الخيُّون: الأزمات تصادم الدين والعلم .. والإمامة "قضية ماضوية‎"

الخيُّون: الأزمات تصادم الدين والعلم .. والإمامة "قضية ماضوية‎"
الخميس 25 يونيو 2020 - 07:00

قال رشيد الخيُّون، باحث عراقي متخصّص في الفلسفة الإسلامية، إن “التطرف والتشدد، ولنقل اختصاراً التعصب، يوجد في مناحي الحياة الاجتماعية كافة، في الدِّين والمذهب والعقيدة السياسية والقبيلة والقومية والحزب والأسرة وغيرها؛ لكن الأخطر منها هو التشدد المبني على عقيدة دينية ومذهبية”، مبرزا أن “صاحب المذهب أو الدين يعتقد نفسه هو دين ومذهب الله، ولا يرى في الآخرين غير الزندقة والكُفر.. وهنا يصبح القتل مبرراً باسم الله، يُذبح الإنسان ذبحاً مقدساً، لأجل الله”.

وأضاف الخيون، في حوار أجرته معه جريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “لدينا الآن إسلامات وليس إسلاماً واحداً، والسبب الأساسي هو قضية الإمامة أو الخلافة، تلك التي قال عنها إخوان الصفا، في رسائلهم، ثم تبعهم على ذلك الشهرستاني في “الملل والنحل”، بأنها أكثر القضايا التي رفع فيها السيف وسفكت فيها الدماء، وبُذرت فيها الثروات”.

وأوضح صاحب مؤلَّف “العقاب والغلو في الفقه والتراث الإسلامي” أنه “لدينا عنصران يقفان ضد أي خطاب عقلاني مدني، وهما الدين بصورته الموجودة والقبيلة بأعرافها؛ بل حصل تشابك بينهما وتساند، لأن المصلحة بين رجل الدين ورجل القبيلة متلازمة، وعلى الخصوص بمجتمعاتنا حتى صار لدينا ما يسمونه “فقه العشائر”، واعتبروا الأعراف قوانين”.

وإليكم الحوار كاملا:

الجدل بين الدين والعقل يتجدد كل حين؛ لكنه يشتد مع الكوارث الطبيعية، وهو ما بَرَزَ خلال الأزمة الوبائية، ذلك أن السجال الثنائي ظهر باكراً في الشرق الإسلامي بين الفلاسفة وفقهاء الدين، حيث يمكن استجلاء هذا السجال في تاريخ التهافتين: “تهافت الفلاسفة” للغزالي و”تهافت التهافت” لابن رشد، وعاوَد الظهور بعد إغلاق المساجد والأضرحة والمقابر وغيرها في المنطقة العربية. ما الذي يُصادم الوسطين العلمي والديني خلال لحظة الأزمات؟

لا يوجد لقاء بين الديني والعلمي، لأن الدين مسلمات إيمانية روحية، لو عُرضت على العقل العلمي لَما أقرّ بها.. وهذا أمر طبيعي ليس فيه ما يشي بالإلحاد أو الزندقة، بمعنى لم يكن مخترعاً مِن إنسان، إنما ظاهرة طبيعية؛ ذلك أن العلم يؤكد نظرياته عبر التجربة والبحث، بينما الدين يثبت اعتقاداته عبر الإيمان المطلق.

وفي سبيل ردم هذه الهوة، التي لا يمكن أن تُردم في أي وقت كان، حاول عدد من رجال الدين أو العاملين في المجال العلمي من المتدينين إيجاد مشترك، طبعاً لحساب الدين، وهو ما عُرف بالإعجاز العلمي للقرآن.. وما يريدون قوله هو أن كل ما يبتكره العلم، في مجال الطب أو الفلك أو الفيزياء وغيرها من المجالات، قد سبق الدين له، وبهذا يصبح العلم قدري لا تجريبي؛ لكنهم في ذلك جعلوا النص الديني يلاحظ النظرية العلمية، كي يصل إليها ويؤكدها بأثر رجعي، بمعنى أنهم من دون أن يشعروا بالخطر على الدين جعلوا من القرآن نظريات فيزيائية وكيميائية، في ظنهم ذلك أفضل طريقة للدفاع عن الإيمان.

يظهر التصادم بائناً في الأزمات أو الكوارث، فالناس في هذا الوقت تبحث عن منقذ، أو تفسير سريع لما يحدث حولهم، وبهذا ينشط رجال الدين، من المتغابين للناس، بأن الحال عندهم وليس عند العلماء أو الأطباء، وقد يُؤخذون بالمخاوف من ضعف الشعور الديني لدى الناس، وتذهب أهمية الأدعية والأضرحة، والسبب هو أنهم لم يقدموا الدين كهداية، بل قدموه مفتاحا لكل مجالات الحياة، والحقيقة أن المجال الديني لا يعمل على إنتاج لقاح أو علاج لكورونا، أو أي وباء آخر، فهذا اختصاص العلم، الذي لا يخضع، في أي شكل مِن الأشكال، للتصورات الدينية.

هنا، أذكر مقولة لإخوان الصفا، وهم جماعة عقل ظهرت في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، عبر رسائلها الخمسين المعروفة، المقولة هي: أن الله لا يتدخل في الطبيعة، فهو خلقها وترك فيها قوانينها، بمعنى أن الأوبئة والكوارث الطبيعية من اختصاص العلم وأفعال للطبيعة، لا دخل للدين بها. أعتقد هذا هو جوهر التصادم الذي سألت عنه.

بالحديث عن المستجد الوبائي الراهن، يرى البعض أنه يسائل منظومة العولمة الدولية التي تُعولم الأزمات، حيث شكّلت “كورونا” اختبارا كبيرا للنظام الدولي المعولم، بالنظر إلى أنها كشفت عن هشاشة الطور الحالي للعولمة؛ ما جعل كثيرين يتساءلون عن الملامح المستقبلية لها. في نظرك، أية عولمة ما بعد جائحة “كورونا”؟

لا أدري ما تقصدون بهشاشة الطور الحالي للعولمة، وهي مرحلة تاريخية فرضها تطور الحياة في الاقتصاد والتكنولوجيا؛ فحركة الاقتصاد تجاوزت الحدود الجغرافية، وصارت الشركات عالمية لا مستقر لها، فرضت العولمة فرضاً، فهي ليست قراراً من الأمم المتحدة مثلاً، أو اتفاقاً بين الدول، بدأت ملامحها مع بداية القرن العشرين، وأصبح كل شيء خاضعاً لها في الوقت الحالي، الثقافة والمودة والإعلام؛ لكن ذلك لا أظنه سيكتسح الدولة الوطنية، فتبقى الوطنية متداخلة مع العولمة.

أما عن الوباء وعلاقته بهشاشة العولمة، فهذا تحصيل حاصل، إذ كانت الأوبئة في ما مضى محصورة في رقعة جغرافية، بسبب تخلف وسائل النقل والاتصال، فصار اليوم الغداء بدبي والعشاء ببكين، ولو كانت الحركة الجوية، التي يومياً جعلت مئات الملايين يعيشون في الجو داخل الطائرات، موجودة في زمن الطواعين، لكان طاعون “عمواس” الذي حدث عام 18 هجرية بالشام، وقتل عددا من الصحابة، ووصل الصين وأستراليا وأمريكا.

ثقافة الكراهية والتطرف أصبحت مشاعة في المجتمعات الإسلامية، بل إنها تدفع عديداً من الفئات إلى الارتماء في أحضان التيارات الدينية المتشددة، حتى أصبحت تسيء إلى الدين الإسلامي عينه. هل كان خلط الدين بالسياسة، خلال فترات تاريخية معينة، عاملا محوريا في بروز ثقافة الكراهية والتطرف؟

يوجد التطرف والتشدد، ولنقل اختصاراً التعصب، في مناحي الحياة الاجتماعية كافة، في الدِّين والمذهب والعقيدة السياسية والقبيلة والقومية والحزب والأسرة وغيرها؛ لكن الأخطر منها هو التشدد المبني على عقيدة دينية ومذهبية، أي ما بين الأديان وما بين المذاهب والعقائد.. والسبب هو أن صاحب المذهب أو الدين يعتقد نفسه هو دين ومذهب الله، ولا يرى في الآخرين غير الزندقة والكُفر. وهنا، يصبح القتل مبرراً باسم الله، يُذبح الإنسان ذبحاً مقدساً، لأجل الله.

بطبيعة الحال، كل الجماعات المتطرفة، الإسلامية، هي اشتقاق من التنظيمات الدينية السياسية، ولا يمكن أن يكون حزب من أحزاب الإسلام السياسي غير متعصب، مع الإشارة إلى أن التعصب بين الجماعات الدينية السياسية درجات، بمعنى لا يمكن الإقرار والاطمئنان لتقسيم الإسلام السياسي إلى متطرف ومعتدل؛ فالتطرف والاعتدال ما هما في هذا المجال سوى اختلاف الدرجة ليس إلا.

ليس الخطأ في الانتماء إلى عنصر من هذه العناصر، لكن الكارثة هي أن تتعصب على الخطأ والصواب، فتتحول إلى قاتل، غيرك لا يستحق الوجود، بل ولا الحياة، فتصور أنك تعتقد أن عقيدتك إلهية، وأن حزبك هو حزب الله، وأهلك هم أهل الله وقومك قوم الله، فإلى أي درجة ستكون عنيفاً ضد مَن يخالف الله؟!.

لهذا، ظهر قوم من قريش، ومن أهل مكة، قبل الإسلام اعتبروا أنفسهم “أهل الله”، وعرفوا بالحمس، فلا يكون الحجيج إلا بثيابهم وعلى طريقتهم وبطعامهم، والسبب لأنهم اعتقدوا أن الله دافع عن الكعبة، وهي مركز مكة، وهُزم أبرهة وجيشه، دفاعاً عن بيته الكعبة، لذا خصوا أنفسهم عن غيرهم بلقب “أهل الله”، وفق ما ذكره المؤرخ الأزرقي والفاكهي في “أخبار مكة” و”تاريخ مكة”.

لم تستوعب الثقافة الإسلامية في عمقها أن إسلام الإمبراطورية لا يمكن أن يكون إسلام الدولة الحديثة، بحيث مازالت هذه الثقافة تحنّ إلى السياق الإمبراطوري في التاريخ الإسلامي؛ ذلك أن بعض فقهاء اليوم يتشبثون بمجموعة من الاجتهادات التي وسَمت عالم الإمبراطوريات لا عالم الدول. هل الخوف على منظومة القيم الإسلامية هو الذي يجعل بعض الفعاليات الفقهية تتشبث بتلك الاجتهادات العتيقة؟

إن الفكرة الدينية فكرة شاملة، إذا دخلت في السياسة تتحول الأنظمة التي تقرها سياسياً إلى أنظمة شمولية، أي لا اعتبار للحدود الجغرافية الوطنية، وهذا العصر الإسلامي انتهى بالحرب العالمية الأولى، مع سقوط الدولة العثمانية، وظهور الدولة الوطنية، مثلما حصل مبكرا بأوروبا، والحدث لا علاقة له بصناعة استعمارية مثلما يُقال، إنما هو عصر تاريخي، فالإمبراطوريات مرتبطة بفكرة دينية، أو عقيدة سياسية، تجمع في ظلها الناس على أساس العقيدة، مثل الإمبراطورية الرومانية والإسلامية في عهودها كافة.

كما أن فكرة الدولة القومية عابرة الحدود لا وجود لها، لذا فشلت دعوة الشريف حسين وحربه من أجلها 1916، عندما أراد جمع كل البلدان الناطقة بالعربية تحت علم واحد، بينما الأمريكان، وهم إنكليز أولاً، طردوا التاج البريطاني بثورة (1765)، لأن السكان هناك أصبحوا أمريكان، ضمن حدود جغرافية معينة، لا علاقة لهم ببريطانيا، وكذلك الحال ببلدان أُخرى.

إن الإسلام السياسي، بشقيه السُّنّي والشَّيعي، إسلام خلافة أو ولاية لا وطن؛ فإثر سقوط الدولة العثمانية ظهر الإخوان المسلمون ينادون بالخلافة الإسلامية، تمتد حيث يوجد الإسلام، غير أن الشيعي منه اتخذ الولاية، وهي ولاية الفقيه، يمتد النظام فيه حيث يمتد الإسلام الشيعي، وهذا هو سرّ ولاء الأحزاب الدينية الشيعية لإيران، بل إن إيران تبرر تصدير الثورة بمنطق الولاية العامة السياسية، مثلما كانت حدود الصفويين التي ليست إيرانية، وحدود العثمانيين أيضا ليست تركية، إنها حدود الدين والمذهب. نقول انتهى هذا العصر ليس بفعل فاعل، إنما التطور السياسي والاجتماعي فرض انتهاءه.

وجّهت، في إحدى حواراتك السابقة، انتقادات كبيرة إلى ما أسميته بـ”دين الفقهاء”، بسبب التعقيدات التي يضفونها على الإسلام، الذي وصفته بأنه “دين بسيط”؛ لكن نشهد، اليوم، العديد من الصراعات بشأن قضايا دينية محل خلاف دائم. كيف ساهم الفقهاء في جعل الإسلام منظومة تقييد متشددة؟

نجد فارقاً بين قراءة القرآن من جهة، وقراءة الحديث وكتب الفقه من جهة أخرى، فعلى سبيل المثال لا نجد حكماً بالقتل في القرآن، ما عدا القصاص (النفس بالنفس)، لكن مع ذلك هناك تكملة؛ وهو العفو، ففي حالة أن يعفو صاحب الدم ويقبل بالدية فهذا خير عند الله، والآية صريحة في ذلك: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

بمعنى هناك حلّ آخر غير القتل، وهو العفو مقابل دفع الدية، وهذا ما تمارسه بعض الدول الإسلامية، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية، وهو بعد حُكم القضاء على القاتل بالقتل، حيث يبقى التنفيذ ينتظر عفو أولياء القتيل، حتى آخر لحظة من تنفيذ عقوبة القتل، حتى أحياناً يبقى ولي الدم منتظراً لحظة القتل الأخير فيعلن العفو، وكأنه قد شفى غليله أن أوصل القاتل إلى لحظة الشعور بالموت.

لكن لو تصفحنا الأحكام الفقهية نجد حكم القتل على المرتد، يقصد الردة عن الإسلام الفكرية أو العقائدية وليست الحربية، وذلك أمر طبيعي، من يحمل السلاح يُقاتل، كذلك حكم القتل على من يسيء إلى ذات مقدسة، والقتل عقوبة للساحر، والقتل عقوبة على ممارسة “الزنا” للمُحصنين؛ أي بالرجم، وهذه كلها مثار تعصب أورده الفقهاء واتفقوا عليه، وأتوا بأحاديث تسنده.

كذلك إيجاد ما يسمى بعلم أو فقه الناسخ والمنسوخ الذي حذف من القرآن النصوص التي تدعو إلى الإسلام والمودة والتكافل والحُسنى مع غير المسلمين، وعدم التشدد حتى في الفروض؛ حتى أن آية واحدة، وقد سموها بآية السيف، نسخت ما مجمله مائة وعشرين وأربع آيات، فمن يطلع على هذه الآية سيشعر بما فعله الفقهاء من تعصب وتشدد. إلى جانب ذلك، جعلوا التفسير مكان النص، مثلاً النص بخصوص صوم رمضان، فيه حرية ومعبر عن جوهر الصوم، وهو ليس الانقطاع عن الطعام والشراب بدون غرض، وهو وجد رسمياً كصوم دولة لا أفراد أيام الخليفة عمر بن الخطاب، بمعنى يُعاقب من لا يصوم، ومن يأكل علانية.

وتقول الآية: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”؛ لكنهم فسروا يطيقونه بأنه يعني أدنى درجات عدم التحمل، وهذا لا يحتاج له تفسير، فقد وضحته الآية: “فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”، فإذا لم يكن هذا النص يعني حرية أن تصوم أو لا تصوم، لكن عليك تنفيذ جوهر الصوم “فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”، وإلا لماذا لم يكن حكم الذي يطيقوه ولا يرغب بالصوم، أن يكون مؤجلا لأيام أُخر كحالة المريض أو المسافر. ربَّما، وهذا وارد جداً، أن يظهر علينا من يقول اتركوا هذا الكلام للفقهاء أصحاب الاختصاص، ونحن نقول، هذا يخص حياتنا وديننا، ومن حقَّنا أن نجتهد ونعلم ما يدور حولنا.

في كتابك المعنون بـ”رسالة في العَلمانية والخلافة”، تورد ما يلي: “إن الصراع الحاد حول الإمامة، بخلاف ماضوي عقيم، سبب آخر لا يبرر الدعوة إلى الدولة الدينية، وما تشعب عن ذلك الخلاف من مذاهب متحاربة تنشطر باستمرار، فالإسلام بسببها أمسى ليس واحدا، إنما متعدد في الأصول أو العقيدة، فإذا تحدث الشيعة عن الإمامة على اعتبار أنها أصل، أي واحدة من قوام العقيدة، ردّ عليهم السنة بأنها ليست كذلك”. ما أهمية الدولة اللادينية في تجاوز محنة الاختلاف حول الخلافة؟

نعم، لدينا الآن إسلامات وليس إسلاماً واحداً، والسبب الأساسي هو قضية الإمامة أو الخلافة، تلك التي قال عنها إخوان الصفا، في رسائلهم، ثم تبعهم على ذلك الشهرستاني في “الملل والنحل”، بأنها أكثر القضايا التي رفع فيها السيف وسفكت فيها الدماء، وبُذرت فيها الثروات، مع أنه لا وجود لها في كتاب القرآن، وإذا كانوا يلوون أعناق كلمات الآيات بتأويلهم أو تفسيرهم، ويعتبرون “لا حكم إلا لله” يخص السياسة، فهذا مردود عليهم، لأنها تعني قُدرة الله لا السياسة.

نجد الدولة الدينية عند الإسلام السياسي السُّنّي هي الحاكمية الإلهية، وعند الإسلام الشيعي هي الحاكمية الإلهية أيضاً؛ لكنها عبر الإمام المهدي المنتظر، ويخلفه مؤقتاً الولي الفقيه، حيث ترى الحاكمية عند المودودي وعند الخميني، ففي كتابيهما “الحكومة الإسلامية”، العنوان واحد لكلا الكتابين. من هنا، نعتبر قضية الإمامة قضية ماضوية، تلحق عصر الإمبراطوريات، مثلما تقدمه الإجابة عن سؤال سابق من أسئلتك، وأن محاولة تطبيقها على عصرنا هذا فيه انفصال عن الواقع.

نعم، الشيعة يعتبرون الإمامة من الأصول؛ وهي عندهم خمسة: الربوبية والنبوة والمعاد والعدل والإمامة، بينما عند السّنة الأصول هي الثلاثة الأولى، لكن عند الإسلام السياسي السني تعتبر الخلافة أصلا من الأصول، بحيث من لا يؤمن بحاكمية الله السياسية يعد كافراً، بينما عند فقهاء الشيعة المعتدلين من لا يقر بالإمامة يعتبر مسلماً، لكن ليس شيعياً ولائياً. أما الإسلام السياسي الشيعي، فيعد الولاية السياسية، أي ولاية الفقيه، حداً بين الكفر والإيمان، فمن يتعرض لها بإيران اليوم يُحاكم.

من هنا، تأتي أهمية الدولة اللادينية، وهي تنفيذ للحديث الذي يعترف به الفقهاء أنفسهم “أنتم أعلم بأمور دنياكم”، وهل هناك أمر دنيوي أخطر من قضية الدولة؟ مع علمنا أن الداعين إلى الدولة الدينية يمارسون التعسف على الناس، ولم يطبقونها، والسبب هو لا وجود لاقتصاد ديني ولا حكومة دينية.

في ظل الحديث عن التشكلات التاريخية التي تؤلف اللاوعي الجمعي، كتب كثير من الأكاديميين عن مدى توفر المواطنة، حسب مفهومها الحديث، بالفضاء الاجتماعي والسياسي في المنطقة، بفعل تصورات الموروث الثقافي اللاشعوري السائد. كيف يمكن إنشاء خطاب مدني عقلاني في منطقتنا، يكفل ممارسات حقوق الإنسان المؤدية إلى التسامح وقبول الاختلاف؟

ليس هناك وصفة جاهزة عامة لنشوء وعي اجتماعي؛ فلكلّ مجتمع خصوصيته الثقافية والروحية، والدين عادة ليس واحداً، فما يريده ويتأثر به مسلمو الصين غير ما يتأثر به ويتحرك وفقه مسلمو باكستان مثلاً، تتشابك مجموعة من التأثيرات في المجتمع، كالتأثير القبلي أو القومي، وما فيهما من عادات وتقاليد، وكل مجتمع تحدد تلك العوامل طريقه إلى العقلانية. لكن في كل الأحوال يحتاج تشكيل أو إنشاء وعي مدني عقلاني إلى نقد الوعي السائد، وهذه مهمة المثقف المختص بطبيعة الحال، فأنت مثلاً لا تستطيع أن تفصل مواجهة خطاب جماعات التطرف الديني من دون تقديم نقد للقاعدة الدينية التي يرتكز عليها هذا الخطاب، كذلك لا يمكن تأسيس خطاب عقلاني من دون نقد مبررات خطاب التطرف.

كي لا نعمل على اختراع المُخترع أو اكتشاف المكتشف، لنقرأ التجربة الأوروبية في مواجهة التعصب الديني والمذهبي، وكان تعصباً من القسوة بمكان أن وصل إلى الذبح الجماعي؛ لكن كيف تم الخروج من تلك الأزمة، التي استمرت لقرون؟. لقد تمت بالمثقف والحاكم اللذين أعادا الدين والمذهب إلى مكانه الصحيح، وبعده عن السياسة، وذلك حين ظهر مثقف، من داخل الأزمة يكتب “رسالة التسامح” بعد أن هدم أركان التعصب، وظهر ملك قال: أنا ملك على الناس وليس على الضمائر، والدين يخص الضمائر، لا يخص حياة الناس السياسية وإدارة شؤونهم، فهناك شؤون الآخرة وشؤون الدنيا، ووجود خطاب عقلاني مدني يخص الدنيا.

لا أظن أن هناك موروثا لا شعوريا.. كيف تمارس هذا الموروث بلا شعور به، ما أظنه أن هذا الموروث بصورته الكارثية، موروث النزاع المذهبي والديني، إثارته مقصودة ومدروسة، لجني ثمار سياسية، والناس تقودها أحزاب تثير فيها تلك العاطفة مِن أجل ضمان تجنيدها في صفوفها، وإلا ما فائدة الناس من إثارة نزاع مرَّ عليه 1400 عام؟ وما فائدة الناس من النقاش في قضية قد مضت وسدل الدهر عليها ستائره؟.

طبعاً، لا شيء غير فائدة الرؤساء. لدينا عنصران يقفان ضد أي خطاب عقلاني مدني، وهما: الدين بصورته الموجودة، والقبيلة بأعرافها؛ بل حصل تشابك بينهما وتساند، لأن المصلحة بين رجل الدين ورجل القبيلة متلازمة، وعلى الخصوص بمجتمعاتنا حتى صار لدينا ما يسمونه “فقه العشائر”، واعتبروا الأعراف قوانين.

إن إمكانية نقض هذه المنظومة هي الكفيل بإنشاء خطاب عقلاني مدني، فبوجد المنظومة الدينية والقبائلية تعصف بحياة الناس، وخصوصاً في المعاملات الخاصة بالنساء، ولا فرصة لخطاب عقلاني يحترم الجميع.

‫تعليقات الزوار

30
  • مراقب و ملاحظ
    الخميس 25 يونيو 2020 - 07:52

    أودي سير الله يهديكم علينا.. بغيتك غير تفسر ليا علميا و تجريبيا.. لماذا فتحت الحمامات و الشواطىء و المقاهي و لم تفتح المساجد.. خوفا من كورونا !!! ؟؟؟ !!!! مع العلم أن المساجد فتحت في دول عربية و أروبية كثييييرة..
    بأي منطق تتحدثون ؟؟؟
    يمكرون و يمكر الله تعالى.. و الله خير الماكرين.. الله تعالى قادر بشغله.. فالله تعالى يمهل و لا يهمل..

  • czek
    الخميس 25 يونيو 2020 - 08:20

    اصحاب العلم أبانوا عن اختلاف كبير و سقط سهمهم..و أصبحت تتقاذفهم الأهواء السيايسية و المالية… هنا لا أتهم العلم لٱن العلم أحترمه…و لكن أصحاب العلم ، واحد يفتي بحقائق نابعة عن دراسة و آخر يقول نقيضه و يكذبه… و لطالما نعتوا و استهزؤو بفقهاء الدين بسبب اختلاف الفتاوى مع ٱن هذا شيء محمود في شرع الله…و لكن غير مقبول في العلم التجريبي…جزيءتان من الهيدروجين و واحدة من الٱكسجن يعطينا ماء و ليس هناك رأي آخر…
    العلم المجرد الملتحف بالفطرة لا يمكن أن يهدي إلا إلى الإيمان….المشكل هو حين يختلط العلم بمتاع الدنيا وهوى النفس فيصير العالم حاطبا بليل يجمع كل شيء يضع عليه يده…..أنذاك لا ينطق العالم والمفكر إلا بما أمر به ولي نعمته فتسقط الأخلاق وتختل الموازين ..
    و على أي لم يجد أصحاب العلم ما يقدموه للناس حتى الآن سوى التزام الكمامة و التباعد

  • متتبع
    الخميس 25 يونيو 2020 - 08:37

    السؤال البسيط الا تنطلق اي عملية تفكير ايا كان لونها فلسفية عقاءديةتقنية اقتصادية….من مسلمات سابقة لتبني عليها دون ادنى تساءل وتصدر احكام.والا سيكون هذا التفكير انطلق من العدم ومن لا شيء وهذا لا يقول به صاحب العقل السليم فبالاحرى الراشد الحكيم.
    الا ينطلق الطبيب والمهندس والباحث والفيلسوف والاقتصادي من مسلمات سابقة في مساره الدراسي وخلال مزاولة عمله.مسلمات من عهد فيتاغور واوكليدس والخوارزمي وسقراط ووو…والاى ما قبل.
    ولكن الكبرياء الفرعوني(انا ربكم الاعلى في الفهم)ما زال قاءما بالبعض فيجعلون العلم والدين على طرفي نقيض.نرجو لهم الغرق في بحر الحقيقة والواقع والعلم. لعله يتوب من جهله.فتشع الحقيقة من بين اضلعه"وفي انفسكم افلا تبصرون".

  • Merjaoui
    الخميس 25 يونيو 2020 - 08:58

    Pensée des temps révolu. Ce n'est pas donné à n'importe qui de parler n'importe.
    Cet orateur est le dernier à parler de la religion et de la pratique religieuse et de Imama.

  • محمد
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:06

    العلم يقول الماء اصل الحياة والقران قال قبل 1400 سنة ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) ادن العلم يوافق القران

  • عبدالرحمان
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:14

    يعيش المفكرين العرب في ظروف صعبة فمن جهة هم مطالبون بالتفكير العلمي في الظواهر التي يعهرفها الكون ، كما يجب عليهم كدلك التفكير بمنهجية تبعدهم عن التصادم مع المتطرفين .
    المشكلية هي فصل الدين عن الدولة ، فعندما يتحقق هذا المبدأ ستعم حرية التعبير و سيتطور الفكر العربي و يرفقع من وتيرة النعرفة العلمية

  • Mohamed Paris
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:16

    Les lois de la physique ne se démontent jamais.
    La science n'a pas inventé que des masques
    et la distanciation physique.
    Elle a inventé les vaccins qui ont éliminés la peste le choléra , la tuberculose…elle a inventé la voiture, le train , l'avion..
    elle a permis d'éliminer la famine , au moins dans les pays qui ont élevés la science au premier rang de leur préoccupations.
    elle a permis de conquérir les terres, mers et l'espace…etc.
    Les religions ont séparés les Hommes , par les guerres et les destructions au nom de Dieu.
    la foi et la croyance doivent rester dans les sphères privées de chacun.

  • Max
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:21

    الإنسانية تسمو و فوق كل الايمانيات و الدييانات البشرية .

    مجرد سؤال :
    لماذا جل الشعوب العربية والإسلامية تحب و تعشق العيش و العمل ثم الاقامة في دول مثل سويد.نورفيج.فنلندا.انجلترا.سويسرا. ……..
    وهذه الدول من أعلى الدول في ما يخص السعادة الإنسانية بدون اي اهتمام بالديانات أو العقائد .

  • أدربال
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:23

    الحقيقة واضحة كما ورد في المقال الشيق
    الأديان أساسها الإيمان
    و العلم اساسه الدليل و البرهان و الحجة الدامغة
    و محاولة إتباث ان ما اكتشفه العلم سبقه النص الديني هي في الواقع تشويه للنص الديني نفسه و قد تكون له عواقب عكسية !
    لأن العاقل المتنور سينفر من العقيدة ادا أحس أنها مجرد إيديولوجية تساهم في تنويم البسطاء .
    الحل المِثالي المنصف للجميع هو فصل الدين عن السياسة
    يعني بإختصار العلمانية .

  • ابو العنب
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:37

    ذكرني هدا بصحافي دوزيم الدي اشتهر في زمن كورونا ..حينما سأل سيدة قالت انها تتابعه باستمرار هل استفدت شيئا ..فأجابته..نعم استفدت..عندي الراميد و استفدت من مساعدة مالية… فكيف ستخوض في نقاش العلمانية مع شعب استفاد..من التجهيل و الفقير و الاتكال

  • إسماعيل
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:49

    لكل صنعة صانع وصنع هذا الكون هو الله سبحانه وتعالى ونحن نتعبظه بالإسلام إذن فديننا هو الإسلام الذي لديه مبادئ ومعتقدات وجب التسليم بها والإيمان بها وهذا لا يسمى تعصبا وأما الملحدون فهم لا يؤمنون بأي شيء وليس لهم مبادئ فهم وشغلهم الشاغل أن يجعلوا الناس مثلهم أو ليس هذا بتعصب أيضا فهم لايفرقون بين الحلال والحرام فالكل عندهم سيان فالأنعام أفضل منهم لأن لها غريزة يعيشون عليها

  • وعزيز
    الخميس 25 يونيو 2020 - 09:52

    من لم يفهم معنى الدين…. او الدين اصلا… و حاجة الإنسان اليه….. قبل كل شيء….

    لا يمكن أن يتحدث عن الدين….

    و لا يمكن أن يتفلسف انطلاقا من فكره و ما تشبع به من افكار خارجية او تجارب و تعقيدات حياة و عقد نفسية ووووو عن الدين و يستخلص نظرية يريد أن يفيد بها الآخرين….

    لا يمكن….

    لذلك لا يوجد اولا رجال دين في الإسلام…. بل فقهاء و علماء….. درسوا علوم الدين الحنيف من أصله و اصوله…..

    و لا دخل للنفس او العقل المجرد بلا حكمة في الدين لكي يتفلسف فيه….

    مثلا في علم الرياضيات….

    لا يمكن لشخص لا يعرف معنى الاشتقاق و الحدود و الاتصال…. ان يرسم منحنى دالة… مهما تفسلف هذا الشخص….

    لذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز :
    ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) ))

    صدق الله العظيم…

    الحكمة هي من تيسر التذكر لمن له لب..

    اما الباقي فيبقى مجرد كلام….

    يقال، فينسى!

    فلا يتذكره احد…

    فتحدثوا….

  • البوهالي
    الخميس 25 يونيو 2020 - 10:24

    أبدا وألف أبدا لا تصادم بين الدين والعلم

  • أبو عمر
    الخميس 25 يونيو 2020 - 10:50

    .. ليس هناك شيئ إسمه (.. باحث أو فلسفة إسلامية ..)، هذه الأسطوانة ألفها الكل والتي عنوانها كن متناقض للإسلام تكن باحث أو فيلسوف أو..ماشاكلها…
    ..الإسلام العظيم له قاعدة وميزان ألا وهو الكتاب والسنة .. ومن خالف هذا الميزان الرباني العظيم فليس بمسلم ..
    فالأمر لا يحتاج إلى تشويش ..

  • الفرق بين ...
    الخميس 25 يونيو 2020 - 11:07

    .. الدين والعلم هو ان :
    الدين هو سر الوجود وغذاء للروح.
    العلم هو ظاهر الوجود وغذاء للعقل.
    فالدين مبني على الاعتقاد الغيبي بوجود خالق الموجودات من السموات والارض والانسان والحيوان الخ.
    والعلم مبني على اعمال العقل لابتكار ما يفيد الانسان في تحسين أحوال وجوده وعيشه وتحقيق رفاهيته.

  • الزبور لداوود
    الخميس 25 يونيو 2020 - 11:10

    تحدث الكاتب عن الخلافة الإسلامية و الإمبراطورية العربية فوصفها بأقبح الأوصاف و انها غير صالحة الان رغم انها حمتنا من التشتت و التشردم و الاحتلال الذي نعيشه الان و تناسى ذكر الخلافة الأوروبية التي لها فوايد كثيرة اقتصاديا و امنيا … و تناسى الإمبراطورية الأمريكية التي تكونت بالحديد و النار و لازالت تتمدد بهما و تناسى الإمبراطورية الصينية التي استولت على دول مثل التيبيت و تركستان الشرقية و الإمبراطورية الروسية التي احتلت الشيشان و داغستان و قيرغيزستان ….
    فهلا حدثتا الكاتب بدون فلسفلة كيف حول نضام نور المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق و نهب اكثر من الف مليار دولار لمدة تلاثة عشرة سنة من عائدات النفط و تحويلها الى بنوك امريكا و إيران و سويسرا و فرنسا تحت مرءى و مسمع الدول العلمانية من امريكا و بريطانيا و فرنسا و ..
    الى رقم ٨ Mac: أولا المسلمون يهاجرون للعمل بعد انعدام فرص العمل في بلدانهم تحكمها انضمة علمانية عميلة للغرب الصهيوني و ليس انها هجرت لان تلك الدول علمانية أو غير متدينة و لم يهاجروا لدراسة معنى الإلحاد و أبجديات العلمانية، ان هاجروا للدراسة فيهاجرون لدراسة العلوم التطبيقة

  • الخميس 25 يونيو 2020 - 11:19

    بداية اريد توجيه كلمة شكر وامتنان. للمحاور وضيفه. على هذه المادة الدسمة في هذا الصباح الجميل، والتي وضعتم – من خلالها-الإصبع على مكمن الداء. هذا الأخير التي عانت منه الأمة منذ وفاة الرسول (ص). فما احوجنا الي مثل هذه الحوارات. التي توضح معالم الطريق السليم. وتنقية ما علق بعقيدتنا من افكار بلبلت عقول قليلي الحيلة من أبناء جلدتنا. وجعلهم يؤمنون بكل ما يصدر عن فقهاء الظلامية. الإسلام السياسي شكل منذ البداية خطرا على العقيدة او الدين. لان أصحابه تنكروا للنصوص الدينية وغلبوا السلطة السياسية على حساب السلطة الدينية. وهذا يتجلى في طرده (صلى عليه وسلم لمن كان حاضرا في بيته، عندما قال لهم :(اخرجوا عني). – وهو على فراش الموت- لانه لم يكن راضيا على مايروج أمامه. والاسلام السياسي هو السبب في كل ما جرى، اطلاقا من حرب الردة، حرب الجمل، حرف صفين، والاغتيالات التي طالت حتى الخلفاء الراشدين.. الخ. فمن قتل من ؟! واين منهم الكافر من المسلم؟!، أليس المسلم قتل المسلم ؟! والله – كما جاء في كتابه العزيز – حرم القتل بين المسلمين وتوعد القاتل بالعذاب الشديد. فاين نحن مما جرى ويجري الان بين المسلمين؟!..

  • فيطرنبوغا
    الخميس 25 يونيو 2020 - 11:26

    الموضوع كهذا حيث التداخل المعقد والمتشابك في الاسلام ظاهرة (دين ومعايير وقراءات وتاريخ وواقع) لا يمكن تناوله بنموذج ما من النماذج الفكرية او العلمية او البروتوكولية/القانونية او غيرها. اضافة الى ان كل قراءة لهذه الظاهر ضحية خلط الذات بها وبهذا تختلف القراءات داخل نفس النسق المتعلق بهوية او انتماء ما ولا نقول فرق بين استشراق مسيحي وآخر علماني بل نقول الاستشراق المسيحي ذاته خرج بنتائج وتصورات متناقضة لان هم المستشرق الفرنسي قبل ثورة فرنسا غير هم المستشرق اثناء الثورة (امتدت لقرنين) غير همه بعد الثورة وفي مراحل متعددة. ونفس الشيء ينطبق على "العقلانية" كظاهرة. اين ترسم حدود المنهج ولم وقع الاختيار على مسلمات بعينها دون غيرها؟
    والتعصب ظاهرة انسانية لا علاقة لها بدين ولا قبيلة ولا اي مظلة اخرى. الانسان نفسه كائن متعصب متسامح مستبد متفاوض مسالم محارب حاكم مواطن مخلص خائن .. اما التبرير للاستقطاب واراحة الضمير فالانسان يبحث في اقرب مصدر من مصادر انتماءه العقدي او القبلي او الايديولوجي او العرقي او حتى الرياضي اذ كم نفس قتلت في سبيل برشلونة او ريال مدريد؟ نحن الافضل ونحن الاحق ونحن الأزرق…

  • Топ
    الخميس 25 يونيو 2020 - 11:30

    5 – محمد
    الماء أصل الحياة كانت معروفة في قبل الديانة اليهودية والمسيحية التي منها نُقِلَ كل شيئ ،فحتى قبل اليهودية والمسيحية أي عند الشعوب الأولى البابليين والسومريين فراعنة كانوا يقرون بأن الماء مصدر الحياة. من كل هذه الأساطير تبنى الإسلام هذا. لكن الواقع العلمي الحذيث أثبت العكس أن الإنفجار الكبير هو أصل الحياة وبعده ظهر الماء وليس الماء أصل الحياة. فالماء أصل الحياة تعني في المفهوم البسيط أي بعد الإنفجار الكبير أن الوردة تحتاج الماء للحياة وبعدها تموت وليس كما تتخيله في مفهومك

  • سين
    الخميس 25 يونيو 2020 - 11:37

    كل الدول المتأخرة تكرس الجهل و التبعية و الخوف من خلال الدين .الحل هو العلمانية من أراد أن يومن أو يكفر فهو حر .لماذا كل الدول الاسلامية متأخرة و ديكتاتورية ؟

  • الخميس 25 يونيو 2020 - 12:10

    لماذا هؤلاء المفكرين يشغلون أنفسهم بالدين داءما وينبشون في جدوره ويطلعون علينا بأن ألإسلام يساوي التطرف رغم أن جل الدول الإسلامية لا علاقة لها بالتطبيق الحرفي للنصوص الدينية وبالتالي فليس هناك سوى مجموعات متناثرة خارجة عن الدولة هي من تطبق أحكام الشريعة وبطريقة سرية

  • المرادف
    الخميس 25 يونيو 2020 - 12:48

    باختصار شديد سبب تأخرنا وتخلفنا وووهو ابتعدنا عن الدين فالحل هو دولة دينية (الانفجار العضيم وارد في القرآن الكريم)

  • العلم نور ودين جهل
    الخميس 25 يونيو 2020 - 13:08

    مشكلة المسلمون يريدون العودة الى 1400سنة قد خلت ويصروت على دالك والعالم كله نسى الماضي ويتحرك بسرعة فائقة الى المستقبل بالعلم والتكنولوجية.
    صحيحة الأمة الاسلامية أمة متخلفة وسفيهة.

  • Ahmed
    الخميس 25 يونيو 2020 - 13:16

    بصفتي باحث في احد اكثرالمعاهد تطورا في العالم وللاسف ليس لي من علم الدين الا نصيب قليل ,اريد ان ارد على هذا:
    كلما زادت الابحاث العلمية دقة وتعقدا ,كلما زاد ادراكنا بجهلنا للكثيرمن القوانين التي تتحكم في الكون وكلما وصلنا الى نتيجة قد تنفع الناس الا وهي مطابقة لسنة الله
    ويقول المثل الذي ساترجمه: "قليل من العلم يبعد عن الله وكثير من العلم يقرب من الله"
    ربي زدني علما

  • يوسف
    الخميس 25 يونيو 2020 - 14:03

    صاحب التعليق czek, صدقت الكلام، غريب أمر اليعض، لا يعجبهم التعليقات الحرة و المعقولة، اقرأ و بعدها علق و إلا شوف و اسكت

  • driss elhoceima
    الخميس 25 يونيو 2020 - 15:02

    الملاحظ أن المحاور يرى العديد من القضايا التي تكلم فيها بعين واحدة بحيث تعمد الطمس و التدليس على التاريخ ماضيه و حاضره بتبخيس ما يريد و تمجيد ما يريد وفق نظرته الأحادية للتاريخ الواقع.

  • مغترب
    الخميس 25 يونيو 2020 - 15:13

    هناك خلط رهيب في ادمغة العرب بين مفهوم العلم و التقنية و القوانين الطبيعية!
    العلم جاء به الانبياء و الرسل و هو العلم بالله و الجنة و النار و يوم الحساب.
    و اما التقنية فهي فتح من الله على من يشاء من عباده"اعملوا ال داوود شكرا و قليل من عبادي الشكور"
    و اما القوانين الفيزياءية و الكيميائية فهي سنة الله في خلقه."و لن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا"!
    اما قضية الحكم فهي الاتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدين و ما وراءها ضرب من الظلم و الاستعباد للبشر !
    ما دخل الدين في هذا؟
    كيف يكون الدين سببا في التخلف،السبب هو الفهم السيء و مكر شياطين الانس و الجن!

  • مهتم
    الخميس 25 يونيو 2020 - 17:32

    فقهاء الائمة الاربعة جعلو الدين مذاهب لانهم ادركوا ان لكل اهل مذهب احكام تناسب مجتمعهم وتقاليدهم واحوالهم الشخصية والمدنية وهذه اشياء حسم فيها علماؤنا من اهل الدين
    ويبقى التعصب للجاهلين بكون الدين دين يسر وليس دين عسر
    ويبقى التطرف لمحدودي الادراك لأحكام الشريعة الاسلامية
    ثم الحالة الدينية في العراق والشرق على العموم ليست هي الحالة الدينية في المغرب هناك فارق كبير في فهم الدين وادراك مفهوم التدين
    صاحبنا هنا يتحدث عن حالة العراق مع داعش والشيعة والحرب الدينية المخبولة التي اسهمت في تدمير الحضارة العراقية
    اما لو عاش في المغرب لكان له رأي ءاخر

  • نجم مغربي
    الجمعة 26 يونيو 2020 - 09:42

    صعب تعميم الفكر النقدي التحليلي.

  • علي
    الأحد 28 يونيو 2020 - 00:39

    فرق كبيربين العلم والدين فالعلم يبني حقائقه اعتمادا على التجارب ولا يقبل أي شيء بدون دليل , بينما الدين فالحقيقة فيه تبنى على الإيمان المطلق ، والمؤمن في المجال الديني لايحتاج إلى دليل يبني عليه إيمانه . ولذلك فالحقائق العلمية متفق عليها عالميا ، بينما الأديان مختلف حولها وكل دين ينسب نفسه إلى الله ويعمل على تكذيب وتسفيه الأديان الأخرى . وعلى كل حال فمن حق الشخص أن يعتقد ما يشاء ولكن شريطة أن يحترم الآخرين . والدولة الدينية لا يمكنها أن تستوعب الاختلافات بين البشر ، بل البشر يمكن أن يتعايش في ظل دولة مدنية .

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة