نور الدين عيوش : أشتغل أكثر من أي وزير

نور الدين عيوش : أشتغل أكثر من أي وزير
الخميس 7 فبراير 2008 - 13:58

يعتبر نور الدين عيوش رئيس جمعية زاكورة للقروض الصغرى والتربية أن احتلال جمعيته المرتبة الأولى في التصنيف السنوي الذي يصنف أفضل مؤسسات القروض الصغرى في الدول النامية، الذي تصدره مؤسسة سوق تبادل معلومات التمويل الأصغر، أفضل دليل على أن عمله الجمعوي يأتي أكله، ولهذا فهو يشعر بالامتنان وراحة الضمير كلما ألقى نظرة على نتائج جمعيته، خاصة تلك المهتمة بالتربية والتي تقدم خدمات في التربية والتكوين بالنسبة للشباب ومحاربة الأمية في صفوف الكبار، هذا إلى جانب العمل الجبار الذي تقوم به في إطار بناء المدارس والمستوصفات في كل ربوع الوطن، من جهة أخرى يحسم عيوش بأنه ليس أحمقا ليرشح نفسه للبرلمان أو ليستوزر، لأن عمله أكبر بكثير من ذلك الذي يقوم به أي وزير مهما كان حجم مسؤوليته.

– يعد نور الدين عيوش أبرز مستثمر مغربي في ميدان الإشهار، كيف تحقق له هذا الأمر؟

 عندما أنهيت دراستي بفرنسا ودخلت إلى المغرب لاشتغل حينذاك أستاذا جامعيا، حدث أن اتصل بي مسؤولو “هافانا”، وكانت هي أول وكالة إشهارية في المغرب، حيث كانوا يرغبون في إدخال مغاربة إلى قطاع الإشهار الذي كان يسيطر عليه الأجانب، وبعد سنة من اشتغالي معهم، استقلت وعدت للجامعة لأدرس، إلا انه سرعان ما أسست وكالة للإشهار خاصة بي، وهي “وكالة شمس للإشهار ” سنة 1972، ومنذ ذلك الوقت والوكالة تنمو حتى أصبحت من اكبر الوكالات بالمغرب.

– لوحظ في السنوات الأخيرة ازدياد عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني أو الجمعيات الأهلية، وبقدر ما يبدو الأمر ايجابيا غير أنه تحول إلى نوع من “البريستيج”الاجتماعي أو مجالا للارتزاق، كيف يبدو لك هذا الأمر؟

 يمكنني أن أؤكد لك أن هذه المسألة لا تنطبق علي لأني ابتدأت الاشتغال في هذا الميدان الاجتماعي منذ كنت صغيرا و في مرحلة الشباب أيضا، فقد عشت في جو عائلي كان له بالغ الأثر في تكويني، فوالدي ومنذ حداثة سني كان يتكفل بالناس الفقراء،وذلك بمساعدة أبنائهم على متابعة دراستهم، فغير ما مرة كنت أجدهم على مائدة طعامه كضيوف، ونفس الأمر بالنسبة لأمي التي أطلقت اسمها على جمعية” زاكورة”، فقد كانت تعطي بدون مقابل  لكل من يدق بابها سائلا، هكذا عشت في جو يسوده العطف والحنان و “القلب الكبير” كما نقول نحن المغاربة؛ فبمساعدة والدي تمكنت العديد من الأسر من أن يصبح أبناؤها مهندسين وأساتذة جامعيين ومحامين…، وذلك بالتكفل بمصاريف دراستهم، لهذا عندما هاجرت للدراسة بفرنسا تكلفت أنا أيضا بالعديد من الطلبة، في إطار فرع اتحاد طلبة المغرب، كما عملت على إعطاء دروس في محاربة الأمية للعمال المغاربة المقيمين بباريس.وعندما عدت للمغرب ابتدأت مشواري الاجتماعي بجريدة أسميتها”كلمة”، وكانت تعالج المشاكل الاجتماعية للمغرب، وأوضاع النساء، وهو ما خلق لي مشاكل كبيرة مع البصري، وفيما بعد أسست مؤسسة “زاكورة”.. تسألينني إن كان هناك أناس يرتزقون بالعمل الجمعوي، ففي عهد الحسن الثاني كانت في المغرب جمعيات كبيرة على امتداد الوطن، في الشمال والجنوب والشرق، وكان على رأسها، إما شخصيات في الجيش أو موظفون في القصر الملكي، فكل هذه الجمعيات لم أكن أحترمها، لأنها خلقت في جو يريدون من خلاله أن يؤكدوا أنهم أول من اشتغل لصالح البلد، هذا في مقابل  تواجد جمعيات صغرى في المناطق الشعبية وفي القرى لعبت دورا هاما في مساعدة المحتاجين، لهذا لا يجب أن نخلط الأمور، هناك القبيح والجيد، وفي المغرب وصل المجتمع المدني إلى مرتبة مهمة عالميا وأصبح نموذجا يقتدى به، فإذا أخذنا كمثال القروض الصغرى في المغرب، فهو أول دولة في العالم وصلت إلى هذه النتيجة الايجابية في هذا النوع من العمل الاجتماعي، ونفس الأمر بالنسبة للجمعيات العاملة في ميدان محاربة الأمية، فقد قامت بدور هام جدا، وكذلك موضوع القضية النسائية ، فبفضل نضال مجموعة من الجمعيات النسائية وصلنا إلى قانون الأسرة الأخير، وإذا لاحظنا حقوق الإنسان سنرى أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان،اشتهرتا في العالم بأكمله بشفافيتهما واستقلاليتهما ،وفي مجال الأطفال سنجد جمعيات من قبيل “ساعة الفرح”و “بيتي”، اللتان تلعبان دورا هاما، إذن لدينا مجتمع مدني حي ومعترف به من قبل الجميع.

– ترأسون جمعية”زاكورة” وجمعية”2007دابا” التي انتهت صلاحيتها بعد اقتراع 7 شتنبر، هل هذا يعني أن نور الدين عيوش لم يجد الإطار الجمعوي الذي يحتوي طموحاته؟

 نور الدين عيوش لا يحب أن يبقى مكتوف الأيدي دون الاشتغال، أنا كإنسان تمنحني المبادرة دينامكية ولا أستطيع العيش بدونها، وكل مبادرة يجب أن تكون متقنة،فإذا أخذنا القروض الصغرى مثلا هناك إستراتجية معينة تعلمتها في بيتنا، ويمكنني القول لولا والدي ما كنت هكذا، الجو العائلي مهم جدا، فمبادرة “كلمة” مثلا، جاءت لتواجه الأوضاع المأساوية التي كانت عليها المرأة آنذاك، وقد قمت بهذا المجهود بمشاركة أشخاص احترمهم كثيرا كعبد اللطيف اللعبي، فاطمة المرنيسيي، هند الطعارجي وعبد الكبير الخطيبي، فهؤلاء لعبوا دورا في الدفاع عن مصالح البلد؛ عملت أيضا على تأسيس جمعية فنون الحياة” لأنني رجل مسرح وأحب المسرح الذي كنت اعمل فيه منذ صغري، وأسست هذه الجمعية لأنه بدون ثقافة لا أهمية للبلد، فمغربنا لديه ثقافة وتاريخ يجب أن ننميهما لكي لا يفقد المغربي ثقافته وهويته، وفي  الميدان السياسي، أتأسف لصورة السياسة وسمعتها في المغرب ،فالأحزاب لم تعد موضع ثقة من قبل الجميع بسبب البلقنة التي تم انتهاجها بشكل قبيح، حيث أنها خلقت لبسا لدى الناس، ولم يعد الواحد قادرا على اختيار  من سيصوت، فما يقارب ثلاثين حزبا قدموا برامجهم ،ولم يحصلوا على ثقة المواطن الذي فقد الثقة في اليمين واليسار معا، ولهذا أسسنا جمعية”2007 دابا” التي لعبت دورا مهما، لأنها نظمت ندوات على امتداد التراب الوطني، واستقدمنا منتخبين وبرلمانيين وإعلاميين وطنيين ودوليين، وكذلك نائب رئيس دولة النرويج، فهذه أول تجربة في العالم كان هدفها أولا التربية السياسية ،وألفنا في هذا الصدد كتيبا اسمه “دليل المواطن”، وقد تم طبع خمسمائة ألف نسخة منه، وكذلك كتيبا اسمه “أحزاب تقدم نفسها” الذي وزعناه على النخبة المغربية، وأنجزنا ما يقارب 31 وصلة اشهارية في التلفزيون لنساء وشباب ونخب، للتقريب بين المغاربة والفعل السياسي، كما تمكنا من فتح حوار بين الفاعلين في مختلف أنحاء المغرب، وهو العمل الذي لم تقم به الأحزاب، سواء في الكليات والمؤسسات والشركات، إضافة إلى مئات من الندوات والمحاضرات التي تم تنظيمها، ونتائج كل هذا المجهود كان بعضها مرضيا والبعض الآخر غير مرضي، فالمرضي منها هو أننا سلطنا الضوء على مشاركة النساء في العمل السياسي، ونظمنا ندوة حضرتها تجارب نسائية من سبع دول، كما نظمنا ندوة بين وسائل الإعلام والبرلمانيات المغربيات، فوضعنا دليلا لمساعدة النساء لتقديم برامجهن الانتخابية، لكن الذي خسرناه هو أن المواطنين لم يذهبوا ليصوتوا، إذ لا يمكن تغيير العقليات خلال سنة، لهذا أنا استغل هذه المناسبة لأدعو باقي الجمعيات لتشتغل في هذا المجال.

– في موقع حزب البديل الحضاري على الانترنيت، اتهمتم بأنكم مارستم الإقصاء ضدهم سواء في الدليل الذي عرفتم من خلاله الأحزاب المغربية أو من خلال الندوات التي نظمتموها، ما ردكم على هذا الإقصاء؟

 لا يا سيدتي، هذا الأمر يمكن تكذيبه ببساطة، فبإلقاء نظرة على الكتيب ستجدين أننا عرفنا بهذا الحزب، كما أننا في “جمعية 2007” قد استقبلنا ما يزيد عن عشرة أحزاب من ضمنهم اليسار الاشتراكي والبديل الحضاري، لماذا البديل الحضاري؟ لأننا نقدر عملهم ولاعتبارهم وجها آخر للأحزاب الإسلامية، فالبديل الحضاري يمثل نموذج اليسار الإسلامي في مقابل العدالة والتنمية الذي يمثل اليمين أو يمين الوسط، رغم أننا لم نتصل بالكثير من الأحزاب الصغرى، حرصنا على حضور البديل الحضاري. لكنك أحسنت عملا بطرحك هذا السؤال رغم انه يبدو لي أنكم صدقتم هؤلاء وكذبتموني، وللتوضيح فقط أنا لم اكذب يوما في حياتي، لأني احترم القيم التي أؤمن بها والتي تربيت عليها وربيت عليها أيضا أبنائي، فنبيل وهشام وسهام جميعهم “قلبهم حنين”، لأننا نؤمن أننا مجرد عابري سبيل، لهذا نحرص أن يكون عبورنا طيبا.

– من خلال إجاباتك يتضح انك مصر على الالتزام بالهوية المغربية، ألا ترى أن تربية نبيل و هشام  اقرب للثقافة الغربية منها للثقافة المغربية؟

 لا أبدا، هنا لا اتفق معك في هذه المسألة، فنبيل والدته أجنبية، عاش في باريس أكثر مما عاش في المغرب هو وأخوه هشام، فهما تربيا معا وعاشا في باريس، لهذا فثقافتهما غربية، ورغم ذلك  فلديهما غيرة وطنية غير متوفرة لدى باقي المغاربة، لأنني ربيتهما على ذلك، ولهذا “تيموتوا على المغرب”، وسأذكرك هنا بحادثة وقعت لنبيل عندما كان بصدد إنجاز أول فيلم له رفقة “جمال الدبوز” الذي أصبح اليوم من الممثلين العالميين، وعنوانه  “الأحجار الزرقاء” تطرق فيه لحياة شاب  يعاني الاغتراب ويحاول أن يعود لأصوله، وقد تطرق لهذه “التيمة” بأسلوب راعى فيه الهوية المغربية، كما انه في فيلمه “علي زوا”الذي يعد من اكبر وانجح الأفلام المغربية التي شاهدتها، رفض أن يحصل على دعم أجنبي واختار الرجوع إلى المغرب، كما انه رفض غير ما مرة الذهاب إلى إسرائيل، وعرض أفلامه هناك، لأنه ملتزم سياسيا كوالده الذي رفض غير ما مرة قبول جل دعوات السفر لإسرائيل من أجل إلقاء محاضرات سواء من قبل البنك الدولي أو اليونسكو.

– هل في هذا جزم بأنك لم تزر إسرائيل يوما؟

 “من قال لك ذلك غنبزق عليه”، قطعا لم أزرها يوما، وكل الدعوات التي تلقيتها كنت أجيب عنها، إن قدميّ لن تطأ إلا القدس المحررة.

– وماذا عن الاتهامات التي وجهت لنبيل بالتطبيع مع إسرائيل؟

 إنها اتهامات باطلة، فعوض  مساءلة نبيل، يجب مساءلة السلطات التي سمحت بدخول هؤلاء، وليس نبيل الذي يشتغل في إطار مؤسسة أوربية وليس الدولة العبرية وقدوم هؤلاء الإسرائيليين إلى المغرب كضيوف لهذا المشروع الأوربي وليس كضيوف لدى شركة نبيل عيوش.

– كيف تحول نور الدين عيوش من ماركسي لينيني إلى موال ومدافع عن النظام القائم؟

 نعم كنت ماركسيا ولازلت.

– أنا اقصد الماركسي اللنيني بمنظور السبعينات ؟

 لحد الآن مازال لدي احترام كبير لماركس، لأنه منح العالم نظرية وإيديولوجية لم ولن يأتي بها غيره، ولا زلت يساريا حتى اليوم لأني لا أحب السياسة الليبرالية المتوحشة، وأفكاري يسارية أدافع عنها وهي ضد العنصرية، وضد إثراء الغني  وإفقار الفقير، بل أنادي بسياسة جمعوية، مناهضة للفوارق الاجتماعية، فأنا من المنادين بضرورة إصلاح الوضع الاقتصادي المتدهور لجل المغاربة، أنا ضد الفقر والأمية، هذه من معتقداتي التي لن تتغير، فإصلاح وضعية المغرب لن تتم ولن تحصل بجرعات صغيرة وإنما بجرعات قوية وموسعة، شاملة لجل القطاعات، لكي نحقق التقارب بين الطبقات بعودة الطبقة المتوسطة التي لم تعد موجودة الآن في المغرب، وأنا متأكد أننا لن نصل إلى هذا الأمر إلا إذا استثمرنا جميعا في الفقر الذي توسعت دائرته.. وبخصوص دفاعي عن النظام القائم، فالكل يعرف أنني كنت ضد نظام الحسن الثاني، لكن مع مجيء محمد السادس تغيرت الأمور، لأنه جاء برؤية ومنظور جديدين، ومن خلال عمله اليومي أشعر أنه يرغب في تحسين أوضاع هذا البلد، وللتوضيح فأنا لست مع كل السياسات الملكية، بل أشيد بتلك الخطوات المتوافقة مع ما أومن به، وحربه ضد الفقر والأمية هي التي جعلتني أشعر اتجاهه بنوع من التعاطف، لهذا فأنا أحبذ أن تكون لدينا ملكية ولكنها ديمقراطية عوض أن تكون جمهورية ديكتاتورية، لهذا فسياسة محمد السادس يلزمها أناس يشجعونها، سواء من قبل المجتمع المدني أو غيره، وللتذكير مرة أخرى فرغم كون أفكاري يسارية فإنني أدافع عنها، فهناك أشياء في سياسة البلد لا توافق معتقداتي لذلك أدافع عنها.

– بعد تجربة جمعية ” 2007 دابا”، هل تعتزم إعادة الكرة مع قرب الانتخابات الجماعية 2009؟

 لا، لأني بكل صدق تعبت، لقد قمت بعمل استغرق مني سنتين من الجهد، فلو قررت خلق حزب لأخذ مجهودا أقل من ذلك الذي أخذته مني ” جمعية 2007 دابا”، التي تطلبت مني التنقل إلى كل جهات المملكة، وتتبع عمل هذا وذاك، واجتماعات مع الأحزاب، وتنظيم ندوات ومحاضرات، وهذا تطلب مني وقتا كبيرا، شغلني عن عملي الذي أعيش منه وعن الجمعيات التي أتولى تسييرها، لهذا أعتقد أنه يجب على أناس آخرين أن يتابعوا المشوار لأننا وفرنا لهم طريقة العمل، ثم لأننا لم نخرج بشكل فجائي وإنما لأول مرة كان هناك تسويق سياسي لمشروع معين، مبني على حرفية وعلى دراسات ستمكن من تحقيق الأهداف، وبإمكان جمعيات أخرى أن تواصل المهمة.

– كيف فات نور الدين عيوش الاقتصادي ، أنه من الصعب أن تسوق بضاعة فاسدة أو كاسدة، مهما كانت إمكانياتك المادية، نظرا للسمعة السيئة للسياسة المغربية؟

 يضحك.. ما قمت به عمل جمعوي لصالح البلد، هل نكتفي بالقول إن الأحزاب قبيحة لنتركها تزداد قبحا، بالعكس يجب أن نعمل على تغيير الصورة السلبية التي تكونت لدى المغاربة عن العمل السياسي عامة، فهل ترغبون أن نتحول إلى دولة ديكتاتورية؟ لهذا لابد من تطوير العمل الحزبي الذي عانى قياديوه من الاعتقال ومن توالد  الأحزاب الإدارية، فالسلطة من قبل كانت تقرر كم ستمنح كل حزب قبل إجراء الانتخابات، رغم أن الأحزاب التقدمية قد لعبت دورا مهما في تاريخ المغرب، فسيطرة الدولة على الحياة السياسية دفعها كما قلت سالفا إلى تفريخ الأحزاب، “هحزب اليمين، هحزب الأطر، هحزب العالم القروي..”، لهذا يجب إصلاح الحياة الحزبية بتشجيعها وبانخراط الأطر الثقافية والعلمية حتى تتجدد وتتطور.

– بما أنك تحمل مسوغات الإصلاح السياسي، لماذا لم تترشح في الانتخابات التشريعية الأخيرة؟ ولماذا لم تنتمي لأي حزب سياسي؟

 لا، أنا دائما كنت أصوت في الانتخابات على حزب يساري رغم أنني لا أتفق معه في الكثير من الأشياء، إلا أنني لا  أغير كما يقال “الفستة ديالي”.. فكم من الأحزاب الكبرى التي اتصلت بي لأكون رئيسا أو نائب الرئيس  ضمنها لكني كنت أرفض، وهم يعللون قولهم بأن لي الآلاف من الأتباع، هذا لا يهمني لأني أشعر أن لدي دور مهم في العمل الجمعوي، بحكم أني أشتغل مع مئات الآلاف من الأسر، ولو ترشحت في الانتخابات، هل سأطالبهم بأن يصوتوا لصالحي، بالتأكيد سأكذب عليهم في هذه الحالة، فهل يكون هذا من القيم التي أدافع عنها، إذن احترامي لهؤلاء الناس الذين أشتغل معهم ومن خلالهم احترامي لقيمي ومبادئي، هو الذي منعني من الترشح أو الانتماء لأي حزب سياسي، فأنا أترك منخر طي جمعية “زاكورة “يتصرفون وفق حريتهم الشخصية، بشكل ديمقراطي، لهذا لن أتخلى عن عملي الجمعوي، لأني أشتغل من خلاله أكثر من أي وزير، أخبرني عن ذلك الوزير الذي يشتغل معه أكثر من خمسمائة ألف من الناس، وهنا أنا  أتكلم عن جمعية زاكورة للقروض الصغرى، وليس عن “زاكورة للتربية” التي تضم أكثر من سبعين ألف شخص لمحاربة الأمية، وأكثر من مائة وخمسين مدرسة أنشأناها على امتداد الوطن، وأكثر من ستين “دار الدوار” التي بنيناها في جميع أنحاء المغرب، كما أن الجمعية تلعب دورا مهما في التكوين المهني، بحيث تخرج من هذا التكوين الآلاف من الشباب، فكل هؤلاء ساعدناهم من خلال مشاريع جمعية “زاكورة للتربية”، وهذا عمل مهم بالنسبة لهذه البلاد، يجب أن يقدر ويحترم، إذن لا حق في الترشيح أو الانخراط في حزب ما، فسياستي هي العمل مع الآخر، من خلال العمل الجمعوي، إذن، لماذا أترشح لأصبح وزيرا؟! أنا أرفض ذلك وأرفض أن أكون برلمانيا، وهل أنا أحمق لأدخل البرلمان، لو فعلت ذلك لما تحركت بكل الحرية التي اتمتع بها اليوم ، ولما تكلمت بكل هذه الثقة التي أكلمك بها اليوم، من الصعب أن يفهم عملي السياسي في إطار المساهمة في مصالحة الناس بالشأن السياسي، ومن خلال هذه التجربة يمكن القول إنني أعجبت بحزبي اليسار الاشتراكي الموحد والبديل الحضاري، رغم أن أفكار حزب البديل الحضاري ليست هي نفس الأفكار التي أؤمن بها، إلا أن أغلب القيم التي يؤمنون بها في حزب البديل الحضاري يجب أن تحترم.

– إذن ما هو أقرب حزب سياسي إليك؟

 لدي احترام كبير للأحزاب اليسارية، ومنها اليسار الاشتراكي الموحد، البديل الحضاري، حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولن أحدد حزبا معينا من بينهم.

– يعد نور الدين عيوش من أعضاء مجلس إدارة جمعية “لالة سلمى للسرطان” إلى جانب أعضاء آخرين مميزين كسعد بن ديدي، عبد السلام أحيزون وآخرين، لماذا اخترت هذه الجمعية ألأنها جمعية زوجة الملك؟

 أنا عضو في عدة جمعيات وليس في جمعية “لالة سلمى” فقط، أنا عضو في جمعية “لالة حسناء للبيئة” وعضو في جمعية لالة سلمى” لأنها تقوم بعمل مهم، بعدما عرف هذا المرض انتشارا كبيرا في المغرب، ونظرا لارتفاع تكاليف العلاج، فالذين يعانون كثيرا هم الفقراء، وقد صادفت حالات مؤلمة داخل الجناح المخصص لهذا المرض بمستشفى ابن رشد، والفقراء هم من يموتون بهذا المرض الفتاك، لهذا أحسست أن العمل الذي تقوم به هذه الجمعية عمل يجب أن يحترم،لأنها تقوم به  بمهنية وموضوعية لا يمكن إنكارهما.

– ولكن سي نور الدين، لالة سلمى زوجة الملك وبالتالي لن تجد عائقا في تمويل جمعيتها، في حين نجد جمعيات أخرى تبحث عن الدعم “بالريق الناشف” كما يقول المغاربة؟

  يا سيدتي أنا عضو في عدة جمعيات كجمعية “ساعة الفرح” ومن المؤسسين “” للائتلاف الديمقراطي للحداثة، تعاملت أيضا مع جمعية محاربة السيدا التي تترأسها حكيمة حميش، ثم جمعية  بيتي اشتغلت معها أيضا، إلى جانب جمعيات أخرى غير معروفة، كجمعيات المعاقين، وغير ما مرة أسمع بأن الناس الذين يشتغلون معي قاموا بمساعدة جمعيات أخرى دون علمي لأنهم يعرفون طيبة قلبي ويتخذون القرار دون الرجوع إلي.

– إذن، هل يمكن القول إن نور الدين عيوش هو الجمعوي الأول بالمغرب؟

 لا..لا، هناك أناس جمعويون  من النساء والرجال يقومون بعمل مهم، أحترمهم وأقدرهم، وهناك أشخاص آخرون يسيؤون للعمل الجمعوي، ولكن أكثر الجمعيات بالمغرب تقوم بدور فعال في تنمية البلاد، وما استنتجته من خلال عملي هو أن فقراء المغرب هم من يشتغلون في مثل هذه الأعمال وليس الأغنياء، فهم مثلا يعملون من أجل بناء مستوصف صغير، أو شق طريق، ولأفسر لك ما قلته سأعطيك مثالا، إن الحرفيين يتبرعون مجانا بتكوين أشخاص آخرين بروح تضامنية ولو لا هذه الروح العائلية التي تجمع بين المغاربة لعانى المغاربة أكثر مما يعانون اليوم.

– لنعد إلى موضوع اشتغالك في مجال الإشهار، هناك من يقول إن وكالتك الإشهارية تمنح الإشهار للجرائد المرضي عليها في حين تحرم منابر مغضوب عليها، ما رأيك في هذه المسألة؟

 لا…لا، الأمر غير وارد، فوكالة شمس هي الوكالة الوحيدة التي كانت تضع ضمن برنامجها العملي تشجيع الجرائد الناطقة بالعربية بمنحها الإشهارات، لا فرق لدي بين جريدة عربية وفرنسية، ولهذا نتعامل معهم حسب كمية السحب لا لشيء آخر، صحيح تقع أخطاء ولكن جل المشتغلين معي يعملون بحرفية، خاصة في الوكالة المختصة بالإشهار “15 media“.

– اتجهتم في السنوات الأخيرة إلى السوق المغاربي، كيف تمكنتم من هذا الأمر رغم التنافر السياسي الموجود بين هذه البلدان؟

 تواجدنا داخل هذه  الأسواق ضعيف، نتواجد داخل السوق التونسي، أما الجزائر فقد عشت فيها صراحة مشاكل كبيرة للأسف، كنت أرغب في فتح وكالات إشهارية في بلدان عربية وإفريقية ولكن صادفتني مشاكل حقيقية، وكالة شمس كانت الأولى في هذا المجال داخل المغرب، لكنها اليوم تحتل المرتبة الثانية أو الثالثة، لماذا؟ لأن ما يهمني كشخص هو العمل الجمعوي والثقافي ولا يهمني جمع المال، فجمعية “زاكورة” مثلا استنفدت وقتي ومالي، وحتى داخل “جمعية 2007 دابا” كنت من الممولين الكبار، وجل الناس لا يعرفون هذا الأمر، هذا الكلام أكدته لجنة الافتحاص المالي التي راقبت مصاريف الجمعية، إذن ما يشغل بالي والحمد لله هو أن أكون متوافقا مع أفكاري ونفسي.

– ما رأيك في الأسماء التالية:

علي يعتة؟

كان من الأشخاص الذين احترمهم وأقدرهم.

– المحجوبي احرضان؟

 قام بدور هام في السياسة وخاصة اتجاه القضية الأمازيغية، إلا انه يجب أن  يعتزل السياسة بعدما كبر، ليترك مكانه لغيره من الشباب.

– محمد اليازغي ؟

 ليس المسؤول الوحيد عما وصل إليه الاتحاد.

– محمد السادس؟

 اشعر اتجاهه بنوع من الحنان والاحترام.

– فؤاد عالي الهمة؟

 لا داعي للحديث عنه.

– أحمد حرزني؟

 أمتنع عن الاجابة.

– نبيل عيوش؟

 تبارك الله عليه ليس لدي أحب منه.

– أمل عيوش؟

 ممثلة جيدة ومتواضعة، لأنها قبلت غير ما مرة الاشتغال رفقة ممثلين مبتدئين ومخرجين جدد من اجل مساعدتهم.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات