لطالما كانت القارة الإفريقية موضعاً للاهتمام وساحةً للتنافس الدولي، ليس فقط من لدن الولايات المتحدة الأمريكية؛ ولكن أيضا من لدن مجموعة من القوى الطامِحة، في مقدمتها الصين وروسيا اللتان تواصلان توسيع دائرة نفوذهما وتعزيز وجودهما في مختلف أنحاء “القارة السمراء”، لا سيما منطقة شمال إفريقيا، على أمل التفوّق على المارد الأمريكي.
تبعا لذلك، تُسلّط جريدة هسبريس الإلكترونية الضوء على تداعيات التنافس المحموم بين بكين وموسكو وواشنطن على الاهتمام الدولي بالقارة الإفريقية، بالإضافة إلى الحديث عن موازين القوى بين هذه العواصم السياسية في الشرق الأوسط، من خلال الحوار الذي أجرته هسبريس مع الدكتور المصري عمرو محمد الديب، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية.
وبشأن تموقع المغرب ضمن خريطة توازن القوى، أوضح عمرو الديب، الذي يشغل أيضا مدير مركز خبراء “ريالست” الروسي، أن “المغرب يعتبر بوابة للقارة الأوروبية”، موردا بأن “روسيا تطمح إلى تقوية علاقاتها مع المغرب لما تمثله من أهمية جغرافية وتاريخية كبيرة”.
للمزيد من التفاصيل، إليكم نصّ الحوار كاملاً:
تزايد، خلال السنوات الأخيرة، نفوذ بكين وموسكو في القارة الإفريقية؛ وهو يمثل تحديا رئيسيا لـ”المصالح الأمريكية” في القارة السمراء. هل الأمر مؤشر على فشل سياسات الولايات المتحدة الأمريكية نسبياً تجاه الدول الإفريقية؟
لا يمكن أن نُنكر بأن للصين وجودا فعليا داخل القارة الإفريقية، منذ فترة طويلة. هذا الوجود يقتصر فقط على الحضور الاقتصادي ومجال “البِيزْنِسْ”، الذي يخُصّ الشركات الصينية داخل الدول الإفريقية؛ في حين لا يُمكن لنا الحديث عن الوجود الروسي القوي داخل البلدان الإفريقية، لأن روسيا ما زالت في مرحلة استعادة العلاقات السابقة للاتحاد السوفيتي مع الدول الإفريقية.. ومن ثمة لا يمكن الحديث عن التنافس مع الولايات المتحدة أو فرنسا في مجال النفوذ داخل القارة، على اعتبار أن الوقت ما زال مُبكرا للحديث عن التنافس الروسي-الأمريكي على إفريقيا.
نلمس “فتورا” لاهتمام واشنطن بالشرق الأوسط منذ اندلاع انتفاضات 2011، على الرغم من أنها ما زالت تُمسك بخيوط اللعبة السياسية في المنطقة، مقابل البزوغ الروسي في مجموعة من البلدان التي تحولت إلى ساحة للتنافس على النفوذ الدولي. ما مدى تأثير التّواري الأمريكي والتقدم الروسي في الشرق الأوسط على شمال إفريقيا؟
أرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم يفْتر اهتمامها بالشرق الأوسط؛ بل على العكس تماما، يمكن أن نرى ذلك في تحركاتها على مستويات عديدة. هناك وجود أمريكي قوي في الخليج، ووجود أقوى في العراق، بالإضافة إلى نفوذها الواضح في سوريا. كل ما في المسألة هو أن الولايات المتحدة تريد تخفيض النفقات، خصوصا في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الموسومة بشخصية التاجر و”البِيزْنِسْ مان”؛ لكن ذلك لا يعني وجود فتور في اهتمام واشنطن بالشرق الأوسط.
التفتت روسيا بشكل ملحوظ، في العقدين الأخيرين، إلى منطقة شمال إفريقيا، خصوصا من الناحية الاقتصادية والعسكرية أيضا. في نظرك، ما دواعي إدراج منطقة شمال إفريقيا ضمن خريطة موازين القوى الحالية دوليا؟
روسيا لديها اهتمام كبير بدول مصر والجزائر والمغرب، بحيث ينصبّ الاهتمام في مجال تصدير الغاز إلى أوروبا؛ فلا تريد روسيا أن تكون الجزائر منافساً لها على السوق الأوروبية للغاز، كما لا تريد أن يمرّ خط أنابيب الغاز المُزمع إنشاؤه من نيجيريا عبر أراضي المغرب، ومن ثم إلى إسبانيا. الشأن نفسه مع مصر التي اكتشفت حقول غاز عملاقة في مياهها الإقليمية. وبغض النظر عن مجال الغاز، فإن لروسيا علاقات تجارية وعسكرية قوية جداً مع كل من مصر والجزائر، بينما تريد تقوية العلاقات مع المملكة المغربية في الوقت نفسه.
هناك اهتمام روسي حثيث بالمملكة المغربية، حيث تضاعفت مستويات التعاون المشترك في مجالات عديدة، لاسيما المجال الاقتصادي. إلى أي حد يمكن اعتبار المغرب بوابة إفريقيا وأوروبا لروسيا؟
بالطبع، هناك آمال روسية لتقوية العلاقات مع دولة المغرب لما تمثله من أهمية جغرافية وتاريخية كبيرة. وهي بالفعل بوابة إفريقيا إلى أوروبا، ومن ثمة من المهم أن تتمتع روسيا بعلاقات قوية معها.. كما نعلم أن هنالك منتجات مغربية كثيرة تهتم بها روسيا مثل الطماطم والخضر والبرتقال والأسماك وغيرها.
إن المتأمل لخريطة التوازن الإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط سيجد أن التحالفات الإقليمية عرفت منعطفات كبيرة في الفترة الأخيرة. سؤالي ببساطة هو التالي: هل تغيّرت موازين القوى في الشرق الأوسط؟
من وجهة نظرنا، لم تتغير الموازين الخاصة بالقوى في الشرق الأوسط، بل يمكن لنا الحديث عن ظهور وخفوت لبعض الأدوار، على أساس أن النظام العالمي القائم منذ انتهاء الحرب الباردة ما زال قائما دونما أي تغيير.
ختاماً للاستجواب، ما تداعيات الواقع الجديد في الشرق الأوسط المترتب عن تفكك بعض الدول على مواجهة الإرهاب في شمال إفريقيا؟
منطقة الشرق الأوسط ككل وشمال إفريقيا بشكل خاص تواجه تحديات خطيرة، بحيث تتمثل في الهجرة غير النظامية والإرهاب، فضلا عن الوضع الحالي في ليبيا؛ لكنني أظن أن الأمور لن تتجه إلى طريق الأسوأ، لأن دولا كبرى مثل مصر والجزائر، بالإضافة إلى المغرب، تمتلك جيوشا وطنية قوية ستمنع حدوث أي محاولة لتدهور الأوضاع.
تتعامل الدول الغربية معنا ،ومع مستعمراتها السابقة ببراغماتية زائدة عن اللزوم ، الشيء الذي يجب ان يحذو بنا إلى التفكير بشكل جدي في تنويع شركائنا . دعونا نولي وجهنا جهة الشرق وبالخصوص جهة الصين وروسيا ، فما نلنا من هذا الغرب غير الاستغلال واستنزاف الثروات شأننا في ذلك شأن جميع الدول الإفريقية التي لا تعوزها الثروات الطبيعية ،ومع ذلك تعرف ارتفاعا مهولا في نسبة الفقر والأمية. صحيح أن القضية الوطنية هي قضية على المحك ، وأن الغرب الماكر يمسكنا من اليد التي توجعنا ، ولكني مقتنع أيما اقتناع بأن هذه القضية هي قضية شعب بأكمله ، وأن الجبهة الداخلية لو متنت أكثر والتحمت أكثر فلن يستطيع هذا الغرب بكل طغيانه وجبروته أن ينال منا
روسيا كانت اول دولة في العالم تعترف بالمغرب. و المغرب اول دولة في العالم يعترف بامريكا . و دارت الايام و ابتعد المغرب عن روسيا و تشبث في اذيال امريكا لكن هذه الأخيرة لا تعترف بالجميل و تتظاهر الميول للمغرب لكن الحقيقة ميولها للمصالح الامريكية لا غير . وكذلك روسيا تتظاهر ميولها للجزائر و لكن الحقيقة هي مصالحها فقط. و في الحقيقة هكذا تكون حكومات العالم البحث عن مصالح شعوبها و ليس البحث عن تدمير شعبها و خلق المشاكل مع الجيران .
سلام الله عليكم .دولة روسية الاتحادية هي داة قوية في شتىء المجالات يكفي انها فتحت لنا جاميعاتها ورحبت بنا واكرمتنا بفضل الله.لاشك ان لكل يبحت عن المصالح واراء ان ناخد في عين الاعتبار التكلفة وهنا انا روسيا فعلا ينبغي التعامل معها في بعض المجالات كالتعليم والصحة والثقافية وفي مجل الفلاحة وصناعة النسيج ….واشهد الله اني احترام الشعب الروسي كافة بطوايفه ….انسانيون .ولكم كدالك والسلام على من اتبع الهدى
حتى دول خليجية و افريقية تحتقر المغرب و لا تقيم له وزنا فما بالك بروسيا و امريكا هدا كلام موجه للشعب الغافل الذي بدل بدراجة هواءيه…