الناصري: الخلفي لم يرتكب أخطاء جوهرية كانت تَتَهدده

الناصري: الخلفي لم يرتكب أخطاء جوهرية كانت تَتَهدده
الخميس 10 يناير 2013 - 01:00

قال خالد الناصري، وزير الاتصال السابق في حكومة عباس الفاسي، لدى تقييمه لحصيلة خَلَفه في الوزارة مصطفى الخلفي، إن هذا الأخير برهن على قدرة على الاستماع ورغبة في تدبير هذا المجال، مشيرا إلى أن الخلفي لم يرتكب أخطاء جوهرية في معالجة بعض ملفات وزارته، مع العلم أنها كانت تتهدده، ولكنه عرف كيف يدبر الأشياء بالتي هي أحسن”.

الناصري، وخلال الحوار الذي أجرته معه هسبريس، قال إنه على الفاعلين في حقل الإعلام المغربي الانطلاق من حسن نية في تدبير التعدد اللغوي في الإعلام، مردفا بأن هناك رغبة لدى كل الفاعلين السياسيين في تحصين حقل الحريات الإعلامية، “وهذا شيء أساسي على اعتباره مدخلا من مداخل التدبير”، منبها في الوقت نفسه إلى ضرورة عدم المساس بحرية التعبير بكل تلاوينها، رغم أن السؤال المطروح حاليا هو: هل مهنيو القطاع بأنفسهم مقتنعون بهذه الثقافة؟.

من جهة أخرى يرى خالد الناصري، الذي يشغل مديرا للمعهد العالي للإدارة بالرباط منذ 1996، أن الأغلبية الحكومية والمعارضة في حاجة إلى تحكيم العقلانية في التعامل مع بعض القضايا، داعيا إلى الابتعاد عما سماها “الديماغوجية والمواقف الشعبوية”، لأنها لا تقدم خدمة للبناء الديمقراطي في المغرب، على حد تعبيره.

بداية، ما تقييمك لحصيلة أداء خلفك مصطفى الخلفي على رأس وزارة الاتصال؟

بكل تجرد وموضوعية، أعتقد أن خلفي الأستاذ مصطفي الخلفي يبرهن على قدرة على الاستماع، وعن رغبة في تدبير مجال كثير التعقيد، وهو على بيّنة بالنظر لكونه ابن المهنة ومتمرس فيها، ويعرف أنها حقل تتجاذبه مجموعة من الأفكار والمواقف والتيارات.

ومطلوب من الخلفي كوزير وصيّ على قطاع الاتصال أن يخلق جواً من التناغم في نطاق احترام التعددية والتنوع الذي هو ميزة الحقل الإعلامي بالمغرب، والذي يجب أن يستمر في ذلك التنوع، لأن ذلك هو القيمة المضافة للممارسة السياسية والإعلامية في المغرب. أعتقد بأنه لم يرتكب أخطاء جوهرية في هذا الصدد، مع العلم أنها كانت تتهدده، ولكنه عرف كيف يدبر الأشياء بالتي هي أحسن.

بمعنى أنك تعتقد بمحاولة تدخل جهات ما في القطاع؟

هذا أمر طبيعي، لأن الفضاء بطبيعته مُعرّض للكثير من التدخلات، لأن الموضوع الإعلامي هو موضوع لا يهم قطاعا في حد ذاته، فهو مجال يهم كل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية، وكل قرار تتخذه وزارة الاتصال إلا تكون له انعكاسات على كل الفضاءات المجاورة الأخرى.

هل ترى أن السياق العادي لمسلسل “دفاتر التحملات” كان يجب أن يمر من المرحلة الثانية؟

موضوع دفاتر التحملات موضوع معقد في حد ذاته، لأن الأمر يتعلق بالفضاء السمعي البصري العمومي، وما أدراك ما هذا الفضاء الذي يفترض فيه أن يكون الواجهة الخارجية للممارسة المجتمعية والسياسية الوطنية.

وبالتالي، فالحقل الإعلامي العمومي، بالنظر لكونه يدبر مرحلة انتقال مجتمعي وسياسي عميق، فإن ذلك يفرض عليه أن تتجاذبه مواقف قد تكون متناقضة في بعض الأحيان. وذلك أمر طبيعي، ومطلوب من وزير الاتصال أن يسمع للمهنيين في الإعلام العمومي، وأن يرجح كفة التوافقات الأساسية، لأننا في محطة تاريخية وطنية ما زالت تستلزم التوافقات في القضايا الأساسية، ولا يمكن أن نقول من هذا المنطلق إن الديمقراطية ليست هي التوافق.

الديمقراطية في أبعادها التدبيرية ليست هي التوافق، وإنما هي الحسم من خلال المواقف التي تتخذها الأغلبية وتعمل على احترام مواقف الأقلية.

هل هذا يعني أنه يمكن اللجوء في بعض الملفات إلى الحسم عوض البحث عن توافقات سياسية؟

ذلك مفروض فينا، وهذه سُنة التاريخ في الممارسة الديمقراطية، ففي أعظم الدول الديمقراطية في الغرب هكذا تحسم الأمور، ولا ينبغي أن ننسى أن أعرق الديمقراطيات بما فيها الديمقراطية الغربية ترتكز في ممارستها السياسية على منطلقات وأسس مبينة على التوافق.

خطأ كبير أن يقال لنا بأن الديمقراطية الغربية لا تعرف التوافق، في فرنسا مثلا هناك توافق حول ما يسمى بالقيَم الجمهورية لا يمكن الخروج عنها، لكن طالما تحترم هذه القيم الجمهورية فباب الاختلاف والتعبير عنه والدفاع عنه يبقى مفتوحا.

وهل ترى أن الممارسة السياسية في المغرب تعتمد هذه المقاربة، خصوصا في ظل الجدال الحاصل بين قوى الأغلبية والمعارضة؟

فعلا، نلاحظ اليوم أن بعض التصرفات متواجدة داخل الأغلبية التي تبرز على أنها ليست منسجمة بالقدر الكافي، وبين الأغلبية ككتلة، إذا ما افترضنا ذلك جدلا، وداخل المعارضة ككتلة وهي ليست كذلك لأن المعارضة مرجعيات متعددة ومتفرقة. ويبدو لي أن هناك حاجة إلى تحكيم العقلانية في التعامل مع القضايا، والابتعاد عن الديماغوجية والمواقف الشعبوية، وهذا أمر ثابت في الممارسة السياسية الحالية، ولا نقدم خدمة للبناء الديمقراطي في المغرب إذا ما التجأنا إلى ممارسات أكثر شعوبية.

نبقى في قضية الإعلام، كيف تُقيمون الواقع اللغوي في الإعلام المغربي الرسمي؟

الإعلام المغربي مرآة للأوضاع المجتمعية والثقافية المغربية، وهو واقع مُركّب وليس بسيطا، ففي الدول التي لها مرتكزات موحدة لغويا ليس هناك مشكل، في فرنسا مثلا اللغة التي يتعلمها الطفل في بيته وسط أسرته هي اللغة التي يتحدث بها في الشارع عندما يركب النقل العمومي وهي اللغة عندما يقرأ كتابا ويستعملها عندما يسمع برنامجا تلفزيا أو إذاعيا..
نحن في المغرب، مرجعياتنا اللغوية رباعية: الأمازيغية والدارجة المغربية والعربية الفصحى، ثم اللغة الفرنسية كلغة انفتاح على العالم، إضافة إلى الانجليزية. وهذا التعدد ينعكس على الواقع الإعلامي المغربي في عصر الانفتاح الإعلامي والسياسي والثقافي.

ولكن يبقى الإشكال المطروح في تدبير هذا التنوع في ظل الطفرة الثقافية التي قوامها الانفتاح، وذلك ما يفسر أن الإعلام في شقه الثلاثي: المكتوب والسمعي-البصري والالكتروني، يستعمل أدوات التواصل اللغوية كاملة، رغم أن الدارجة المغربية تعرف تنوعا وتحولا بين الماضي والحاضر..

وهل ترى معي أن الإعلام المغربي يحترم هذه التعددية؟ وهل من الصعب تدبيرها؟

أعتقد أننا يجب أن ننطلق في تدبير التعدد اللغوي من حسن النية، وأرى أن هناك رغبة لدى كل الفاعلين السياسيين في تحصين حقل الحريات الإعلامية، وهذا شيء أساسي على اعتباره مدخل من مداخل التدبير.

يجب أن نتفق أولا على عدم المساس بحرية التعبير بكل تلاوينها، رغم أن السؤال المطروح حاليا هو: هل مهنيو القطاع مقتنعون بهذه الثقافة؟

أعتقد أن الأمر يتطلب مزيدا من الإنضاج، لأن الأجيال الجديدة من الإعلاميين في حاجة إلى تثبيت ثقافة ديمقراطية ناضجة في التعامل مع الشأن اللغوي الإعلامي، فنحن لا زلنا في بداية الطريق.

هناك أقطاب وتيارات تحاول أن تعتمد على خلفياتها الايديولوجية لكي تفرض لغة إعلامية معينة وترفض تواجد أخرى؟ هل الأمر في نظرك صحي وواقعي؟

أعتقد أن على الجميع الاحترام الواجب لتموقعات هؤلاء وأولئك، رغم أني لا أفهم ولا يمكن أن أجد ظروف التخفيف بالنسبة لمن يقول أنه مع الأمازيغية ويرفض العربية أو الذي يقول بأن الأمازيغية هي أمر ثانوي.. فهذا في نظري احتقار للعربية وللأمازيغية على حد سواء.

ولا أفهم كيف يقال لي بأنه علينا أن ندير ظهرنا للغة الفرنسية، فرغم أنها ليست لغة رسمية للبلاد لكنها صارت جزء من الموروث الثقافي المغربي، وعلينا أن نستعملها في نطاق احترام هويتنا.

أنا مع الذين يقولون بأننا نتخوف من هيمنة اللغة والثقافة الفرنسيتين على حساب هويتنا وثقافتنا المغربية، لكن علينا أن نجتهد حتى لا نسقط في فخ الابتذال الثقافي والهوياتي، لكن أن يؤدي بنا الاختلاف إلى إنكار حق الآخرين في أن يُعبّروا عن أنفسهم باللغة التي يريدونها، فذلك خط أحمر بالنسبة لي.

‫تعليقات الزوار

7
  • المغربي سيدك
    الخميس 10 يناير 2013 - 03:38

    نذكرالسيد الوزير السابق بالخطأ الفاذح الذي إرتكبه السيد الوزير الحالي الخلفي عندما طار إلى الجزائر في زيارة رسمية من أجل عرض التطبيع الإعلامي مع الجزائر هذا الأخير الذي لم يكلف نفسه لحد الساعة لدراسة المبادرة المغربية أو الرد عليها رسميا,وهنا أستحضر جواب السيد الخلفي على أحد تساؤلات بعض الصحفيين قائلا :(الكرة في مرمى الجزائر الشقيقة …ونحن ننتظر…)
    ألا ترون أنها صفعة أخرى على رأس الدبلوماسية المغربية في أول تحرك إقليمي لها ؟؟
    ألا ترون أن هذا التصرف قصور في الرؤيا لوقائع الأحداث الإقيمية على الأرض واندفاع كلف صورة المغرب إعلاميا سمعتها التي طالما إحترمها العالم بأسره ؟؟

    أرجو النشر يا هسبرس الرأي الحــر.

  • مجد المغربى
    الخميس 10 يناير 2013 - 10:27

    سؤال يحير العقل لماذا يطبل اللامسؤول السابق على اللامسؤول الحالى هل هى مزحة ام هنالك مصلحة قديمة او شئ من الخفاء ومسك اليد من الجهة التى تضر من العجب نرى هذا اللامسؤول السابق يطبل فهو كان معارضا جدا على اللامسؤولية الجديدة لكنه نراه يتغنى ويحكى ويمدح اكثر من الازم عجب يا دنيا ….خلاصة القول هى بطبع اشياء قرص بها اللامسؤول القديم من اجل عدم التكلم سلبا على المنهجية التى اتبعوا خطوها كلهم

  • كاره الجهل
    الخميس 10 يناير 2013 - 11:46

    الشعبوية هي خطاب يتوجه مباشرة إلى الجماهير خصوصا الغير المثقفة، و أما الديماغوجية فهي لغة الأحزاب البرجوازية بامتياز حيث تستخدم أساليب السفسطة واللعب على مشاعر ومخاوف الشعب لخداعه و تضليله عبر محترفين يجيدون التضليل.
    فالفرق بين السيد الخلفي و السيد الناصري هو أن الأول أصبحنا نفهمه من خلال تقاسيم وجهه و لو أنه لم يتكلم، و أما الثاني فلم نكن نفهمه و لو تكلم لأيام و ليالي.

  • samir
    الخميس 10 يناير 2013 - 12:31

    Nous somme d'accord sur l'évaluation qu'a donné monsieur Naciri à une année de travail de son successeur au poste de ministre de la communication. Or, selon des sources de ce département le ministre doit être méfiant d'un dénommé M.B., directeur des études et des …., qui fait le chaud et le froid au sein du ministère. Le dénommé se vante devant son entourage qu'il possède tous les ficelles pour gérer ce département,de la nommination d'un simple chaouch au directeur régional dans un patlin lointain,ce monsieur à vécu depuis longtemps dans la magouille, il change de couleur à n'importe quelle occasion, il est sympatisant du PI quand le ministre est istiqlalien, il est du PPS quand le chef est communiste et il est maintenant proche du PJD en se dirigeant à la mosquée de la cité universitaire Souissi pour implorer Dieu de préserver ses avantages et ses voyages à Genève et chez Paul.

  • عبدالله
    الخميس 10 يناير 2013 - 12:59

    الناصري هو اخر من يجب ان يحلل ويناقش سياسة الخلفي لانه عندما كان وزيرا للاتصال لم يقدم شيئا للاعلام المغربي وحتى دفاتر التحملات تركها كما وجدها
    دون ان تكون لديه الشجاعة الكافية لتغيير ولو نقطة منها
    الخلفي قام في بضعة شهور بتغيير دفاتر التحملات و انشاء القناة التقافية وقريبا الدولية والاسرة والطفل فمادا قدم الناصري في سنوات سوى اغلاق مكاتب القنوات الدولية

  • Ziryab
    الخميس 10 يناير 2013 - 15:49

    ومطلوب من الخلفي كوزير وصيّ على قطاع الاتصال أن يخلق جواً من التناغم في نطاق احترام التعددية والتنوع الذي هو ميزة الحقل الإعلامي بالمغرب
    تتفتح قريحتكم و عبقريتكم فقط عندما تكونون خارج السلطة.
    لقد تابعنا سياستك عندما كنت وزيرا و لم نلمس و لو بإشارات بسيطة كل هذه الأفكار. كل ما نذكره عنك هو تدخلك و استعمال سلطتك من أجل إطلاق سراح إبنك أمام بوابة البرلمان إضافة إلى دفاعك المستميت على من كنت تنعتها بالديموقراطية الفريدة في إفريقيا و العالم العربي إلى أن جاء الربيع العربي و كذب تلك الإدعاءات

  • Amghribi
    الخميس 10 يناير 2013 - 21:35

    هل هناك مغربي شاهد القنواة التلفزية المغربية ولم يلاحظ أن هذه السلطة الإعلامية تقول وتؤكد علانية وبوضوح أن الأمازيغ غير معترف بهم البثة وأن جريمة التعريب هي الهدف الثاني لهذه القنواة بعد الهدف الأول وهو إحتوء الشباب وتظليله وإلهائه عن مِحَنه المتعددة بتفاهات مخزنية وعروبية مستوردة.كأمازيغي مغربي معتز بأصله وهويته الأمازيغية إذا حدث لي بالصدفة أن أسمع لقطة من تلك البرامج الإديولوجية لا تفوت بضعة دقائق حتى أسمع أن المغرب بلد عربي وأن كل الجامد و المتحرك عربي.هذا الإقصاء المقصود يُهِينُنِي أكثر من الإستعمار الفرنسي ويسبب لي القَيْئَ والغُبْنَ ويؤكد لي أن لالعرب هدف واضح وهو تذويب الأمازيغ إقبارهم.لاكن أحس بالخجل العميق والذُّل لأولائك الأمازيغ الذين لا يلاحظون ذالك الإجرام والأبارتايد في حقهم وهم في قعر دارهم.إلى متى يستمرهذا الإقصاء المتَعَمَّد.أنا أفظل أن أتفرج على قنواة البانغلاديش أو الصومال ولا على قنواة المخزن العروبي التي تبصق على وجهي وتنتظر مِنِّي أن أبتسم وأشكر.ألاحظ أن بعض الجرائد في سوس ماسة درعة تأخد الأمازيغية كشعارفي الوقت نفسه تَهتَمُّ بقضايا العرب وتهمش الأمازيغ.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب