاشة ساعة قبل النوم، وخفض الضوء، وعدم الكلام بصوت مرتفع..

كيف يمكن التغلب على أرق النوم؟

أرق النوم هو عدم القدرة على النوم، وأسبابه متعددة؛ منها ما هو جسدي عضوي، إذ قد يكون الأرق علامة على مرض عضوي، وهو ما يتطلب استشارة الطبيب العام في البداية للتأكد أنه ليس هناك خلل بيولوجي.

هناك أيضا الشق النفسي، فمثلا يكون للشخص ضغوطات ومشاكل لم يتم حلها فيختار وقت النوم لاسترجاع كل ما مر خلال اليوم وللتفكير في هذه المشاكل، وهو ما يشكل صعوبة في النوم.

ثم هناك الأرق الذي تتسبب فيه التكنولوجيات الحديثة، إذ يجد الشخص نفسه غير قادر على التخلص من الهاتف وينتقل من شيء إلى آخر حتى حلول الفجر.

طريقة التغذية أيضا يمكنها أن تسبب الأرق، من قبيل شرب القهوة أو الفيتامينات أو مواد تحتوي على فيتامين “سي” بالليل، أو تناول عشاء يسبب التخمة.

ما هي السبل للتوفر على ساعة بيولوجية؟

الساعة البيولوجية هي برمجة الدماغ على ساعة معينة يستطيع الإنسان فيها النوم بسهولة ويتمكن خلالها الدماغ من إفراز الدوبامين لتسهيل النوم كما يسترخي جسده.

يتم الوصول إليها من خلال تربية الجسد والعقل على ساعة للنوم، هناك استثناءات لا يمكن احترام هذه الساعة فيها؛ لكن يجب أن لا تطغى هذه الاستثناءات لتصبح هي القاعدة بل يجب الالتزام بها.

يوصي العلماء بأن يتوجه الراشدون للنوم ما بين الساعة الـ11 والـ11 والنصف، فيما الأطفال ينصح بأن يناموا عند الساعة الثامنة، وكل ما احترم الشخص هذه الساعة البيولوجية كلما استجاب الدماغ لرغبة النوم.

خلال فصل الصيف، لا يلتزم الشخص بهذه الساعة، هل هو أمر مقبول؟

يمكن أن يكون هناك تجاوزات؛ لكن هذا إذا قضينا السنة في الحفاظ على الساعة البيولوجية وقضائها في النوم الذي يساعد على تجديد الخلايا، وكانت لنا الطاقة الفعلية والجسد المتكامل لاستقبال الصيف، وليس أن يكون هذا الأخير هو امتداد للأرق الذي يؤدي إلى التعب.

الدماغ ذكي، ويعلم أن الأمر يتعلق بفترة وسوف تمر، وبالتالي يكون هناك استعداد لهذه المرحلة ولا يسبب هذا السهر عناء للجسد، بشرط أن لا يزيد عن حده.

هل هناك من نصائح لتحسين نوم الأطفال؟

أولا يجب أن نحدد المرحلة العمرية، فكل ما كبر الطفل كلما قلت ساعات نومه، ويحبذ أن ينام الطفل غير البالغ ما بين ثماني إلى عشر ساعات، للحفاظ على نمو جسده، إذ خلال هذه الفترة ينمو جسده.

يجب على الآباء الحرص على إعداد أطفالهم للنوم وإكسابهم عادات جيدة للتهيء له من قبيل غسل الأسنان وارتداء الملابس الخاصة بالنوم وأيضا القراءة خلال الخلود للفراش، والتنبيه إلى أن النوم المضطرب يعرض الأطفال إلى العصبية.

ويجب على الآباء الحرص أشد الحرص على مراقبة تعامل أطفالهم مع الشاشة الذكية، ويمنع منعا كليا على الأطفال أقل من ست سنوات اللعب بهذه الشاشات؛ في حين ما بين ست و10 سنوات عليهم ألا يتجاوزوا ساعة ونصف في استخدام هذه الشاشات الذكية.

وينصح بأن لا يسمح للأطفال في مرحلة المراهقة بنقل هذه الشاشات إلى غرفهم الخاصة، فالأنترنيت بفضائحه أسوأ من “راس الدرب”.

‫تعليقات الزوار

15
  • صديق بن صاديق الرباط
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 02:25

    مند تولي حكومه لباجدا الصلطه وتصلط وشعب المغربي مقهور في وطنه يعاني من هضم الحقوق ومسح الكرامه زيادات في ثمن لغزوال ساعه الاضافيه خوصصة تعليم للمستشفيات باعو شعب لوبيات ولسماسره وارباب محطات توزيع لمحروقات ول لمخابيز الشعب تأزم في صحته وفي تعليم فلذات كبده وفي استشفأء زد عدد البطاله الفقر الاجرام لغتصاب لقتل لنتحار انتشار سعايا افارقه سورين مغربيات طربرتورات لقاتله غلاءالمعيشه الكهرماد طريق سيار زيوت اللحوم توابل لقطاني دقيق الخبز الغش في حليب جوده الما والغبره لمستورده بالاطنان لغش في بطكاز سكر شاي قهوة كيف لهد الشعب المسكين ان لايعني وله 3 و6 و8افراض هو معيلهم الوحيد وباحره او مدخول شهري هزيل او تقاعد اليوم المغربي محتاج مدخول شهري يساوي 1مليون سنتم و8000درهم باش يعيش ويقري ولداتو عند لخواص ومراجعه وعالجهم باامصحات لخلصه التي تفرض نوار في أولاده َوالمر والعمليات وشيكات ضمانه بمساعده أطباء العام ومبنجي لعام يجرؤ لمرض لكلينكات كيف للمواطن المغربي ان لايكره نفسه ووطنه والخزب الحاكم صاحب شعارات ولوعود لكاذبه انثقم من كافه لمغاربه الا اتابعهم وتبيعاته. والعشيقات اصبحو يتمتعو بكل شي

  • خالد
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 02:26

    عندما يرخّص لقاعة حفلات بجانب بيتك يا دكتور،فكلّ ماقلته لا ينفع ..هذا ما حدث لنا بحي الازدهار ب.م.ع مكناس رغم تعرّض الساكنة.

  • sadaam
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 02:51

    كلامك صحيح ياسيدي الدكتور ولكن الاصح وهو النهوض لصلاة الفجر والسير بالدراجة الهوائية للعمل ان كانت المسافة لاتتعدى 5 كيلمتر متلا وعدم التفكير في هم الدنيا وترك الامور للله الواحد القهار هدا هو الدواء وبالتجربة

  • الوجدي
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 03:04

    الأرق سببه فاتورة الماء والكهرباء وواجب الكراء الشهري ، عندما تكون مستعد مادّيا لأداء الكراء فنومك سيكون عميق وهاديء وعندما يُطِلّ يوم 26 27 …. من الشهر وانت رصيدك 0 درهم فالارق حتما سيلازمك .

  • الأصييييل
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 06:41

    بسبب هذه الساعة المصيبة، اللاقانونية كما يسمونها، حيث أن القانونية هي ساعة غرينيتش ، ظهرت أمراض نفسية جمة في مجتمعنا المغربي، بدأّ من آراك النوم….إلى الإنتحارات .. الكل تائه كأننا مخدرين والكل مفتون ويجري ضد الساعة ، والناس سُكارى وماهم بسكارى !! وصدق من قال المداويخ ..ناهيك عن الشٍجار والإجرام وحوادث السير والإغتصابات وزد على ذلك ما شئت !! نجح المخطط .!!

  • adam
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 08:32

    بعد كل شهر رمضان اصاب بأرق النوم يدوم عدة أسابيع
    بسبب هذا المشكل فقدت وظيفتي الان !!

  • عبد المولى ادريس
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 09:43

    النصية لي نقدم ليكم … هي نحيدو الساعة ديال العثماني راها كرفسات الشعب… و ما كرهناش يحيد حتى هو و يهنينا من كمارتو

  • مصطفى مكناس
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 10:12

    موضوع في غاية الاهمية، وإجابات دقيقة شكرا لكم.

  • nadir
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 10:15

    الارق له عدة اسباب وغالبا ما تكون الاسباب نفسية
    ولمحاربة الارق يجب قراءة القران قبل فترة النوم لتكون نفس الانسان مطمئنة ولا يجب التفكير في النوم لان النوم هو الذي ياتي اليك لا انت الذي تجلبه

  • إفراني ضد الساعة المشئومة
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 10:27

    كل ما قلته لا يساوي شيئا أما هذه الساعة الإضافية اللعينة .داوم و حافظ على صلواتك في أوقاتها و سترى أن دراستك لا تساوي شيئا مع هذه الساعة.
    ما أريد قوله أننا لو طبقنا كل نصائحك و نصائح كل الإخصائيين ، فلن تجدي نفعا و نحن نعاني أساسا من ساعة أرهقتنا نفسيا و بدنيا .
    نعم هذه الساعة تناسب الوزراء و النوام حيث أنهم غير مرغمين للإستيقاظ باكرا كل يوم. و ليس هناك من حسيب و لا رقيب عليهم …
    للمرة المليون أقول و حسبي أن غالبية المغاربة يقولون حسبنا الله و نعم الوكيل

  • نعم نعم
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 14:05

    كيفاش بغيتي يجيك نعاس فالليل فالمدن ؤ بنادم مصدعك في كل مكان ها السيارات لقدام بحال قدامك ؤزين ها سكايريا كيغوتو بجهد ها جارك لي زايد تلفازة على حر جهدها بالليل المهم فرص النوم خاصها تربية راه مازالين كنعيشو مع بنادم مهيمج ؤ لي بغا ينعس بصح يمشي يسكن فشي ڤيلاج صغير لأنهم بعد صلاة العشاء كيكون واحد الهدوووووء عمرك تحلم به

  • كلميمي
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 16:44

    هرمون النوم يسمى الميلاتونين وليس الدوبامين. الدوبامين هرمون النشاط.

  • Mohammed
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 19:14

    دوائي كان ولازال هو الإنصات الى القرآن في فراش النوم فيأخدني النوم دون أن أشعر .

  • الساعة الزائدة والساعة المريرة
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 21:25

    الأرق سببه العرق والعرق سببه الخوف والضغط والعرق عندما يشتد صبيبه تصبح الملابس التي على الجسم مبللة بالكامل فيطير النوم من بني آدم فيجد مشاكل مع تغيير ملابسه زيادة على مشاكل الساعة الزائدة والساعة المريرة

  • اسماعيل
    السبت 20 يوليوز 2019 - 09:23

    كنت اعاني كثيرا من الارق مدة طويلة حينها كنت لا اتعب كثيرا في عملي ولما غيرته واصبح متعبا للغاية تحسن نومي بشكل كبير لهذا انصح بالاجهاد الجسدي للقضاء على الارق

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة